قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم .
nindex.php?page=treesubj&link=29017قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قالوا ياقومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى أي القرآن ، وكانوا مؤمنين
بموسى . قال
عطاء : كانوا يهودا فأسلموا ، ولذلك قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30أنزل من بعد موسى وعن
ابن عباس : أن الجن لم تكن سمعت بأمر
عيسى ، فلذلك قالت :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30أنزل من بعد موسى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30مصدقا لما بين يديه يعني ما قبله من التوراة .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30يهدي إلى دين الحق .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30وإلى طريق مستقيم دين الله القويم . يا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31قومنا أجيبوا داعي يعني
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا يدل على أنه كان مبعوثا إلى الجن والإنس . قال
مقاتل : ولم يبعث الله نبيا إلى الجن والإنس قبل
محمد صلى الله عليه وسلم .
قلت : يدل على قوله ما في صحيح
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831166أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة [ ص: 201 ] شهر وأعطيت الشفاعة . قال
مجاهد : الأحمر والأسود : الجن والإنس . وفي رواية من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=831167وبعثت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون
وآمنوا به أي بالداعي ، وهو
محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : به أي : بالله ، لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يغفر لكم من ذنوبكم قال
ابن عباس : فاستجاب لهم من قومهم سبعون رجلا ، فرجعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوافقوه بالبطحاء ، فقرأ عليهم القرآن وأمرهم ونهاهم .
مسألة : هذه الآي تدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28797الجن كالإنس في الأمر والنهي والثواب والعقاب . وقال
الحسن : ليس لمؤمني الجن ثواب غير نجاتهم من النار ، يدل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم وبه قال
أبو حنيفة قال : ليس ثواب الجن إلا أن يجاروا من النار ، ثم يقال لهم : كونوا ترابا مثل البهائم . وقال آخرون : إنهم كما يعاقبون في الإساءة يجازون في الإحسان مثل الإنس . وإليه ذهب
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى . وقد قال
الضحاك : الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون . قال
القشيري : والصحيح أن هذا مما لم يقطع فيه بشيء ، والعلم عند الله .
قلت : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19ولكل درجات مما عملوا يدل على أنهم يثابون ويدخلون الجنة ; لأنه قال في أول الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي إلى أن قال
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19ولكل درجات مما عملوا . والله أعلم ، وسيأتي لهذا في سورة ( الرحمن ) مزيد بيان إن شاء الله تعالى .