قال
علي بن محمد بن أبان القاضي : حدثنا
أبو يحيى زكريا الساجي ، حدثنا
المزني ، قال : قلت : إن كان أحد يخرج ما في ضميري ، وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد
nindex.php?page=showalam&ids=13790فالشافعي ، فصرت إليه ، وهو في مسجد
مصر ، فلما جثوت بين يديه ، قلت : هجس في ضميري مسألة في التوحيد ، فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك ، فما الذي عندك ؟ فغضب ، ثم قال : أتدري أين أنت ؟ قلت : نعم ، قال : هذا الموضع الذي أغرق الله فيه
فرعون . أبلغك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالسؤال عن ذلك ؟ قلت : لا ، قال : هل تكلم فيه الصحابة ؟ قلت : لا ، قال : تدري كم نجما في السماء ؟ قلت : لا ، قال : فكوكب منها ; تعرف جنسه ، طلوعه ، أفوله ، مم خلق ؟ قلت : لا ، قال : فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه ، تتكلم في علم خالقه ؟ ! ثم سألني عن مسألة في
[ ص: 32 ] الوضوء ، فأخطأت فيها ، ففرعها على أربعة أوجه ، فلم أصب في شيء منه ، فقال : شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات ، تدع علمه ، وتتكلف علم الخالق ، إذا هجس في ضميرك ذلك ، فارجع إلى الله ، وإلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض الآية فاستدل بالمخلوق على الخالق ، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك . قال : فتبت .
قال
ابن أبي حاتم : في كتابي عن
الربيع بن سليمان ، قال : حضرت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، أو حدثني
أبو شعيب ، إلا أني أعلم أنه حضر
nindex.php?page=showalam&ids=16448عبد الله بن عبد الحكم ،
ويوسف بن عمرو ،
وحفص الفرد ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يسميه
حفصا المنفرد ، فسأل
حفص عبد الله : ما تقول في القرآن ؟ فأبى أن يجيبه ، فسأل
يوسف ، فلم يجبه ، وأشار إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فسأل
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، واحتج عليه ، فطالت فيه المناظرة ، فقام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وبكفر
حفص .
قال
الربيع : فلقيت
حفصا ، فقال : أراد
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قتلي .
الربيع : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص .
[ ص: 33 ]
وسمعته يقول : تجاوز الله عما في القلوب ، وكتب على الناس الأفعال والأقاويل .
وقال
المزني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يقال لمن ترك الصلاة لا يعملها : فإن صليت وإلا استتبناك ، فإن تبت ، وإلا قتلناك ، كما تكفر ، فنقول : إن آمنت وإلا قتلناك .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال : ما كابرني أحد على الحق ودافع ، إلا سقط من عيني ، ولا قبله إلا هبته ، واعتقدت مودته .
عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا ، فإذا كان خبر صحيح ، فأعلمني حتى أذهب إليه ، كوفيا كان ، أو بصريا ، أو شاميا .
وقال
حرملة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : كل ما قلته فكان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلاف قولي مما صح ، فهو أولى ، ولا تقلدوني .
[ ص: 34 ] الربيع : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولوا بها ، ودعوا ما قلته .
وسمعته يقول -وقد قال له رجل : تأخذ بهذا الحديث يا
أبا عبد الله ؟ فقال : متى رويت عن رسول الله حديثا صحيحا ولم آخذ به ، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي : روى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يوما حديثا ، فقلت : أتأخذ به ؟ فقال : رأيتني خرجت من كنيسة ، أو علي زنار ، حتى إذا سمعت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لا أقول به ؟ !
[ ص: 35 ]
قال
الربيع : وسمعته يقول : أي سماء تظلني ، وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا فلم أقل به .
وقال
أبو ثور : سمعته يقول : كل حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو قولي ، وإن لم تسمعوه مني .
ويروى أنه قال : إذا صح الحديث فهو مذهبي وإذا صح الحديث ، فاضربوا بقولي الحائط .
محمد بن بشر العكري وغيره : حدثنا
الربيع بن سليمان قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قد جزء الليل ، فثلثه الأول يكتب ، والثاني يصلي ، والثالث ينام .
قلت : أفعاله الثلاثة عبادة بالنية .
قال
زكريا الساجي : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، حدثني
حسين الكرابيسي : بت مع
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ليلة ، فكان يصلي نحو ثلث الليل ، فما رأيته يزيد على خمسين آية ، فإذا أكثر ، فمائة آية ، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله ، ولا بآية عذاب إلا تعوذ ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا .
[ ص: 36 ]
قال
الربيع بن سليمان من طريقين عنه ، بل أكثر : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة .
ورواها
ابن أبي حاتم عنه ، فزاد : كل ذلك في صلاة .
nindex.php?page=showalam&ids=12119أبو عوانة الإسفراييني : حدثنا
الربيع ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة ، فأدخلت يدي فتقيأتها .
رواها
ابن أبي حاتم ، عن
الربيع ، وزاد : لأن الشبع يثقل البدن ، ويقسي القلب ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ، ويضعف عن العبادة .
الزبير بن عبد الواحد : أخبرنا
أبو بكر محمد بن القاسم بن مطر ، سمعت
الربيع : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : عليك بالزهد ، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد .
قال
الزبير : وحدثني
إبراهيم بن الحسن الصوفي ، سمعت
حرملة ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا .
قال
أبو داود : حدثني
أبو ثور قال : قل ما كان يمسك
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي الشيء من سماحته .
[ ص: 37 ]
وقال
عمرو بن سواد : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام ، فقال لي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أفلست من دهري ثلاث إفلاسات ، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتى حلي بنتي وزوجتي ، ولم أرهن قط .
قال
الربيع : أخذ رجل بركاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فقال لي : أعطه أربعة دنانير ، واعذرني عنده .
سعيد بن أحمد اللخمي المصري : سمعت
المزني يقول : كنت مع
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يوما ، فخرجنا الأكوام فمر بهدف ، فإذا برجل يرمي بقوس عربية ، فوقف عليه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ينظر ، وكان حسن الرمي ، فأصاب بأسهم ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أحسنت ، وبرك عليه ، ثم قال : أعطه ثلاثة دنانير ، واعذرني عنده .
وقال
الربيع : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي مارا بالحذائين ، فسقط سوطه ، فوثب غلام ، ومسحه بكمه ، وناوله ، فأعطاه سبعة دنانير .
قال
الربيع : تزوجت ، فسألني
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : كم أصدقتها ؟ قلت : ثلاثين دينارا ، عجلت منها ستة . فأعطاني أربعة وعشرين دينارا .
[ ص: 38 ] أبو جعفر الترمذي : سمعت
الربيع قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790بالشافعي هذه البواسير ، وكانت له لبدة محشوة بحلبة يجلس عليها ، فإذا ركب ، أخذت تلك اللبدة ، ومشيت خلفه ، فناوله إنسان رقعة يقول فيها : إنني بقال ، رأس مالي درهم ، وقد تزوجت ، فأعني ، فقال : يا
ربيع ، أعطه ثلاثين دينارا واعذرني عنده . فقلت : أصلحك الله ، إن هذا يكفيه عشرة دراهم ، فقال : ويحك ! وما يصنع بثلاثين ؟ أفي كذا ، أم في كذا -يعد ما يصنع في جهازه- أعطه .
ابن أبي حاتم : أخبرنا
عبد الرحمن بن إبراهيم ، حدثنا
محمد بن روح ، حدثنا
الزبير بن سليمان القرشي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، قال : خرج
هرثمة ، فأقرأني سلام أمير المؤمنين
هارون ، وقال : قد أمر لك بخمسة آلاف دينار . قال : فحمل إليه المال ، فدعا بحجام ، فأخذ شعره ، فأعطاه خمسين دينارا ، ثم أخذ رقاعا ، فصر صررا ، وفرقها في القرشيين الذين هم بالحضرة ومن
بمكة ، حتى ما رجع إلى بيته إلا بأقل من مائة دينار .
محمد بن بشر العكري : سمعت
الربيع قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي قال : قدم
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي صنعاء ، فضربت له خيمة ، ومعه عشرة آلاف دينار ، فجاء قوم ، فسألوه ، فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء . رواها
الأصم وجماعة عن
الربيع .
[ ص: 39 ]
وعن
إبراهيم بن برانة قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي جسيما طوالا نبيلا .
قال
ابن عبد الحكم : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أسخى الناس بما يجد ، وكان يمر بنا ، فإن وجدني ، وإلا قال : قولوا
لمحمد إذا جاء يأتي المنزل ، فإني لا أتغدى حتى يجيء .
داود بن علي الأصبهاني : حدثنا
أبو ثور قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من أسمح الناس ، يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلواء ، ويشترط عليها هو أن لا يقربها ؛ لأنه كان عليلا لا يمكنه أن يقرب النساء لباسور به إذ ذاك ، وكان يقول لنا : اشتهوا ما أردتم .
قال
أبو علي بن حمكان : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15213أبو إسحاق المزكي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، حدثنا
الربيع ، قال : أصحاب
مالك كانوا يفخرون ، فيقولون : إنه يحضر مجلس
مالك نحو من ستين معمما . والله لقد عددت في مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ثلاثمائة معمم سوى من شذ عني .
قال
الربيع : اشتريت
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي طيبا بدينار ، فقال : ممن اشتريت ؟ قلت : من ذاك الأشقر الأزرق . قال : أشقر أزرق ! رده ، رده ، ما جاءني خير قط من أشقر .
[ ص: 40 ] أبو حاتم : حدثنا
حرملة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، يقول : احذر الأعور ، والأعرج ، والأحول ، والأشقر ، والكوسج ، وكل ناقص الخلق ، فإنه صاحب التواء ، ومعاملته عسرة .
العكري : سمعت
الربيع يقول : كنت أنا
والمزني nindex.php?page=showalam&ids=13920والبويطي عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فنظر إلينا ، فقال لي : أنت تموت في الحديث ، وقال
للمزني : هذا لو ناظره الشيطان ، قطعه وجدله ، وقال
للبويطي : أنت تموت في الحديد قال : فدخلت على
البويطي أيام المحنة ، فرأيته مقيدا مغلولا . وجاءه رجل مرة ، فسأله -يعني
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - عن مسألة ، فقال : أنت نساج ؟ قال : عندي أجراء .
أحمد بن سلمة النيسابوري : قال
أبو بكر محمد بن إدريس وراق الحميدي : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي يقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : خرجت إلى
اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها .
وعن
الربيع قال : مر أخي ، فرآه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فقال : هذا أخوك ؟ ولم يكن رآه . قلت : نعم .
أبو علي بن حمكان : حدثنا
أحمد بن محمد بن هارون الهمذاني العدل ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15061أبو مسلم الكجي ، حدثنا
الأصمعي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أصل
[ ص: 41 ] العلم التثبيت ، وثمرته السلامة ، وأصل الورع القناعة ، وثمرته الراحة ، وأصل الصبر الحزم ، وثمرته الظفر ، وأصل العمل التوفيق ، وثمرته النجح ، وغاية كل أمر الصدق .
بلغنا عن
الكديمي ، حدثنا
الأصمعي ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : العالم يسأل عما يعلم وعما لا يعلم ، فيثبت ما يعلم ، ويتعلم ما لا يعلم ، والجاهل يغضب من التعلم ، ويأنف من التعليم .
أبو حاتم : حدثنا
محمد بن يحيى بن حسان ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : العلم علمان : علم الدين وهو الفقه ، وعلم الدنيا وهو الطب ، وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث .
وعن
الربيع قال : قلت للشافعي : من أقدر الفقهاء على المناظرة ؟ قال : من عود لسانه الركض في ميدان الألفاظ لم يتلعثم إذا رمقته العيون .
في إسنادها
أبو بكر النقاش وهو واه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد .
قال
يونس الصدفي : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : ليس إلى السلامة من
[ ص: 42 ] الناس سبيل ، فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال : ما رفعت من أحد فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه .
وعنه : ضياع العالم أن يكون بلا إخوان ، وضياع الجاهل قلة عقله ، وأضيع منهما من واخى من لا عقل له .
وعنه : إذا خفت على عملك العجب ، فاذكر رضى من تطلب ، وفي أي نعيم ترغب ، ومن أي عقاب ترهب . فمن فكر في ذلك صغر عنده عمله .
آلات الرياسة خمس : صدق اللهجة ، وكتمان السر ، والوفاء بالعهد ، وابتداء النصيحة ، وأداء الأمانة .
محمد بن فهد المصري : حدثنا
الربيع ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : من استغضب فلم يغضب ، فهو حمار ، ومن استرضي فلم يرض ، فهو شيطان .
