nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29017واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم nindex.php?page=treesubj&link=32016سيقت قصة هود وقومه مساق الموعظة للمشركين الذين كذبوا بالقرآن كما أخبر الله عنهم من أول هذه السورة في قوله والذين كفروا عما أنذروا معرضون مع ما أعقبت به من الحجج المتقدمة من قوله قل أرأيتم ما تدعون من دون الله الذي يقابله قول هود أن لا تعبدوا إلا الله ثم قوله قل ما كنت بدعا من الرسل الذي يقابله قوله وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ، ذلك كله بالموعظة بحال
هود مع قومه . وسيقت أيضا مساق الحجة على رسالة
محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى عناد قومه بذكر مثال لحالهم مع رسولهم بحال عاد مع رسولهم . ولها أيضا موقع التسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم - على ما تلقاه به قومه من العناد والبهتان ؛ لتكون موعظة وتسلية معا يأخذ كل منها ما يليق به .
ولا تجد كلمة أجمع للمعنيين مع كلمة اذكر لأنها تصلح لمعنى الذكر اللساني بأن يراد أن يذكر ذلك لقومه ، ولمعنى الذكر بالضم بأن يتذكر تلك الحالة في نفسه وإن كانت تقدمت له وأمثالها لأن في التذكر مسلاة وأسوة كقوله - تعالى - اصبر على ما يقولون و اذكر عبدنا داود ذا الأيد في سورة ص .
وكلا المعنيين ناظر إلى قوله آنفا قل ما كنت بدعا من الرسل فإنه إذا قال لهم ذلك تذكروا ما يعرفون من قصص الرسل مما قصه عليهم القرآن من قبل وتذكر هو - لا محالة - أحوال رسل كثيرين ثم جاءت قصة
هود مثالا لذلك .
ومشركو
مكة إذا تذكروا في حالهم وحال عاد وجدوا الحالين متماثلين فيجدر بهم أن يخافوا من أن يصيبهم مثل ما أصابهم .
والاقتصار على ذكر
عاد لأنهم أول الأمم العربية الذين جاءهم رسول بعد
[ ص: 45 ] رسالة
نوح العامة وقد
nindex.php?page=treesubj&link=31842_31844_31775كانت رسالة هود ورسالة صالح قبل رسالة إبراهيم عليهم السلام ، وتأتي بعد ذكر قصتهم إشارة إجمالية إلى أمم أخرى من العرب كذبوا الرسل في قوله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=27ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى الآية .
وأخو
عاد هو
هود وتقدمت ترجمته في سورة الأعراف .
وعبر عنه هنا بوصفه دون اسمه العلم لأن المراد بالذكر هنا ذكر التمثيل والموعظة
لقريش بأنهم أمثال
عاد في الإعراض عن دعوة رسول من أمتهم .
والأخ يراد به المشارك في نسب القبيلة ، يقولون : يا أخا بني فلان ، ويا أخا العرب ، وهو المراد هنا وقد يراد بها الملازم والمصاحب ، يقال : أخو الحرب وأخو عزمات . وقال النبيء - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=138لزيد بن حارثة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002388أنت أخونا ومولانا وهو المراد في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=160كذبت قوم لوط المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=161إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون . ولم يكن لوط من نسب قومه أهل
سدوم .
و " إذ أنذر " اسم للزمن الماضي ، وهي هنا نصب على البدل من أخا
عاد ، أي اذكر زمن إنذاره قومه فهي بدل اشتمال .
وذكر الإنذار هنا دون الدعوة أو الإرسال لمناسبة تمثيل حال
قوم هود بحال قوم
محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو ناظر إلى قوله - تعالى - في أول السورة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3والذين كفروا عما أنذروا معرضون .
والأحقاف : جمع حقف بكسر فسكون ، وهو الرمل العظيم المستطيل وكانت هذه البلاد المسماة بالأحقاف منازل
عاد وكانت مشرفة على البحر بين
عمان وعدن . وفي منتهى الأحقاف أرض
حضرموت ، وتقدم ذكر
عاد عند قوله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65وإلى عاد أخاهم هودا في سورة الأعراف .
وجملة وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه معترضة بين جملة " أنذر " وجملة أن لا تعبدوا إلا الله المفسرة بها .
وقد فسرت جملة " أنذر " بجملة لا تعبدوا إلا الله إلخ .
و ( أن ) تفسيرية لأن " أنذر " فيه معنى القول دون حروفه .
[ ص: 46 ] ومعنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21خلت النذر " سبقت النذر أي نذر رسل آخرين . والنذر : جمع نذارة بكسر النون .
و من بين يديه ومن خلفه بمعنى قريبا من زمانه وبعيدا عنه ، فـ من بين يديه معناه القرب كما في قوله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=46إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، أي قبل العذاب قريبا منه قال - تعالى - وقرونا بين ذلك كثيرا ، وقال ورسلا لم نقصصهم عليك . وأما الذي من خلفه
فنوح فقد قال هود لقومه واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد
قوم نوح ، وهذا مراعاة للحالة المقصود تمثيلها فهو ناظر إلى قوله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قل ما كنت بدعا من الرسل أي قد خلت من قبله رسل مثل ما خلت بتلك .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم تعليل للنهي في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أن لا تعبدوا إلا الله ، أي إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم بسبب شرككم .
