القول في تأويل قوله تعالى : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم ( 19 ) )
يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهة ، ويجوز لك وللخلق عبادته ، إلا الله الذي هو خالق الخلق ، ومالك كل شيء ، يدين له بالربوبية كل ما دونه ( [ ص: 174 ] واستغفر لذنبك ) وسل ربك غفران سالف ذنوبك وحادثها ، وذنوب أهل الإيمان بك من الرجال والنساء ( والله يعلم متقلبكم ومثواكم ) يقول : فإن الله يعلم متصرفكم فيما تتصرفون فيه في يقظتكم من الأعمال ، ومثواكم إذا ثويتم في مضاجعكم للنوم ليلا لا يخفى عليه شيء من ذلك ، وهو مجازيكم على جميع ذلك .
وقد حدثنا أبو كريب قال : ثنا عثمان بن سعيد قال : ثنا إبراهيم بن سليمان ، عن عاصم الأحول ، قال : " أكلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : غفر الله لك يا رسول الله ، فقال رجل من القوم : أستغفر لك يا رسول الله ، قال : نعم ولك ، ثم قرأ ( عبد الله بن سرجس واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) . عن