(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=105وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=107ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )
فلق الشيء : شقه . النواة معروفة ، والنوى اسم جنس بينه وبين مفرده
[ ص: 184 ] تاء التأنيث . النجم معروف ، سمي بذلك لطلوعه ، يقال نجم النبت : إذا طلع . الإنشاء : الإيجاد ، لا يفيد الابتداء بل على وجه النمو ، كما يقال في النبات : أنشأه ، بمعنى النمو والزيادة إلى وقت الانتهاء . مستودع مستفعل من الوديعة يكون مصدرا وزمانا ومكانا ، والوديعة معروفة . الخضر : الغض ، وهو الرطب من البقول وغيرها ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الخضر بمعنى الأخضر ، اخضر فهو أخضر وخضر ، كاعور فهو أعور وعور ، وقال غيره : الخضر النضارة ، ولا مدخل للون فيه ، ومنه الدنيا خضرة حلوة ، والأخضر يغلب في اللون ، وهو في النضارة تجوز ، وقال
الليث : الخضر في كتاب الله الزرع ، وفي الكلام كل نبات من الخضرة . تراكب الشيء ركب بعضه بعضا . الطلع : أول ما يخرج من النخلة في أكمامه ، أطلعت النخلة أخرجت طلعها ، قال
أبو عبيد : وطلعها كعراها قبل أن ينشق عن الإغريض ، والإغريض يسمى طلعا ، ويقال طلع يطلع طلوعا . القنو بكسر القاف وضمها : العذق بكسر العين وهو الكباسة وهو عنقود النخلة ، وقيل : الجمار ، حكاه القرطبي ، وجمعه في القلة أقناء ، وفي الكثرة قنوان بكسر القاف في لغة
الحجاز وضمها في لغة
قيس ، وبالياء بدل الواو في لغة
ربيعة وتميم بكسر القاف وضمها ، ويجتمعون في المفرد على قنو ، وقنو بالواو ، ولا يقولون فيه قني ولا قني . الزيتون شجر معروف ، ووزنه فيعول ، كقيصوم ، لقولهم أرض زتنة ، ولعدم فعلول أو قلته ، فمادته مغايرة لمادة الزيت . الرمان فعال كالحماض والعناب ، وليس بفعلان لقولهم أرض رمنة . الينع مصدر ينع بفتح الياء في لغة
الحجاز ، وبضمها في لغة بعض
نجد ، وكذا اللينع بضم الياء والنون ، والينوع بواو بعد الضمتين ، يقال : ينعت الثمرة إذا أدركت ونضجت وأينعت أيضا ، ومنه قول
الحجاج : أرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها . قال
الفراء : ينع الثمر واحمر ، ومنه في حديث الملاعنة : إن ولدته أحمر مثل الينعة وهي خرزة حمراء ، يقال إنها العقيق أو نوع منه ، وقيل : الينع جمع يانع ، كتاجر وتجر وصاحب وصحب . خرق وخرق : اختلق وافترى . اللطيف قال
ابن أعرابي : هو الذي يوصل إليك أربك في رفق ، ومنه لطف الله بك ، وقال
الأزهري : اللطيف من أسمائه تعالى الرفيق بعباده ، وقيل : اللطيف ضد الكثيف . السب : الشتم . الفؤاد : القلب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إن الله فالق الحب والنوى ) الظاهر أن المعنى : أنه تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فالق الحب ) شاقه فمخرج منه النبات ، ( والنوى ) فمخرج منه الشجر ، والحب والنوى عامان ، أي : كل حبة وكل نواة ، وبه قال
قتادة والضحاك والسدي وغيرهم ، قالوا : هذه إشارة إلى فعل الله في أن يشق جميع الحب عن جميع النبات الذي يكون منه ، ويشق النوى عن جميع الأشجار الكائنة عنه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والضحاك أيضا : ( فالق ) بمعنى خالق ; قيل : ولا يعرف ذلك في اللغة ، وقال تاج القراء : فطر وخلق وفلق بمعنى واحد ، وقال
مجاهد وأبو مالك : إشارة في الشق الذي في حبة البر ونواة التمر ، وقال
إسماعيل الضرير : المعنى فالق ما فيه الحب من السنبل وما فيه النوى من التمر وما أشبهه ، وقال