قَالَ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ الْقَاضِي : حَدَّثَنَا
أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْمُزَنِيُّ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُخْرِجُ مَا فِي ضَمِيرِي ، وَمَا تَعَلَّقَ بِهِ خَاطِرِي مِنْ أَمْرِ التَّوْحِيدِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790فَالشَّافِعِيُّ ، فَصِرْتُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ فِي مَسْجِدِ
مِصْرَ ، فَلَمَّا جَثَوْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قُلْتُ : هَجَسَ فِي ضَمِيرِي مَسْأَلَةٌ فِي التَّوْحِيدِ ، فَعَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا لَا يَعْلَمُ عِلْمَكَ ، فَمَا الَّذِي عِنْدَكَ ؟ فَغَضِبَ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي أَغْرَقَ اللَّهُ فِيهِ
فِرْعَوْنَ . أَبَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِالسُّؤَالِ عَنْ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : هَلْ تَكَلَّمَ فِيهِ الصَّحَابَةُ ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : تَدْرِي كَمْ نَجْمًا فِي السَّمَاءِ ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : فَكَوْكَبٌ مِنْهَا ; تَعْرِفُ جِنْسَهُ ، طُلُوعَهُ ، أُفُولَهُ ، مِمَّ خُلِقَ ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : فَشَيْءٌ تَرَاهُ بِعَيْنِكَ مِنَ الْخَلْقِ لَسْتَ تَعْرِفُهُ ، تَتَكَلَّمُ فِي عِلْمِ خَالِقِهِ ؟ ! ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي
[ ص: 32 ] الْوُضُوءِ ، فَأَخْطَأْتُ فِيهَا ، فَفَرَّعَهَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ ، فَلَمْ أُصِبْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ ، فَقَالَ : شَيْءٌ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، تَدَعُ عِلْمَهُ ، وَتَتَكَلَّفُ عِلْمَ الْخَالِقِ ، إِذَا هَجَسَ فِي ضَمِيرِكَ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ إِلَى اللَّهِ ، وَإِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=163وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْآيَةَ فَاسْتَدِلَّ بِالْمَخْلُوقِ عَلَى الْخَالِقِ ، وَلَا تَتَكَلَّفْ عِلْمَ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ عَقْلُكَ . قَالَ : فَتُبْتُ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : فِي كِتَابِي عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَضَرْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ ، أَوْ حَدَّثَنِي
أَبُو شُعَيْبٍ ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ حَضَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16448عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
وَيُوسُفُ بْنُ عَمْرٍو ،
وَحَفْصٌ الْفَرْدُ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ يُسَمِّيهِ
حَفْصًا الْمُنْفَرِدَ ، فَسَأَلَ
حَفْصٌ عَبْدَ اللَّهِ : مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ ؟ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ ، فَسَأَلَ
يُوسُفَ ، فَلَمْ يُجِبْهُ ، وَأَشَارَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، فَسَأَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ ، فَطَالَتْ فِيهِ الْمُنَاظَرَةُ ، فَقَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ بِالْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَبِكُفْرِ
حَفْصٍ .
قَالَ
الرَّبِيعُ : فَلَقِيتُ
حَفْصًا ، فَقَالَ : أَرَادَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ قَتْلِي .
الرَّبِيعُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ .
[ ص: 33 ]
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : تَجَاوَزَ اللَّهُ عَمَّا فِي الْقُلُوبِ ، وَكَتَبَ عَلَى النَّاسِ الْأَفْعَالَ وَالْأَقَاوِيلَ .
وَقَالَ
الْمُزَنِيُّ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : يُقَالُ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ لَا يَعْمَلُهَا : فَإِنْ صَلَّيْتَ وَإِلَّا اسْتَتَبْنَاكَ ، فَإِنْ تُبْتَ ، وَإِلَّا قَتَلْنَاكَ ، كَمَا تَكْفُرُ ، فَنَقُولُ : إِنْ آمَنْتَ وَإِلَّا قَتَلْنَاكَ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ قَالَ : مَا كَابَرَنِي أَحَدٌ عَلَى الْحَقِّ وَدَافَعَ ، إِلَّا سَقَطَ مِنْ عَيْنِي ، وَلَا قَبِلَهُ إِلَّا هِبْتُهُ ، وَاعْتَقَدْتُ مَوَدَّتَهُ .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِالْأَخْبَارِ الصِّحَاحِ مِنَّا ، فَإِذَا كَانَ خَبَرٌ صَحِيحٌ ، فَأَعْلِمْنِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَيْهِ ، كُوفِيًّا كَانَ ، أَوْ بَصَرِيًّا ، أَوْ شَامِيًّا .
وَقَالَ
حَرْمَلَةُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : كُلُّ مَا قُلْتُهُ فَكَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خِلَافَ قَوْلِي مِمَّا صَحَّ ، فَهُوَ أَوْلَى ، وَلَا تُقَلِّدُونِي .
[ ص: 34 ] الرَّبِيعُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : إِذَا وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِي خِلَافَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُولُوا بِهَا ، وَدَعُوا مَا قُلْتُهُ .
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ -وَقَدْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَأْخُذُ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : مَتَى رَوَيْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ حَدِيثًا صَحِيحًا وَلَمْ آخُذْ بِهِ ، فَأُشْهِدُكُمْ أَنَّ عَقْلِي قَدْ ذَهَبَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيُّ : رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ يَوْمًا حَدِيثًا ، فَقُلْتُ : أَتَأْخُذُ بِهِ ؟ فَقَالَ : رَأَيْتَنِي خَرَجْتُ مِنْ كَنِيسَةٍ ، أَوْ عَلَيَّ زُنَّارٌ ، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا لَا أَقُولُ بِهِ ؟ !
[ ص: 35 ]
قَالَ
الرَّبِيعُ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا رُوِيتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا فَلَمْ أَقُلْ بِهِ .
وَقَالَ
أَبُو ثَوْرٍ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : كُلُّ حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهُوَ قَوْلِي ، وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوهُ مِنِّي .
وَيُرْوَى أَنَّهُ قَالَ : إِذَا صَحَّ الْحَدِيثُ فَهُوَ مَذْهَبِي وَإِذَا صَحَّ الْحَدِيثُ ، فَاضْرِبُوا بِقَوْلِي الْحَائِطَ .
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَكَرِيُّ وَغَيْرُهُ : حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ قَدْ جَزَّءَ اللَّيْلَ ، فَثُلُثُهُ الْأَوَّلُ يَكْتُبُ ، وَالثَّانِي يُصَلِّي ، وَالثَّالِثُ يَنَامُ .
قُلْتُ : أَفْعَالُهُ الثَّلَاثَةُ عِبَادَةٌ بِالنِّيَّةِ .
قَالَ
زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنِي
حُسَيْنٌ الْكَرَابِيسِيُّ : بِتُّ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ لَيْلَةً ، فَكَانَ يُصَلِّي نَحْوَ ثُلُثِ اللَّيْلِ ، فَمَا رَأَيْتُهُ يَزِيدُ عَلَى خَمْسِينَ آيَةً ، فَإِذَا أَكْثَرَ ، فَمِائَةُ آيَةٍ ، وَكَانَ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ اللَّهَ ، وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ ، وَكَأَنَّمَا جُمِعَ لَهُ الرَّجَاءُ وَالرَّهْبَةُ جَمِيعًا .
[ ص: 36 ]
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ طَرِيقَيْنِ عَنْهُ ، بَلْ أَكْثَرَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سِتِّينَ خَتْمَةً .
وَرَوَاهَا
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ ، فَزَادَ : كُلُّ ذَلِكَ فِي صَلَاةٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=12119أَبُو عَوَانَةَ الْإِسْفَرَايِيْنِيُّ : حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : مَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا مَرَّةً ، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَتَقَيَّأْتُهَا .
رَوَاهَا
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
الرَّبِيعِ ، وَزَادَ : لِأَنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ الْبَدَنَ ، وَيُقَسِّي الْقَلْبَ ، وَيُزِيلُ الْفِطْنَةَ ، وَيَجْلِبُ النَّوْمَ ، وَيُضْعِفُ عَنِ الْعِبَادَةِ .
الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ : أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَطَرٍ ، سَمِعْتُ
الرَّبِيعَ : قَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ ، فَإِنَّ الزُّهْدَ عَلَى الزَّاهِدِ أَحْسَنُ مِنَ الْحُلِيِّ عَلَى الْمَرْأَةِ النَّاهِدِ .
قَالَ
الزُّبَيْرُ : وَحَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ ، سَمِعْتُ
حَرْمَلَةَ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : مَا حَلَفْتُ بِاللَّهِ صَادِقًا وَلَا كَاذِبًا .
قَالَ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنِي
أَبُو ثَوْرٍ قَالَ : قَلَّ مَا كَانَ يُمْسِكُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ الشَّيْءَ مِنْ سَمَاحَتِهِ .
[ ص: 37 ]
وَقَالَ
عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ أَسْخَى النَّاسِ عَلَى الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالطَّعَامِ ، فَقَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : أَفْلَسْتُ مِنْ دَهْرِي ثَلَاثَ إِفْلَاسَاتٍ ، فَكُنْتُ أَبِيعُ قَلِيلِي وَكَثِيرِي حَتَّى حُلِيَّ بِنْتِي وَزَوْجَتِي ، وَلَمْ أَرْهُنْ قَطُّ .
