الوقف هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة ،
nindex.php?page=treesubj&link=28953والوقف عند انتهاء جملة من جمل القرآن قد يكون أصلا لمعنى الكلام فقد يختلف المعنى باختلاف الوقف مثل قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=146وكأين من نبيء قتل معه ربيون كثير ) فإذا وقف عند كلمة قتل كان المعنى أن أنبياء كثيرين قتلهم قومهم وأعداؤهم . ومع الأنبياء أصحابهم فما تزلزلوا لقتل أنبيائهم ، فكان المقصود تأييس المشركين من وهن المسلمين على فرض قتل النبيء صلى الله عليه وسلم في غزوته .
على نحو قوله تعالى في خطاب المسلمين
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية ، وإذا وصل قوله قتل عند قوله كثير كان المعنى أن أنبياء كثيرين قتل معهم رجال من أهل التقوى فما وهن من بقي بعدهم من المؤمنين وذلك بمعنى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون وكذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به الآية ، فإذا وقف عند قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7إلا الله ) كان المعنى أن المتشابه الكلام الذي لا يصل فهم الناس إلى تأويله وأن علمه مما اختص الله به مثل اختصاصه بعلم الساعة وسائر الأمور الخمسة وكان ما بعده ابتداء كلام يفيد أن الراسخين يفوضون فهمه إلى الله تعالى ، وإذا وصل قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7إلا الله ) بما بعده كان المعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه في حال أنهم يقولون آمنا به .
وكذلك قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) فإنه لو وقف على قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4ثلاثة أشهر ) وابتدأ بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4واللائي لم يحضن ) وقع قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن معطوفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4واللائي لم يحضن ) فيصير قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4أجلهن أن يضعن حملهن خبرا عن (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4واللائي لم يحضن وأولات الأحمال ) ولكنه لا يستقيم المعنى إذ كيف يكون لللاء لم يحضن وأولات الأحمال حمل حتى يكون أجلهن أن يضعن حملهن .
[ ص: 83 ] وعلى جميع التقادير لا تجد في القرآن مكانا يجب الوقف فيه ولا يحرم الوقف فيه كما قال
ابن الجزري في أرجوزته ، ولكن الوقف ينقسم إلى أكيد حسن ودونه وكل ذلك تقسيم بحسب المعنى . وبعضهم استحسن أن يكون الوقف عند نهاية الكلام وأن يكون ما يتطلب المعنى الوقف عليه قبل تمام المعنى سكتا وهو قطع الصوت حصة أقل من حصة قطعه عند الوقف ، فإن اللغة العربية واضحة ، وسياق الكلام حارس من الفهم المخطئ ، فنحو قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم لو وقف القارئ على قوله " الرسول " لا يخطر ببال العارف باللغة أن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم تحذير من الإيمان بالله ، وكيف يخطر ذلك وهو موصوف بقوله ( ربكم ) ، فهل يحذر أحد من الإيمان بربه . وكذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها فإن كلمة " بناها " هي منتهى الآية ، والوقف عند "
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أم السماء " ولكن لو وصل القارئ لم يخطر ببال السامع أن يكون بناها من جملة "
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أم السماء " لأن معادل همزة الاستفهام لا يكون إلا مفردا .
على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28953التعدد في الوقف قد يحصل به ما يحصل بتعدد وجوه القراءات من تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات . فقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=16قوارير من فضة قدروها تقديرا فإذا وقف على " قواريرا " ، الأول كان " قواريرا " الثاني تأكيدا لرفع احتمال المجاز في لفظ " قواريرا " ، وإذا وقف على " قواريرا " الثاني كان المعنى الترتيب والتصنيف ، كما يقال : قرأ الكتاب بابا بابا ، وحضروا صفا صفا . وكان قوله " من فضة " عائدا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15بآنية من فضة ولما كان القرآن مرادا منه فهم معانيه وإعجاز الجاحدين به ، وكان قد نزل بين أهل اللسان كان فهم معانيه مفروغا من حصوله عند جميعهم . فأما
nindex.php?page=treesubj&link=28899_32450التحدي بعجز بلغائهم عن معارضته فأمر يرتبط بما فيه من الخصوصيات البلاغية التي لا يستوي في القدرة عليها جميعهم بل خاصة بلغائهم من خطباء وشعراء ، وكان من جملة طرق الإعجاز ما يرجع إلى محسنات الكلام من فن البديع ، ومن ذلك فواصل الآيات التي هي شبه قوافي الشعر وأزجاع النثر ، وهي مرادة في نظم القرآن لا محالة كما قدمناه عند الكلام على آيات القرآن ، فكان عدم الوقف عليها تفريطا في الغرض المقصود منها .