وعذاب اليوم العظيم يحتمل الوعيد بعذاب يوم القيامة وبعذاب يوم الاستئصال في الدنيا ، وهو الذي عجل لهم . ووصف اليوم بالعظم باعتبار ما يحدث فيه من الأحداث العظيمة ، فالوصف مجاز عقلي .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29017وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=32016سِيقَتْ قِصَّةُ هُودٍ وَقَوْمِهِ مَسَاقَ الْمَوْعِظَةِ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْقُرْآنِ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ مَنْ أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي قَوْلِهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ مَعَ مَا أُعْقِبَتْ بِهِ مِنَ الْحُجَجِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِنْ قَوْلِهِ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الَّذِي يُقَابِلُهُ قَوْلُ هُودٍ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ثُمَّ قَوْلِهِ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ الَّذِي يُقَابِلُهُ قَوْلُهُ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، ذَلِكَ كُلُّهُ بِالْمَوْعِظَةِ بِحَالِ
هُودٍ مَعَ قَوْمِهِ . وَسِيقَتْ أَيْضًا مَسَاقَ الْحُجَّةِ عَلَى رِسَالَةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَى عِنَادِ قَوْمِهِ بِذِكْرِ مِثَالٍ لِحَالِهِمْ مَعَ رَسُولِهِمْ بِحَالِ عَادٍ مَعَ رَسُولِهِمْ . وَلَهَا أَيْضًا مَوْقِعُ التَّسْلِيَةِ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَا تَلَقَّاهُ بِهِ قَوْمُهُ مِنَ الْعِنَادِ وَالْبُهْتَانِ ؛ لِتَكُونَ مَوْعِظَةً وَتَسْلِيَةً مَعًا يَأْخُذُ كُلٌّ مِنْهَا مَا يَلِيقُ بِهِ .
وَلَا تَجِدُ كَلِمَةً أَجْمَعَ لِلْمَعْنَيَيْنِ مَعَ كَلِمَةِ اذْكُرْ لِأَنَّهَا تَصْلُحُ لِمَعْنَى الذِّكْرِ اللِّسَانِيِّ بِأَنْ يُرَادَ أَنْ يَذْكُرَ ذَلِكَ لِقَوْمِهِ ، وَلِمَعْنَى الذُّكْرِ بِالضَّمِّ بِأَنْ يَتَذَكَّرَ تِلْكَ الْحَالَةَ فِي نَفْسِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَقَدَّمَتْ لَهُ وَأَمْثَالُهَا لِأَنَّ فِي التَّذَكُّرِ مَسْلَاةً وَأُسْوَةً كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ فِي سُورَةِ ص .
وَكِلَا الْمَعْنَيَيْنِ نَاظِرٌ إِلَى قَوْلِهِ آنِفًا قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ تَذَكَّرُوا مَا يَعْرِفُونَ مِنْ قَصَصِ الرُّسُلِ مِمَّا قَصَّهُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ مِنْ قَبْلُ وَتَذَكَّرَ هُوَ - لَا مَحَالَةَ - أَحْوَالَ رُسُلٍ كَثِيرِينَ ثُمَّ جَاءَتْ قِصَّةُ
هُودٍ مِثَالًا لِذَلِكَ .
وَمُشْرِكُو
مَكَّةَ إِذَا تَذَكَّرُوا فِي حَالِهِمْ وَحَالِ عَادٍ وَجَدُوا الْحَالَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ فَيَجْدُرُ بِهِمْ أَنْ يَخَافُوا مِنْ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ .
وَالِاقْتِصَارُ عَلَى ذِكْرِ
عَادٍ لِأَنَّهُمْ أَوَّلُ الْأُمَمِ الْعَرَبِيَّةِ الَّذِينَ جَاءَهُمْ رَسُولٌ بَعْدَ
[ ص: 45 ] رِسَالَةِ
نُوحٍ الْعَامَّةِ وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=31842_31844_31775كَانَتْ رِسَالَةُ هُودٍ وَرِسَالَةُ صَالِحٍ قَبْلَ رِسَالَةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَتَأْتِي بَعْدَ ذِكْرِ قِصَّتِهِمْ إِشَارَةٌ إِجْمَالِيَّةٌ إِلَى أُمَمٍ أُخْرَى مِنَ الْعَرَبِ كَذَّبُوا الرُّسُلَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=27وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى الْآيَةَ .
وَأَخُو
عَادٍ هُوَ
هُودٌ وَتَقَدَّمَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ .
وَعَبَّرَ عَنْهُ هُنَا بِوَصْفِهِ دُونَ اسْمِهِ الْعَلَمِ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالذِّكْرِ هُنَا ذِكْرُ التَّمْثِيلِ وَالْمَوْعِظَةِ
لِقُرَيْشٍ بِأَنَّهُمْ أَمْثَالُ
عَادٍ فِي الْإِعْرَاضِ عَنْ دَعْوَةِ رَسُولٍ مَنْ أُمَّتِهِمْ .
وَالْأَخُ يُرَادُ بِهِ الْمُشَارِكُ فِي نَسَبِ الْقَبِيلَةِ ، يَقُولُونَ : يَا أَخَا بَنِي فُلَانٍ ، وَيَا أَخَا الْعَرَبِ ، وَهُوَ الْمُرَادُ هُنَا وَقَدْ يُرَادُ بِهَا الْمُلَازِمُ وَالْمُصَاحِبُ ، يُقَالُ : أَخُو الْحَرْبِ وَأَخُو عَزَمَاتٍ . وَقَالَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=138لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002388أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا وَهُوَ الْمُرَادُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=160كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=161إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ . وَلَمْ يَكُنْ لُوطٌ مِنْ نَسَبِ قَوْمِهِ أَهْلِ
سَدُومَ .
وَ " إِذْ أَنْذَرَ " اسْمٌ لِلزَّمَنِ الْمَاضِي ، وَهِيَ هُنَا نَصْبٌ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ أَخَا
عَادٍ ، أَيِ اذْكُرْ زَمَنَ إِنْذَارِهِ قَوْمَهُ فَهِيَ بَدَلُ اشْتِمَالٍ .
وَذِكْرُ الْإِنْذَارِ هُنَا دُونَ الدَّعْوَةِ أَوِ الْإِرْسَالِ لِمُنَاسَبَةِ تَمْثِيلِ حَالِ
قَوْمِ هُودٍ بِحَالِ قَوْمِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ نَاظِرٌ إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - فِي أَوَّلِ السُّورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ .
وَالْأَحْقَافُ : جَمْعُ حِقْفٍ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ ، وَهُوَ الرَّمْلُ الْعَظِيمُ الْمُسْتَطِيلُ وَكَانَتْ هَذِهِ الْبِلَادُ الْمُسَمَّاةُ بِالْأَحْقَافِ مَنَازِلَ
عَادٍ وَكَانَتْ مُشْرِفَةً عَلَى الْبَحْرِ بَيْنَ
عُمَانَ وَعَدَنَ . وَفِي مُنْتَهَى الْأَحْقَافِ أَرْضُ
حَضْرَمَوْتَ ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ
عَادٍ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ .
وَجُمْلَةُ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ جُمْلَةِ " أَنْذَرَ " وَجُمْلَةِ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ الْمُفَسَّرَةِ بِهَا .
وَقَدْ فُسِّرَتْ جُمْلَةُ " أَنْذَرَ " بِجُمْلَةِ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِلَخْ .
وَ ( أَنْ ) تَفْسِيرِيَّةٌ لِأَنَّ " أَنْذَرَ " فِيهِ مَعْنَى الْقَوْلِ دُونَ حُرُوفِهِ .
[ ص: 46 ] وَمَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21خَلَتِ النُّذُرُ " سَبَقَتِ النُّذُرُ أَيْ نُذُرُ رُسُلٍ آخَرِينَ . وَالنُّذُرُ : جَمْعُ نِذَارَةٍ بِكَسْرِ النُّونِ .
وَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ بِمَعْنَى قَرِيبًا مِنْ زَمَانِهِ وَبَعِيدًا عَنْهُ ، فَـ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ مَعْنَاهُ الْقُرْبُ كَمَا فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=46إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ، أَيْ قَبْلَ الْعَذَابِ قَرِيبًا مِنْهُ قَالَ - تَعَالَى - وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ، وَقَالَ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ . وَأَمَّا الَّذِي مِنْ خَلْفِهِ
فَنُوحٌ فَقَدْ قَالَ هُودٌ لِقَوْمِهِ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ
قَوْمِ نُوحٍ ، وَهَذَا مُرَاعَاةً لِلْحَالَةِ الْمَقْصُودِ تَمْثِيلُهَا فَهُوَ نَاظِرٌ إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ أَيْ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ رُسُلٌ مِثْلَ مَا خَلَتْ بِتِلْكَ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ، أَيْ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ بِسَبَبِ شِرْكِكُمْ .
وَعَذَابُ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ يَحْتَمِلُ الْوَعِيدَ بِعَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَبِعَذَابِ يَوْمِ الِاسْتِئْصَالِ فِي الدُّنْيَا ، وَهُوَ الَّذِي عُجِّلَ لَهُمْ . وَوُصِفَ الْيَوْمُ بِالْعِظَمِ بِاعْتِبَارِ مَا يَحْدُثُ فِيهِ مِنَ الْأَحْدَاثِ الْعَظِيمَةِ ، فَالْوَصْفُ مَجَازٌ عَقْلِيٌّ .