الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3292 حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال قال عقبة لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول إن رجلا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا ثم أوروا نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار أو راح فجمعه الله فقال لم فعلت قال خشيتك فغفر له قال عقبة وأنا سمعته يقول حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك وقال في يوم راح

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال عقبة لحذيفة ) هو عقبة بن عمر أبو مسعود الأنصاري البدري .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا موسى ) هو ابن إسماعيل التبوذكي ، وفي رواية الكشميهني " حدثنا مسدد " وصوب أبو ذر رواية الأكثر وبذلك جزم أبو نعيم في المستخرج أنه عن موسى ; وموسى ومسدد جميعا قد سمعا من أبي عوانة ، لكن الصواب هنا موسى لأن المصنف ساق الحديث عن مسدد ثم بين أن موسى خالفه في لفظة منه وهي قوله : في يوم راح ، فإن في رواية مسدد " يوم حار ، وقد تقدم سياق موسى في أول " باب ذكر بني إسرائيل ، وقال فيه : انظروا يوما راحا " وقوله : راحا أي كثير الريح ، ويقال ذلك للموضع الذي تخترقه الرياح ، قال الجوهري : يوم راح أي شديد الريح ، وإذا كان طيب الريح يقال الريح بتشديد الياء . وقال الخطابي : يوم راح أي ذو ريح كما يقال رجل مال أي ذو مال ، وأما رواية الباب فقوله " في يوم حار " فهو بتخفيف الراء ، قال ابن فارس : الحور ريح تحن كحنين الإبل ، وقد نبه أبو علي الجياني على ما وقع من ذلك . وظن بعض المتأخرين أنه عنى بذلك ما وقع في أول ذكر بني إسرائيل فاعترض عليه بأنه ليس هناك إلا روايته عن موسى بن إسماعيل في جميع الطرق وهو صحيح ، لكن مراد الجياني ما وقع هنا ، وهو بين لمن تأمل ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا عبد الملك ) هو ابن عمير المذكور في الإسناد الذي قبله ، ومراده أن عبد الملك رواه بالإسناد المذكور مثل الرواية التي قبله إلا في هذه اللفظة ; وهذا يقتضي خطأ من أورده في الرواية الأولى بلفظ " راح " وهي رواية السرخسي ، وقد رواه أبو الوليد عن أبي عوانة فقال فيه : في ريح عاصف ، أخرجه المصنف في الرقاق .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية