[ ص: 399 ] القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28671تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=99وما يكفر بها إلا الفاسقون ( 99 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=99وما يكفر بها إلا الفاسقون ) ، وما يجحد بها . وقد دللنا فيما مضى من كتابنا هذا على أن معنى "الكفر" الجحود ، بما أغنى عن إعادته هنا . وكذلك بينا معنى "الفسق" ، وأنه الخروج عن الشيء إلى غيره .
فتأويل الآية : ولقد أنزلنا إليك ، فيما أوحينا إليك من الكتاب علامات واضحات تبين لعلماء بني إسرائيل وأحبارهم - الجاحدين نبوتك ، والمكذبين رسالتك - أنك لي رسول إليهم ، ونبي مبعوث ، وما يجحد تلك الآيات الدالات على صدقك ونبوتك ، التي أنزلتها إليك في كتابي فيكذب بها منهم إلا الخارج منهم من دينه ، التارك منهم فرائضي عليه في الكتاب الذي يدين بتصديقه . فأما المتمسك منهم بدينه ، والمتبع منهم حكم كتابه ، فإنه بالذي أنزلت إليك من آياتي مصدق وهم الذين كانوا آمنوا بالله وصدقوا رسوله
محمدا صلى الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل .
[ ص: 399 ] الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28671تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=99وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ( 99 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=99وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ) ، وَمَا يَجْحَدُ بِهَا . وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابِنَا هَذَا عَلَى أَنَّ مَعْنَى "الْكُفْرِ" الْجُحُودُ ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ هُنَا . وَكَذَلِكَ بَيَّنَّا مَعْنَى "الْفِسْقِ" ، وَأَنَّهُ الْخُرُوجُ عَنِ الشَّيْءِ إِلَى غَيْرِهِ .
فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ : وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ، فِيمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ عَلَامَاتٍ وَاضِحَاتٍ تُبَيِّنُ لِعُلَمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَحْبَارِهِمُ - الْجَاحِدِينَ نُبُوَّتَكَ ، وَالْمُكَذِّبِينَ رِسَالَتَكَ - أَنَّكَ لِي رَسُولٌ إِلَيْهِمْ ، وَنَبِيٌّ مَبْعُوثٌ ، وَمَا يَجْحَدُ تِلْكَ الْآيَاتِ الدَّالَاتِ عَلَى صِدْقِكَ وَنُبُوَّتِكَ ، الَّتِي أَنْزَلْتُهَا إِلَيْكَ فِي كِتَابِي فَيُكَذِّبُ بِهَا مِنْهُمْ إِلَّا الْخَارِجُ مِنْهُمْ مَنْ دِينِهِ ، التَّارِكُ مِنْهُمْ فَرَائِضِي عَلَيْهِ فِي الْكِتَابِ الَّذِي يَدِينُ بِتَصْدِيقِهِ . فَأَمَّا الْمُتَمَسِّكُ مِنْهُمْ بِدِينِهِ ، وَالْمُتَّبِعُ مِنْهُمْ حُكْمَ كِتَابِهِ ، فَإِنَّهُ بِالَّذِي أَنْزَلْتُ إِلَيْكَ مِنْ آيَاتِي مُصَدِّقٌ وَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا رَسُولَهُ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَهُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ .