فلق الشيء : شقه . النواة معروفة ، والنوى اسم جنس بينه وبين مفرده [ ص: 184 ] تاء التأنيث . النجم معروف ، سمي بذلك لطلوعه ، يقال نجم النبت : إذا طلع . الإنشاء : الإيجاد ، لا يفيد الابتداء بل على وجه النمو ، كما يقال في النبات : أنشأه ، بمعنى النمو والزيادة إلى وقت الانتهاء . مستودع مستفعل من الوديعة يكون مصدرا وزمانا ومكانا ، والوديعة معروفة . الخضر : الغض ، وهو الرطب من البقول وغيرها ، قال : الخضر بمعنى الأخضر ، اخضر فهو أخضر وخضر ، كاعور فهو أعور وعور ، وقال غيره : الخضر النضارة ، ولا مدخل للون فيه ، ومنه الدنيا خضرة حلوة ، والأخضر يغلب في اللون ، وهو في النضارة تجوز ، وقال الزجاج الليث : الخضر في كتاب الله الزرع ، وفي الكلام كل نبات من الخضرة . تراكب الشيء ركب بعضه بعضا . الطلع : أول ما يخرج من النخلة في أكمامه ، أطلعت النخلة أخرجت طلعها ، قال أبو عبيد : وطلعها كعراها قبل أن ينشق عن الإغريض ، والإغريض يسمى طلعا ، ويقال طلع يطلع طلوعا . القنو بكسر القاف وضمها : العذق بكسر العين وهو الكباسة وهو عنقود النخلة ، وقيل : الجمار ، حكاه القرطبي ، وجمعه في القلة أقناء ، وفي الكثرة قنوان بكسر القاف في لغة الحجاز وضمها في لغة قيس ، وبالياء بدل الواو في لغة ربيعة وتميم بكسر القاف وضمها ، ويجتمعون في المفرد على قنو ، وقنو بالواو ، ولا يقولون فيه قني ولا قني . الزيتون شجر معروف ، ووزنه فيعول ، كقيصوم ، لقولهم أرض زتنة ، ولعدم فعلول أو قلته ، فمادته مغايرة لمادة الزيت . الرمان فعال كالحماض والعناب ، وليس بفعلان لقولهم أرض رمنة . الينع مصدر ينع بفتح الياء في لغة الحجاز ، وبضمها في لغة بعض نجد ، وكذا اللينع بضم الياء والنون ، والينوع بواو بعد الضمتين ، يقال : ينعت الثمرة إذا أدركت ونضجت وأينعت أيضا ، ومنه قول الحجاج : أرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها . قال الفراء : ينع الثمر واحمر ، ومنه في حديث الملاعنة : إن ولدته أحمر مثل الينعة وهي خرزة حمراء ، يقال إنها العقيق أو نوع منه ، وقيل : الينع جمع يانع ، كتاجر وتجر وصاحب وصحب . خرق وخرق : اختلق وافترى . اللطيف قال ابن أعرابي : هو الذي يوصل إليك أربك في رفق ، ومنه لطف الله بك ، وقال الأزهري : اللطيف من أسمائه تعالى الرفيق بعباده ، وقيل : اللطيف ضد الكثيف . السب : الشتم . الفؤاد : القلب .
( إن الله فالق الحب والنوى ) الظاهر أن المعنى : أنه تعالى ( فالق الحب ) شاقه فمخرج منه النبات ، ( والنوى ) فمخرج منه الشجر ، والحب والنوى عامان ، أي : كل حبة وكل نواة ، وبه قال قتادة والضحاك والسدي وغيرهم ، قالوا : هذه إشارة إلى فعل الله في أن يشق جميع الحب عن جميع النبات الذي يكون منه ، ويشق النوى عن جميع الأشجار الكائنة عنه ، وقال ابن عباس والضحاك أيضا : ( فالق ) بمعنى خالق ; قيل : ولا يعرف ذلك في اللغة ، وقال تاج القراء : فطر وخلق وفلق بمعنى واحد ، وقال مجاهد وأبو مالك : إشارة في الشق الذي في حبة البر ونواة التمر ، وقال إسماعيل الضرير : المعنى فالق ما فيه الحب من السنبل وما فيه النوى من التمر وما أشبهه ، وقال الماتريدي : وخصهما بالذكر لأن جميع ما في الدنيا من الأبدال منهما ، فأضاف ذلك إلى نفسه كما أضاف خلق جميع البشر إلى نفس واحدة لأنهم منها في قوله ( خلقكم من نفس واحدة ) ، فكأنه قال : خالق الأبدال كلها . انتهى . ولما كان قد تقدم ذكر البعث نبه على قدرته تعالى الباهرة في شق النواة مع صلابتها ، وإخراجه منها نبتا أخضر لينا ، إلى ما بعد ذلك مما فيه إشارة إلى القدرة التامة والبعث والنشر بعد الموت ، وقرأ عبد الله : ( فلق الحب ) جعله فعلا ماضيا .
( يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ) تقدم تفسير هذا في أوائل آل عمران ، وعطف قوله : [ ص: 185 ] ( ومخرج الميت ) على قوله : ( فالق الحب ) اسم فاعل على اسم فاعل ، ولم يعطفه على يخرج ; لأن قوله : ( فالق الحب والنوى ) من جنس إخراج الحي من الميت ; لأن النامي في حكم الحيوان ، ألا ترى إلى قوله : ( يحيي الأرض بعد موتها ) ، فوقع قوله : ( يخرج الحي من الميت ) من قوله : ( فالق الحب والنوى ) موقع الجملة المبينة ; فلذلك عطف اسم الفاعل لا على الفعل ، ولما كان هذا مفقودا في آل عمران ، وتقدم قبل ذلك جملتان فعليتان وهما ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) كان العطف بالفعل ، على أنه يجوز أن يكون معطوفا ، وهو اسم فاعل على المضارع ; لأنه في معناه ، كما قال الشاعر :
بات يغشيها بعضب باتر يقصد في أسوقها وجائر
( ذلكم الله فأنى تؤفكون ) أي : ذلكم المتصف بالقدرة الباهرة فأنى تصرفون عن عبادته وتوحيده والإيمان بالبعث ، إلى عبادة غيره واتخاذ شريك معه وإنكار البعث .