الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5902 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك فقل وعليك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ) يأتي في استتابة المرتدين من وجه آخر بلفظ : حدثني عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر "

                                                                                                                                                                                                        قوله إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك فقل : وعليك هكذا هو في جميع نسخ البخاري وكذا أخرجه في " الأدب المفرد عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك والذي عند جميع رواة الموطأ بلفظ فقل عليك " ليس فيه الواو وأخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق يحيى بن بكير ومن طريق عبد الله بن نافع كلاهما عن مالك بإثبات الواو وفيه نظر فإنه في الموطأ عن يحيى بن بكير بغير واو .

                                                                                                                                                                                                        ومقتضى كلام ابن عبد البر أن رواية عبد الله بن نافع بغير واو لأنه قال لم يدخل أحد من رواة الموطأ عن مالك الواو . قلت لكن وقع عند الدارقطني في " الموطآت " من طريق روح بن عبادة عن مالك بلفظ " فقل وعليكم " بالواو وبصيغة الجمع قال الدارقطني : القول الأول أصح يعني عن مالك .

                                                                                                                                                                                                        قلت أخرجه الإسماعيلي من طريق روح ومعن وقتيبة ثلاثتهم عن مالك بغير واو وبالإفراد كرواية الجماعة وأخرجه البخاري في استتابة المرتدين من طريق يحيى القطان عن مالك والثوري جميعا عن عبد الله بن دينار بلفظ : قل عليك " بغير واو لكن وقع في رواية السرخسي وحده : فقل : عليكم " بصيغة الجمع بغير واو أيضا .

                                                                                                                                                                                                        وأخرجه مسلم والنسائي من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري وحده بلفظ " فقولوا وعليكم " بإثبات الواو بصيغة الجمع وأخرجه مسلم والنسائي من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار بغير واو وفي نسخة صحيحة من مسلم بإثبات الواو وأخرجه النسائي من طريق ابن عيينة عن ابن دينار بلفظ إذا سلم عليكم اليهودي والنصراني فإنما يقول السام عليكم فقل : عليكم بغير واو وبصيغة الجمع .

                                                                                                                                                                                                        وأخرجه أبو داود من رواية عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار مثل ابن مهدي عن الثوري وقال بعده وكذا رواه مالك والثوري عن عبد الله بن دينار قال فيه وعليكم قال المنذري في الحاشية حديث مالك أخرجه البخاري وحديث الثوري أخرجه البخاري ومسلم وهذا يدل على أن رواية مالك عندهما بالواو فأما أبو داود فلعله حمل رواية مالك على رواية الثوري أو اعتمد رواية روح بن عبادة عن مالك وأما المنذري فتجوز في عزوه للبخاري لأنه عنده بصيغة الإفراد ولحديث ابن عمر هذا سبب أذكره في الذي [ ص: 47 ] بعده




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية