قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ) ، لا يغشى وجوههم كآبة ، ولا كسوف ، حتى تصير من الحزن كأنما علاها قتر .
و " القتر " الغبار ، وهو جمع " قترة " ومنه قول الشاعر :
متوج برداء الملك يتبعه موج ترى فوقه الرايات والقترا
يعني ب " القتر " الغبار .
( ولا ذلة ) ، ولا هوان ( أولئك أصحاب الجنة ) ، يقول : هؤلاء الذين وصفت صفتهم ، هم أهل الجنة وسكانها ،
ومن هو فيها ( هم فيها خالدون ) ، يقول : هم فيها ماكثون أبدا ، لا تبيد ، فيخافوا زوال نعيمهم ، ولا هم بمخرجين فتتنغص عليهم لذتهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 73 ]
وكان يقول في قوله : ( ابن أبي ليلى ولا يرهق وجوههم قتر ) ما :
17643 - حدثنا قال : حدثنا محمد بن منصور الطوسي عفان قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : ( ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ) ، قال : بعد نظرهم إلى ربهم .
17644 - حدثني المثنى قال : حدثنا الحجاج ومعلى بن أسد قالا حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بنحوه .
17645 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن عن ابن جريج عن عطاء الخراساني ابن عباس قوله : ( ولا يرهق وجوههم قتر ) ، قال : سواد الوجوه .