قَالَ
الرَّبِيعُ : أَخَذَ رَجُلٌ بِرِكَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، فَقَالَ لِي : أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ دَنَانِيرَ ، وَاعْذُرْنِي عِنْدَهُ .
سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الْمِصْرِيُّ : سَمِعْتُ
الْمُزَنِيَّ يَقُولُ : كُنْتُ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ يَوْمًا ، فَخَرَجْنَا الْأَكْوَامَ فَمَرَّ بِهَدَفٍ ، فَإِذَا بِرَجُلٍ يَرْمِي بِقَوْسٍ عَرَبِيَّةٍ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ يَنْظُرُ ، وَكَانَ حَسَنَ الرَّمْيِ ، فَأَصَابَ بِأَسْهُمٍ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : أَحْسَنْتَ ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَعْطِهِ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ، وَاعْذُرْنِي عِنْدَهُ .
وَقَالَ
الرَّبِيعُ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ مَارًّا بِالْحَذَّائِينَ ، فَسَقَطَ سَوْطُهُ ، فَوَثْبَ غُلَامٌ ، وَمَسَحَهُ بِكُمِّهِ ، وَنَاوَلَهُ ، فَأَعْطَاهُ سَبْعَةَ دَنَانِيرَ .
قَالَ
الرَّبِيعُ : تَزَوَّجْتُ ، فَسَأَلَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : كَمْ أَصْدَقْتَهَا ؟ قُلْتُ : ثَلَاثِينَ دِينَارًا ، عَجَّلْتُ مِنْهَا سِتَّةً . فَأَعْطَانِي أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ دِينَارًا .
[ ص: 38 ] أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ : سَمِعْتُ
الرَّبِيعَ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790بِالشَّافِعِيِّ هَذِهِ الْبَوَاسِيرُ ، وَكَانَتْ لَهُ لِبَدَةٌ مَحْشُوَّةٌ بِحُلْبَةٍ يَجْلِسُ عَلَيْهَا ، فَإِذَا رَكِبَ ، أَخَذْتُ تِلْكَ اللِّبْدَةَ ، وَمَشَيْتُ خَلْفَهُ ، فَنَاوَلَهُ إِنْسَانٌ رُقْعَةً يَقُولُ فِيهَا : إِنَّنِي بَقَّالٌ ، رَأْسُ مَالِي دِرْهَمٌ ، وَقَدْ تَزَوَّجْتُ ، فَأَعِنِّي ، فَقَالَ : يَا
رَبِيعُ ، أَعْطِهِ ثَلَاثِينَ دِينَارًا وَاعْذُرْنِي عِنْدَهُ . فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، إِنَّ هَذَا يَكْفِيهِ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ ! وَمَا يَصْنَعُ بِثَلَاثِينَ ؟ أَفِي كَذَا ، أَمْ فِي كَذَا -يُعِدُّ مَا يَصْنَعُ فِي جَهَازِهِ- أَعْطِهِ .
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ ، حَدَّثَنَا
الزُّبَيْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ
هَرْثَمَةُ ، فَأَقْرَأَنِي سَلَامَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
هَارُونَ ، وَقَالَ : قَدْ أَمَرَ لَكَ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِينَارٍ . قَالَ : فَحَمَلَ إِلَيْهِ الْمَالَ ، فَدَعَا بِحَجَّامٍ ، فَأَخَذَ شَعْرَهُ ، فَأَعْطَاهُ خَمْسِينَ دِينَارًا ، ثُمَّ أَخَذَ رِقَاعًا ، فَصَرَّ صُرَرًا ، وَفَرَّقَهَا فِي الْقُرَشِيِّينَ الَّذِينَ هُمْ بِالْحَضْرَةِ وَمَنْ
بِمَكَّةَ ، حَتَّى مَا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ إِلَّا بِأَقَلَّ مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ .
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَكَرِيُّ : سَمِعْتُ
الرَّبِيعَ قَالَ : أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : قَدِمَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ صَنْعَاءَ ، فَضُرِبَتْ لَهُ خَيْمَةٌ ، وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ ، فَجَاءَ قَوْمٌ ، فَسَأَلُوهُ ، فَمَا قُلِعَتِ الْخَيْمَةُ وَمَعَهُ مِنْهَا شَيْءٌ . رَوَاهَا
الْأَصَمُّ وَجَمَاعَةٌ عَنِ
الرَّبِيعِ .
