الباذرائي
الإمام قاضي القضاة نجم الدين أبو محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد بن حسن بن عبد الله بن عثمان الباذرائي ثم البغدادي الشافعي الفرضي .
مولده سنة أربع وتسعين وخمسمائة .
وسمع من عبد العزيز بن منينا ، وسعيد بن هبة الله الصباغ وجماعة .
[ ص: 333 ] روى عنه الدمياطي ، والركن الطاووسي ، والتاج الجعبري الفرضي ، والبدر بن التوزي وآخرون .
تفقه وبرع في المذهب ، وناظر ، ودرس بالنظامية ، ونفذ رسولا للخلافة غير مرة ، وأنشأ مدرسة كبيرة بدمشق ، وحدث بها وبحلب ومصر .
قال الدمياطي : أحسن إلي ، وبرني في السفر والحضر ، وصحبته تسع سنين ، وولي القضاء ببغداد ، فمات بعد خمسة عشر يوما .
قلت : لم يحكم إلا ساعة قراءة التقليد ، وولي على كره .
قال أبو شامة : عمل عزاؤه بدمشق ثامن عشر ذي الحجة ، وكان فقيها عالما دينا متواضعا دمث الأخلاق منبسطا .
قلت : واشتهر أن الحافظ زين الدين خالدا باسطه وقال : أتذكر ونحن بالنظامية والفقهاء يلقبونني " حولتا " ويلقبونك " بالدعشوش " فتبسم ، وكان يركب بالطرحة ، ويسلم على العامة ، ووقف كتبا نفيسة بمدرسته .
ومن تاريخ ابن الكازروني : أن نجم الدين ندب إلى القضاء في شوال فحضر وهو عليل فخلع عليه وحكم ولم يجلس بعدها انقطع تسعة عشر يوما ، وتوفي ، وكان عالما محققا تولى القضاء بعده النظام عبد المنعم البندنيجي .
[ ص: 334 ] قلت : عافاه مولاه عز وجل من سيف التتار ، وكان كثير الصدقات رحمه الله .