يقول - تعالى ذكره - ( ففتحنا ) لما دعانا نوح مستغيثا بنا على قومه ( أبواب السماء بماء منهمر ) وهو المندفق ، كما قال امرؤ القيس في صفة غيث :
راح تمريه الصبا ثم انتحى فيه شؤبوب جنوب منهمر
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 578 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( بماء منهمر ) قال : ينصب انصبابا .
وقوله ( وفجرنا الأرض عيونا ) يقول جل ثناؤه : وأسلنا الأرض عيون الماء .
كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان في قوله ( وفجرنا الأرض عيونا ) قال : فجرنا الأرض الماء وجاء من السماء ( فالتقى الماء على أمر قد قدر ) يقول - تعالى ذكره - : فالتقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدره الله وقضاه .
كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( فالتقى الماء على أمر قد قدر ) قال : ماء السماء وماء الأرض . وإنما قيل : فالتقى الماء على أمر قد قدر ، والالتقاء لا يكون من واحد ، وإنما يكون من اثنين فصاعدا ، لأن الماء قد يكون جمعا وواحدا ، وأريد به في هذا الموضع : مياه السماء ومياه الأرض ، فخرج بلفظ الواحد ومعناه الجمع . وقيل : التقى الماء على أمر قد قدر ، لأن ذلك كان أمرا قد قضاه الله في اللوح المحفوظ .
كما حدثنا ابن بشار قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان ، عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب قال : كانت الأقوات قبل الأجساد ، وكان القدر قبل البلاء ، وتلا ( فالتقى الماء على أمر قد قدر ) .