[ ص: 39 ]
وَعَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ بُرَانَةَ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ جَسِيمًا طِوَالًا نَبِيلًا .
قَالَ
ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ أَسْخَى النَّاسِ بِمَا يَجِدُ ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا ، فَإِنْ وَجَدَنِي ، وَإِلَّا قَالَ : قُولُوا
لِمُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَ يَأْتِي الْمَنْزِلَ ، فَإِنِّي لَا أَتَغَدَّى حَتَّى يَجِيءَ .
دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ : حَدَّثَنَا
أَبُو ثَوْرٍ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ مِنْ أَسْمَحِ النَّاسِ ، يَشْتَرِي الْجَارِيَةَ الصَّنَاعَ الَّتِي تَطْبُخُ وَتَعْمَلُ الْحَلْوَاءَ ، وَيَشْتَرِطُ عَلَيْهَا هُوَ أَنْ لَا يَقْرَبَهَا ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عَلِيلًا لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَقْرَبَ النِّسَاءَ لِبَاسُورٍ بِهِ إِذْ ذَاكَ ، وَكَانَ يَقُولُ لَنَا : اشْتَهُوا مَا أَرَدْتُمْ .
قَالَ
أَبُو عَلِيِّ بْنُ حَمَكَانَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15213أَبُو إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ ، قَالَ : أَصْحَابُ
مَالِكٍ كَانُوا يَفْخَرُونَ ، فَيَقُولُونَ : إِنَّهُ يَحْضُرُ مَجْلِسَ
مَالِكٍ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ مُعَمَّمًا . وَاللَّهِ لَقَدْ عَدَدْتُ فِي مَجْلِسِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ثَلَاثَمِائَةِ مُعَمَّمٍ سِوَى مَنْ شَذَّ عَنِّي .
قَالَ
الرَّبِيعُ : اشْتَرَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790لِلشَّافِعِيِّ طِيبًا بِدِينَارٍ ، فَقَالَ : مِمَّنِ اشْتَرَيْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ ذَاكَ الْأَشْقَرِ الْأَزْرَقِ . قَالَ : أَشْقَرُ أَزْرَقُ ! رُدَّهُ ، رُدَّهُ ، مَا جَاءَنِي خَيْرٌ قَطُّ مِنْ أَشْقَرَ .
[ ص: 40 ] أَبُو حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
حَرْمَلَةُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ ، يَقُولُ : احْذَرِ الْأَعْوَرَ ، وَالْأَعْرَجَ ، وَالْأَحْوَلَ ، وَالْأَشْقَرَ ، وَالْكَوْسَجَ ، وَكُلَّ نَاقِصِ الْخَلْقِ ، فَإِنَّهُ صَاحِبُ الْتِوَاءٍ ، وَمُعَامَلَتُهُ عَسِرَةٌ .
الْعَكَرِيُّ : سَمِعْتُ
الرَّبِيعَ يَقُولُ : كُنْتُ أَنَا
وَالْمُزَنِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13920وَالْبُوَيْطِيُّ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ لِي : أَنْتَ تَمُوتُ فِي الْحَدِيثِ ، وَقَالَ
لِلْمُزَنِيِّ : هَذَا لَوْ نَاظَرَهُ الشَّيْطَانُ ، قَطَعَهُ وَجَدَلَهُ ، وَقَالَ
لِلْبُوَيْطِيِّ : أَنْتَ تَمُوتُ فِي الْحَدِيدِ قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَى
الْبُوَيْطِيِّ أَيَّامَ الْمِحْنَةِ ، فَرَأَيْتُهُ مُقَيَّدًا مَغْلُولًا . وَجَاءَهُ رَجُلٌ مَرَّةً ، فَسَأَلَهُ -يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ - عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَقَالَ : أَنْتَ نَسَّاجٌ ؟ قَالَ : عِنْدِي أُجَرَاءُ .
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِيُّ : قَالَ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَرَّاقُ الْحُمَيْدِيِّ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : خَرَجْتُ إِلَى
الْيَمَنِ فِي طَلَبِ كُتُبِ الْفِرَاسَةِ حَتَّى كَتَبْتُهَا وَجَمَعْتُهَا .
وَعَنِ
الرَّبِيعِ قَالَ : مَرَّ أَخِي ، فَرَآهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ ، فَقَالَ : هَذَا أَخُوكَ ؟ وَلَمْ يَكُنْ رَآهُ . قُلْتُ : نَعَمْ .