الماتريدي : وخصهما بالذكر لأن جميع ما في الدنيا من الأبدال منهما ، فأضاف ذلك إلى نفسه كما أضاف خلق جميع البشر إلى نفس واحدة لأنهم منها في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1خلقكم من نفس واحدة ) ، فكأنه قال : خالق الأبدال كلها . انتهى . ولما كان قد تقدم ذكر البعث نبه على قدرته تعالى الباهرة في شق النواة مع صلابتها ، وإخراجه منها نبتا أخضر لينا ، إلى ما بعد ذلك مما فيه إشارة إلى القدرة التامة والبعث والنشر بعد الموت ، وقرأ
عبد الله : ( فلق الحب ) جعله فعلا ماضيا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ) تقدم تفسير هذا في أوائل آل عمران ، وعطف قوله :
[ ص: 185 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95ومخرج الميت ) على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فالق الحب ) اسم فاعل على اسم فاعل ، ولم يعطفه على يخرج ; لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فالق الحب والنوى ) من جنس إخراج الحي من الميت ; لأن النامي في حكم الحيوان ، ألا ترى إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=50يحيي الأرض بعد موتها ) ، فوقع قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يخرج الحي من الميت ) من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فالق الحب والنوى ) موقع الجملة المبينة ; فلذلك عطف اسم الفاعل لا على الفعل ، ولما كان هذا مفقودا في آل عمران ، وتقدم قبل ذلك جملتان فعليتان وهما (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=61يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) كان العطف بالفعل ، على أنه يجوز أن يكون معطوفا ، وهو اسم فاعل على المضارع ; لأنه في معناه ، كما قال الشاعر :
بات يغشيها بعضب باتر يقصد في أسوقها وجائر
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95ذلكم الله فأنى تؤفكون ) أي : ذلكم المتصف بالقدرة الباهرة فأنى تصرفون عن عبادته وتوحيده والإيمان بالبعث ، إلى عبادة غيره واتخاذ شريك معه وإنكار البعث .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=105وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=107وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
فَلَقَ الشَّيْءَ : شَقَّهُ . النَّوَاةُ مَعْرُوفَةٌ ، وَالنَّوَى اسْمُ جِنْسٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُفْرَدِهِ
[ ص: 184 ] تَاءُ التَّأْنِيثِ . النَّجْمُ مَعْرُوفٌ ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِطُلُوعِهِ ، يُقَالُ نَجَمَ النَّبْتُ : إِذَا طَلَعَ . الْإِنْشَاءُ : الْإِيجَادُ ، لَا يُفِيدُ الِابْتِدَاءَ بَلْ عَلَى وَجْهِ النُّمُوِّ ، كَمَا يُقَالُ فِي النَّبَاتِ : أَنْشَأَهُ ، بِمَعْنَى النُّمُوِّ وَالزِّيَادَةِ إِلَى وَقْتِ الِانْتِهَاءِ . مُسْتَوْدَعٌ مُسْتَفْعَلٌ مِنَ الْوَدِيعَةِ يَكُونُ مَصْدَرًا وَزَمَانًا وَمَكَانًا ، وَالْوَدِيعَةُ مَعْرُوفَةٌ . الْخَضِرُ : الْغَضُّ ، وَهُوَ الرَّطْبُ مِنَ الْبُقُولِ وَغَيْرِهَا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْخَضِرُ بِمَعْنَى الْأَخْضَرِ ، اخْضَرَّ فَهُوَ أَخْضَرُ وَخَضِرٌ ، كَاعْوَرَّ فَهُوَ أَعْوَرُ وَعَوِرٌ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : الْخَضِرُ النَّضَارَةُ ، وَلَا مَدْخَلَ لِلَّوْنِ فِيهِ ، وَمِنْهُ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، وَالْأَخْضَرُ يَغْلِبُ فِي اللَّوْنِ ، وَهُوَ فِي النَّضَارَةِ تَجَوُّزٌ ، وَقَالَ
اللَّيْثُ : الْخَضِرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الزَّرْعُ ، وَفِي الْكَلَامِ كُلُّ نَبَاتٍ مِنَ الْخُضْرَةِ . تَرَاكُبُ الشَّيْءِ رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا . الطَّلْعُ : أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ مِنَ النَّخْلَةِ فِي أَكْمَامِهِ ، أَطْلَعَتِ النَّخْلَةُ أَخْرَجَتْ طَلْعَهَا ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : وَطَلْعُهَا كَعُرَاهَا قَبْلَ أَنْ يَنْشَقَّ عَنِ الْإِغْرِيضِ ، وَالْإِغْرِيضُ يُسَمَّى طَلْعًا ، وَيُقَالُ طَلَعَ يَطْلُعُ طُلُوعًا . الْقِنْوُ بِكَسْرِ الْقَافِ وَضَمِّهَا : الْعِذْقُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَهُوَ الْكِبَاسَةُ وَهُوَ عُنْقُودُ النَّخْلَةِ ، وَقِيلَ : الْجُمَّارُ ، حَكَاهُ الْقُرْطُبِيُّ ، وَجَمْعُهُ فِي الْقِلَّةِ أَقْنَاءٌ ، وَفِي الْكَثْرَةِ قِنْوَانٌ بِكَسْرِ الْقَافِ فِي لُغَةِ
الْحِجَازِ وَضَمِّهَا فِي لُغَةِ
قَيْسٍ ، وَبِالْيَاءِ بَدَلَ الْوَاوِ فِي لُغَةِ
رَبِيعَةَ وَتَمِيمٍ بِكَسْرِ الْقَافِ وَضَمِّهَا ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي الْمُفْرَدِ عَلَى قِنْوٍ ، وَقُنْوٍ بِالْوَاوِ ، وَلَا يَقُولُونَ فِيهِ قِنْيٌ وَلَا قُنْيٌ . الزَّيْتُونُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ ، وَوَزْنُهُ فَيْعُولٌ ، كَقَيْصُومٍ ، لِقَوْلِهِمْ أَرْضٌ زَتِنَةٌ ، وَلِعَدَمِ فَعْلُولٍ أَوْ قِلَّتِهِ ، فَمَادَّتُهُ مُغَايِرَةٌ لِمَادَّةِ الزَّيْتِ . الرُّمَّانُ فُعَّالٌ كَالْحُمَّاضِ وَالْعُنَّابِ ، وَلَيْسَ بِفُعْلَانَ لِقَوْلِهِمْ أَرْضٌ رَمِنَةٌ . الْيَنْعُ مَصْدَرُ يَنَعَ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي لُغَةِ
الْحِجَازِ ، وَبِضَمِّهَا فِي لُغَةِ بَعْضِ
نَجْدٍ ، وَكَذَا اللَّيُنُعُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَالنُّونِ ، وَالْيُنُوعُ بِوَاوٍ بَعْدَ الضَّمَّتَيْنِ ، يُقَالُ : يَنْعَتِ الثَّمَرَةُ إِذَا أَدْرَكَتْ وَنَضِجَتْ وَأَيْنَعَتْ أَيْضًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْحَجَّاجِ : أَرَى رُءُوسًا قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهَا . قَالَ
الْفَرَّاءُ : يَنَعَ الثَّمَرُ وَاحْمَرَّ ، وَمِنْهُ فِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ : إِنْ وَلَدْتِهِ أَحْمَرَ مِثْلَ الْيَنْعَةِ وَهِيَ خَرَزَةٌ حَمْرَاءُ ، يُقَالُ إِنَّهَا الْعَقِيقُ أَوْ نَوْعٌ مِنْهُ ، وَقِيلَ : الْيَنْعُ جَمْعُ يَانِعٍ ، كَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ وَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ . خَرَقَ وَخَرَّقَ : اخْتَلَقَ وَافْتَرَى . اللَّطِيفُ قَالَ
ابْنُ أَعْرَابِيٍّ : هُوَ الَّذِي يُوَصِّلُ إِلَيْكَ أَرَبَكَ فِي رِفْقٍ ، وَمِنْهُ لَطَفَ اللَّهُ بِكَ ، وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : اللَّطِيفُ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى الرَّفِيقُ بِعِبَادِهِ ، وَقِيلَ : اللَّطِيفُ ضِدُّ الْكَثِيفِ . السَّبُّ : الشَّتْمُ . الْفُؤَادُ : الْقَلْبُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) الظَّاهِرُ أَنَّ الْمَعْنَى : أَنَّهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فَالِقُ الْحَبِّ ) شَاقُّهُ فَمُخْرَجٌ مِنْهُ النَّبَاتَ ، ( وَالنَّوَى ) فَمُخْرَجٌ مِنْهُ الشَّجَرَ ، وَالْحَبُّ وَالنَّوَى عَامَّانِ ، أَيْ : كُلُّ حَبَّةِ وَكُلُّ نَوَاةٍ ، وَبِهِ قَالَ
قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ وَغَيْرُهُمْ ، قَالُوا : هَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى فِعْلِ اللَّهِ فِي أَنْ يَشُقَّ جَمِيعَ الْحَبِّ عَنْ جَمِيعِ النَّبَاتِ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ ، وَيَشُقَّ النَّوَى عَنْ جَمِيعِ الْأَشْجَارِ الْكَائِنَةِ عَنْهُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ أَيْضًا : ( فَالِقُ ) بِمَعْنَى خَالِقٍ ; قِيلَ : وَلَا يُعْرَفُ ذَلِكَ فِي اللُّغَةِ ، وَقَالَ تَاجُ الْقُرَّاءِ : فَطَرَ وَخَلَقَ وَفَلَقَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَأَبُو مَالِكٍ : إِشَارَةٌ فِي الشِّقِّ الَّذِي فِي حَبَّةِ الْبُرِّ وَنَوَاةِ التَّمْرِ ، وَقَالَ
إِسْمَاعِيلُ الضَّرِيرُ : الْمَعْنَى فَالِقُ مَا فِيهِ الْحَبُّ مِنَ السُّنْبُلِ وَمَا فِيهِ النَّوَى مِنَ التَّمْرِ وَمَا أَشْبَهَهُ ، وَقَالَ
الْمَاتُرِيدِيُّ : وَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّ جَمِيعَ مَا فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَبْدَالِ مِنْهُمَا ، فَأَضَافَ ذَلِكَ إِلَى نَفْسِهِ كَمَا أَضَافَ خَلْقَ جَمِيعِ الْبَشَرِ إِلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ لِأَنَّهُمْ مِنْهَا فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : خَالِقُ الْأَبْدَالِ كُلِّهَا . انْتَهَى . وَلَمَّا كَانَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْبَعْثِ نَبَّهَ عَلَى قُدْرَتِهِ تَعَالَى الْبَاهِرَةِ فِي شِقِّ النَّوَاةِ مَعَ صَلَابَتِهَا ، وَإِخْرَاجِهِ مِنْهَا نَبْتًا أَخْضَرَ لَيِّنًا ، إِلَى مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ وَالْبَعْثِ وَالنَّشْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : ( فَلَقَ الْحَبَّ ) جَعَلَهُ فِعْلًا مَاضِيًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ) تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي أَوَائِلِ آلِ عِمْرَانَ ، وَعَطَفَ قَوْلَهُ :
[ ص: 185 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ ) عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فَالِقُ الْحَبِّ ) اسْمَ فَاعِلٍ عَلَى اسْمِ فَاعِلٍ ، وَلَمْ يَعْطِفْهُ عَلَى يَخْرُجُ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) مِنْ جِنْسِ إِخْرَاجِ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ ; لِأَنَّ النَّامِيَ فِي حُكْمِ الْحَيَوَانِ ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=50يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) ، فَوَقَعَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) مَوْقِعَ الْجُمْلَةِ الْمُبَيِّنَةِ ; فَلِذَلِكَ عَطَفَ اسْمَ الْفَاعِلِ لَا عَلَى الْفِعْلِ ، وَلَمَّا كَانَ هَذَا مَفْقُودًا فِي آلِ عِمْرَانَ ، وَتَقَدَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ جُمْلَتَانِ فِعْلِيَّتَانِ وَهُمَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=61يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ) كَانَ الْعَطْفُ بِالْفِعْلِ ، عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا ، وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ عَلَى الْمُضَارِعِ ; لِأَنَّهُ فِي مَعْنَاهُ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
بَاتَ يُغْشِيهَا بِعَضْبٍ بَاتِرٍ يُقْصَدُ فِي أَسْوُقِهَا وَجَائِرُ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) أَيْ : ذَلِكُمُ الْمُتَّصِفُ بِالْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَالْإِيمَانِ بِالْبَعْثِ ، إِلَى عِبَادَةِ غَيْرِهِ وَاتِّخَاذَ شَرِيكٍ مَعَهُ وَإِنْكَارِ الْبَعْثِ .