فاسر بعبادي ليلا إنكم متبعون
تفريع على جملة إن هؤلاء قوم مجرمون . والمفرع قول محذوف دلت عليه صيغة الكلام ، أي فدعا فقلنا : أسر بعبادي .
وقرأه نافع وابن كثير وأبو جعفر ( فاسر ) بهمزة وصل على أنه أمر من ( سرى ) ، وقرأه الباقون بهمزة قطع من ( أسرى ) يقال : سرى وأسرى . وقد تقدم عند قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده فتقييده بزمان الليل هنا نظير تقييده في سورة الإسراء ، والمقصود منه تأكيد معنى الإسراء بأنه حقيقة وليس مستعملا مجازا في التبكير بناء على أن المتعارف في الرحيل أن يكون فجرا .
وفائدة التأكيد أن يكون له من سعة الوقت ما يبلغون به إلى شاطئ البحر الأحمر قبل أن يدركهم فرعون بجنوده .
وجملة إنكم متبعون تقيد تعليلا للأمر بالإسراء ليلا لأنه مما يستغرب ، أي إنكم متبعون فأردنا أن تقطعوا مسافة يتعذر على فرعون لحاقكم .
وتأكيد الخبر بـ ( إن ) لتنزيل غير السائل منزلة السائل إذا قدم إليه ما يلوح له [ ص: 300 ] بالخبر فيستشرف له استشراف المتردد السائل ، على حد قوله تعالى ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون .
وأسند الاتباع إلى غير مذكور لأنه من المعلوم أن الذي سيتبعهم هو فرعون وجنوده .