يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون
هذا هو الانتقام الذي وعد به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتوعد به أيمة الكفر .
والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن قوله إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون فإن السامع يثار في نفسه سؤال عن جزائهم حيث يعودون إلى التولي والطعن فأجيب بأن الانتقام منهم هو البطشة الكبرى ، وهي الانتقام التام ، ولأجل هذا التطلع والتساؤل أكدا بخبر بحرف التأكيد دفعا للتردد .
وأصل تركيب الجملة : إنا منتقمون يوم نبطش البطشة الكبرى ، فـ " يوم " منصوب على المفعول فيه لاسم الفاعل وهو منتقمون .
وتقدم على عامله للاهتمام به لتهويله ولا يمنع من هذا التعليق أن العامل في الظرف خبر عن ( إن ) بناء على الشائع من كلام النحاة أن ما بعد ( إن ) لا يعمل فيما قبلها فإن الظروف ونحوها يتوسع فيها .
: هي بطشة يوم والبطشة الكبرى بدر فإن ما أصاب صناديد المشركين يومئذ كان بطشة بالشرك وأهله لأنهم فقدوا سادتهم وذوي الرأي منهم الذين كانوا يسيرون أهل مكة كما يريدون .
[ ص: 294 ] والبطشة : واحدة البطش وهو : الأخذ الشديد بعنف ، وتقدم في قوله تعالى أم لهم أيد يبطشون بها في سورة الأعراف .