الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2265 حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه سيكون عليكم أئمة تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد بريء ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع فقيل يا رسول الله أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن ضبة ) بفتح الضاد المعجمة والموحدة المشددة ( بن محصن ) العنزي بفتح المهملة والنون ، بصري صدوق من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( قال إنه سيكون عليكم أئمة تعرفون وتنكرون ) قال القاضي هما صفتان لأئمة ، والراجح فيهما محذوف أي تعرفون بعض أفعالهم وتنكرون بعضها يريد أن أفعالهم يكون بعضها حسنا وبعضها قبيحا ( فمن أنكر ) أي من قدر أن ينكر بلسانه عليهم قبائح أفعالهم وسماجة أحوالهم وأنكر ( فقد برئ ) أي من المداهنة والنفاق ( ومن كره ) أي ولم يقدر على ذلك ولكن أنكر بقلبه وكره ذلك ( فقد سلم ) أي من مشاركتهم في الوزر والوبال ( ولكن من رضي ) أي بفعلهم بالقلب ( وتابع ) أي تابعهم في العمل فهو الذي شاركهم في العصيان ، وحذف الخبر في قوله من [ ص: 449 ] رضي لدلالة الحال على أن حكم هذا القسم ضد ما أثبته لقسيمه ( أفلا نقاتلهم قال لا ) أي لا تقاتلوهم ( ما صلوا ) إنما منع عن مقاتلتهم ما داموا يقيمون الصلاة التي هي عنوان الإسلام حذرا من هيج الفتن واختلاف الكلمة وغير ذلك مما يكون أشد نكاية من احتمال نكرهم والمصابرة على ما ينكرون منهم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد 295 ج 6 في مسنده .




                                                                                                          الخدمات العلمية