nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285nindex.php?page=treesubj&link=28973_28653_28733_28737_30172آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لما ذكر الله في هذه السورة أحكاما كثيرة وقصصا ختمها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه تعظيما لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه وتأكيدا وفذلكة لجميع ذلك المذكور من قبل ، يعني أن هذا انتقال من المواعظ والإرشاد
[ ص: 132 ] والتشريع وما تخلل ذلك مما هو عون على تلك المقاصد ، إلى الثناء على رسوله والمؤمنين في إيمانهم بجميع ذلك إيمانا خالصا يتفرع عليه العمل ; لأن الإيمان بالرسول والكتاب ، يقتضي الامتثال لما جاء به من عمل ، فالجملة استئناف ابتدائي وضعت في هذا الموقع لمناسبة ما تقدم ، وهو انتقال مؤذن بانتهاء السورة لأنه لما انتقل من أغراض متناسبة إلى غرض آخر هو كالحاصل والفذلكة ، فقد أشعر بأنه استوفى تلك الأغراض . وورد في أسباب النزول أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول يرتبط بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه كما تقدم آنفا .
و " ال " في " الرسول " للعهد ، وهو علم بالغلبة على
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، في وقت النزول . قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=13وهموا بإخراج الرسول والمؤمنون معطوف على " الرسول " ، والوقف عليه .
والمؤمنون هنا لقب للذين استجابوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلذلك كان في جعله فاعلا لقوله ( آمن ) فائدة ، مع أنه لا فائدة في قولك : قام القائمون .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كل آمن بالله جمع بعد التفصيل ، وكذلك شأن " كل " إذا جاءت بعد ذكر متعدد في حكم ، ثم إرادة جمعه في ذلك ، كقول
الفضل بن عباس اللهبي ، بعد أبيات :
كل له نية في بغض صاحبه بنعمة الله نقليكم وتقلونا
وإذا كانت " كل " من الأسماء الملازمة الإضافة ، فإذا حذف المضاف إليه نونت تنوين عوض عن مفرد كما نبه عليه
ابن مالك في التسهيل ، ولا يعكر عليه أن " كل " اسم معرب ، لأن التنوين قد يفيد الغرضين فهو من استعمال الشيء في معنييه ، فمن جوز أن يكون عطف " المؤمنون " عطف جملة ، وجعل " المؤمنون " مبتدأ وجعل " كل " مبتدأ ثانيا و " آمن " خبره ، فقد شذ عن الذوق العربي .
وقرأ الجمهور " وكتبه " بصيغة جمع كتاب ، وقرأه
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " وكتابه " ، بصيغة المفرد على أن المراد القرآن أو جنس الكتاب ، فيكون مساويا لقوله : " وكتبه " إذ المراد الجنس ، والحق أن المفرد والجمع سواء في إرادة الجنس ، ألا تراهم يقولون :
[ ص: 133 ] إن الجمع في مدخول " ال " الجنسية صوري ، ولذلك يقال : إذا دخلت " ال " الجنسية على جمع أبطلت منه معنى الجمعية ، فكذلك كل ما أريد به الجنس كالمضاف في هاتين القراءتين ، والإضافة تأتي لما تأتي له اللام ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال لما سئل عن هذه القراءة : " كتابه " أكثر من " كتبه " أو الكتاب أكثر من الكتب ، فقيل : أراد أن تناول المفرد المراد به الجنس أكثر من تناول الجمع حين يراد به الجنس ، لاحتمال إرادة جنس الجموع ، فلا يسري الحكم لما دون عدد الجمع من أفراد الجنس ، ولهذا قال صاحب المفتاح : استغراق المفرد أشمل من استغراق الجمع ، والحق أن هذا لا يقصده العرب في نفي الجنس ولا في استغراقه في الإثبات ، وأن كلام
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - إن صح نقله عنه - فتأويله أنه أكثر لمساواته له معنى ، مع كونه أخصر لفظا ، فلعله أراد بالأكثر معنى الأرجح والأقوى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نفرق بين أحد من رسله قرأه الجمهور بنون المتكلم المشارك وهو يحتمل الالتفات بأن يكون من مقول قول محذوف دل عليه السياق وعطف " وقالوا " عليه ، أو النون فيه للجلالة أي : آمنوا في حال أننا أمرناهم بذلك ، لأننا لا نفرق ، فالجملة معترضة ، وقيل : هو مقول لقول محذوف دل عليه " آمن " ، لأن الإيمان اعتقاد وقول ، وقرأه
يعقوب بالياء : على أن الضمير عائد على
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كل آمن بالله .
والتفريق هنا أريد به التفريق في الإيمان به والتصديق : بأن يؤمن ببعض ويكفر ببعض .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نفرق بين أحد من رسله تقدم الكلام على نظيره عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وقالوا سمعنا وأطعنا عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول والسمع هنا كناية عن الرضا والقبول والامتثال ، وعكسه لا يسمعون أي : لا يطيعون . وقال
النابغة :
تناذرها الراقون من سوء سمعها
[ ص: 134 ] أي : عدم امتثالها للرقيا .
والمعنى : إنهم آمنوا واطمأنوا وامتثلوا ، وإنما جيء بلفظ الماضي دون المضارع ; ليدلوا على رسوخ ذلك ، لأنهم أرادوا إنشاء القبول والرضا ، وصيغ العقود ونحوها تقع بلفظ الماضي نحو : بعت .
" وغفرانك " نصب على المفعول المطلق : أي اغفر غفرانك ، فهو بدل من فعله ، و ( المصير ) يحتمل أن يكون حقيقة فيكون اعترافا بالبعث ، وجعل منتهيا إلى الله لأنه منته إلى يوم ، أو عالم تظهر فيه قدرة الله بالضرورة ، ويحتمل أنه مجاز عن تمام الامتثال والإيمان ، كأنهم كانوا قبل الإسلام آبقين ، ثم صاروا إلى الله ، وهذا كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله وجعل المصير إلى الله تمثيلا للمصير إلى أمره ونهيه : كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39ووجد الله عنده فوفاه حسابه وتقديم المجرور لإفادة الحصر : أي المصير إليك لا إلى غيرك ، وهو قصر حقيقي قصد به لازم فائدته ، وهو أنهم عالمون بأنهم صائرون إليه ، ولا يصيرون إلى غيره ممن يعبدهم أهل الضلال .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285nindex.php?page=treesubj&link=28973_28653_28733_28737_30172آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ أَحْكَامًا كَثِيرَةً وَقِصَصًا خَتَمَهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ تَعْظِيمًا لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَتْبَاعِهِ وَتَأْكِيدًا وَفَذْلَكَةً لِجَمِيعِ ذَلِكَ الْمَذْكُورِ مِنْ قَبْلُ ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا انْتِقَالٌ مِنَ الْمَوَاعِظِ وَالْإِرْشَادِ
[ ص: 132 ] وَالتَّشْرِيعِ وَمَا تَخَلَّلَ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ عَوْنٌ عَلَى تِلْكَ الْمَقَاصِدِ ، إِلَى الثَّنَاءِ عَلَى رَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي إِيمَانِهِمْ بِجَمِيعِ ذَلِكَ إِيمَانًا خَالِصًا يَتَفَرَّعُ عَلَيْهِ الْعَمَلُ ; لِأَنَّ الْإِيمَانَ بِالرَّسُولِ وَالْكِتَابِ ، يَقْتَضِي الِامْتِثَالَ لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَمَلٍ ، فَالْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ وُضِعَتْ فِي هَذَا الْمَوْقِعِ لِمُنَاسَبَةِ مَا تَقَدَّمَ ، وَهُوَ انْتِقَالٌ مُؤْذِنٌ بِانْتِهَاءِ السُّورَةِ لِأَنَّهُ لَمَّا انْتَقَلَ مِنْ أَغْرَاضٍ مُتَنَاسِبَةٍ إِلَى غَرَضٍ آخَرَ هُوَ كَالْحَاصِلِ وَالْفَذْلَكَةِ ، فَقَدْ أَشْعَرَ بِأَنَّهُ اسْتَوْفَى تِلْكَ الْأَغْرَاضَ . وَوَرَدَ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ يَرْتَبِطُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا .
وَ " الْ " فِي " الرَّسُولِ " لِلْعَهْدِ ، وَهُوَ عَلَمٌ بِالْغَلَبَةِ عَلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فِي وَقْتِ النُّزُولِ . قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=13وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَالْمُؤْمِنُونَ مَعْطُوفٌ عَلَى " الرَّسُولُ " ، وَالْوَقْفُ عَلَيْهِ .
وَالْمُؤْمِنُونَ هُنَا لَقَبٌ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلِذَلِكَ كَانَ فِي جَعْلِهِ فَاعِلًا لِقَوْلِهِ ( آمَنَ ) فَائِدَةٌ ، مَعَ أَنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِي قَوْلِكَ : قَامَ الْقَائِمُونَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ جَمْعٌ بَعْدَ التَّفْصِيلِ ، وَكَذَلِكَ شَأْنُ " كُلٌّ " إِذَا جَاءَتْ بَعْدَ ذِكْرِ مُتَعَدِّدٍ فِي حُكْمٍ ، ثُمَّ إِرَادَةُ جَمْعِهِ فِي ذَلِكَ ، كَقَوْلِ
الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ اللِّهْبِيِّ ، بَعْدَ أَبْيَاتٍ :
كُلٌّ لَهُ نِيَّةٌ فِي بُغْضِ صَاحِبِهِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ نَقْلِيكُمْ وَتَقْلُونَا
وَإِذَا كَانَتْ " كُلٌّ " مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُلَازِمَةِ الْإِضَافَةَ ، فَإِذَا حُذِفَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ نُوِّنَتْ تَنْوِينَ عِوَضٍ عَنْ مُفْرَدٍ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ
ابْنُ مَالِكٍ فِي التَّسْهِيلِ ، وَلَا يُعَكِّرُ عَلَيْهِ أَنَّ " كُلٌّ " اسْمٌ مُعْرَبٌ ، لِأَنَّ التَّنْوِينَ قَدْ يُفِيدُ الْغَرَضَيْنِ فَهُوَ مِنِ اسْتِعْمَالِ الشَّيْءِ فِي مَعْنَيَيْهِ ، فَمَنْ جَوَّزَ أَنْ يَكُونَ عَطْفُ " الْمُؤْمِنُونَ " عَطْفَ جُمْلَةٍ ، وَجَعَلَ " الْمُؤْمِنُونَ " مُبْتَدَأً وَجَعَلَ " كُلٌّ " مُبْتَدَأً ثَانِيًا وَ " آمَنَ " خَبَرُهُ ، فَقَدْ شَذَّ عَنِ الذَّوْقِ الْعَرَبِيِّ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " وَكُتُبِهِ " بِصِيغَةِ جَمْعِ كِتَابٍ ، وَقَرَأَهُ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : " وَكِتَابِهِ " ، بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْقُرْآنُ أَوْ جِنْسُ الْكِتَابِ ، فَيَكُونُ مُسَاوِيًا لِقَوْلِهِ : " وَكُتُبِهِ " إِذِ الْمُرَادُ الْجِنْسُ ، وَالْحَقُّ أَنَّ الْمُفْرَدَ وَالْجَمْعَ سَوَاءٌ فِي إِرَادَةِ الْجِنْسِ ، أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ :
[ ص: 133 ] إِنَّ الْجَمْعَ فِي مَدْخُولِ " الْ " الْجِنْسِيَّةِ صُوَرِيٌّ ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ : إِذَا دَخَلَتْ " الْ " الْجِنْسِيَّةُ عَلَى جَمْعٍ أَبْطَلَتْ مِنْهُ مَعْنَى الْجَمْعِيَّةِ ، فَكَذَلِكَ كُلُّ مَا أُرِيدَ بِهِ الْجِنْسُ كَالْمُضَافِ فِي هَاتَيْنِ الْقِرَاءَتَيْنِ ، وَالْإِضَافَةُ تَأْتِي لِمَا تَأْتِي لَهُ اللَّامُ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ : " كِتَابِهِ " أَكْثَرُ مِنْ " كُتُبِهِ " أَوِ الْكِتَابُ أَكْثَرُ مِنَ الْكُتُبِ ، فَقِيلَ : أَرَادَ أَنَّ تَنَاوُلَ الْمُفْرَدِ الْمُرَادِ بِهِ الْجِنْسُ أَكْثَرُ مِنْ تَنَاوُلِ الْجَمْعِ حِينَ يُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ ، لِاحْتِمَالِ إِرَادَةِ جِنْسِ الْجُمُوعِ ، فَلَا يَسْرِي الْحُكْمُ لِمَا دُونَ عَدَدِ الْجَمْعِ مِنْ أَفْرَادِ الْجِنْسِ ، وَلِهَذَا قَالَ صَاحِبُ الْمِفْتَاحِ : اسْتِغْرَاقُ الْمُفْرَدِ أَشْمَلُ مِنِ اسْتِغْرَاقِ الْجَمْعِ ، وَالْحَقُّ أَنَّ هَذَا لَا يَقْصِدُهُ الْعَرَبُ فِي نَفْيِ الْجِنْسِ وَلَا فِي اسْتِغْرَاقِهِ فِي الْإِثْبَاتِ ، وَأَنَّ كَلَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - إِنْ صَحَّ نَقْلُهُ عَنْهُ - فَتَأْوِيلُهُ أَنَّهُ أَكْثَرُ لِمُسَاوَاتِهِ لَهُ مَعْنًى ، مَعَ كَوْنِهِ أَخْصَرَ لَفْظًا ، فَلَعَلَّهُ أَرَادَ بِالْأَكْثَرِ مَعْنَى الْأَرْجَحِ وَالْأَقْوَى .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ قَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِنُونِ الْمُتَكَلِّمِ الْمُشَارَكِ وَهُوَ يَحْتَمِلُ الِالْتِفَاتَ بِأَنْ يَكُونَ مِنْ مَقُولِ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ وَعُطِفَ " وَقَالُوا " عَلَيْهِ ، أَوِ النُّونُ فِيهِ لِلْجَلَالَةِ أَيْ : آمَنُوا فِي حَالِ أَنَّنَا أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ ، لِأَنَّنَا لَا نُفَرِّقُ ، فَالْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ ، وَقِيلَ : هُوَ مَقُولٌ لِقَوْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ " آمَنَ " ، لِأَنَّ الْإِيمَانَ اعْتِقَادٌ وَقَوْلٌ ، وَقَرَأَهُ
يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ : عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ .
وَالتَّفْرِيقُ هُنَا أُرِيدَ بِهِ التَّفْرِيقُ فِي الْإِيمَانِ بِهِ وَالتَّصْدِيقِ : بِأَنْ يُؤْمِنَ بِبَعْضٍ وَيَكْفُرَ بِبَعْضٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى نَظِيرِهِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ وَالسَّمْعُ هُنَا كِنَايَةٌ عَنِ الرِّضَا وَالْقَبُولِ وَالِامْتِثَالِ ، وَعَكْسُهُ لَا يَسْمَعُونَ أَيْ : لَا يُطِيعُونَ . وَقَالَ
النَّابِغَةُ :
تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ سُوءِ سَمْعِهَا
[ ص: 134 ] أَيْ : عَدَمُ امْتِثَالِهَا لِلرُّقْيَا .
وَالْمَعْنَى : إِنَّهُمْ آمَنُوا وَاطْمَأَنُّوا وَامْتَثَلُوا ، وَإِنَّمَا جِيءَ بِلَفْظِ الْمَاضِي دُونَ الْمُضَارِعِ ; لِيَدُلُّوا عَلَى رُسُوخِ ذَلِكَ ، لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا إِنْشَاءَ الْقَبُولِ وَالرِّضَا ، وَصِيَغُ الْعُقُودِ وَنَحْوِهَا تَقَعُ بِلَفْظِ الْمَاضِي نَحْوَ : بِعْتُ .
" وَغُفْرَانَكَ " نُصِبَ عَلَى الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ : أَيِ اغْفِرْ غُفْرَانَكَ ، فَهُوَ بَدَلٌ مِنْ فِعْلِهِ ، وَ ( الْمَصِيرُ ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَقِيقَةً فَيَكُونُ اعْتِرَافًا بِالْبَعْثِ ، وَجُعِلَ مُنْتَهِيًا إِلَى اللَّهِ لِأَنَّهُ مُنْتَهٍ إِلَى يَوْمٍ ، أَوْ عَالَمٍ تَظْهَرُ فِيهِ قُدْرَةُ اللَّهِ بِالضَّرُورَةِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ مَجَازٌ عَنْ تَمَامِ الِامْتِثَالِ وَالْإِيمَانِ ، كَأَنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ الْإِسْلَامِ آبِقِينَ ، ثُمَّ صَارُوا إِلَى اللَّهِ ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ وَجَعْلُ الْمَصِيرِ إِلَى اللَّهِ تَمْثِيلًا لِلْمَصِيرِ إِلَى أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ : كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَتَقْدِيمُ الْمَجْرُورِ لِإِفَادَةِ الْحَصْرِ : أَيِ الْمَصِيرُ إِلَيْكَ لَا إِلَى غَيْرِكَ ، وَهُوَ قَصْرٌ حَقِيقِيٌّ قُصِدَ بِهِ لَازِمُ فَائِدَتِهِ ، وَهُوَ أَنَّهُمْ عَالِمُونَ بِأَنَّهُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ، وَلَا يَصِيرُونَ إِلَى غَيْرِهِ مِمَّنْ يَعْبُدُهُمْ أَهْلُ الضَّلَالِ .