أَبُو عَلِيِّ بْنُ حَمَكَانَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَمَذَانِيُّ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15061أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ ، حَدَّثَنَا
الْأَصْمَعِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ : أَصْلُ
[ ص: 41 ] الْعِلْمِ التَّثْبِيتُ ، وَثَمَرَتُهُ السَّلَامَةُ ، وَأَصْلُ الْوَرَعِ الْقَنَاعَةُ ، وَثَمَرَتُهُ الرَّاحَةُ ، وَأَصْلُ الصَّبْرِ الْحَزْمُ ، وَثَمَرَتُهُ الظَّفْرُ ، وَأَصْلُ الْعَمَلِ التَّوْفِيقُ ، وَثَمَرَتُهُ النُّجْحُ ، وَغَايَةُ كُلِّ أَمْرٍ الصِّدْقُ .
بَلَغَنَا عَنِ
الْكُدَيْمِيِّ ، حَدَّثَنَا
الْأَصْمَعِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : الْعَالِمُ يُسْأَلُ عَمَّا يَعْلَمُ وَعَمًّا لَا يَعْلَمُ ، فَيُثْبِتُ مَا يَعْلَمُ ، وَيَتَعَلَّمُ مَا لَا يَعْلَمُ ، وَالْجَاهِلُ يَغْضَبُ مِنَ التَّعَلُّمِ ، وَيَأْنَفُ مِنَ التَّعْلِيمِ .
أَبُو حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : الْعِلْمُ عِلْمَانِ : عِلْمُ الدِّينِ وَهُوَ الْفِقْهُ ، وَعِلْمُ الدُّنْيَا وَهُوَ الطِّبُّ ، وَمَا سِوَاهُ مِنَ الشِّعْرِ وَغَيْرِهِ فَعَنَاءٌ وَعَبَثٌ .
وَعَنِ
الرَّبِيعِ قَالَ : قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ : مَنْ أَقْدَرُ الْفُقَهَاءِ عَلَى الْمُنَاظَرَةِ ؟ قَالَ : مَنْ عَوَّدَ لِسَانَهُ الرَّكْضَ فِي مَيْدَانِ الْأَلْفَاظِ لَمْ يَتَلَعْثَمْ إِذَا رَمَقَتْهُ الْعُيُونُ .
فِي إِسْنَادِهَا
أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ وَهُوَ وَاهٍ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ : بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ .
قَالَ
يُونُسُ الصَّدَفِيُّ : قَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : لَيْسَ إِلَى السَّلَامَةِ مِنْ
[ ص: 42 ] النَّاسِ سَبِيلٌ ، فَانْظُرِ الَّذِي فِيهِ صَلَاحُكَ فَالْزَمْهُ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ قَالَ : مَا رَفَعْتُ مِنْ أَحَدٍ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ إِلَّا وُضِعَ مِنِّي بِمِقْدَارِ مَا رَفَعْتُ مِنْهُ .
وَعَنْهُ : ضَيَاعُ الْعَالِمِ أَنْ يَكُونَ بِلَا إِخْوَانٍ ، وَضَيَاعُ الْجَاهِلِ قِلَّةُ عَقْلِهِ ، وَأَضْيَعُ مِنْهُمَا مَنْ وَاخَى مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ .
وَعَنْهُ : إِذَا خِفْتَ عَلَى عَمَلِكَ الْعُجْبَ ، فَاذْكُرْ رِضَى مَنْ تَطْلُبُ ، وَفِي أَيِّ نَعِيمٍ تَرْغَبُ ، وَمِنْ أَيِّ عِقَابٍ تَرْهَبُ . فَمَنْ فَكَّرَ فِي ذَلِكَ صَغُرَ عِنْدَهُ عَمَلُهُ .
آلَاتُ الرِّيَاسَةِ خَمْسٌ : صِدْقُ اللَّهْجَةِ ، وَكِتْمَانُ السِّرِّ ، وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ ، وَابْتِدَاءُ النَّصِيحَةِ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ .
مُحَمَّدُ بْنُ فَهْدٍ الْمِصْرِيُّ : حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : مَنِ اسْتُغْضِبَ فَلَمْ يَغْضَبْ ، فَهُوَ حِمَارٌ ، وَمِنِ اسْتُرْضِيَ فَلَمْ يَرْضَ ، فَهُوَ شَيْطَانٌ .