الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2497 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود بحديثين أحدهما عن نفسه والآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه قال به هكذا فطار

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو معاوية ) هو محمد بن خازم ( عن الحارث بن سويد ) التيمي أبي عائشة الكوفي ثقة ثبت من الثانية ( حدثنا عبد الله ) هو ابن مسعود .

                                                                                                          قوله : ( أحدهما عن نفسه ) أي من قوله ( إن المؤمن يرى ذنوبه ) قال الطيبي : ذنوبه المفعول الأول والمفعول الثاني محذوف أي كالجبال بدليل قوله كذباب أي عظيمة ثقيلة ( كأنه في أصل جبل ) أي قاعد في أصله " يخاف أن يقع عليه " . قال ابن أبي جمرة : السبب في ذلك أن قلب المؤمن منور ، فإذا رأى من نفسه ما يخالف ما ينور به قلبه عظم الأمر عليه ، والحكمة في التمثيل بالجبل أن غيره من المهلكات قد يحصل التسبب إلى النجاة منه بخلاف الجبل إذا سقط على الشخص لا ينجو منه عادة ، وحاصله أن المؤمن يغلب عليه الخوف لقوة ما عنده من الإيمان ، فلا يأمن العقوبة بسببها ، وهذا شأن المؤمن أنه دائم الخوف والمراقبة يستصغر عمله الصالح ويخشى من صغير عمله السيئ ( وإن الفاجر ) أي الفاسق ( قال به ) أي أشار إليه أو فعل به ( هكذا ) أي دفع الذباب بيده .




                                                                                                          الخدمات العلمية