القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28998_31972_31971_27906_32412_19614تأويل قوله تعالى : [ ص: 460 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ( 38 )
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ( 40 ) )
اختلف أهل العلم في الحين الذي قال فيه
سليمان (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها ) فقال بعضهم : قال ذلك حين أتاه الهدهد بنبأ صاحبة
سبأ ، وقال له : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وجئتك من سبإ بنبإ يقين ) وأخبره أن لها عرشا عظيما ، فقال له
سليمان صلى الله عليه وسلم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=27سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) فكان اختباره صدقه من كذبه بأن قال لهؤلاء : أيكم يأتيني بعرش هذه المرأة قبل أن يأتوني مسلمين . وقالوا إنما كتب
سليمان الكتاب مع الهدهد إلى المرأة بعد ما صح عنده صدق الهدهد بمجيء العالم بعرشها إليه على ما وصفه به الهدهد ، قالوا : ولولا ذلك كان محالا أن يكتب معه كتابا إلى من لا يدري ، هل هو في الدنيا أم لا ؟ قالوا : وأخرى أنه لو كان كتب مع الهدهد كتابا إلى المرأة قبل مجيء عرشها إليه ، وقبل علمه صدق الهدهد بذلك ، لم يكن لقوله له (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=27سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) معنى ; لأنه لا يلم بخبره الثاني من إبلاغه إياها الكتاب ، أو ترك إبلاغه إياها ذلك ، إلا نحو الذي علم بخبره الأول حين قال له : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وجئتك من سبإ بنبإ يقين ) قالوا : وإن لم يكن في الكتاب معهم امتحان صدقه من كذبه ، وكان محالا أن يقول نبي الله قولا لا معنى له وقد قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=27سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) علم أن الذي امتحن به صدق الهدهد من كذبه هو مصير عرش المرأة إليه ، على ما أخبره به الهدهد الشاهد على صدقه ، ثم كان الكتاب معه بعد ذلك إليها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قال : إن
سليمان أوتي ملكا ، وكان لا يعلم أن أحدا أوتي ملكا غيره ; فلما فقد الهدهد سأله : من أين جئت ؟ ووعده وعيدا شديدا بالقتل والعذاب ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وجئتك من سبإ بنبإ يقين ) قال له
سليمان : ما هذا النبأ ؟ قال الهدهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23إنى وجدت امرأة )
بسبأ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) فلما أخبر الهدهد
سليمان أنه وجد سلطانا ، أنكر أن يكون لأحد في الأرض سلطان غيره ،
[ ص: 461 ] فقال لمن عنده من الجن والإنس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ) قال
سليمان : أريد أعجل من ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قال الذي عنده علم من الكتاب ) وهو رجل من الإنس عنده علم من الكتاب فيه اسم الله الأكبر ، الذي إذا دعي به أجاب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) فدعا بالاسم وهو عنده قائم ، فاحتمل العرش احتمالا حتى وضع بين يدي
سليمان ، والله صنع ذلك ; فلما أتى
سليمان بالعرش وهم مشركون ، يسجدون للشمس والقمر ، أخبره الهدهد بذلك ، فكتب معه كتابا ثم بعثه إليهم ، حتى إذا جاء الهدهد الملكة ألقى إليها الكتاب (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم ) . . . إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31وأتوني مسلمين ) فقالت لقومها ما قالت (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=35وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) قال : وبعثت إليه بوصائف ووصفاء ، وألبستهم لباسا واحدا ، حتى لا يعرف ذكر من أنثى ، فقالت : إن زيل بينهم حتى يعرف الذكر من الأنثى ، ثم رد الهدية ، فإنه نبي ، وينبغي لنا أن نترك ملكنا ونتبع دينه ونلحق به ، فرد
سليمان الهدية وزيل بينهم ، فقال : هؤلاء غلمان وهؤلاء جوار وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=36أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ) . . . إلى آخر الآية .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23إني وجدت امرأة تملكهم ) . . . الآية ; قال : وأنكر
سليمان أن يكون لأحد على الأرض سلطان غيره ، قال لمن حوله من الجن والإنس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها ) . . . الآية .
وقال آخرون : بل إنما اختبر صدق الهدهد
سليمان بالكتاب ، وإنما سأل من عنده إحضاره عرش المرأة بعد ما خرجت رسلها من عنده ، وبعد أن أقبلت المرأة إليه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال : لما رجعت إليها الرسل بما قال
سليمان : قالت : والله عرفت ما هذا بملك ، وما لنا به طاقة ، وما نصنع بمكاثرته شيئا ، وبعثت : إني قادمة عليك بملوك قومي ، حتى أنظر ما أمرك ، وما تدعو إليه من دينك ؟ ثم أمرت بسرير ملكها ، الذي كانت تجلس عليه ، وكان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ ، فجعل في سبعة أبيات بعضها
[ ص: 462 ] في بعض ، ثم أقفلت عليه الأبواب . وكانت إنما يخدمها النساء ، معها ستمائة امرأة يخدمنها ; ثم قالت لمن خلفت على سلطانها ، احتفظ بما قبلك ، وبسرير ملكي ، فلا يخلص إليه أحد من عباد الله ، ولا يرينه أحد حتى آتيك ; ثم شخصت إلى سليمان في اثني عشر ألف قيل معها من ملوك
اليمن ، تحت يد كل قيل منهم ألوف كثيرة ، فجعل
سليمان يبعث الجن ، فيأتونه بمسيرها ومنتهاها كل يوم وليلة ، حتى إذا دنت جمع من عنده من الجن والإنس ممن تحت يده ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) .
وتأويل الكلام : قال سليمان لأشراف من حضره من جنده من الجن والإنس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها ) يعني سريرها .
كما حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها ) قال : سرير في أريكة .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، قال : عرشها سرير في أريكة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : سرير من ذهب ، قوائمه من جوهر ولؤلؤ .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها ) بسريرها .
وقال
ابن زيد في ذلك ما حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها ) قال : مجلسها .
واختلف أهل العلم في السبب الذي من أجله خص
سليمان مسألة الملأ من جنده إحضار عرش هذه المرأة من بين أملاكها قبل إسلامها ، فقال بعضهم : إنما فعل ذلك لأنه أعجبه حين وصف له الهدهد صفته ، وخشي أن تسلم فيحرم عليه مالها ، فأراد أن يأخذ سريرها ذلك قبل أن يحرم عليه أخذه بإسلامها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
أبو سفيان ، عن
معمر ، عن
قتادة ، قال : أخبر
سليمان الهدهد أنها قد خرجت لتأتيه ، وأخبر بعرشها فأعجبه . كان من ذهب
[ ص: 463 ] وقوائمه من جوهر مكلل باللؤلؤ ، فعرف أنهم إن جاءوه مسلمين لم تحل لهم أموالهم ، فقال للجن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) .
وقال آخرون : بل فعل ذلك
سليمان ليعاتبها به ، ويختبر به عقلها ، هل تثبته إذا رأته ، أم تنكره ؟
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد : أعلم الله
سليمان أنها ستأتيه ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) حتى يعاتبها ، وكانت الملوك يتعاتبون بالعلم .
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قبل أن يأتوني مسلمين ) فقال بعضهم : معناه : قبل أن يأتوني مستسلمين طوعا .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قبل أن يأتوني مسلمين ) يقول : طائعين .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : قبل أن يأتوني مسلمين الإسلام الذي هو دين الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) بحرمة الإسلام فيمنعهم وأموالهم ، يعني : الإسلام يمنعهم .
قال
أبو جعفر : وأولى الأقوال بالصواب في السبب الذي من أجله خص
سليمان بسؤاله الملأ من جنده بإحضاره عرش هذه المرأة دون سائر ملكها عندنا ، ليجعل ذلك حجة عليها في نبوته ، ويعرفها بذلك قدرة الله وعظيم شأنه ، أنها خلفته في بيت في جوف أبيات ، بعضها في جوف بعض ، مغلق مقفل عليها ، فأخرجه الله من ذلك كله ، بغير فتح أغلاق وأقفال ، حتى أوصله إلى وليه من خلقه ، وسلمه إليه ، فكان لها في ذلك أعظم حجة ، على حقيقة ما دعاها إليه
سليمان ، وعلى صدق
سليمان فيما أعلمها من نبوته .
فأما الذي هو أولى التأويلين في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قبل أن يأتوني مسلمين ) بتأويله ، فقول
[ ص: 464 ] ابن عباس الذي ذكرناه قبل ، من أن معناه طائعين ، لأن المرأة لم تأت سليمان إذ أتته مسلمة ، وإنما أسلمت بعد مقدمها عليه وبعد محاورة جرت بينهما ومساءلة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قال عفريت من الجن ) يقول تعالى ذكره : قال رئيس من الجن مارد قوي . وللعرب فيه لغتان : عفريت ، وعفرية ; فمن قال : عفرية ، جمعه : عفاري ; ومن قال : عفريت ، جمعه : عفاريت .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قال عفريت من الجن ) قال : مارد من الجن (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
أبو سفيان ، عن
معمر ، عن
قتادة وغيره ، مثله .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
أبو سفيان ، عن
معمر ، عن بعض أصحابه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قال عفريت ) قال : داهية .
قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني
وهب بن سليمان ، عن
شعيب الجبائي قال : العفريت الذي ذكره الله : اسمه كوزن .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قال عفريت ) اسمه : كوزن .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) يقول : أنا آتيك بعرشها قبل أن تقوم من مقعدك هذا .
وكان فيما ذكر قاعدا للقضاء بين الناس ، فقال : أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك هذا الذي جلست فيه للحكم بين الناس . وذكر أنه كان يقعد إلى انتصاف النهار .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
[ ص: 465 ]
قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
أبو سفيان ، عن
معمر ، عن
قتادة وغيره ، مثله ، قال : وكان يقضي ، قال : قبل أن تقوم من مجلسك الذي تقضي فيه .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) يعني : مجلسه .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39وإني عليه لقوي أمين ) على ما فيه من الجواهر ، ولا أخون فيه .
وقد قيل : أمين على فرج المرأة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39وإني عليه لقوي أمين ) يقول : قوي على حمله ، أمين على فرج هذه .
قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قال الذي عنده علم من الكتاب ) يقول جل ثناؤه : قال الذي عنده علم من كتاب الله ، وكان رجلا فيما ذكر من بني
آدم ، فقال بعضهم : اسمه بليخا .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، قال : ثنا
أبو عثمة ، قال : ثنا
شعبة ، عن
بشر ، عن
قتادة ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قال الذي عنده علم من الكتاب ) قال : كان اسمه بليخا .
