القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28857_28890_28860nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=102قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ( 102 ) )
يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا
محمد للقائلين
[ ص: 298 ] لك إنما أنت مفتر فيما تتلو عليهم من آي كتابنا ، أنزله روح القدس : يقول : قل جاء به
جبرئيل من عند ربي بالحق . وقد بينت في غير هذا الموضع معنى : روح القدس ، بما أغنى عن إعادته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
عبد الأعلى بن واصل ، قال : ثنا
جعفر بن عون العمري ، عن
موسى بن عبيدة الربذي ، عن
محمد بن كعب ، قال : روح القدس :
جبرئيل .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=102ليثبت الذين آمنوا ) يقول تعالى ذكره : قل نزل هذا القرآن ناسخه ومنسوخه ، روح القدس علي من ربي ، تثبيتا للمؤمنين ، وتقوية لإيمانهم ، ليزدادوا بتصديقهم لناسخه ومنسوخه إيمانا لإيمانهم ، وهدى لهم من الضلالة ، وبشرى للمسلمين الذين استسلموا لأمر الله ، وانقادوا لأمره ونهيه ، وما أنزله في آي كتابه ، فأقروا بكل ذلك ، وصدقوا به قولا وعملا .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28857_28890_28860nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=102قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ( 102 ) )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِلْقَائِلِينَ
[ ص: 298 ] لَكَ إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ فِيمَا تَتْلُو عَلَيْهِمْ مِنْ آيِ كِتَابِنَا ، أَنْزَلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ : يَقُولُ : قُلْ جَاءَ بِهِ
جِبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ رَبِّي بِالْحَقِّ . وَقَدْ بَيَّنْتُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ مَعْنَى : رُوحِ الْقُدُسِ ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ ، قَالَ : ثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ الْعُمَرِيُّ ، عَنْ
مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : رُوحُ الْقُدُسِ :
جِبْرَئِيلُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=102لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : قُلْ نَزَّلَ هَذَا الْقُرْآنَ نَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ ، رُوحُ الْقُدُسِ عَلَيَّ مِنْ رَبِّي ، تَثْبِيتًا لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَتَقْوِيَةً لِإِيمَانِهِمْ ، لِيَزْدَادُوا بِتَصْدِيقِهِمْ لِنَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ إِيمَانًا لِإِيمَانِهِمْ ، وَهُدًى لَهُمْ مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ اسْتَسْلَمُوا لِأَمْرِ اللَّهِ ، وَانْقَادُوا لِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، وَمَا أَنْزَلَهُ فِي آيِ كِتَابِهِ ، فَأَقَرُّوا بِكُلِّ ذَلِكَ ، وَصَدَّقُوا بِهِ قَوْلًا وَعَمَلًا .