[
nindex.php?page=treesubj&link=29378طرد المنافقين من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ]
وكان هؤلاء المنافقون يحضرون المسجد فيستمعون أحاديث المسلمين ، ويسخرون ويستهزئون بدينهم ، فاجتمع يوما في المسجد منهم ناس ، فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون بينهم ، خافضي أصواتهم ، قد لصق بعضهم ببعض ، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا ، فقام
nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب ، خالد بن زيد بن كليب ، إلى
عمرو بن قيس ، أحد
بني غنم بن مالك بن النجار - كان صاحب آلهتهم في الجاهلية فأخذ برجله فسحبه ، حتى أخرجه من المسجد ، وهو يقول : أتخرجني يا
أبا أيوب من مربد
بني ثعلبة ثم أقبل
أبو أيوب أيضا إلى
رافع بن وديعة ، أحد
بني النجار فلببه بردائه ثم نتره نترا شديدا ، ولطم وجهه ، ثم أخرجه من المسجد ،
وأبو أيوب يقول له : أف لك منافقا خبيثا : أدراجك يا منافق من
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال
ابن هشام : أي ارجع من الطريق التي جئت منها . قال الشاعر :
:
فولى وأدبر أدراجه وقد باء بالظلم من كان ثم
وقام
عمارة بن حزم إلى
زيد بن عمرو ، وكان رجلا طويل اللحية ، فأخذ بلحيته فقاده بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد ، ثم جمع
عمارة يديه فلدمه بهما في صدره لدمة خر منها .
قال : يقول : خدشتني يا
عمارة ؛ قال :
[ ص: 529 ] أبعدك الله يا منافق ، فما أعد الله لك من العذاب أشد من ذلك ، فلا تقربن
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال
ابن هشام : اللدم : الضرب ببطن الكف . قال
تميم بن أبي بن مقبل :
:
وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الوليد وراء الغيب بالحجر
قال
ابن هشام : الغيب : ما انخفض من الأرض . والأبهر : عرق القلب .
قال
ابن إسحاق : وقام
أبو محمد ، رجل من
بني النجار ، كان بدريا ،
وأبو محمد مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار إلى قيس بن عمرو بن سهل ، وكان
قيس غلاما شابا ، وكان لا يعلم في المنافقين شاب غيره ، فجعل يدفع في قفاه حتى أخرجه من المسجد . وقام رجل من
بلخدرة بن الخزرج ، رهط
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، يقال له :
عبد الله بن الحارث ، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج المنافقين من المسجد إلى رجل يقال له :
الحارث بن عمرو ، وكان ذا جمة ، فأخذ بجمته فسحبه بها سحبا عنيفا ، على ما مر به من الأرض ، حتى أخرجه من المسجد . قال : يقول المنافق : لقد أغلظت يا
ابن الحارث ، فقال له ؛ إنك أهل لذلك ، أي عدو الله لما أنزل الله فيك ، فلا تقربن
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنك نجس . وقام رجل من
بني عمرو بن عوف إلى أخيه
زوي بن الحارث ، فأخرجه من المسجد إخراجا عنيفا ، وأفف منه ، وقال : غلب عليك الشيطان وأمره . فهؤلاء من حضر المسجد يومئذ من المنافقين ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجهم .
[
nindex.php?page=treesubj&link=29378طَرْدُ الْمُنَافِقِينَ مِنْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
وَكَانَ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ يَحْضُرُونَ الْمَسْجِدَ فَيَسْتَمِعُونَ أَحَادِيثَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَسْخَرُونَ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِدِينِهِمْ ، فَاجْتَمَعَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ مِنْهُمْ نَاسٌ ، فَرَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ ، خَافِضِي أَصْوَاتَهُمْ ، قَدْ لَصِقَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْرِجُوا مِنْ الْمَسْجِدِ إخْرَاجًا عَنِيفًا ، فَقَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=50أَبُو أَيُّوبَ ، خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبٍ ، إلَى
عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، أَحَدِ
بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ - كَانَ صَاحِبَ آلِهَتِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَذَ بِرِجْلِهِ فَسَحَبَهُ ، حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَتُخْرِجُنِي يَا
أَبَا أَيُّوبَ مِنْ مِرْبَدِ
بَنِي ثَعْلَبَةَ ثُمَّ أَقْبَلَ
أَبُو أَيُّوبَ أَيْضًا إلَى
رَافِعِ بْنِ وَدِيعَةَ ، أَحَدِ
بَنِي النَّجَّارِ فَلَبَّبَهُ بِرِدَائِهِ ثمَ نَتَرَهُ نَتْرًا شَدِيدًا ، وَلَطَمَ وَجْهَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ ،
وَأَبُو أَيُّوبَ يَقُولُ لَهُ : أُفٍّ لَكَ مُنَافِقًا خَبِيثًا : أَدْرَاجَكَ يَا مُنَافِقُ مِنْ
مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : أَيْ ارْجِعْ مِنْ الطَّرِيقِ الَّتِي جِئْتَ مِنْهَا . قَالَ الشَّاعِرُ :
:
فَوَلَّى وَأَدْبَرَ أَدْرَاجَهُ وَقَدْ بَاءَ بِالظُّلْمِ مَنْ كَانَ ثَمَّ
وَقَامَ
عِمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ إلَى
زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو ، وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلَ اللِّحْيَةِ ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَقَادَهُ بِهَا قَوْدًا عَنِيفًا حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ جَمَعَ
عِمَارَةُ يَدَيْهِ فَلَدَمَهُ بِهِمَا فِي صَدْرِهِ لَدْمَةً خَرَّ مِنْهَا .
قَالَ : يَقُولُ : خَدَشْتَنِي يَا
عِمَارَةُ ؛ قَالَ :
[ ص: 529 ] أَبْعَدَكَ اللَّهُ يَا مُنَافِقُ ، فَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ مِنْ الْعَذَابِ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ ، فَلَا تَقْرَبَنَّ
مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : اللَّدْمُ : الضَّرْبُ بِبَطْنِ الْكَفِّ . قَالَ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِلٍ :
:
وَلِلْفُؤَادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِهِ لَدْمَ الْوَلِيدِ وَرَاءَ الْغَيْبِ بِالْحَجَرِ
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : الْغَيْبُ : مَا انْخَفَضَ مِنْ الْأَرْضِ . وَالْأَبْهَرُ : عِرْقُ الْقَلْبِ .
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَامَ
أَبُو مُحَمَّدٍ ، رَجُلٌ مِنْ
بَنِي النَّجَّارِ ، كَانَ بَدْرِيًّا ،
وَأَبُو مُحَمَّدٍ مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ إلَى قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ ، وَكَانَ
قَيْسٌ غُلَامًا شَابًّا ، وَكَانَ لَا يُعْلَمُ فِي الْمُنَافِقِينَ شَابٌّ غَيْرُهُ ، فَجَعَلَ يَدْفَعُ فِي قَفَاهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ . وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ
بَلْخُدْرَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ ، رَهْطِ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، يُقَالُ لَهُ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ ، حَيْنَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِخْرَاجِ الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْمَسْجِدِ إلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ :
الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو ، وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ ، فَأَخَذَ بِجُمَّتِهِ فَسَحَبَهُ بِهَا سَحْبًا عَنِيفًا ، عَلَى مَا مَرَّ بِهِ مِنْ الْأَرْضِ ، حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ . قَالَ : يَقُولُ الْمُنَافِقُ : لَقَدْ أَغْلَظْتَ يَا
ابْنَ الْحَارِثِ ، فَقَالَ لَهُ ؛ إنَّكَ أَهْلٌ لِذَلِكَ ، أَيْ عَدُوُّ اللَّهِ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ ، فَلَا تَقْرَبَنَّ
مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّكَ نَجِسٌ . وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ
بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إلَى أَخِيهِ
زُوَيِّ بْنِ الْحَارِثِ ، فَأَخْرَجَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ إخْرَاجًا عَنِيفًا ، وَأَفَّفَ مِنْهُ ، وَقَالَ : غَلَبَ عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ وَأَمْرُهُ . فَهَؤُلَاءِ مَنْ حَضَرَ الْمَسْجِدَ يَوْمئِذٍ مِنْ الْمُنَافِقِينَ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِخْرَاجِهِمْ .