[ تفسير
ابن هشام لبعض الغريب ]
قال
ابن هشام : يعمهون : يحارون . تقول العرب : رجل عمه وعامه : أي حيران قال
nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة بن العجاج يصف بلدا :
أعمى الهدى بالجاهلين العمه
وهذا البيت في أرجوزة له . فالعمه : جمع عامه ؛ وأما عمه ، فجمعه : عمهون . والمرأة : عمهة وعمهاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى أي الكفر بالإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
قال
ابن إسحاق : ثم ضرب لهم مثلا ، فقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=17كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون أي لا يبصرون الحق ويقولون به حتى إذا خرجوا به من ظلمة الكفر أطفئوه بكفرهم به ونفاقهم فيه ، فتركهم الله في ظلمات الكفر فهم لا يبصرون هدى ، ولا يستقيمون على حق .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=18صم بكم عمي فهم لا يرجعون أي لا يرجعون إلى الهدى ، صم بكم عمي عن الخير ، لا يرجعون إلى خير ولا يصيبون نجاة ما كانوا على ما هم عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين
قال
ابن هشام : الصيب : المطر ، وهو من صاب يصوب ، مثل قولهم : السيد ، من ساد يسود ، والميت : من مات يموت ؛ وجمعه : صيائب . قال
علقمة بن عبدة ، أحد
بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم :
:
كأنهم صابت عليهم سحابة صواعقها لطيرهن دبيب
وفيها :
:
فلا تعدلي بيني وبين مغمر سقتك روايا المزن حيث تصوب
[ ص: 533 ] وهذان البيتان في قصيدة له .
قال
ابن إسحاق : أي هم من ظلمة ما هم فيه من الكفر والحذر من القتل ، من الذي هم عليه من الخلاف والتخوف لكم ، على مثل ما وصف ، من الذي هو ( في ) ظلمة الصيب ، يجعل أصابعه في أذنيه من الصواعق حذر الموت . يقول : والله منزل ذلك بهم من النقمة ، أي هو محيط بالكافرين
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20يكاد البرق يخطف أبصارهم أي لشدة ضوء الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا أي يعرفون الحق ويتكلمون به ، فهم من قولهم به على استقامة ، فإذا ارتكسوا منه في الكفر قاموا متحيرين .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم أي لما تركوا من الحق بعد معرفته
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20إن الله على كل شيء قدير
ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21ياأيها الناس اعبدوا ربكم للفريقين جميعا ، من الكفار والمنافقين ، أي وحدوا ربكم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون
[ تَفْسِيرُ
ابْنِ هِشَامٍ لِبَعْضِ الْغَرِيبِ ]
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : يَعْمَهُونَ : يَحَارُونَ . تَقُولُ الْعَرَبُ : رَجُلٌ عَمِهٌ وَعَامِهٌ : أَيْ حَيَرَانُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15876رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ بَلَدًا :
أَعْمَى الْهُدَى بِالْجَاهِلِينَ الْعُمَّهِ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أُرْجُوزَةٍ لَهُ . فَالْعُمَّهُ : جَمْعُ عَامِهٍ ؛ وَأَمَّا عَمِهٌ ، فَجَمْعُهُ : عَمِهُونَ . وَالْمَرْأَةُ : عَمِهَةٌ وَعَمْهَاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى أَيْ الْكُفْرِ بِالْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا ، فَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=17كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ أَيْ لَا يُبْصِرُونَ الْحَقَّ وَيَقُولُونَ بِهِ حَتَّى إذَا خَرَجُوا بِهِ مِنْ ظُلْمَةِ الْكُفْرِ أَطْفَئُوهُ بِكُفْرِهِمْ بِهِ وَنِفَاقِهِمْ فِيهِ ، فَتَرَكَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ هُدًى ، وَلَا يَسْتَقِيمُونَ عَلَى حَقٍّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=18صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ أَيْ لَا يَرْجِعُونَ إلَى الْهُدَى ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ عَنْ الْخَيْرِ ، لَا يَرْجِعُونَ إلَى خَيْرٍ وَلَا يُصِيبُونَ نَجَاةً مَا كَانُوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : الصَّيِّبُ : الْمَطَرُ ، وَهُوَ مِنْ صَابَ يَصُوبُ ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ : السَّيِّدُ ، مَنْ سَادَ يَسُودُ ، وَالْمَيِّتُ : مَنْ مَاتَ يَمُوتُ ؛ وَجَمْعُهُ : صَيَائِبُ . قَالَ
عَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدَةَ ، أَحَدُ
بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ :
:
كَأَنَّهُمْ صَابَتْ عَلَيْهِمْ سَحَابَةٌ صَوَاعِقُهَا لِطَيْرِهِنَّ دَبِيبُ
وَفِيهَا :
:
فَلَا تَعْدِلِي بَيْنِي وَبَيْنَ مُغَمَّرٍ سَقَتْكَ رَوَايَا الْمُزْنِ حَيْثُ تَصُوبُ
[ ص: 533 ] وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ .
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : أَيْ هُمْ مِنْ ظُلْمَةِ مَا هُمْ فِيهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْحَذَرِ مِنْ الْقَتْلِ ، مِنْ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْخِلَافِ وَالتَّخَوُّفِ لَكُمْ ، عَلَى مِثْلِ مَا وُصِفَ ، مِنْ الَّذِي هُوَ ( فِي ) ظُلْمَةِ الصَّيِّبِ ، يَجْعَلُ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنِيهِ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ . يَقُولُ : وَاَللَّهُ مُنْزِلُ ذَلِكَ بِهِمْ مِنْ النِّقْمَةِ ، أَيْ هُوَ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ أَيْ لِشِدَّةِ ضَوْءِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا أَيْ يَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَيَتَكَلَّمُونَ بِهِ ، فَهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ بِهِ عَلَى اسْتِقَامَةٍ ، فَإِذَا ارْتَكَسُوا مِنْهُ فِي الْكُفْرِ قَامُوا مُتَحَيِّرِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ أَيْ لِمَا تَرَكُوا مِنْ الْحَقِّ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ لِلْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا ، مِنْ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ ، أَيْ وَحِّدُوا رَبَّكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