الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6044 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137محمد بن العلاء حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة عن nindex.php?page=showalam&ids=15526بريد بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=655928قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=24582مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت
قوله ( باب nindex.php?page=treesubj&link=24582فضل ذكر الله عز وجل ) ذكر فيه حديثي أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وهما ظاهران فيما ترجم له والمراد بالذكر هنا الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها مثل الباقيات الصالحات وهي nindex.php?page=hadith&LINKID=849049سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك والدعاء بخيري الدنيا والآخرة ويطلق ذكر الله أيضا ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنفل بالصلاة ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق ولا يشترط استحضاره لمعناه ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه وإن انضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله - تعالى - ونفي النقائص عنه [ ص: 213 ] ازداد كمالا فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما ازداد كمالا فإن صحح التوجه وأخلص لله - تعالى - في ذلك فهو أبلغ الكمال وقال الفخر الرازي : المراد بذكر اللسان الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد والذكر بالقلب التفكر في أدلة الذات والصفات وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطلع على أحكامها وفي أسرار مخلوقات الله والذكر بالجوارح هو أن تصير مستغرقة في الطاعات ومن ثم سمى الله الصلاة ذكرا فقال nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9فاسعوا إلى ذكر الله ونقل عن بعض العارفين قال الذكر على سبعة أنحاء فذكر العينين بالبكاء وذكر الأذنين بالإصغاء وذكر اللسان بالثناء وذكر اليدين بالعطاء وذكر البدن بالوفاء وذكر القلب بالخوف والرجاء وذكر الروح بالتسليم والرضاء وورد في nindex.php?page=treesubj&link=24582فضل الذكر أحاديث أخرى منها ما أخرجه المصنف في أواخر كتاب التوحيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=849050يقول الله - تعالى - أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي الحديث ومنها ما أخرجه في صلاة الليل من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا رفعه " يعقد الشيطان " الحديث وفيه " فإن قام فذكر الله انحلت عقدة " ومنها ما أخرجه مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=849051لا يقعد قوم يذكرون الله - تعالى - إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة الحديث ومن حديث أبي ذر رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=849052أحب الكلام إلى الله ما اصطفى لملائكته سبحان ربي وبحمده الحديث ومن حديث معاوية رفعه أنه قال لجماعة جلسوا يذكرون الله - تعالى - nindex.php?page=hadith&LINKID=849053أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة . ومن حديث سمرة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=849054أحب الكلام إلى الله أربع لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله لا يضرك بأيهن بدأت ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=849055لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس وأخرج الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن الحارث بن الحارث الأشعري حديث طويل وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=849056فآمركم أن تذكروا الله وإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين أحرز نفسه منهم فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى . وعن عبد الله بن بسر nindex.php?page=hadith&LINKID=849057أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله أخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان نحوه أيضا من حديث معاذ بن جبل وفيه أنه السائل عن ذلك وأخرج الترمذي من حديث أنس رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=849058إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر وأخرج الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=849059ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى . قال ذكر الله عز وجل وقد أشرت إليه مستشكلا في أوائل الجهاد مع ما ورد في nindex.php?page=treesubj&link=7862فضل المجاهد أنه كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر وغير ذلك مما يدل على أفضليته على غيره من الأعمال الصالحة وطريق الجمع - والله أعلم - أن المراد بذكر الله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء الذكر الكامل وهو ما يجتمع فيه ذكر اللسان والقلب بالتفكر في المعنى واستحضار عظمة الله - تعالى - وأن الذي يحصل له ذلك يكون أفضل ممن يقاتل الكفار مثلا من غير استحضار لذلك وأن أفضلية الجهاد إنما هي بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرد فمن اتفق له أنه جمع ذلك كمن يذكر الله بلسانه وقلبه واستحضاره وكل ذلك حال صلاته أو في صيامه أو تصدقه أو قتاله الكفار مثلا فهو الذي بلغ الغاية القصوى والعلم عند الله تعالى وأجاب القاضي nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي بأنه ما من عمل صالح إلا والذكر مشترط في تصحيحه فمن لم يذكر الله بقلبه عند صدقته أو صيامه مثلا فليس عمله كاملا فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية ويشير إلى ذلك حديث [ ص: 214 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=849060نية المؤمن أبلغ من عمله .
9587 قوله ( nindex.php?page=hadith&LINKID=849061مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) سقط لفظ " ربه " الثانية من رواية غير أبي ذر هكذا وقع في جميع نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقد أخرجه مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=12137أبي كريب وهو محمد بن العلاء شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه بسنده المذكور بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=849062مثل nindex.php?page=treesubj&link=24582البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه جميعا عن أبي يعلى عن أبي كريب وكذا أخرجه أبو عوانة عن أحمد بن عبد الحميد nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي أيضا عن الحسن بن سفيان عن عبد الله بن براد وعن القاسم بن زكريا عن يوسف بن موسى nindex.php?page=showalam&ids=14038وإبراهيم بن سعيد الجوهري وموسى بن عبد الرحمن المسروقي والقاسم بن دينار كلهم عن أبي أسامة فتوارد هؤلاء على هذا اللفظ يدل على أنه هو الذي حدث به بريد بن عبد الله شيخ أبي أسامة ، وانفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري باللفظ المذكور دون بقية أصحاب أبي كريب وأصحاب أبي أسامة يشعر بأنه رواه من حفظه أو تجوز في روايته بالمعنى الذي وقع له وهو أن الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا السكن وأن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنه بنور المعرفة وغير الذاكر بالبيت الذي ظاهره عاطل وباطنه باطل وقيل موقع التشبيه بالحي والميت لما في الحي من النفع لمن يواليه والضر لمن يعاديه وليس ذلك في الميت