[ ص: 64 ] الماوردي
الإمام العلامة ، أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري ، الماوردي ، الشافعي ، صاحب التصانيف .
حدث عن :
الحسن بن علي الجبلي صاحب أبي خليفة الجمحي . وعن
محمد بن عدي المنقري ،
ومحمد بن معلى ،
وجعفر بن محمد بن الفضل .
حدث عنه : .
أبو بكر الخطيب ، ووثقه ، وقال : مات في ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة وقد بلغ ستا وثمانين سنة ، وولي القضاء ببلدان شتى ، ثم سكن
بغداد .
[ ص: 65 ]
قال
أبو إسحاق في " الطبقات " ومنهم أقضى القضاة
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي ، تفقه على
أبي القاسم الصيمري بالبصرة ، وارتحل إلى الشيخ
أبي حامد الإسفراييني ، ودرس
بالبصرة وبغداد سنين ، وله مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير ، وأصول الفقه والأدب ، وكان حافظا للمذهب . مات
ببغداد .
وقال
القاضي شمس الدين في " وفيات الأعيان " من طالع كتاب " الحاوي " له يشهد له بالتبحر ومعرفة المذهب ، ولي قضاء بلاد كثيرة ، وله تفسير القرآن سماه : " النكت " و " أدب الدنيا والدين " و " الأحكام السلطانية " و " قانون الوزارة وسياسة
[ ص: 66 ] الملك " و " الإقناع " ، مختصر في المذهب .
وقيل : إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته ، وجمعها في موضع ، فلما دنت وفاته ، قال لمن يثق به : الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي ، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة ، فإذا عاينت الموت ، ووقعت في النزع ، فاجعل يدك في يدي ، فإن قبضت عليها وعصرتها ، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها ، فاعمد إلى الكتب ، وألقها في دجلة وإن بسطت يدي ، فاعلم أنها قبلت .
قال الرجل : فلما احتضر وضعت يدي في يده ، فبسطها ،
[ ص: 67 ] فأظهرت كتبه .
قلت : آخر من روى عنه
أبو العز بن كادش .
قال
أبو الفضل بن خيرون : كان رجلا عظيم القدر ، متقدما عند السلطان ، أحد الأئمة ، له التصانيف الحسان في كل فن ، بينه وبين
nindex.php?page=showalam&ids=11872القاضي أبي الطيب في الوفاة أحد عشر يوما .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح : هو متهم بالاعتزال وكنت أتأول له ، وأعتذر عنه ، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم ، قال في تفسيره : لا يشاء عبادة الأوثان . وقال في :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112جعلنا لكل نبي عدوا معناه : حكمنا بأنهم أعداء ، أو تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها . فتفسيره عظيم الضرر ، وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى
المعتزلة ، بل يتكتم ، ولكنه لا يوافقهم في خلق القرآن ، ويوافقهم في القدر . قال في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إنا كل شيء خلقناه بقدر أي بحكم سابق . وكان لا يرى صحة الرواية بالإجازة .
وروى خطيب
الموصل ، عن
ابن بدران الحلواني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
[ ص: 68 ]
وفيها مات القاضي
أبو الطيب الطبري وأبو عبد الله الحسين بن محمد الوني والمحدث
علي بن بقاء الوراق ،
وأبو القاسم عمر بن الحسين الخفاف ورئيس الرؤساء
علي بن المسلمة الوزير ،
وأبو الفتح منصور بن الحسين التاني .
[ ص: 64 ] الْمَاوَرْدِيُّ
الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ ، أَقَضَى الْقُضَاةِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ ، الْمَاوَرْدِيُّ ، الشَّافِعِيُّ ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِ .
حَدَّثَ عَنْ :
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَبَلِيِّ صَاحِبِ أَبِي خَلِيفَةَ الْجُمَحِيِّ . وَعَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ الْمِنْقَرِيِّ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ مُعَلَّى ،
وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ .
حَدَّثَ عَنْهُ : .
أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، وَوَثَّقَهُ ، وَقَالَ : مَاتَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَقَدْ بَلَغَ سِتًّا وَثَمَانِينَ سَنَةً ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِبُلْدَانٍ شَتَّى ، ثُمَّ سَكَنَ
بَغْدَادَ .
[ ص: 65 ]
قَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ فِي " الطَّبَقَاتِ " وَمِنْهُمْ أَقَضَى الْقُضَاةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ ، تَفَقَّهَ عَلَى
أَبِي الْقَاسِم الصَّيْمَرِيِّ بِالْبَصْرَةِ ، وَارْتَحَلَ إِلَى الشَّيْخِ
أَبِي حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيِّ ، وَدَرَسَ
بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ سِنِينَ ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ فِي الْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ ، وَأُصُولِ الْفِقْهِ وَالْأَدَبِ ، وَكَانَ حَافِظًا لِلْمَذْهَبِ . مَاتَ
بِبَغْدَادَ .