[ ص: 84 ] لم يشتد اعتناء السلف بتحديد أوقافه لظهور أمرها ، وما ذكر عن
ابن النحاس من الاحتجاج لوجوب ضبط أوقاف القرآن بكلام
nindex.php?page=showalam&ids=12لعبد الله بن عمر ليس واضحا في الغرض المحتج به فانظره في الإتقان
للسيوطي .
فكان الاعتبار بفواصله التي هي مقاطع آياته عندهم أهم لأن عجز قادتهم وأولي البلاغة والرأي منهم تقوم به الحجة عليهم وعلى دهمائهم ، فلما كثر الداخلون في الإسلام من دهماء العرب ومن عموم بقية الأمم ، توجه اعتناء أهل القرآن إلى ضبط وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئيه ، فظهر الاعتناء بالوقوف وروعي فيها ما يراعى في تفسير الآيات ، فكان ضبط الوقوف مقدمة لما يفاد من المعاني عند واضع الوقف . وأشهر من تصدى لضبط الوقوف
أبو محمد بن الأنباري ،
nindex.php?page=showalam&ids=12940وأبو جعفر بن النحاس ،
وللنكزاوي أو
النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان ، واشتهر
بالمغرب من المتأخرين
محمد بن أبي جمعة الهبطي المتوفى سنة 930 .
الْوَقْفُ هُوَ قَطْعُ الصَّوْتِ عَنِ الْكَلِمَةِ حِصَّةً يَتَنَفَّسُ فِي مِثْلِهَا الْمُتَنَفِّسُ عَادَةً ،
nindex.php?page=treesubj&link=28953وَالْوَقْفُ عِنْدَ انْتِهَاءِ جُمْلَةٍ مِنْ جُمَلِ الْقُرْآنِ قَدْ يَكُونُ أَصْلًا لِمَعْنَى الْكَلَامِ فَقَدْ يَخْتَلِفُ الْمَعْنَى بِاخْتِلَافِ الْوَقْفِ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=146وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيءٍ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ) فَإِذَا وَقَفَ عِنْدَ كَلِمَةِ قُتِلَ كَانَ الْمَعْنَى أَنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ قَتَلَهُمْ قَوْمُهُمْ وَأَعْدَاؤُهُمْ . وَمَعَ الْأَنْبِيَاءِ أَصْحَابُهُمْ فَمَا تَزَلْزَلُوا لِقَتْلِ أَنْبِيَائِهِمْ ، فَكَانَ الْمَقْصُودُ تَأْيِيسَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ وَهَنِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى فَرْضِ قَتْلِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَتِهِ .
عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي خِطَابِ الْمُسْلِمِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ الْآيَةَ ، وَإِذَا وَصَلَ قَوْلُهُ قُتِلَ عِنْدَ قَوْلِهِ كَثِيرٌ كَانَ الْمَعْنَى أَنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ قُتِلَ مَعَهُمْ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى فَمَا وَهَنَ مَنْ بَقِيَ بَعْدَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَذَلِكَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمُ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ الْآيَةَ ، فَإِذَا وُقِفَ عِنْدَ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7إِلَّا اللَّهُ ) كَانَ الْمَعْنَى أَنَّ الْمُتَشَابِهَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا يَصِلُ فَهْمُ النَّاسِ إِلَى تَأْوِيلِهِ وَأَنَّ عِلْمَهُ مِمَّا اخْتَصَّ اللَّهُ بِهِ مِثْلَ اخْتِصَاصِهِ بِعِلْمِ السَّاعَةِ وَسَائِرِ الْأُمُورِ الْخَمْسَةِ وَكَانَ مَا بَعْدَهُ ابْتِدَاءَ كَلَامٍ يُفِيدُ أَنَّ الرَّاسِخِينَ يُفَوِّضُونَ فَهْمَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِذَا وُصِلَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7إِلَّا اللَّهُ ) بِمَا بَعْدَهُ كَانَ الْمَعْنَى أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ فِي حَالِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) فَإِنَّهُ لَوْ وَقَفَ عَلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ ) وَابْتَدَأَ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) وَقَعَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ مَعْطُوفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) فَيَصِيرُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ خَبَرًا عَنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ ) وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَقِيمُ الْمَعْنَى إِذْ كَيْفَ يَكُونُ لِللَّاءِ لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ حَمْلٌ حَتَّى يَكُونَ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ .
[ ص: 83 ] وَعَلَى جَمِيعِ التَّقَادِيرِ لَا تَجِدُ فِي الْقُرْآنِ مَكَانًا يَجِبُ الْوَقْفُ فِيهِ وَلَا يَحْرُمُ الْوَقْفُ فِيهِ كَمَا قَالَ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي أُرْجُوزَتِهِ ، وَلَكِنَّ الْوَقْفَ يَنْقَسِمُ إِلَى أَكِيدٍ حَسَنٍ وَدُونَهُ وَكُلُّ ذَلِكَ تَقْسِيمٌ بِحَسَبِ الْمَعْنَى . وَبَعْضُهُمُ اسْتَحْسَنَ أَنْ يَكُونَ الْوَقْفُ عِنْدَ نِهَايَةِ الْكَلَامِ وَأَنْ يَكُونَ مَا يَتَطَلَّبُ الْمَعْنَى الْوَقْفَ عَلَيْهِ قَبْلَ تَمَامِ الْمَعْنَى سَكْتًا وَهُوَ قَطْعُ الصَّوْتِ حِصَّةً أَقَلَّ مِنْ حِصَّةِ قَطْعِهِ عِنْدَ الْوَقْفِ ، فَإِنَّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ وَاضِحَةٌ ، وَسِيَاقُ الْكَلَامِ حَارِسٌ مِنَ الْفَهْمِ الْمُخْطِئِ ، فَنَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ لَوْ وَقَفَ الْقَارِئُ عَلَى قَوْلِهِ " الرَّسُولَ " لَا يَخْطُرُ بِبَالِ الْعَارِفِ بِاللُّغَةِ أَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ تَحْذِيرٌ مِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَكَيْفَ يَخْطُرُ ذَلِكَ وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِقَوْلِهِ ( رَبِّكُمْ ) ، فَهَلْ يُحَذَّرُ أَحَدٌ مِنَ الْإِيمَانِ بِرَبِّهِ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا فَإِنَّ كَلِمَةَ " بَنَاهَا " هِيَ مُنْتَهَى الْآيَةِ ، وَالْوَقْفُ عِنْدَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَمِ السَّمَاءُ " وَلَكِنْ لَوْ وَصَلَ الْقَارِئُ لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِ السَّامِعِ أَنْ يَكُونَ بَنَاهَا مِنْ جُمْلَةِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَمِ السَّمَاءُ " لِأَنَّ مُعَادِلَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ لَا يَكُونُ إِلَّا مُفْرَدًا .
عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28953التَّعَدُّدَ فِي الْوَقْفِ قَدْ يَحْصُلُ بِهِ مَا يَحْصُلُ بِتَعَدُّدِ وُجُوهِ الْقِرَاءَاتِ مِنْ تَعَدُّدِ الْمَعْنَى مَعَ اتِّحَادِ الْكَلِمَاتِ . فَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=16قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا فَإِذَا وُقِفَ عَلَى " قَوَارِيرَا " ، الْأَوَّلُ كَانَ " قَوَارِيرَا " الثَّانِي تَأْكِيدًا لِرَفْعِ احْتِمَالِ الْمَجَازِ فِي لَفْظِ " قَوَارِيرَا " ، وَإِذَا وُقِفَ عَلَى " قَوَارِيرَا " الثَّانِي كَانَ الْمَعْنَى التَّرْتِيبَ وَالتَّصْنِيفَ ، كَمَا يُقَالُ : قَرَأَ الْكِتَابَ بَابًا بَابًا ، وَحَضَرُوا صَفًّا صَفًّا . وَكَانَ قَوْلُهُ " مِنْ فِضَّةٍ " عَائِدًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَلَمَّا كَانَ الْقُرْآنُ مُرَادًا مِنْهُ فَهْمُ مَعَانِيهِ وَإِعْجَازُ الْجَاحِدِينَ بِهِ ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بَيْنَ أَهْلِ اللِّسَانِ كَانَ فَهْمُ مَعَانِيهِ مَفْرُوغًا مِنْ حُصُولِهِ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ . فَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28899_32450التَّحَدِّي بِعَجْزِ بُلَغَائِهِمْ عَنْ مُعَارَضَتِهِ فَأَمْرٌ يَرْتَبِطُ بِمَا فِيهِ مِنَ الْخُصُوصِيَّاتِ الْبَلَاغِيَّةِ الَّتِي لَا يَسْتَوِي فِي الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا جَمِيعُهُمْ بَلْ خَاصَّةُ بُلَغَائِهِمْ مِنْ خُطَبَاءَ وَشُعَرَاءَ ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ طُرُقِ الْإِعْجَازِ مَا يَرْجِعُ إِلَى مُحَسِّنَاتِ الْكَلَامِ مِنْ فَنِّ الْبَدِيعِ ، وَمِنْ ذَلِكَ فَوَاصِلُ الْآيَاتِ الَّتِي هِيَ شِبْهُ قَوَافِي الشِّعْرِ وَأَزْجَاعِ النَّثْرِ ، وَهِيَ مُرَادَةٌ فِي نَظْمِ الْقُرْآنِ لَا مَحَالَةَ كَمَا قَدَّمْنَاهُ عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى آيَاتِ الْقُرْآنِ ، فَكَانَ عَدَمُ الْوَقْفِ عَلَيْهَا تَفْرِيطًا فِي الْغَرَضِ الْمَقْصُودِ مِنْهَا .
[ ص: 84 ] لَمْ يَشْتَدَّ اعْتِنَاءُ السَّلَفِ بِتَحْدِيدِ أَوْقَافِهِ لِظُهُورِ أَمْرِهَا ، وَمَا ذُكِرَ عَنِ
ابْنِ النَّحَّاسِ مِنَ الِاحْتِجَاجِ لِوُجُوبِ ضَبْطِ أَوْقَافِ الْقُرْآنِ بِكَلَامٍ
nindex.php?page=showalam&ids=12لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لَيْسَ وَاضِحًا فِي الْغَرَضِ الْمُحْتَجِّ بِهِ فَانْظُرْهُ فِي الْإِتْقَانِ
لِلسُّيُوطِيِّ .
فَكَانَ الِاعْتِبَارُ بِفَوَاصِلِهِ الَّتِي هِيَ مَقَاطِعُ آيَاتِهِ عِنْدَهُمْ أَهَمُّ لِأَنَّ عَجْزَ قَادَتِهِمْ وَأُولِي الْبَلَاغَةِ وَالرَّأْيِ مِنْهُمْ تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى دَهْمَائِهِمْ ، فَلَمَّا كَثُرَ الدَّاخِلُونَ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ دَهْمَاءِ الْعَرَبِ وَمِنْ عُمُومِ بَقِيَّةِ الْأُمَمِ ، تَوَجَّهَ اعْتِنَاءُ أَهْلِ الْقُرْآنِ إِلَى ضَبْطِ وُقُوفِهِ تَيْسِيرًا لِفَهْمِهِ عَلَى قَارِئِيهِ ، فَظَهَرَ الِاعْتِنَاءُ بِالْوُقُوفِ وَرُوعِيَ فِيهَا مَا يُرَاعَى فِي تَفْسِيرِ الْآيَاتِ ، فَكَانَ ضَبْطُ الْوُقُوفِ مُقَدِّمَةً لِمَا يُفَادُ مِنَ الْمَعَانِي عِنْدَ وَاضِعِ الْوَقْفِ . وَأَشْهَرُ مَنْ تَصَدَّى لِضَبْطِ الْوُقُوفِ
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12940وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ النَّحَّاسِ ،
وَلِلنَّكْزَاوِيِّ أَوِ
النَّكْزَوِيِّ كِتَابٌ فِي الْوَقْفِ ذَكَرَهُ فِي الْإِتْقَانِ ، وَاشْتَهَرَ
بِالْمَغْرِبِ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جُمُعَةَ الْهَبَطِيُّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 930 .