nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=29007_29426سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون اعتراض بين جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=33وآية لهم الأرض وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وآية لهم الليل ، أثاره ذكر إحياء الأرض وإخراج الحب والشجر منها ؛ فإن في ذلك أحوالا وإبداعا عجيبا يذكر بتعظيم مودع تلك الصنائع بحكمته وذلك تضمن الاستدلال بخلق الأزواج على طريقة الإدماج .
وسبحان هنا لإنشاء تنزيه الله تعالى عن أحوال المشركين تنزيها عن كل ما لا يليق بإلهيته وأعظمه الإشراك به وهو المقصود هنا .
وإجراء الموصول على الذات العلية للإيماء إلى وجه إنشاء التنزيه والتعظيم . وقد مضى الكلام على " سبحان " في سورة البقرة وغيرها . والأزواج : جمع زوج وهو يطلق على كل من الذكر والأنثى من الحيوان ، ويطلق الزوج على معنى الصنف المتميز بخواصه من الموجودات تشبيها له بصنف الذكر وصنف الأنثى كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى وتقدم في سورة طه ، والإطلاق الأول هو الكثير كما يؤخذ من كلام الراغب ، وهو الذي يناسبه نقل اللفظ من الزوج الذي يكون ثانيا لآخر ، فيجوز أن يحمل الأزواج في هذه الآية على المعنى الأول ، فيكون تذكيرا
nindex.php?page=treesubj&link=32414_29485_32415_29426_31753بخلق أصناف الحيوان الذي منه الذكر والأنثى ، وتكون " من " في المواضع الثلاثة ابتدائية متعلقة بفعل " خلق " .
[ ص: 16 ] وهذا إدماج لذكر آية أخرى من آيات الانفراد بالخلق ، فخلق الحيوان بما فيه من القوى لتناسله وحماية نوعه وإنتاج منافعه ، هو أدق الخلق صنعا وأعمقه حكمة ، وأدخله في المنة على الإنسان ، بأن جعلت
nindex.php?page=treesubj&link=31753_33133_32415_32414منافع الحيوان له كما في آية سورة المؤمنين . فمن أجل ذلك خص من بين الخلق الآخر بقرنه بالتسبيح لخالقه تنويها بشأنه وتفننا في سرد أعظم المواليد الناشئة عن إبداع قوة الحياة للأرض وانبثاق أنواع الأحياء وأصنافها منها ، كما أشار إليه الابتداء بذكر مما تنبت الأرض قبل غيره من مبادئ التخلق ؛ لأنه الأسبق في تكوين مواد حياة الحيوان فإنه يتولد من النطف الذكور والإناث ، وتتولد النطف من قوى الأغذية الحاصلة من تناول النبات فذلك من معنى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36مما تنبت الأرض ومن أنفسهم أي ومما يتكون فيهم من أجزائهم الحيوانية .
وجيء بضمير جماعة العقلاء تغليبا لنوع الإنسان نظرا لكونه المقصود بالعبرة بهذه الآية ، وللتخلص إلى تخصيصه بالعبرة في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36ومما لا يعلمون .
وإشارة قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36ومما لا يعلمون إلى أسرار مودعة في خلق أنواع الحيوان وأصنافه هي التي ميزت أنواعه عن بعض وميزت أصنافه وذكوره عن إناثه ، وأودعت فيه الروح الذي امتاز به عن النبات بتدبير شئونه على حسب استعداد كل نوع وكل صنف حتى يبلغ في الارتقاء إلى أشرف الأنواع وهو نوع الإنسان ، فمعنى مما لا يعلمون : مما لا يعلمونه تفصيلا وإن كانوا قد يشعرون به إجمالا ، فإن المتأمل يعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=19784في المخلوقات أسرارا خفية لم تصل أفهامهم إلى إدراك كنهها ، ومن ذلك الروح فقد قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .
وقد يتفاضل الناس في إدراك بعض تلك الخصائص إجمالا وتفصيلا ثم يستوون في عدم العلم ببعضها ، وقد يمتاز بعض الطوائف أو الأجيال بمعرفة شيء من دقائق الخلق بسبب اكتشاف أو تجربة أو تقصي آثار لم يكن يعرفها غير أولئك ثم يستوون فيما بقي تحت طي الخفاء من دقائق التكوين ، فبهذا الشعور الإجمالي بها وقع عدها في ضمن الاعتبار بآية خلق الأزواج من جميع النواحي . وإذا حمل الأزواج في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36سبحان الذي خلق الأزواج كلها على المعنى
[ ص: 17 ] الثاني لهذا اللفظ وهو إطلاقه على الأصناف والأنواع كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كانت " من " في المواضع الثلاثة بيانية ، والمجرور بها في فحوى عطف البيان ، أو بدل مفصل من مجمل قوله " الأزواج " والمعنى : الأزواج كلها التي هي : ما تنبت الأرض ، وأنفسهم ، وما لا يعلمون . ويدل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36ومما لا يعلمون على محذوف تقديره : وما يعلمون ، وذلك من دلالة الإشارة .
فخص بالذكر أصناف النبات لأن بها قوام معاش الناس ومعاش أنعامهم ودوابهم ، وأصناف أنفس الناس لأن العبرة بها أقوى ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم أفلا تبصرون . ثم ذكر ما يعم المخلوقات مما يعلمه الناس وما لا يعلمونه في مختلف الأقطار والأجيال والعصور .
وقدم
nindex.php?page=treesubj&link=32446_32412_32415ذكر النبات إيثارا له بالأهمية في هذا المقام لأنه أشبه بالبعث الذي أومأ إليه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=32وإن كل لما جميع لدينا محضرون .
وتكرير حرف " من " بعد واو العطف للتوكيد على كلا التفسيرين .
وضمير " أنفسهم " عائد إلى العباد في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=30يا حسرة على العباد ، والمراد بهم : المكذبون للرسول - صلى الله عليه وسلم - .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=29007_29426سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=33وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ وَجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ ، أَثَارَهُ ذِكْرُ إِحْيَاءِ الْأَرْضِ وَإِخْرَاجِ الْحَبِّ وَالشَّجَرِ مِنْهَا ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ أَحْوَالًا وَإِبْدَاعًا عَجِيبًا يُذَكِّرُ بِتَعْظِيمِ مُودِعِ تِلْكَ الصَّنَائِعِ بِحِكْمَتِهِ وَذَلِكَ تَضَمَّنَ الِاسْتِدْلَالُ بِخَلْقِ الْأَزْوَاجِ عَلَى طَرِيقَةِ الْإِدْمَاجِ .
وَسُبْحَانَ هُنَا لِإِنْشَاءِ تَنْزِيهِ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ أَحْوَالِ الْمُشْرِكِينَ تَنْزِيهًا عَنْ كُلِّ مَا لَا يَلِيقُ بِإِلَهِيَّتِهِ وَأَعْظَمُهُ الْإِشْرَاكُ بِهِ وَهُوَ الْمَقْصُودُ هُنَا .
وَإِجْرَاءُ الْمَوْصُولِ عَلَى الذَّاتِ الْعَلِيَّةِ لِلْإِيمَاءِ إِلَى وَجْهِ إِنْشَاءِ التَّنْزِيهِ وَالتَّعْظِيمِ . وَقَدْ مَضَّى الْكَلَامُ عَلَى " سُبْحَانَ " فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَغَيْرِهَا . وَالْأَزْوَاجُ : جَمْعُ زَوْجٍ وَهُوَ يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ مِنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى مِنَ الْحَيَوَانِ ، وَيُطْلَقُ الزَّوْجُ عَلَى مَعْنَى الصِّنْفِ الْمُتَمَيِّزِ بِخَوَاصِّهِ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ تَشْبِيهًا لَهُ بِصِنْفِ الذَّكَرِ وَصِنْفِ الْأُنْثَى كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ طه ، وَالْإِطْلَاقُ الْأَوَّلُ هُوَ الْكَثِيرُ كَمَا يُؤْخَذُ مِنْ كَلَامِ الرَّاغِبِ ، وَهُوَ الَّذِي يُنَاسِبُهُ نَقْلُ اللَّفْظِ مِنَ الزَّوْجِ الَّذِي يَكُونُ ثَانِيًا لِآخَرَ ، فَيَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ الْأَزْوَاجُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ ، فَيَكُونَ تَذْكِيرًا
nindex.php?page=treesubj&link=32414_29485_32415_29426_31753بِخَلْقِ أَصْنَافِ الْحَيَوَانِ الَّذِي مِنْهُ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى ، وَتَكُونَ " مِنْ " فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ ابْتِدَائِيَّةً مُتَعَلِّقَةً بِفِعْلِ " خَلَقَ " .
[ ص: 16 ] وَهَذَا إِدْمَاجٌ لِذَكَرِ آيَةٍ أُخْرَى مِنْ آيَاتِ الِانْفِرَادِ بِالْخَلْقِ ، فَخَلْقُ الْحَيَوَانِ بِمَا فِيهِ مِنَ الْقُوَى لِتَنَاسُلِهِ وَحِمَايَةِ نَوْعِهِ وَإِنْتَاجِ مَنَافِعِهِ ، هُوَ أَدَقُّ الْخَلْقِ صُنْعًا وَأَعْمَقُهُ حِكْمَةً ، وَأَدْخَلُهُ فِي الْمِنَّةِ عَلَى الْإِنْسَانِ ، بِأَنْ جُعِلَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=31753_33133_32415_32414مَنَافِعُ الْحَيَوَانِ لَهُ كَمَا فِي آيَةِ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ . فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ خُصَّ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ الْآخَرِ بِقَرْنِهِ بِالتَّسْبِيحِ لِخَالِقِهِ تَنْوِيهًا بِشَأْنِهِ وَتَفَنُّنًا فِي سَرْدِ أَعْظَمِ الْمَوَالِيدِ النَّاشِئَةِ عَنْ إِبْدَاعِ قُوَّةِ الْحَيَاةِ لِلْأَرْضِ وَانْبِثَاقِ أَنْوَاعِ الْأَحْيَاءِ وَأَصْنَافِهَا مِنْهَا ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الِابْتِدَاءُ بِذِكْرِ مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ قَبْلَ غَيْرِهِ مِنْ مَبَادِئِ التَّخَلُّقِ ؛ لِأَنَّهُ الْأَسْبَقُ فِي تَكْوِينِ مَوَادِّ حَيَاةِ الْحَيَوَانِ فَإِنَّهُ يَتَوَلَّدُ مِنَ النُّطَفِ الذُّكُورُ وَالْإِنَاثُ ، وَتَتَوَلَّدُ النُّطَفُ مِنْ قُوَى الْأَغْذِيَةِ الْحَاصِلَةِ مِنْ تَنَاوُلِ النَّبَاتِ فَذَلِكَ مِنْ مَعْنَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ أَيْ وَمِمَّا يَتَكَوَّنُ فِيهِمْ مِنْ أَجْزَائِهِمُ الْحَيَوَانِيَّةِ .
وَجِيءَ بِضَمِيرِ جَمَاعَةِ الْعُقَلَاءِ تَغْلِيبًا لِنَوْعِ الْإِنْسَانِ نَظَرًا لِكَوْنِهِ الْمَقْصُودَ بِالْعِبْرَةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ ، وَلِلتَّخَلُّصِ إِلَى تَخْصِيصِهِ بِالْعِبْرَةِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ .
وَإِشَارَةُ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ إِلَى أَسْرَارٍ مُودَعَةٍ فِي خَلْقِ أَنْوَاعِ الْحَيَوَانِ وَأَصْنَافِهِ هِيَ الَّتِي مَيَّزَتْ أَنْوَاعَهُ عَنْ بَعْضٍ وَمَيَّزَتْ أَصْنَافَهُ وَذُكُورَهُ عَنْ إِنَاثِهِ ، وَأَوْدَعَتْ فِيهِ الرُّوحَ الَّذِي امْتَازَ بِهِ عَنِ النَّبَاتِ بِتَدْبِيرِ شُئُونِهِ عَلَى حَسَبِ اسْتِعْدَادِ كُلِّ نَوْعٍ وَكُلِّ صِنْفٍ حَتَّى يَبْلُغَ فِي الِارْتِقَاءِ إِلَى أَشْرَفِ الْأَنْوَاعِ وَهُوَ نَوْعُ الْإِنْسَانِ ، فَمَعْنَى مِمَّا لَا يَعْلَمُونَ : مِمَّا لَا يَعْلَمُونَهُ تَفْصِيلًا وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَشْعُرُونَ بِهِ إِجْمَالًا ، فَإِنَّ الْمُتَأَمِّلَ يَعْلَمُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19784فِي الْمَخْلُوقَاتِ أَسْرَارًا خَفِيَّةً لَمْ تَصِلْ أَفْهَامُهُمْ إِلَى إِدْرَاكِ كُنْهِهَا ، وَمِنْ ذَلِكَ الرُّوحُ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا .
وَقَدْ يَتَفَاضَلُ النَّاسُ فِي إِدْرَاكِ بَعْضِ تِلْكَ الْخَصَائِصِ إِجْمَالًا وَتَفْصِيلًا ثُمَّ يَسْتَوُونَ فِي عَدَمِ الْعِلْمِ بِبَعْضِهَا ، وَقَدْ يَمْتَازُ بَعْضُ الطَّوَائِفِ أَوِ الْأَجْيَالِ بِمَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْ دَقَائِقَ الْخَلْقِ بِسَبَبِ اكْتِشَافٍ أَوْ تَجْرِبَةٍ أَوْ تَقَصِّيَ آثَارٍ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهَا غَيْرُ أُولَئِكَ ثُمَّ يَسْتَوُونَ فِيمَا بَقِيَ تَحْتَ طَيِّ الْخَفَاءِ مِنْ دَقَائِقِ التَّكْوِينِ ، فَبِهَذَا الشُّعُورِ الْإِجْمَالِيِّ بِهَا وَقَعَ عَدُّهَا فِي ضِمْنِ الِاعْتِبَارِ بِآيَةِ خَلْقِ الْأَزْوَاجِ مِنْ جَمِيعِ النَّوَاحِي . وَإِذَا حُمِلَ الْأَزْوَاجُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36سَبَحْانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا عَلَى الْمَعْنَى
[ ص: 17 ] الثَّانِي لِهَذَا اللَّفْظِ وَهُوَ إِطْلَاقُهُ عَلَى الْأَصْنَافِ وَالْأَنْوَاعِ كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى كَانَتْ " مِنْ " فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ بَيَانِيَّةً ، وَالْمَجْرُورُ بِهَا فِي فَحْوَى عَطْفِ الْبَيَانِ ، أَوْ بَدَلِ مُفَصَّلٍ مِنْ مُجْمَلِ قَوْلِهِ " الْأَزْوَاجَ " وَالْمَعْنَى : الْأَزْوَاجُ كُلُّهَا الَّتِي هِيَ : مَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ، وَأَنْفُسُهُمْ ، وَمَا لَا يَعْلَمُونَ . وَيَدُلُّ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ عَلَى مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ : وَمَا يَعْلَمُونَ ، وَذَلِكَ مِنْ دَلَالَةِ الْإِشَارَةِ .
فَخَصَّ بِالذِّكْرِ أَصْنَافَ النَّبَاتِ لِأَنَّ بِهَا قِوَامَ مَعَاشِ النَّاسِ وَمَعَاشِ أَنْعَامِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ ، وَأَصْنَافِ أَنْفُسِ النَّاسِ لِأَنَّ الْعِبْرَةَ بِهَا أَقْوَى ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ . ثُمَّ ذَكَرَ مَا يَعُمُّ الْمَخْلُوقَاتِ مِمَّا يَعْلَمُهُ النَّاسُ وَمَا لَا يَعْلَمُونَهُ فِي مُخْتَلَفِ الْأَقْطَارِ وَالْأَجْيَالِ وَالْعُصُورِ .
وَقَدَّمَ
nindex.php?page=treesubj&link=32446_32412_32415ذِكْرَ النَّبَاتِ إِيثَارًا لَهُ بِالْأَهَمِّيَّةِ فِي هَذَا الْمَقَامِ لِأَنَّهُ أَشْبَهَ بِالْبَعْثِ الَّذِي أَوْمَأَ إِلَيْهِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=32وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ .
وَتَكْرِيرُ حَرْفِ " مِنْ " بَعْدَ وَاوِ الْعَطْفِ لِلتَّوْكِيدِ عَلَى كِلَا التَّفْسِيرَيْنِ .
وَضَمِيرُ " أَنْفُسِهِمْ " عَائِدٌ إِلَى الْعِبَادِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=30يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ، وَالْمُرَادُ بِهِمُ : الْمُكَذِّبُونَ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .