nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29020_28753واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6إن جاءكم فاسق بنبإ عطف تشريع على تشريع وليس مضمونها تكملة لمضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6إن جاءكم فاسق إلخ بل هي جملة مستقلة .
وابتداء الجملة بـ " اعلموا " للاهتمام ، وقد تقدم في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=235واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه في سورة البقرة . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء في الأنفال .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7أن فيكم رسول الله إن خبر مستعمل في الإيقاظ والتحذير على وجه الكناية . فإن كون رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم أمر معلوم لا يخبر عنه . فالمقصود تعليم المسلمين باتباع ما شرع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحكام ولو كانت غير موافقة لرغباتهم .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7لو يطيعكم في كثير من الأمر إلخ يجوز أن تكون استئنافا ابتدائيا .
فضميرا الجمع في قوله : " يطيعكم " وقوله : " لعنتم " عائدان إلى الذين آمنوا على توزيع الفعل على الأفراد فالمطاع بعض الذين آمنوا وهم الذين يبتغون أن يعمل
[ ص: 235 ] الرسول صلى الله عليه وسلم بما يطلبون منه ، والعانت بعض آخر وهم جمهور المؤمنين الذين يجري عليهم قضاء النبيء صلى الله عليه وسلم بحسب رغبة غيرهم .
ويجوز أن تكون جملة : " لو يطيعكم " إلخ في موضع الحال من ضمير " فيكم " لأن مضمون الجملة يتعلق بأحوال المخاطبين ، من جهة أن مضمون جواب لو عنت يحصل للمخاطبين .
ومآل الاعتبارين في موقع الجملة واحد وانتظام الكلام على كلا التقديرين غير منثلم .
والطاعة : عمل أحد يؤمر به وما ينهى عنه وما يشار به عليه ، أي لو أطاعكم فيما ترغبون .
و " الأمر " هنا بمعنى الحادث والقضية النازلة .
والتعريف في الأمر تعريف الجنس شامل لجميع الأمور ولذلك جيء معه بلفظ " كثير من " أي في أحداث كثيرة مما لكم رغبة في تحصيل شيء منها فيه مخالفة لما شرعه .
وهذا احتراز عن طاعته إياهم في بعض الأمر مما هو من غير شئون التشريع كما أطاعهم في نزول الجيش يوم بدر على جهة يستأثرون فيها بماء بدر .
والعنت : اختلال الأمر في الحاضر أو في العاقبة .
وصيغة المضارع في قوله : لو يطيعكم مستعملة في الماضي لأن حرف ( لو ) يفيد تعليق الشرط في الماضي ، وإنما عدل إلى صيغة المضارع لأن المضارع صالح للدلالة على الاستمرار ، أي لو أطاعكم في قضية معينة ولو أطاعكم كلما رغبتم منه أو أشرتم عليه لعنتم ؛ لأن بعض ما يطلبونه مضر بالغير أو بالراغب نفسه فإنه قد يحب عاجل النفع العائد عليه بالضر .
وتقديم خبر ( إن ) على اسمها في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7أن فيكم رسول الله للاهتمام بهذا الكون فيهم وتنبيها على أن واجبهم الاغتباط به والإخلاص له لأن كونه فيهم شرف عظيم لجماعتهم وصلاح لهم .
[ ص: 236 ] والعنت : المشقة ، أي لأصاب الساعين في أن يعمل النبيء صلى الله عليه وسلم بما يرغبون العنت . وهو الإثم إذ استغفلوا النبيء صلى الله عليه وسلم ولأصاب غيرهم العنت بمعنى المشقة وهي ما يلحقهم من جريان أمر النبيء صلى الله عليه وسلم على ما يلائم الواقع فيضر ببقية الناس ، وقد يعود بالضر على الكاذب المتشفي برغبته تارة ، فيلحق عنت من كذب غيره تارة أخرى .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29020_28753وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ عُطِفَ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ عَطْفُ تَشْرِيعٍ عَلَى تَشْرِيعٍ وَلَيْسَ مَضْمُونُهَا تَكْمِلَةً لِمَضْمُونِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ إِلَخْ بَلْ هِيَ جُمْلَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ .
وَابْتِدَاءُ الْجُمْلَةِ بِـ " اعْلَمُوا " لِلِاهْتِمَامِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=235وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَنْفَالِ .
وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ خَبَرٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْإِيقَاظِ وَالتَّحْذِيرِ عَلَى وَجْهِ الْكِنَايَةِ . فَإِنَّ كَوْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ أَمْرٌ مَعْلُومٌ لَا يُخْبَرُ عَنْهُ . فَالْمَقْصُودُ تَعْلِيمُ الْمُسْلِمِينَ بِاتِّبَاعِ مَا شَرَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَحْكَامِ وَلَوْ كَانَتْ غَيْرَ مُوَافِقَةٍ لِرَغَبَاتِهِمْ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ إِلَخْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اسْتِئْنَافًا ابْتِدَائِيًّا .
فَضَمِيرَا الْجَمْعِ فِي قَوْلِهِ : " يُطِيعُكُمْ " وَقَوْلِهِ : " لَعَنِتُّمْ " عَائِدَانِ إِلَى الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى تَوْزِيعِ الْفِعْلِ عَلَى الْأَفْرَادِ فَالْمُطَاعُ بَعْضُ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمُ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ أَنْ يَعْمَلَ
[ ص: 235 ] الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَطْلُبُونَ مِنْهُ ، وَالْعَانِتُ بَعْضٌ آخَرُ وَهُمْ جُمْهُورُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ قَضَاءُ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَسَبِ رَغْبَةِ غَيْرِهِمْ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةُ : " لَوْ يُطِيعُكُمْ " إِلَخْ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " فِيكُمْ " لِأَنَّ مَضْمُونَ الْجُمْلَةِ يَتَعَلَّقُ بِأَحْوَالِ الْمُخَاطَبِينَ ، مِنْ جِهَةِ أَنَّ مَضْمُونَ جَوَابِ لَوْ عَنِتَ يَحْصُلُ لِلْمُخَاطَبِينَ .
وَمَآلُ الِاعْتِبَارَيْنِ فِي مَوْقِعِ الْجُمْلَةِ وَاحِدٌ وَانْتِظَامُ الْكَلَامِ عَلَى كِلَا التَّقْدِيرَيْنِ غَيْرُ مُنْثَلِمٍ .
وَالطَّاعَةُ : عَمَلُ أَحَدٍ يُؤْمَرُ بِهِ وَمَا يُنْهَى عَنْهُ وَمَا يُشَارُ بِهِ عَلَيْهِ ، أَيْ لَوْ أَطَاعَكُمْ فِيمَا تَرْغَبُونَ .
وَ " الْأَمْرُ " هُنَا بِمَعْنَى الْحَادِثِ وَالْقَضِيَّةِ النَّازِلَةِ .
وَالتَّعْرِيفُ فِي الْأَمْرِ تَعْرِيفُ الْجِنْسِ شَامِلٌ لِجَمِيعِ الْأُمُورِ وَلِذَلِكَ جِيءَ مَعَهُ بِلَفْظِ " كَثِيرٍ مِنْ " أَيْ فِي أَحْدَاثٍ كَثِيرَةٍ مِمَّا لَكُمْ رَغْبَةٌ فِي تَحْصِيلِ شَيْءٍ مِنْهَا فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِمَا شَرَعَهُ .
وَهَذَا احْتِرَازٌ عَنْ طَاعَتِهِ إِيَّاهُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ مِمَّا هُوَ مِنْ غَيْرِ شُئُونِ التَّشْرِيعِ كَمَا أَطَاعَهُمْ فِي نُزُولِ الْجَيْشِ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى جِهَةٍ يَسْتَأْثِرُونَ فِيهَا بِمَاءِ بَدْرٍ .
وَالْعَنَتُ : اخْتِلَالُ الْأَمْرِ فِي الْحَاضِرِ أَوْ فِي الْعَاقِبَةِ .
وَصِيغَةُ الْمُضَارِعِ فِي قَوْلِهِ : لَوْ يُطِيعُكُمْ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي الْمَاضِي لِأَنَّ حَرْفَ ( لَوْ ) يُفِيدُ تَعْلِيقَ الشَّرْطِ فِي الْمَاضِي ، وَإِنَّمَا عَدَلَ إِلَى صِيغَةِ الْمُضَارِعِ لِأَنَّ الْمُضَارِعَ صَالِحٌ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ ، أَيْ لَوْ أَطَاعَكُمْ فِي قَضِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ وَلَوْ أَطَاعَكُمْ كُلَّمَا رَغِبْتُمْ مِنْهُ أَوْ أَشَرْتُمْ عَلَيْهِ لَعَنِتُّمْ ؛ لِأَنَّ بَعْضَ مَا يَطْلُبُونَهُ مُضِرٌّ بِالْغَيْرِ أَوْ بِالرَّاغِبِ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ قَدْ يُحِبُّ عَاجِلَ النَّفْعِ الْعَائِدِ عَلَيْهِ بِالضُّرِّ .
وَتَقْدِيمُ خَبَرِ ( إِنَّ ) عَلَى اسْمِهَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لِلِاهْتِمَامِ بِهَذَا الْكَوْنِ فِيهِمْ وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ وَاجِبَهُمُ الِاغْتِبَاطُ بِهِ وَالْإِخْلَاصُ لَهُ لِأَنَّ كَوْنَهُ فِيهِمْ شَرَفٌ عَظِيمٌ لِجَمَاعَتِهِمْ وَصَلَاحٌ لَهُمْ .
[ ص: 236 ] وَالْعَنَتُ : الْمَشَقَّةُ ، أَيْ لَأَصَابَ السَّاعِينَ فِي أَنْ يَعْمَلَ النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَرْغَبُونَ الْعَنَتَ . وَهُوَ الْإِثْمُ إِذِ اسْتَغْفَلُوا النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَأَصَابَ غَيْرَهُمُ الْعَنَتُ بِمَعْنَى الْمَشَقَّةِ وَهِيَ مَا يَلْحَقُهُمْ مِنْ جَرَيَانِ أَمْرِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا يُلَائِمُ الْوَاقِعَ فَيَضُرُّ بِبَقِيَّةِ النَّاسِ ، وَقَدْ يَعُودُ بِالضُّرِّ عَلَى الْكَاذِبِ الْمُتَشَفِّي بِرَغْبَتِهِ تَارَةً ، فَيَلْحَقُ عَنَتُ مَنْ كَذَّبَ غَيْرَهُ تَارَةً أُخْرَى .