وهذا من المقول اعتراض بين أجزاء المقول ، وهو مستأنف ; لأنه نتيجة لبطلان قولهم : إن مع الله آلهة ، بما نهضت به الحجة عليهم من قوله إذن لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ، وقد تقدم الكلام على نظيره في قوله تعالى سبحانه وتعالى عما يصفون في سورة الأنعام .
والمراد بما يقولون ما يقولونه مما ذكر آنفا كقوله تعالى ونرثه ما يقول .
و علوا مفعول مطلق عامله تعالى ، جيء به على غير قياس فعله للدلالة على أن التعالي هو الاتصاف بالعلو بحق لا بمجرد الادعاء كقول سعدة أم الكميت بن معر :
تعاليت فوق الحق عن آل فقعس ولم تخش فيهم ردة اليوم أو غد
وقوله سبحانه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ، أي يدعي الفضل ، ولا فضل له ، وهو منصوب على المفعولية المطلقة المبينة للنوع .والمراد بالكبير الكامل في نوعه ، وأصل الكبير صفة مشبهة : الموصوف بالكبر ، والكبر : ضخامة جسم الشيء في متناول الناس ، أي تعالى أكمل علو لا يشوبه شيء من جنس ما نسبوه إليه ; لأن المنافاة بين استحقاق ذاته وبين نسبة الشريك له والصاحبة والولد بلغت في قوة الظهور إلى حيث لا تحتاج إلى زيادة ; لأن وجوب الوجود والبقاء ينافي آثار الاحتياج والعجز .
وقرأ الجمهور عما يقولون بياء الغيبة ، وقرأه حمزة ، ، والكسائي وخلف بتاء الخطاب على أنه التفات ، أو هو من جملة المقول من قوله قل لو كان معه آلهة على هذه القراءة .