قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون قال
ابن عباس : كانت
قريش تطوف بالبيت عراة ، يصفقون ويصفرون ; فكان ذلك عبادة في ظنهم . والمكاء : الصفير . والتصدية : التصفيق ; قاله
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر رضي الله عنهم . ومنه قول
عنترة :
وحليل غانية تركت مجدلا تمكو فريصته كشدق الأعلم
[ ص: 359 ] أي تصوت . ومنه مكت است الدابة إذا نفخت بالريح . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المكاء الصفير ، على لحن طائر أبيض
بالحجاز يقال له المكاء . قال الشاعر :
إذا غرد المكاء في غير روضة فويل لأهل الشاء والحمرات
قتادة : المكاء ضرب بالأيدي ، والتصدية صياح . وعلى التفسيرين ففيه
nindex.php?page=treesubj&link=28311_24427رد على الجهال من الصوفية الذين يرقصون ويصفقون ويصعقون . وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء ، ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج nindex.php?page=showalam&ids=16406وابن أبي نجيح عن
مجاهد أنه قال : المكاء إدخالهم أصابعهم في أفواههم . والتصدية : الصفير ، يريدون أن يشغلوا بذلك
محمدا صلى الله عليه وسلم عن الصلاة . قال
النحاس : المعروف في اللغة ما روي عن
ابن عمر . حكى
أبو عبيد وغيره أنه يقال : مكا يمكو مكاء إذا صفر . وصدى يصدي تصدية إذا صفق ; ومنه قول
عمرو بن الإطنابة :
وظلوا جميعا لهم ضجة مكاء لدى البيت بالتصديه
أي بالتصفيق .
سعيد بن جبير وابن زيد : معنى التصدية صدهم عن البيت ; فالأصل على هذا تصددة ، فأبدل من أحد الدالين ياء .
nindex.php?page=treesubj&link=28979ومعنى ليميز الله الخبيث من الطيب أي المؤمن من الكافر . وقيل : هو عام في كل شيء من الأعمال والنفقات وغير ذلك .