سورة الطارق مكية وهي سبع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والسماء والطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وما أدراك ما الطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فلينظر الإنسان مم خلق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خلق من ماء دافق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يخرج من بين الصلب والترائب nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إنه على رجعه لقادر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يوم تبلى السرائر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فما له من قوة ولا ناصر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11والسماء ذات الرجع nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12والأرض ذات الصدع nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إنه لقول فصل وما هو بالهزل nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إنهم يكيدون كيدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وأكيد كيدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فمهل الكافرين أمهلهم رويدا )
طرق يطرق طروقا : أتى ليلا ، قال
امرؤ القيس :
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضعا
وأصله الضرب ؛ لأن الطارق يطرق الباب ، ومنه المطرقة : وهي المبيعة ، واتسع فيه فكل ما جاء بليل يسمى طارقا ، ويقال : أطرق فلان : أمسك عن الكلام ، وأطرق بعينيه : رمى بهما نحو الأرض ، دفق الماء يدفقه دفقا : صبه ، وماء دافق على النسب ، ويقال : دفق الله روحه ، إذا دعا عليه بالموت . التريبة : موضع القلادة من الصدر . قال
امرؤ القيس :
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل
جمعها بما حولها فقال ترائبها ، وقال الشاعر :
والزعفران على ترائبها شرقت به اللبات والنحر
وقال
أبو عبيدة : وجمع تريبة تريب ، قال
المثقب العبدي :
ومن ذهب يبين على تريب كلون العاج ليس بذي غصون
الهزل : ضد الجد ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
تجد بنا في كل يوم وتهزل
أمهلت الرجل : انتظرته ، والمهل والمهلة : السكينة ، ومهلته أيضا تمهيلا وتمهل في أمره : اتأد ، واستمهلت : انتظرته ، ويقال مهلا : أي رفقا وسكونا . رويدا : مصدر أرود يرود ، مصغر تصغير الترخيم ، وأصله إروادا . وقيل : هو تصغير رود ، من قوله : يمشي على رود : أي مهل ، ويستعمل مصدرا ، نحو : رويد عمرو بالإضافة أي : إمهال عمرو ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فضرب الرقاب ) ونعتا لمصدر ، نحو : ساروا سيرا رويدا ، وحالا نحو : سار القوم رويدا ، ويكون اسم فعل ، وهذا كله موضح في علم النحو ، والله تعالى أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29057والسماء والطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وما أدراك ما الطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فلينظر الإنسان مم خلق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خلق من ماء دافق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يخرج من بين الصلب والترائب nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إنه على رجعه لقادر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يوم تبلى السرائر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فما له من قوة ولا ناصر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11والسماء ذات الرجع nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12والأرض ذات الصدع nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إنه لقول فصل nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وما هو بالهزل nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إنهم يكيدون كيدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وأكيد كيدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) .
[ ص: 454 ] هذه السورة مكية ، ولما ذكر فيما قبلها تكذيب الكفار للقرآن نبه هنا على حقارة الإنسان ، ثم استطرد منه إلى أن هذا القرآن قول فصل جد ، لا هزل فيه ولا باطل يأتيه ، ثم أمر نبيه بإمهال هؤلاء الكفرة المكذبين ، وهي آية موادعة منسوخة بآية السيف . ( والسماء ) هي المعروفة ، قاله الجمهور . وقيل : السماء هنا المطر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والطارق ) هو الآتي ليلا ، أي يظهر بالليل . وقيل : لأنه يطرق الجني أي يصكه ، من طرقت الباب إذا ضربته ليفتح لك . أتى بالطارق مقسما به ، وهي صفة مشتركة بين النجم الثاقب وغيره . ثم فسره بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب ) إظهارا لفخامة ما أقسم به لما علم فيه من عجيب القدرة ولطيف الحكمة ، وتنبيها على ذلك . كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) .
وقال
ابن عطية : معنى الآية : والسماء وجميع ما يطرق فيها من الأمور والمخلوقات . ثم ذكر بعد ذلك على جهة التنبيه أجل الطارقات قدرا وهو النجم الثاقب ، وكأنه قال : وما أدراك ما الطارق حتى الطارق . انتهى . فعلى هذا يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29057النجم الثاقب ) بعضا مما دل عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والطارق ) إذ هو اسم جنس يراد به جميع الطوارق ، وعلى قول غيره : يراد به واحد مفسر بالنجم الثاقب . والنجم الثاقب عند
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الجدي ، وعند
ابن زيد : زحل ، وقال هو أيضا وغيره : الثريا ، وهو الذي تطلق عليه العرب اسم النجم . وقال علي : نجم في السماء السابعة لا يسكنها غيره من النجوم ، فإذا أخذت النجوم أمكنتها من السماء هبط فكان معها ، ثم رجع إلى مكانه من السماء السابعة ، فهو طارق حين ينزل ، وطارق حين يصعد . وقال
الحسن : هو اسم جنس ؛ لأنها كلها ثواقب ، أي ظاهرة الضوء . وقيل : المراد جنس النجوم التي يرمى بها ويرجم . والثاقب ، قيل : المضيء ، يقال : ثقب يثقب ثقوبا وثقابة : أضاء ، أي يثقب الظلام بضوئه . وقيل : المرتفع العالي ، ولذلك قيل هو زحل لأنه أرقها مكانا . وقال
الفراء : ثقب الطائر ارتفع وعلا .
وقرأ الجمهور : ( إن ) خفيفة . ( كل ) رفعا ( لما ) خفيفة ، فهي عند البصريين مخففة من الثقيلة ، ( كل ) مبتدأ واللام هي الداخلة للفرق بين إن النافية وإن المخففة ، وما زائدة ، وحافظ خبر المبتدأ ، وعليها متعلق به ، وعند الكوفيين : إن نافية ، واللام بمعنى إلا ، وما زائدة ، وكل حافظ مبتدأ وخبر ، والترجيح بين المذهبين مذكور في علم النحو . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وقتادة وعاصم وابن عامر وحمزة وأبو عمرو ونافع بخلاف عنهما : ( لما ) مشددة وهي بمعنى إلا لغة مشهورة في هذيل وغيرهم . تقول العرب : أقسمت عليك لما فعلت كذا : أي إلا فعلت ، قاله
الأخفش ، فعلى هذه القراءة يتعين أن تكون نافية ، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ . وحكى هارون أنه قرئ : ( إن ) بالتشديد ، ( كل ) بالنصب ، فاللام هي الداخلة في خبر إن ، وما زائدة ، وحافظ خبر إن ، وجواب القسم هو ما دخلت عليه إن ، سواء كانت المخففة أو المشددة أو النافية ، لأن كلا منها يتلقى به القسم ، فتلقيه بالمشددة مشهور ، وبالمخففة (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تالله إن كدت لتردين ) وبالنافية (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41ولئن زالتا إن أمسكهما ) . وقيل : جواب القسم (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29057إنه على رجعه لقادر ) وما بينهما اعتراض ، والظاهر عموم ( كل نفس ) .
[ ص: 455 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين وقتادة وغيرهما : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس ) مكلفة (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4عليها حافظ ) يحصي أعمالها ويعدها للجزاء عليها ، فيكون في الآية وعيد وزاجر وما بعد ذلك يدل عليه . وقيل : حفظة من الله يذبون عنها ، ولو وكل المرء إلى نفسه لاختطفته الغير والشياطين . وقال
الكلبي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : حافظ من الله يحفظها حتى يسلمها إلى المقادير . وقيل : الحافظ : العقل يرشده إلى مصالحه ويكفه عن مضاره . وقيل : حافظ مهيمن ورقيب عليه ، وهو الله تعالى .
سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سَبْعَ عَشْرَةَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وَأَكِيدُ كَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا )
طَرَقَ يَطْرُقُ طُرُوقًا : أَتَى لَيْلًا ، قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
وَمِثْلُكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعًا
وَأَصْلُهُ الضَّرْبُ ؛ لِأَنَّ الطَّارِقَ يَطْرُقُ الْبَابَ ، وَمِنْهُ الْمِطْرَقَةُ : وَهِيَ الْمَبِيعَةُ ، وَاتُّسِعَ فِيهِ فَكُلُّ مَا جَاءَ بِلَيْلٍ يُسَمَّى طَارِقًا ، وَيُقَالُ : أَطْرَقَ فُلَانٌ : أَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ ، وَأَطْرَقَ بِعَيْنَيْهِ : رَمَى بِهِمَا نَحْوَ الْأَرْضِ ، دَفَقَ الْمَاءَ يَدْفُقُهُ دَفْقًا : صَبَّهُ ، وَمَاءٌ دَافِقٌ عَلَى النَّسَبِ ، وَيُقَالُ : دَفَقَ اللَّهُ رُوحَهُ ، إِذَا دَعَا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ . التَّرِيبَةُ : مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ الصَّدْرِ . قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
جَمَعَهَا بِمَا حَوْلَهَا فَقَالَ تَرَائِبُهَا ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
وَالزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِهَا شَرِقَتْ بِهِ اللَّبَّاتُ وَالنَّحْرُ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : وَجَمْعُ تَرِيبَةٍ تَرِيبٌ ، قَالَ
الْمُثَقَّبُ الْعَبْدِيُّ :
وَمِنْ ذَهَبٍ يَبِينُ عَلَى تَرِيبٍ كَلَوْنِ الْعَاجِ لَيْسَ بِذِي غُصُونِ
الْهَزْلُ : ضِدُّ الْجِدِّ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15102الْكُمَيْتُ :
تَجِدُّ بِنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَتَهْزِلُ
أَمْهَلْتُ الرَّجُلَ : انْتَظَرْتُهُ ، وَالْمَهَلُ وَالْمُهْلَةُ : السَّكِينَةُ ، وَمَهَّلْتُهُ أَيْضًا تَمْهِيلًا وَتَمَهَّلَ فِي أَمْرِهِ : اتَّأَدَ ، وَاسْتَمْهَلْتُ : انْتَظَرْتُهُ ، وَيُقَالُ مَهْلًا : أَيْ رِفْقًا وَسُكُونًا . رُوَيْدًا : مَصْدَرُ أَرْوَدَ يُرْوِدُ ، مُصَغَّرٌ تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ ، وَأَصْلُهُ إِرْوَادًا . وَقِيلَ : هُوَ تَصْغِيرُ رَوْدٍ ، مِنْ قَوْلِهِ : يَمْشِي عَلَى رَوْدٍ : أَيْ مَهَلٍ ، وَيُسْتَعْمَلُ مَصْدَرًا ، نَحْوَ : رُوَيْدَ عَمْرٍو بِالْإِضَافَةِ أَيْ : إِمْهَالَ عَمْرٍو ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَضَرْبَ الرِّقَابِ ) وَنَعْتًا لِمَصْدَرٍ ، نَحْوُ : سَارُوا سَيْرًا رُوَيْدًا ، وَحَالًا نَحْوُ : سَارَ الْقَوْمُ رُوَيْدًا ، وَيَكُونُ اسْمَ فِعْلٍ ، وَهَذَا كُلُّهُ مُوَضَّحٌ فِي عِلْمِ النَّحْوِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29057وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وَأَكِيدُ كَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) .
[ ص: 454 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَلَمَّا ذَكَرَ فِيمَا قَبْلَهَا تَكْذِيبَ الْكُفَّارِ لِلْقُرْآنِ نَبَّهَ هُنَا عَلَى حَقَارَةِ الْإِنْسَانِ ، ثُمَّ اسْتَطْرَدَ مِنْهُ إِلَى أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ قَوْلٌ فَصْلٌ جِدٌّ ، لَا هَزْلَ فِيهِ وَلَا بَاطِلَ يَأْتِيهِ ، ثُمَّ أَمَرَ نَبِيَّهُ بِإِمْهَالِ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ الْمُكَذِّبِينَ ، وَهِيَ آيَةُ مُوَادَعَةٍ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ . ( وَالسَّمَاءِ ) هِيَ الْمَعْرُوفَةُ ، قَالَهُ الْجُمْهُورُ . وَقِيلَ : السَّمَاءُ هُنَا الْمَطَرُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالطَّارِقِ ) هُوَ الْآتِي لَيْلًا ، أَيْ يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ . وَقِيلَ : لِأَنَّهُ يَطْرُقُ الْجِنِّيَّ أَيْ يَصُكُّهُ ، مِنْ طَرَقْتُ الْبَابَ إِذَا ضَرَبْتَهُ لِيُفْتَحَ لَكَ . أَتَى بِالطَّارِقِ مُقْسِمًا بِهِ ، وَهِيَ صِفَةٌ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ النَّجْمِ الثَّاقِبِ وَغَيْرِهِ . ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) إِظْهَارًا لِفَخَامَةِ مَا أَقْسَمَ بِهِ لِمَا عُلِمَ فِيهِ مِنْ عَجِيبِ الْقُدْرَةِ وَلَطِيفِ الْحِكْمَةِ ، وَتَنْبِيهًا عَلَى ذَلِكَ . كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : مَعْنَى الْآيَةِ : وَالسَّمَاءِ وَجَمِيعِ مَا يَطْرُقُ فِيهَا مِنَ الْأُمُورِ وَالْمَخْلُوقَاتِ . ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى جِهَةِ التَّنْبِيهِ أَجَلَّ الطَّارِقَاتِ قَدْرًا وَهُوَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ، وَكَأَنَّهُ قَالَ : وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ حَتَّى الطَّارِقِ . انْتَهَى . فَعَلَى هَذَا يَكُونُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29057النَّجْمِ الثَّاقِبِ ) بَعْضًا مِمَّا دَلَّ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالطَّارِقِ ) إِذْ هُوَ اسْمُ جِنْسٍ يُرَادُ بِهِ جَمِيعُ الطَّوَارِقِ ، وَعَلَى قَوْلِ غَيْرِهِ : يُرَادُ بِهِ وَاحِدٌ مُفَسَّرٌ بِالنَّجْمِ الثَّاقِبِ . وَالنَّجْمُ الثَّاقِبُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : الْجَدْيُ ، وَعِنْدَ
ابْنِ زَيْدٍ : زُحَلُ ، وَقَالَ هُوَ أَيْضًا وَغَيْرُهُ : الثُّرَيَّا ، وَهُوَ الَّذِي تُطْلِقُ عَلَيْهِ الْعَرَبُ اسْمَ النَّجْمِ . وَقَالَ عَلِيٌّ : نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَا يَسْكُنُهَا غَيْرُهُ مِنَ النُّجُومِ ، فَإِذَا أَخَذَتِ النُّجُومُ أَمْكِنَتَهَا مِنَ السَّمَاءِ هَبَطَ فَكَانَ مَعَهَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَهُوَ طَارِقٌ حِينَ يَنْزِلُ ، وَطَارِقٌ حِينَ يَصْعَدُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ اسْمُ جِنْسٍ ؛ لِأَنَّهَا كُلَّهَا ثَوَاقِبُ ، أَيْ ظَاهِرَةُ الضَّوْءِ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ جِنْسُ النُّجُومِ الَّتِي يُرْمَى بِهَا وَيُرْجَمُ . وَالثَّاقِبُ ، قِيلَ : الْمُضِيءُ ، يُقَالُ : ثَقَبَ يَثْقُبُ ثُقُوبًا وَثَقَابَةً : أَضَاءَ ، أَيْ يَثْقُبُ الظَّلَامَ بِضَوْئِهِ . وَقِيلَ : الْمُرْتَفِعُ الْعَالِي ، وَلِذَلِكَ قِيلَ هُوَ زُحَلُ لِأَنَّهُ أَرَقُّهَا مَكَانًا . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : ثَقَبَ الطَّائِرُ ارْتَفَعَ وَعَلَا .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( إِنْ ) خَفِيفَةً . ( كُلُّ ) رَفْعًا ( لَمَا ) خَفِيفَةً ، فَهِيَ عِنْدُ الْبَصْرِيِّينَ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، ( كُلُّ ) مُبْتَدَأٌ وَاللَّامُ هِيَ الدَّاخِلَةُ لِلْفَرْقِ بَيْنَ إِنِ النَّافِيَةِ وَإِنِ الْمُخَفَّفَةِ ، وَمَا زَائِدَةٌ ، وَحَافِظٌ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ ، وَعَلَيْهَا مُتَعَلِّقٌ بِهِ ، وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ : إِنْ نَافِيَةٌ ، وَاللَّامُ بِمَعْنَى إِلَّا ، وَمَا زَائِدَةٌ ، وَكُلٌّ حَافِظٌ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَالتَّرْجِيحُ بَيْنَ الْمَذْهَبَيْنِ مَذْكُورٌ فِي عِلْمِ النَّحْوِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَقَتَادَةُ وَعَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَأَبُو عَمْرٍو وَنَافِعٌ بِخِلَافٍ عَنْهُمَا : ( لَمَّا ) مُشَدَّدَةً وَهِيَ بِمَعْنَى إِلَّا لُغَةٌ مَشْهُورَةٌ فِي هُذَيْلٍ وَغَيْرِهِمْ . تَقُولُ الْعَرَبُ : أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَّا فَعَلْتَ كَذَا : أَيْ إِلَّا فَعَلْتَ ، قَالَهُ
الْأَخْفَشُ ، فَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ يَتَعَيَّنُ أَنْ تَكُونَ نَافِيَةً ، أَيْ مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ . وَحَكَى هَارُونُ أَنَّهُ قُرِئَ : ( إِنَّ ) بِالتَّشْدِيدِ ، ( كُلَّ ) بِالنَّصْبِ ، فَاللَّامُ هِيَ الدَّاخِلَةُ فِي خَبَرِ إِنَّ ، وَمَا زَائِدَةٌ ، وَحَافِظٌ خَبَرُ إِنَّ ، وَجَوَابُ الْقَسَمِ هُوَ مَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ إِنَّ ، سَوَاءٌ كَانَتِ الْمُخَفَّفَةَ أَوِ الْمُشَدَّدَةَ أَوِ النَّافِيَةَ ، لِأَنَّ كُلًّا مِنْهَا يُتَلَقَّى بِهِ الْقَسَمُ ، فَتَلَقِّيهِ بِالْمُشَدَّدَةِ مَشْهُورٌ ، وَبِالْمُخَفَّفَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ) وَبِالنَّافِيَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا ) . وَقِيلَ : جَوَابُ الْقَسَمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29057إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ) وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ ، وَالظَّاهِرُ عُمُومُ ( كُلُّ نَفْسٍ ) .
[ ص: 455 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ ) مُكَلَّفَةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4عَلَيْهَا حَافِظٌ ) يُحْصِي أَعْمَالَهَا وَيَعُدُّهَا لِلْجَزَاءِ عَلَيْهَا ، فَيَكُونُ فِي الْآيَةِ وَعِيدٌ وَزَاجِرٌ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَيْهِ . وَقِيلَ : حَفَظَةٌ مِنَ اللَّهِ يَذُبُّونَ عَنْهَا ، وَلَوْ وَكَلَ الْمَرْءَ إِلَى نَفْسِهِ لَاخْتَطَفَتْهُ الْغِيَرُ وَالشَّيَاطِينُ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : حَافِظٌ مِنَ اللَّهِ يَحْفَظُهَا حَتَّى يُسَلِّمَهَا إِلَى الْمَقَادِيرِ . وَقِيلَ : الْحَافِظُ : الْعَقْلُ يُرْشِدُهُ إِلَى مَصَالِحِهِ وَيَكُفُّهُ عَنْ مَضَارِّهِ . وَقِيلَ : حَافِظٌ مُهَيْمِنٌ وَرَقِيبٌ عَلَيْهِ ، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى .