[ ص: 220 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل ( 108 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد ، صلى الله عليه وسلم : ( قل ) ، يا
محمد للناس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم ) ، يعني : كتاب الله ، فيه بيان كل ما بالناس إليه حاجة من أمر دينهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فمن اهتدى ) ، يقول : فمن استقام فسلك سبيل الحق ، وصدق بما جاء من عند الله من البيان (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فإنما يهتدي لنفسه ) ، يقول : فإنما يستقيم على الهدى ، ويسلك قصد السبيل لنفسه ، فإياها يبغي الخير بفعله ذلك لا غيرها (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108ومن ضل ) ، يقول : ومن اعوج عن الحق الذي أتاه من عند الله ، وخالف دينه ، وما بعث به
محمدا والكتاب الذي أنزله عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فإنما يضل عليها ) ، يقول : فإن ضلاله ذلك إنما يجني به على نفسه لا على غيرها ، لأنه لا يؤخذ بذلك غيرها ، ولا يورد بضلاله ذلك المهالك سوى نفسه . ولا تزر وازرة وزر أخرى (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108وما أنا عليكم بوكيل ) ، يقول : وما أنا عليكم بمسلط على تقويمكم ، إنما أمركم إلى الله ، وهو الذي يقوم من شاء منكم ، وإنما أنا رسول مبلغ أبلغكم ما أرسلت به إليكم .
[ ص: 220 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ( 108 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قُلْ ) ، يَا
مُحَمَّدُ لِلنَّاسِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) ، يَعْنِي : كِتَابَ اللَّهِ ، فِيهِ بَيَانُ كُلِّ مَا بِالنَّاسِ إِلَيْهِ حَاجَةٌ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فَمَنِ اهْتَدَى ) ، يَقُولُ : فَمَنِ اسْتَقَامَ فَسَلَكَ سَبِيلَ الْحَقِّ ، وَصَدَّقَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنَ الْبَيَانِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) ، يَقُولُ : فَإِنَّمَا يَسْتَقِيمُ عَلَى الْهُدَى ، وَيَسْلُكُ قَصْدَ السَّبِيلِ لِنَفْسِهِ ، فَإِيَّاهَا يَبْغِي الْخَيْرَ بِفِعْلِهِ ذَلِكَ لَا غَيْرَهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108وَمَنْ ضَلَّ ) ، يَقُولُ : وَمَنِ اعْوَجَّ عَنِ الْحَقِّ الَّذِي أَتَاهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَخَالَفَ دِينَهُ ، وَمَا بَعَثَ بِهِ
مُحَمَّدًا وَالْكِتَابَ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) ، يَقُولُ : فَإِنَّ ضَلَالَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يَجْنِي بِهِ عَلَى نَفْسِهِ لَا عَلَى غَيْرِهَا ، لِأَنَّهُ لَا يُؤْخَذُ بِذَلِكَ غَيْرُهَا ، وَلَا يُورِدُ بِضَلَالِهِ ذَلِكَ الْمَهَالِكَ سِوَى نَفْسِهِ . وَلَا تَزُرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ) ، يَقُولُ : وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِمُسَلَّطٍ عَلَى تَقْوِيمِكُمْ ، إِنَّمَا أَمْرُكُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَهُوَ الَّذِي يُقَوِّمُ مِنْ شَاءَ مِنْكُمْ ، وَإِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ مُبَلِّغٌ أُبِلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ .