القول في تأويل قوله تعالى : ( فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ( 24 ) ) [ ص: 458 ]
يقول - تعالى ذكره - : فإن يصبر هؤلاء الذين يحشرون إلى النار على النار ، فالنار مسكن لهم ومنزل . يقول : وإن يسألوا العتبى ، وهي الرجعة لهم إلى الذي يحبون بتخفيف العذاب عنهم . يقول : فليسوا بالقوم الذين يرجع بهم إلى الجنة ، فيخفف عنهم ما هم فيه من العذاب ، وذلك كقوله - جل ثناؤه - مخبرا عنهم : ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ) . . . إلى قوله ( ولا تكلمون ) وكقولهم لخزنة جهنم : ( ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ) . . . إلى قوله : ( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) .