[ ص: 242 ] القول في والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ( 13 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " والله يؤيد " يقوي " بنصره من يشاء " .
من قول القائل : " قد أيدت فلانا بكذا " إذا قويته وأعنته " فأنا أؤيده تأييدا " . و " فعلت " منه : " إدته فأنا أئيده أيدا " ومنه قول الله - عز وجل - : ( واذكر عبدنا داود ذا الأيد ) [ سورة ص : 17 ] ، يعني : ذا القوة .
قال أبو جعفر : وتأويل الكلام : قد كان لكم يا معشر اليهود ، في فئتين التقتا ، إحداهما تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ، يراهم المسلمون مثليهم رأي أعينهم ، فأيدنا المسلمة وهم قليل عددهم ، على الكافرة وهم كثير عددهم حتى ظفروا بهم - معتبر ومتفكر ، والله يقوي بنصره من يشاء . [ ص: 243 ] وقال - جل ثناؤه - " إن في ذلك " يعني : إن فيما فعلنا بهؤلاء الذين وصفنا أمرهم : من تأييدنا الفئة المسلمة مع قلة عددها ، على الفئة الكافرة مع كثرة عددها " لعبرة " يعني : لمتفكرا ومتعظا لمن عقل وادكر فأبصر الحق ، كما : -
6692 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " يقول : لقد كان لهم في هؤلاء عبرة وتفكر ، أيدهم الله ونصرهم على عدوهم .
6693 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع مثله .