[ ص: 587 ] القول في تأويل قوله - عز وجل - ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ( 272 ) )
قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بذلك : ليس عليك يا محمد هدى المشركين إلى الإسلام فتمنعهم صدقة التطوع ، ولا تعطيهم منها ليدخلوا في الإسلام حاجة منهم إليها ، ولكن الله هو يهدي من يشاء من خلقه إلى الإسلام فيوفقهم له ، فلا تمنعهم الصدقة كما : -
6201 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن شعبة قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتصدق على المشركين ، فنزلت : " وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله " فتصدق عليهم .
6202 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو داود ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عن جعفر بن إياس ، سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كانوا لا يرضخون لقراباتهم من المشركين ، فنزلت : " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " . .
6203 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن رجل ، [ ص: 588 ] عن سعيد بن جبير قال : كانوا يتقون أن يرضخوا لقراباتهم من المشركين ، حتى نزلت : " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " .
6204 - حدثنا محمد بن بشار قالا : حدثنا وأحمد بن إسحاق أبو أحمد قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عن جعفر بن إياس ، سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كانوا لا يرضخون لأنسبائهم من المشركين ، فنزلت : " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " فرخص لهم .
6205 - حدثنا المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عن جعفر بن إياس ، سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان أناس من الأنصار لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير ، وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم ، ويريدونهم أن يسلموا ، فنزلت : " ليس عليك هداهم . . . " الآية .
6206 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، وذكر لنا أن رجالا من أصحاب نبي الله قالوا : أنتصدق على من ليس من أهل ديننا ؟ فأنزل الله في ذلك القرآن : " ليس عليك هداهم " .
6207 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع في قوله : " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " قال : كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبين الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج ، فلا يتصدق عليه ، يقول : ليس من أهل ديني ! ! فأنزل الله - عز وجل - : " ليس عليك هداهم " الآية .
6208 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن [ ص: 589 ] قوله : " السدي ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم " أما " ليس عليك هداهم " فيعني المشركين ، وأما " النفقة " فبين أهلها .
6209 - حدثني المثنى قال : حدثنا الحماني قال : حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير قال : كانوا يتصدقون [ على فقراء أهل الذمة ، فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : . فنزلت هذه الآية مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام ] . لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كما : -
6210 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " قال : هو مردود عليك ، فما لك ولهذا تؤذيه وتمن عليه ؟ إنما نفقتك لنفسك وابتغاء وجه الله ، والله يجزيك .