حدثني
يحيى بن داود الواسطي ، قال : ثنا
أبو أسامة ، عن
إسماعيل ، عن
أبي صالح ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40الذي عنده علم من الكتاب ) رجل من الإنس .
حدثنا
ابن عرفة ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية الفزاري ، عن
العلاء بن عبد الكريم ، عن
مجاهد ، في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به ) قال : أنا أنظر في كتاب ربي ، ثم آتيك به (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : فتكلم ذلك العالم بكلام دخل العرش تحت الأرض حتى خرج إليهم .
حدثنا
ابن عرفة ، قال : ثني
حماد بن محمد ، عن
عثمان بن مطر ، عن
الزهري ، قال : دعا الذي عنده علم من الكتاب : يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا ، لا إله إلا أنت ، ائتني بعرشها ، قال : فمثل بين يديه .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
أبو سفيان ، عن
معمر ، عن
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قال الذي عنده علم من الكتاب ) قال : رجل من بني
آدم ، أحسبه قال : من
بني إسرائيل ، كان يعلم اسم الله الذي إذا دعي به أجاب .
[ ص: 466 ]
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40الذي عنده علم من الكتاب ) قال : الاسم الذي إذا دعي به أجاب ، وهو : يا ذا الجلال والإكرام .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول : قال
سليمان لمن حوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) فقال عفريت (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) قال
سليمان : أريد أعجل من ذلك ، فقال رجل من الإنس عنده علم من الكتاب ، يعني اسم الله إذا دعي به أجاب .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ) لا آتيك بغيره ، أقول غيره أمثله لك . قال : وخرج يومئذ رجل عابد في جزيرة من البحر ، فلما سمع العفريت ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : ثم دعا باسم من أسماء الله ، فإذا هو يحمل بين عينيه ، وقرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ) . . . حتى بلغ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فإن ربي غني كريم ) .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قال رجل من الإنس .
قال : وقال
مجاهد : الذي عنده علم من الكتاب : علم اسم الله .
وقال آخرون : الذي عنده علم من الكتاب ، كان آصف .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قال عفريت )
لسليمان (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ) فزعموا أن
سليمان بن داود قال : أبتغي أعجل من هذا ، فقال
آصف بن برخيا ، وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب ، وإذا سئل به أعطى : ( أنا ) يا نبي الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) اختلف أهل التأويل في تأويل
[ ص: 467 ] ذلك ، فقال بعضهم : معناه : أنا آتيك به قبل أن يصل إليك من كان منك على مد البصر .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
إبراهيم ، قال : ثنا
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
سعيد بن جبير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : من قبل أن يرجع إليك أقصى من ترى ، فذلك قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) .
قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
أبو سفيان ، عن
معمر ، قال : قال غير
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) قبل أن يأتيك الشخص من مد البصر .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : من قبل أن يبلغ طرفك مداه وغايته .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) تمد عينيك فلا ينتهي طرفك إلى مداه حتى أمثله بين يديك . قال : ذلك أريد .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
عثام ، عن
إسماعيل ، عن
سعيد بن جبير ، قال : أخبرت أنه قال : ارفع طرفك من حيث يجيء ، فلم يرجع إليه طرفه حتى وضع العرش بين يديه .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، قال : ثنا
يحيى ، قال : ثنا
سفيان ، عن عطاء ، عن
مجاهد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : مد بصره .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : إذا مد البصر حتى يرد الطرف خاسئا .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : إذا مد البصر حتى يحسر الطرف .
قال
أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : قبل أن يرجع إليك طرفك من أقصى أثره ، وذلك أن معنى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40يرتد إليك ) يرجع إليك البصر ، إذا فتحت العين غير راجع ، بل إنما يمتد ماضيا إلى أن يتناهى ما امتد نوره . فإذا كان ذلك كذلك ، وكان الله إنما أخبرنا عن قائل ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أنا آتيك به قبل أن يرتد ) لم يكن
[ ص: 468 ] لنا أن نقول : أنا آتيك به قبل أن يرتد راجعا (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40إليك طرفك ) من عند منتهاه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فلما رآه مستقرا عنده ) يقول : فلما رأى
سليمان عرش
ملكة سبأ مستقرا عنده . وفي الكلام متروك استغنى بدلالة ما ظهر عما ترك ، وهو : فدعا الله ، فأتى به ; فلما رآه
سليمان مستقرا عنده . وذكر أن العالم دعا الله ، فغار العرش في المكان الذي كان به ، ثم نبع من تحت الأرض بين يدي
سليمان .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال : ذكروا أن
آصف بن برخيا توضأ ، ثم ركع ركعتين ، ثم قال : يا نبي الله ، امدد عينك حتى ينتهي طرفك ، فمد
سليمان عينه ينظر إليه نحو
اليمن ، ودعا
آصف فانخرق بالعرش مكانه الذي هو فيه ، ثم نبع بين يدي
سليمان (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فلما رآه )
سليمان (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ) . . . الآية .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : نبع عرشها من تحت الأرض .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قال هذا من فضل ربي ليبلوني ) يقول : هذا البصر والتمكن والملك والسلطان الذي أنا فيه حتى حمل إلي عرش هذه في قدر ارتداد الطرف من
مأرب إلى
الشام ، من فضل ربي الذي أفضله علي وعطائه الذي جاد به علي ، ليبلوني ، يقول : ليختبرني ويمتحنني ، أأشكر ذلك من فعله علي ، أم أكفر نعمته علي بترك الشكر له .
وقد قيل : إن معناه : أأشكر على عرش هذه المرأة إذ أتيت به ، أم أكفر إذ رأيت من هو دوني في الدنيا أعلم مني .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ) على السرير إذ أتيت به (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أم أكفر ) إذ رأيت من هو دوني في الدنيا أعلم مني ؟ .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) يقول : ومن شكر نعمة الله عليه ، وفضله عليه ، فإنما يشكر طلب نفع نفسه ، لأنه ليس ينفع بذلك غير نفسه ; لأنه لا حاجة
[ ص: 469 ] لله إلى أحد من خلقه ، وإنما دعاهم إلى شكره تعريضا منه لهم للنفع ، لا لاجتلاب منه بشكرهم إياه نفعا إلى نفسه ، ولا دفع ضر عنها (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40ومن كفر فإن ربي غني كريم ) يقول : ومن كفر نعمه وإحسانه إليه وفضله عليه لنفسه ظلم ، وحظها بخس ، والله غني عن شكره ، لا حاجة به إليه ، لا يضره كفر من كفر به من خلقه ، كريم ومن كرمه إفضاله على من يكفر نعمه ، ويجعلها وصلة يتوصل بها إلى معاصيه .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28998_31972_31971_27906_32412_19614تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : [ ص: 460 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ( 38 )
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ( 40 ) )
اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْحِينِ الَّذِي قَالَ فِيهِ
سُلَيْمَانُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَالَ ذَلِكَ حِينَ أَتَاهُ الْهُدْهُدُ بِنَبَأِ صَاحِبَةِ
سَبَأٍ ، وَقَالَ لَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) وَأَخْبَرَهُ أَنَّ لَهَا عَرْشًا عَظِيمًا ، فَقَالَ لَهُ
سُلَيْمَانُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=27سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) فَكَانَ اخْتِبَارُهُ صِدْقَهُ مِنْ كَذِبِهِ بِأَنْ قَالَ لِهَؤُلَاءِ : أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِ هَذِهِ الْمَرْأَةِ قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ . وَقَالُوا إِنَّمَا كَتَبَ
سُلَيْمَانُ الْكِتَابَ مَعَ الْهُدْهُدِ إِلَى الْمَرْأَةِ بَعْدَ مَا صَحَّ عِنْدَهُ صِدْقُ الْهُدْهُدِ بِمَجِيءِ الْعَالِمِ بِعَرْشِهَا إِلَيْهِ عَلَى مَا وَصَفَهُ بِهِ الْهُدْهُدُ ، قَالُوا : وَلَوْلَا ذَلِكَ كَانَ مُحَالًا أَنْ يَكْتُبَ مَعَهُ كِتَابًا إِلَى مَنْ لَا يَدْرِي ، هَلْ هُوَ فِي الدُّنْيَا أَمْ لَا ؟ قَالُوا : وَأُخْرَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ كَتَبَ مَعَ الْهُدْهُدِ كِتَابًا إِلَى الْمَرْأَةِ قَبْلَ مَجِيءِ عَرْشِهَا إِلَيْهِ ، وَقَبْلَ عِلْمِهِ صِدْقَ الْهُدْهُدِ بِذَلِكَ ، لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِهِ لَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=27سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) مَعْنًى ; لِأَنَّهُ لَا يُلِمُّ بِخَبَرِهِ الثَّانِي مِنْ إِبْلَاغِهِ إِيَّاهَا الْكِتَابَ ، أَوْ تَرْكِ إِبْلَاغِهِ إِيَّاهَا ذَلِكَ ، إِلَّا نَحْوَ الَّذِي عَلِمَ بِخَبَرِهِ الْأَوَّلِ حِينَ قَالَ لَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) قَالُوا : وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَابِ مَعَهُمُ امْتِحَانُ صِدْقِهِ مِنْ كَذِبِهِ ، وَكَانَ مُحَالًا أَنْ يَقُولَ نَبِيُّ اللَّهِ قَوْلًا لَا مَعْنَى لَهُ وَقَدْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=27سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) عُلِمَ أَنَّ الَّذِي امْتُحِنَ بِهِ صِدْقُ الْهُدْهُدِ مِنْ كَذِبِهِ هُوَ مَصِيرُ عَرْشِ الْمَرْأَةِ إِلَيْهِ ، عَلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ الْهُدْهُدُ الشَّاهِدُ عَلَى صِدْقِهِ ، ثُمَّ كَانَ الْكِتَابُ مَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَيْهَا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ
سُلَيْمَانَ أُوتِيَ مُلْكًا ، وَكَانَ لَا يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أُوتِيَ مُلْكًا غَيْرَهُ ; فَلَمَّا فَقَدَ الْهُدْهُدَ سَأَلَهُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ وَوَعَدَهُ وَعِيدًا شَدِيدًا بِالْقَتْلِ وَالْعَذَابِ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) قَالَ لَهُ
سُلَيْمَانُ : مَا هَذَا النَّبَأُ ؟ قَالَ الْهُدْهُدُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23إِنَّى وَجَدْتُ امْرَأَةً )
بِسَبَأٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) فَلَمَّا أَخْبَرَ الْهُدْهُدُ
سُلَيْمَانَ أَنَّهُ وَجَدَ سُلْطَانًا ، أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدٍ فِي الْأَرْضِ سُلْطَانٌ غَيْرِهِ ،
[ ص: 461 ] فَقَالَ لِمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) قَالَ
سُلَيْمَانُ : أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْإِنْسِ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) فَدَعَا بِالِاسْمِ وَهُوَ عِنْدَهُ قَائِمٌ ، فَاحْتُمِلَ الْعَرْشُ احْتِمَالًا حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ
سُلَيْمَانَ ، وَاللَّهُ صَنَعَ ذَلِكَ ; فَلَمَّا أَتَى
سُلَيْمَانَ بِالْعَرْشِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ ، يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، أَخْبَرَهُ الْهُدْهُدُ بِذَلِكَ ، فَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ ، حَتَّى إِذَا جَاءَ الْهُدْهُدُ الْمَلِكَةَ أَلْقَى إِلَيْهَا الْكِتَابَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) . . . إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) فَقَالَتْ لِقَوْمِهَا مَا قَالَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=35وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) قَالَ : وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِوَصَائِفَ وَوُصَفَاءَ ، وَأَلْبَسَتْهُمْ لِبَاسًا وَاحِدًا ، حَتَّى لَا يُعْرَفَ ذَكَرٌ مِنْ أُنْثَى ، فَقَالَتْ : إِنْ زَيَّلَ بَيْنَهُمْ حَتَّى يَعْرِفَ الذَّكَرَ مِنَ الْأُنْثَى ، ثُمَّ رَدَّ الْهَدِيَّةَ ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ ، وَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتْرُكَ مُلْكَنَا وَنَتَّبِعَ دِينَهُ وَنَلْحَقَ بِهِ ، فَرَدَّ
سُلَيْمَانُ الْهَدِيَّةَ وَزَيَّلَ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : هَؤُلَاءِ غِلْمَانٌ وَهَؤُلَاءِ جَوَارٍ وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=36أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ) . . . إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : أَخْبَرَنَا
عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ) . . . الْآيَةَ ; قَالَ : وَأَنْكَرَ
سُلَيْمَانُ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَى الْأَرْضِ سُلْطَانٌ غَيْرِهِ ، قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ) . . . الْآيَةَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ إِنَّمَا اخْتَبَرَ صِدْقَ الْهُدْهُدِ
سُلَيْمَانُ بِالْكِتَابِ ، وَإِنَّمَا سَأَلَ مَنْ عِنْدَهُ إِحْضَارَهُ عَرْشَ الْمَرْأَةِ بَعْدَ مَا خَرَجَتْ رُسُلُهَا مِنْ عِنْدِهِ ، وَبَعْدَ أَنْ أَقْبَلَتِ الْمَرْأَةُ إِلَيْهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : لَمَّا رَجَعَتْ إِلَيْهَا الرُّسُلُ بِمَا قَالَ
سُلَيْمَانُ : قَالَتْ : وَاللَّهِ عَرَفْتُ مَا هَذَا بِمَلِكٍ ، وَمَا لَنَا بِهِ طَاقَةٌ ، وَمَا نَصْنَعُ بِمُكَاثَرَتِهِ شَيْئًا ، وَبَعَثَتْ : إِنِّي قَادِمَةٌ عَلَيْكَ بِمُلُوكِ قَوْمِي ، حَتَّى أَنْظُرَ مَا أَمْرُكَ ، وَمَا تَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ دِينِكَ ؟ ثُمَّ أَمَرَتْ بِسَرِيرِ مُلْكِهَا ، الَّذِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ مِنْ ذَهَبٍ مُفَصَّصٍ بِالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ وَاللُّؤْلُؤِ ، فَجُعِلَ فِي سَبْعَةِ أَبْيَاتٍ بَعْضُهَا
[ ص: 462 ] فِي بَعْضٍ ، ثُمَّ أُقْفِلَتْ عَلَيْهِ الْأَبْوَابُ . وَكَانَتْ إِنَّمَا يَخْدِمُهَا النِّسَاءُ ، مَعَهَا سِتُّمِائَةِ امْرَأَةٍ يَخْدُمْنَهَا ; ثُمَّ قَالَتْ لِمَنْ خَلَّفَتْ عَلَى سُلْطَانِهَا ، احْتَفِظْ بِمَا قِبَلَكَ ، وَبِسَرِيرِ مُلْكِي ، فَلَا يَخْلُصُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَلَا يَرَيَنَّهُ أَحَدٌ حَتَّى آتِيَكَ ; ثُمَّ شَخِصَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ مَعَهَا مِنْ مُلُوكِ
الْيَمَنِ ، تَحْتَ يَدِ كُلِّ قَيْلٍ مِنْهُمْ أُلُوفٌ كَثِيرَةٌ ، فَجَعَلَ
سُلَيْمَانُ يَبْعَثُ الْجِنَّ ، فَيَأْتُونَهُ بِمَسِيرِهَا وَمُنْتَهَاهَا كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، حَتَّى إِذَا دَنَتْ جَمَعَ مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِمَّنْ تَحْتَ يَدِهِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) .
وَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ : قَالَ سُلَيْمَانُ لِأَشْرَافِ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ جُنْدِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ) يَعْنِي سَرِيرِهَا .
كَمَا حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ) قَالَ : سَرِيرٌ فِي أَرِيكَةٍ .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَالَ : عَرْشُهَا سَرِيرٌ فِي أَرِيكَةٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ ، قَوَائِمُهُ مِنْ جَوْهَرٍ وَلُؤْلُؤٍ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ) بِسَرِيرِهَا .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ) قَالَ : مَجْلِسِهَا .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَصَّ
سُلَيْمَانُ مَسْأَلَةَ الْمَلَأِ مِنْ جُنْدِهِ إِحْضَارَ عَرْشِ هَذِهِ الْمَرْأَةِ مِنْ بَيْنِ أَمْلَاكِهَا قَبْلَ إِسْلَامِهَا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْجَبَهُ حِينَ وَصَفَ لَهُ الْهُدْهُدُ صِفَتَهُ ، وَخَشِيَ أَنْ تُسْلِمَ فَيَحْرُمُ عَلَيْهِ مَالُهَا ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ سَرِيرَهَا ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَحْرُمَ عَلَيْهِ أَخْذُهُ بِإِسْلَامِهَا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَ
سُلَيْمَانَ الْهُدْهُدُ أَنَّهَا قَدْ خَرَجَتْ لِتَأْتِيَهُ ، وَأَخْبَرَ بِعَرْشِهَا فَأَعْجَبَهُ . كَانَ مِنْ ذَهَبٍ
[ ص: 463 ] وَقَوَائِمُهُ مِنْ جَوْهَرٍ مُكَلَّلٍ بِاللُّؤْلُؤِ ، فَعَرَفَ أَنَّهُمْ إِنْ جَاءُوهُ مُسْلِمِينَ لَمْ تَحِلَّ لَهُمْ أَمْوَالُهُمْ ، فَقَالَ لِلْجِنِّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ فَعَلَ ذَلِكَ
سُلَيْمَانُ لِيُعَاتِبَهَا بِهِ ، وَيَخْتَبِرَ بِهِ عَقْلَهَا ، هَلْ تُثْبِتُهُ إِذَا رَأَتْهُ ، أَمْ تُنْكِرُهُ ؟
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : أَعْلَمَ اللَّهُ
سُلَيْمَانَ أَنَّهَا سَتَأْتِيهِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) حَتَّى يُعَاتِبَهَا ، وَكَانَتِ الْمُلُوكُ يَتَعَاتَبُونَ بِالْعِلْمِ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْتَسْلِمِينَ طَوْعًا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) يَقُولُ : طَائِعِينَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ الْإِسْلَامَ الَّذِي هُوَ دِينُ اللَّهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) بِحُرْمَةِ الْإِسْلَامِ فَيَمْنَعُهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، يَعْنِي : الْإِسْلَامُ يَمْنَعُهُمْ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَصَّ
سُلَيْمَانُ بِسُؤَالِهِ الْمَلَأَ مِنْ جُنْدِهِ بِإِحْضَارِهِ عَرْشَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ دُونَ سَائِرِ مُلْكِهَا عِنْدَنَا ، لِيَجْعَلَ ذَلِكَ حُجَّةً عَلَيْهَا فِي نُبُوَّتِهِ ، وَيُعَرِّفَهَا بِذَلِكَ قُدْرَةَ اللَّهِ وَعَظِيمَ شَأْنِهِ ، أَنَّهَا خَلَّفَتْهُ فِي بَيْتٍ فِي جَوْفِ أَبْيَاتٍ ، بَعْضُهَا فِي جَوْفِ بَعْضٍ ، مُغْلَقٌ مُقْفَلٌ عَلَيْهَا ، فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، بِغَيْرِ فَتْحِ أَغَلَاقٍ وَأَقْفَالٍ ، حَتَّى أَوْصَلَهُ إِلَى وَلِيِّهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَسَلَّمَهُ إِلَيْهِ ، فَكَانَ لَهَا فِي ذَلِكَ أَعْظَمُ حُجَّةٍ ، عَلَى حَقِيقَةِ مَا دَعَاهَا إِلَيْهِ
سُلَيْمَانُ ، وَعَلَى صِدْقِ
سُلَيْمَانَ فِيمَا أَعْلَمَهَا مِنْ نُبُوَّتِهِ .
فَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) بِتَأْوِيلِهِ ، فَقَوْلُ
[ ص: 464 ] ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ ، مِنْ أَنَّ مَعْنَاهُ طَائِعِينَ ، لِأَنَّ الْمَرْأَةَ لَمْ تَأْتِ سُلَيْمَانَ إِذْ أَتَتْهُ مُسْلِمَةً ، وَإِنَّمَا أَسْلَمَتْ بَعْدَ مَقْدِمِهَا عَلَيْهِ وَبَعْدَ مُحَاوَرَةٍ جَرَتْ بَيْنَهُمَا وَمُسَاءَلَةٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : قَالَ رَئِيسٌ مِنَ الْجِنِّ مَارِدٌ قَوِيٌّ . وَلِلْعَرَبِ فِيهِ لُغَتَانِ : عِفْرِيتٌ ، وَعِفْرِيَةٌ ; فَمَنْ قَالَ : عِفْرِيَةٌ ، جَمَعَهُ : عَفَارِي ; وَمَنْ قَالَ : عِفْرِيتٌ ، جَمَعَهُ : عَفَارِيتُ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ ) قَالَ : مَارِدٌ مِنَ الْجِنِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ) .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ ، مِثْلَهُ .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قَالَ عِفْرِيتٌ ) قَالَ : دَاهِيَةٌ .
قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
وَهْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
شُعَيْبٍ الْجُبَّائِيِّ قَالَ : الْعِفْرِيتُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ : اسْمُهُ كَوْزَنُ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قَالَ عِفْرِيتٌ ) اسْمُهُ : كَوْزَنُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ) يَقُولُ : أَنَا آتِيكَ بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقْعَدِكَ هَذَا .
وَكَانَ فِيمَا ذُكِرَ قَاعِدًا لِلْقَضَاءِ بَيْنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِكَ هَذَا الَّذِي جَلَسْتَ فِيهِ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ . وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْعُدُ إِلَى انْتِصَافِ النَّهَارِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
[ ص: 465 ]
قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ ، مِثْلَهُ ، قَالَ : وَكَانَ يَقْضِي ، قَالَ : قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِكَ الَّذِي تَقْضِي فِيهِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ) يَعْنِي : مَجْلِسَهُ .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْجَوَاهِرِ ، وَلَا أَخُونُ فِيهِ .
وَقَدْ قِيلَ : أَمِينٌ عَلَى فَرْجِ الْمَرْأَةِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) يَقُولُ : قَوِيٌّ عَلَى حَمْلِهِ ، أَمِينٌ عَلَى فَرْجِ هَذِهِ .
قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، وَكَانَ رَجُلًا فِيمَا ذُكِرَ مِنْ بَنِي
آدَمَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ : اسْمُهُ بُلَيْخَا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَثْمَةَ ، قَالَ : ثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
بِشْرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) قَالَ : كَانَ اسْمُهُ بُلَيْخَا .
حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) رَجُلٌ مِنَ الْإِنْسِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَرَفَةَ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17070مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنِ
الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ ) قَالَ : أَنَا أَنْظُرُ فِي كِتَابِ رَبِّي ، ثُمَّ آتِيكَ بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قَالَ : فَتَكَلَّمَ ذَلِكَ الْعَالِمُ بِكَلَامٍ دَخَّلَ الْعَرْشَ تَحْتَ الْأَرْضِ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِمْ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَرَفَةَ ، قَالَ : ثَنِي
حَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : دَعَا الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ : يَا إِلَهَنَا وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَهًا وَاحِدًا ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، ائْتِنِي بِعَرْشِهَا ، قَالَ : فَمَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) قَالَ : رَجُلٌ مِنْ بَنِي
آدَمَ ، أَحْسَبُهُ قَالَ : مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَ يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ .
[ ص: 466 ]
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) قَالَ : الِاسْمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَهُوَ : يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ .
حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : أَخْبَرَنَا
عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ : قَالَ
سُلَيْمَانُ لِمَنْ حَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=38أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) فَقَالَ عِفْرِيتٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ) قَالَ
سُلَيْمَانُ : أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْإِنْسِ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ، يَعْنِي اسْمَ اللَّهِ إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) لَا آتِيكَ بِغَيْرِهِ ، أَقُولُ غَيْرَهُ أُمَثِّلُهُ لَكَ . قَالَ : وَخَرَجَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ عَابِدٌ فِي جَزِيرَةٍ مِنَ الْبَحْرِ ، فَلَمَّا سَمِعَ الْعِفْرِيتُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قَالَ : ثُمَّ دَعَا بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ، فَإِذَا هُوَ يُحْمَلُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَقَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ) . . . حَتَّى بَلَغَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْإِنْسِ .
قَالَ : وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ : عَلْمُ اسْمِ اللَّهِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ، كَانَ آصَفُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39قَالَ عِفْرِيتٌ )
لِسُلَيْمَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=39أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) فَزَعَمُوا أَنَّ
سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ : أَبْتَغِي أَعْجَلَ مِنْ هَذَا ، فَقَالَ
آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا ، وَكَانَ صِدِّيقًا يَعْلَمُ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ اللَّهُ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى : ( أَنَا ) يَا نَبِيَّ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ
[ ص: 467 ] ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ مَنْ كَانَ مِنْكَ عَلَى مَدِّ الْبَصَرِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قَالَ : مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْكَ أَقْصَى مَنْ تَرَى ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) .
قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، قَالَ : قَالَ غَيْرُ
قَتَادَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ الشَّخْصُ مِنْ مَدِّ الْبَصَرِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْلُغَ طَرْفُكَ مَدَاهُ وَغَايَتَهُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) تَمُدُّ عَيْنَيْكَ فَلَا يَنْتَهِي طَرْفُكَ إِلَى مَدَاهُ حَتَّى أَمْثُلَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ . قَالَ : ذَلِكَ أُرِيدُ .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
عَثَّامٌ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَالَ : ارْفَعْ طَرْفَكَ مِنْ حَيْثُ يَجِيءُ ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ طَرْفُهُ حَتَّى وُضِعَ الْعَرْشُ بَيْنَ يَدَيْهِ .
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثَنَا
يَحْيَى ، قَالَ : ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قَالَ : مَدُّ بَصَرِهِ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قَالَ : إِذَا مَدَّ الْبَصَرَ حَتَّى يَرُدَّ الطَّرْفَ خَاسِئًا .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قَالَ : إِذَا مَدَّ الْبَصَرَ حَتَّى يَحْسِرَ الطَّرْفَ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْكَ طَرْفُكَ مِنْ أَقْصَى أَثَرِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40يَرْتَدَّ إِلَيْكَ ) يَرْجِعَ إِلَيْكَ الْبَصَرُ ، إِذَا فَتَحْتَ الْعَيْنَ غَيْرَ رَاجِعٍ ، بَلْ إِنَّمَا يَمْتَدُّ مَاضِيًا إِلَى أَنْ يَتَنَاهَى مَا امْتَدَّ نُورُهُ . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، وَكَانَ اللَّهُ إِنَّمَا أَخْبَرَنَا عَنْ قَائِلِ ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ ) لَمْ يَكُنْ
[ ص: 468 ] لَنَا أَنْ نَقُولَ : أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ رَاجِعًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) مِنْ عِنْدِ مُنْتَهَاهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ ) يَقُولُ : فَلَمَّا رَأَى
سُلَيْمَانُ عَرْشَ
مَلِكَةِ سَبَأٍ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ . وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ اسْتَغْنَى بِدَلَالَةِ مَا ظَهَرَ عَمَّا تُرِكَ ، وَهُوَ : فَدَعَا اللَّهَ ، فَأَتَى بِهِ ; فَلَمَّا رَآهُ
سُلَيْمَانُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ . وَذُكِرَ أَنَّ الْعَالِمَ دَعَا اللَّهَ ، فَغَارَ الْعَرْشُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ بِهِ ، ثُمَّ نَبَعَ مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ بَيْنَ يَدَيْ
سُلَيْمَانَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : ذَكَرُوا أَنَّ
آصَفَ بْنَ بَرْخِيَا تَوَضَّأَ ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، امْدُدْ عَيْنَكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ طَرْفُكَ ، فَمَدَّ
سُلَيْمَانُ عَيْنَهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَحْوَ
الْيَمَنِ ، وَدَعَا
آصَفُ فَانْخَرَقَ بِالْعَرْشِ مَكَانُهُ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، ثُمَّ نَبَعَ بَيْنَ يَدَيْ
سُلَيْمَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فَلَمَّا رَآهُ )
سُلَيْمَانُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ) . . . الْآيَةَ .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَبَعَ عَرْشُهَا مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ) يَقُولُ : هَذَا الْبَصَرُ وَالتَّمَكُّنُ وَالْمُلْكُ وَالسُّلْطَانُ الَّذِي أَنَا فِيهِ حَتَّى حُمِلَ إِلَيَّ عَرْشُ هَذِهِ فِي قَدْرِ ارْتِدَادِ الطَّرْفِ مِنْ
مَأْرِبَ إِلَى
الشَّامِ ، مِنْ فَضْلِ رَبِّي الَّذِي أَفْضَلَهُ عَلَيَّ وَعَطَائِهِ الَّذِي جَادَ بِهِ عَلَيَّ ، لِيَبْلُوَنِي ، يَقُولُ : لِيَخْتَبِرَنِي وَيَمْتَحِنَنِي ، أَأَشْكُرُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ عَلَيَّ ، أَمْ أَكْفُرُ نِعْمَتَهُ عَلَيَّ بِتَرْكِ الشُّكْرِ لَهُ .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَاهُ : أَأَشْكُرُ عَلَى عَرْشِ هَذِهِ الْمَرْأَةِ إِذْ أُتِيتُ بِهِ ، أَمْ أَكْفُرُ إِذْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ دُونِي فِي الدُّنْيَا أَعْلَمَ مِنِّي .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ ) عَلَى السَّرِيرِ إِذْ أُتِيتُ بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40أَمْ أَكْفُرُ ) إِذْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ دُونِي فِي الدُّنْيَا أَعْلَمَ مِنِّي ؟ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ) يَقُولُ : وَمَنْ شَكَرَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَفَضْلَهُ عَلَيْهِ ، فَإِنَّمَا يَشْكُرُ طَلَبَ نَفْعِ نَفْسِهِ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ يَنْفَعُ بِذَلِكَ غَيْرَ نَفْسِهِ ; لِأَنَّهُ لَا حَاجَةَ
[ ص: 469 ] لِلَّهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ، وَإِنَّمَا دَعَاهُمْ إِلَى شُكْرِهِ تَعْرِيضًا مِنْهُ لَهُمْ لِلنَّفْعِ ، لَا لِاجْتِلَابٍ مِنْهُ بِشُكْرِهِمْ إِيَّاهُ نَفْعًا إِلَى نَفْسِهِ ، وَلَا دَفْعَ ضُرٍّ عَنْهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=40وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) يَقُولُ : وَمِنْ كَفَرَ نِعَمَهُ وَإِحْسَانَهُ إِلَيْهِ وَفَضْلَهُ عَلَيْهِ لِنَفْسِهِ ظَلَمَ ، وَحَظَّهَا بَخَسَ ، وَاللَّهُ غَنِيٌّ عَنْ شُكْرِهِ ، لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ ، لَا يَضُرُّهُ كُفْرُ مَنْ كَفَرَ بِهِ مِنْ خَلْقِهِ ، كَرِيمٌ وَمِنْ كَرَمِهِ إِفْضَالُهُ عَلَى مَنْ يَكْفُرُ نِعَمَهُ ، وَيَجْعَلُهَا وَصْلَةً يَتَوَصَّلُ بِهَا إِلَى مَعَاصِيهِ .