[ ص: 224 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196nindex.php?page=treesubj&link=28978_19132_30516_19877إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون هذا من المأمور بقوله ، وفصلت هذه الجملة عن جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ادعوا شركاءكم لوقوعها موقع العلة لمضمون التحدي في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ادعوا شركاءكم الآية الذي هو تحقق عجزهم عن كيده ، فهذا تعليل لعدم الاكتراث بتألبهم عليه واستنصارهم بشركائهم ، ولثقته بأنه منتصر عليهم بما دل عليه الأمر والنهي التعجيزيان . والتأكيد لرد الإنكار .
والولي الناصر والكافي وقد تقدم عند قوله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قل أغير الله أتخذ وليا .
وإجراء الصفة لاسم الله بالموصولية لما تدل عليه الصلة من علاقات الولاية ، فإن إنزال الكتاب عليه وهو أمي دليل اصطفائه وتوليه .
والتعريف في الكتاب للعهد ، أي الكتاب الذي عهدتموه وسمعتموه وعجزتم عن معارضته وهو القرآن ، أي المقدار الذي نزل منه إلى حد نزول هذه الآية .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196وهو يتولى الصالحين معترضة والواو اعتراضية .
ومجيء المسند فعلا مضارعا لقصد الدلالة على استمرار هذا التولي وتجدده وأنه سنة إلهية ، فكما تولى النبيء يتولى المؤمنين أيضا ، وهذه بشارة للمسلمين المستقيمين على صراط نبيهم - صلى الله عليه وسلم - بأن ينصرهم الله كما نصر نبيه وأولياءه .
والصالحون هم الذين صلحت أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197والذين تدعون من دونه عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إن وليي الله ، وسلوك طريق الموصولية في التعبير عن الأصنام للتنبيه على خطأ المخاطبين في دعائهم إياها من دون الله مع ظهور عدم استحقاقها للعبادة ، بعجزها عن نصر أتباعها وعن نصر أنفسها . والقول في
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون كالقول في نظيره السابق آنفا .
وأعيد لأنه هنا خطاب للمشركين ، وهنالك حكاية عنهم للنبيء والمسلمين ، وإبانة المضادة بين شأن ولي المؤمنين وحال أولياء المشركين وليكون الدليل مستقلا في الموضعين مع ما يحصل في تكريره من تأكيد مضمونه .
[ ص: 224 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196nindex.php?page=treesubj&link=28978_19132_30516_19877إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهْوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ هَذَا مِنَ الْمَأْمُورِ بِقَوْلِهِ ، وَفُصِلَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ عَنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ لِوُقُوعِهَا مَوْقِعَ الْعِلَّةِ لِمَضْمُونِ التَّحَدِّي فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ الْآيَةَ الَّذِي هُوَ تَحَقُّقُ عَجْزِهِمْ عَنْ كَيْدِهِ ، فَهَذَا تَعْلِيلٌ لِعَدَمِ الِاكْتِرَاثِ بِتَأَلُّبِهِمْ عَلَيْهِ وَاسْتِنْصَارِهِمْ بِشُرَكَائِهِمْ ، وَلِثِقَتِهِ بِأَنَّهُ مُنْتَصِرٌ عَلَيْهِمْ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ التَّعْجِيزِيَّانِ . وَالتَّأْكِيدُ لِرَدِّ الْإِنْكَارِ .
وَالْوَلِيُّ النَّاصِرُ وَالْكَافِي وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا .
وَإِجْرَاءُ الصِّفَةِ لِاسْمِ اللَّهِ بِالْمَوْصُولِيَّةِ لِمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ الصِّلَةُ مِنْ عَلَاقَاتِ الْوِلَايَةِ ، فَإِنَّ إِنْزَالَ الْكِتَابِ عَلَيْهِ وَهُوَ أُمِّيٌّ دَلِيلُ اصْطِفَائِهِ وَتَوَلِّيهِ .
وَالتَّعْرِيفُ فِي الْكِتَابِ لِلْعَهْدِ ، أَيِ الْكِتَابُ الَّذِي عَهِدْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمُوهُ وَعَجَزْتُمْ عَنْ مُعَارَضَتِهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ ، أَيِ الْمِقْدَارُ الَّذِي نَزَلَ مِنْهُ إِلَى حَدِّ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ مُعْتَرِضَةٌ وَالْوَاوُ اعْتِرَاضِيَّةٌ .
وَمَجِيءُ الْمُسْنَدِ فِعْلًا مُضَارِعًا لِقَصْدِ الدَّلَالَةِ عَلَى اسْتِمْرَارِ هَذَا التَّوَلِّي وَتَجَدُّدِهِ وَأَنَّهُ سُنَّةٌ إِلَهِيَّةٌ ، فَكَمَا تَوَلَّى النَّبِيءَ يَتَوَلَّى الْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا ، وَهَذِهِ بِشَارَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ الْمُسْتَقِيمِينَ عَلَى صِرَاطِ نَبِيِّهِمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنْ يَنْصُرَهُمُ اللَّهُ كَمَا نَصَرَ نَبِيَّهُ وَأَوْلِيَاءَهُ .
وَالصَّالِحُونَ هُمُ الَّذِينَ صَلُحَتْ أَنْفُسُهُمْ بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ ، وَسُلُوكُ طَرِيقِ الْمَوْصُولِيَّةِ فِي التَّعْبِيرِ عَنِ الْأَصْنَامِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى خَطَأِ الْمُخَاطَبِينَ فِي دُعَائِهِمْ إِيَّاهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَعَ ظُهُورِ عَدَمِ اسْتِحْقَاقِهَا لِلْعِبَادَةِ ، بِعَجْزِهَا عَنْ نَصْرِ أَتْبَاعِهَا وَعَنْ نَصْرِ أَنْفُسِهَا . وَالْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ كَالْقَوْلِ فِي نَظِيرِهِ السَّابِقِ آنِفًا .
وَأُعِيدَ لِأَنَّهُ هُنَا خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ ، وَهُنَالِكَ حِكَايَةٌ عَنْهُمْ لِلنَّبِيءِ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَإِبَانَةُ الْمُضَادَّةِ بَيْنَ شَأْنِ وَلِيِّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَالِ أَوْلِيَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَلِيَكُونَ الدَّلِيلُ مُسْتَقِلًّا فِي الْمَوْضِعَيْنِ مَعَ مَا يَحْصُلُ فِي تَكْرِيرِهِ مِنْ تَأْكِيدِ مَضْمُونِهِ .