القول في واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار ( 48 ) تأويل قوله تعالى : ( هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب ( 49 ) ) [ ص: 220 ] يقول - تعالى ذكره - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : واذكر يا محمد إسماعيل واليسع وذا الكفل ، وما أبلوا في طاعة الله ، فتأس بهم ، واسلك منهاجهم في الصبر على ما نالك في الله ، والنفاذ لبلاغ رسالته . وقد بينا قبل من أخبار إسماعيل واليسع وذا الكفل فيما مضى من كتابنا هذا ما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . والكفل في كلام العرب : الحظ والجد .
وقوله ( هذا ذكر ) يقول - تعالى ذكره - : هذا القرآن الذي أنزلناه إليك يا محمد ذكر لك ولقومك ، ذكرناك وإياهم به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن ( هذا ذكر ) قال : القرآن . السدي
وقوله : ( وإن للمتقين لحسن مآب ) يقول : وإن للمتقين الذين اتقوا الله فخافوه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه ، لحسن مرجع يرجعون إليه في الآخرة ، ومصير يصيرون إليه . ثم أخبر - تعالى ذكره - عن ذلك الذي وعده من حسن المآب ما هو ، فقال : ( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب )
حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن قوله ( السدي وإن للمتقين لحسن مآب ) قال : لحسن منقلب .