وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون
زيادة استدلال بما هو أظهر لرؤية الأبصار وفيه عبرة للناس في أكثر أحواله ، وهو عبرة للمتأملين في دقائقه في تكوين الحيوان من الرطوبات ، وهي تكوين التناسل وتكوين جميع الحيوان ، فإنه لا يتكون إلا من الرطوبة ولا يعيش إلا ملابسا لها ، فإذا انعدمت منه الرطوبة فقد الحياة ، ولذلك كان استمرار الحمى مفضيا إلى الهزال ثم إلى الموت ، و " جعل " هنا بمعنى خلق ، متعدية إلى مفعول واحد ؛ لأنها غير مراد منها التحول من حال إلى حال .
و " من الماء " متعلق بـ " جعلنا " ، و " من " ابتدائية . وفرع عليه " أفلا يؤمنون " إنكارا عليهم عدم إيمانهم الإيمان الذي دعاهم إليه محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الإيمان بوحدانية الله .