وَقَالَ
الْقَاضِي شَمْسُ الدِّينِ فِي " وَفَيَاتِ الْأَعْيَانِ " مَنْ طَالَعَ كِتَابَ " الْحَاوِي " لَهُ يَشْهَدُ لَهُ بِالتَّبَحُّرِ وَمَعْرِفَةِ الْمَذْهَبِ ، وَلِيَ قَضَاءَ بِلَادٍ كَثِيرَةٍ ، وَلَهُ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ سَمَّاهُ : " النُّكَتَ " وَ " أَدَبُ الدُّنْيَا وَالدِّينِ " وَ " الْأَحْكَامُ السُّلْطَانِيَّةِ " وَ " قَانُونُ الْوِزَارَةِ وَسِيَاسَةُ
[ ص: 66 ] الْمُلْكِ " وَ " الْإِقْنَاعُ " ، مُخْتَصَرٌ فِي الْمَذْهَبِ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ لَمْ يُظْهِرْ شَيْئًا مِنْ تَصَانِيفِهِ فِي حَيَاتِهِ ، وَجَمَعَهَا فِي مَوْضِعٍ ، فَلَمَّا دَنَتْ وَفَاتُهُ ، قَالَ لِمَنْ يَثِقُ بِهِ : الْكُتُبُ الَّتِي فِي الْمَكَانِ الْفُلَانِيِّ كُلُّهَا تَصْنِيفِي ، وَإِنَّمَا لَمْ أُظْهِرْهَا لِأَنِّي لَمْ أَجِدْ نِيَّةً خَالِصَةً ، فَإِذَا عَايَنْتُ الْمَوْتَ ، وَوَقَعْتُ فِي النَّزْعِ ، فَاجْعَلْ يَدَكَ فِي يَدِي ، فَإِنْ قَبَضْتُ عَلَيْهَا وَعَصَرْتُهَا ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُقْبَلْ مِنِّي شَيْءٌ مِنْهَا ، فَاعْمَدْ إِلَى الْكُتُبِ ، وَأَلْقِهَا فِي دِجْلَةَ وَإِنْ بَسَطْتُ يَدِيَ ، فَاعْلَمْ أَنَّهَا قُبِلَتْ .
قَالَ الرَّجُلُ : فَلَمَّا احْتَضَرَ وَضَعْتُ يَدِيَ فِي يَدِهِ ، فَبَسَطَهَا ،
[ ص: 67 ] فَأَظْهَرْتُ كُتُبَهُ .
قُلْتُ : آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ
أَبُو الْعِزِّ بْنُ كَادِشٍ .
قَالَ
أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ : كَانَ رَجُلًا عَظِيمَ الْقَدْرِ ، مُتَقَدِّمًا عِنْدَ السُّلْطَانِ ، أَحَدَ الْأَئِمَّةِ ، لَهُ التَّصَانِيفُ الْحِسَانُ فِي كُلِّ فَنٍّ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=11872الْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ فِي الْوَفَاةِ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12795أَبُو عَمْرِو بْنُ الصَّلَاحِ : هُوَ مُتَّهَمٌ بِالِاعْتِزَالِ وَكُنْتُ أَتَأَوَّلُ لَهُ ، وَأَعْتَذِرُ عَنْهُ ، حَتَّى وَجَدْتُهُ يَخْتَارُ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ أَقْوَالَهُمْ ، قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ : لَا يَشَاءُ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ . وَقَالَ فِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مَعْنَاهُ : حَكَمْنَا بِأَنَّهُمْ أَعْدَاءُ ، أَوْ تَرَكْنَاهُمْ عَلَى الْعَدَاوَةِ فَلَمْ نَمْنَعْهُمْ مِنْهَا . فَتَفْسِيرُهُ عَظِيمُ الضَّرَرِ ، وَكَانَ لَا يَتَظَاهَرُ بِالِانْتِسَابِ إِلَى
الْمُعْتَزِلَةِ ، بَلْ يَتَكَتَّمُ ، وَلَكِنَّهُ لَا يُوَافِقُهُمْ فِي خَلْقِ الْقُرْآنِ ، وَيُوَافِقُهُمْ فِي الْقَدَرِ . قَالَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ أَيْ بِحُكْمٍ سَابِقٍ . وَكَانَ لَا يَرَى صِحَّةَ الرِّوَايَةِ بِالْإِجَازَةِ .
وَرَوَى خَطِيبُ
الْمَوْصِلِ ، عَنِ
ابْنِ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيِّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيِّ .
[ ص: 68 ]
وَفِيهَا مَاتَ الْقَاضِي
أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرَيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَنِّيُّ وَالْمُحَدِّثُ
عَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ الْوَرَّاقُ ،
وَأَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ وَرَئِيسُ الرُّؤَسَاءِ
عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمَةِ الْوَزِيرُ ،
وَأَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّانِيُّ .