قوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى ) الآية [ 260 ] .
ذكر المفسرون السبب في إبراهيم ربه أن يريه إحياء الموتى : سؤال
164 - أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا شعبة بن محمد ، أخبرنا ، حدثنا مكي بن عبدان أبو الأزهر ، حدثنا روح ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : ذكر لنا : أن إبراهيم أتى على دابة ميتة وقد توزعتها دواب البر والبحر ، فقال : ( رب أرني كيف تحي الموتى ) ؟
165 - وقال الحسن ، ، وعطاء الخراساني والضحاك ، : [ إن وابن جريج إبراهيم الخليل مر على دابة ميتة ، قال ] : كانت جيفة حمار بساحل البحر . قال ابن جريج عطاء : بحيرة طبرية . قالوا : فرآها وقد توزعتها دواب البر والبحر ، فكان إذا مد البحر جاءت الحيتان ودواب البحر فأكلت منها ، فما وقع منها يصير ترابا ، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها ، فما سقط قطعته الريح في الهواء . فلما رأى ذلك إبراهيم تعجب منها وقال : يا رب قد علمت لتجمعنها ، فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك . " .
166 - وقال ابن زيد : مر إبراهيم بحوت ميت ، نصفه في البر ونصفه في البحر ، فما كان في البحر فدواب البحر تأكله ، وما كان منه في البر فدواب البر تأكله ، فقال له إبليس الخبيث : متى يجمع الله هذه الأجزاء من بطون هؤلاء ؟ فقال : ( رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) بذهاب وسوسة إبليس منه .
167 - أخبرنا فيما أذن لي في روايته ، حدثنا أبو نعيم الأصفهاني عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا محمد بن سهل ، حدثنا ، حدثنا سلمة بن شبيب إبراهيم بن الحكم بن أبان ، حدثنا أبي قال : كنت جالسا مع عكرمة عند الساحل ، فقال عكرمة : إن الذين يغرقون في البحار تقسم الحيتان لحومهم ، فلا يبقى منهم شيء إلا العظام ، فتلقيها الأمواج على البر فتصير حائلة نخرة ، فتمر بها الإبل فتأكلها فتبعر ، ثم يجيء قوم فيأخذون ذلك البعير فيوقدون فتخمد تلك النار ، فتجيء ريح فتسفي ذلك الرماد على الأرض ، فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء ، وذلك قوله تعالى : ( فإذا هم قيام ينظرون ) .
[ ص: 45 ] 168 - وقال : إن محمد بن إسحاق بن يسار إبراهيم لما احتج على نمروذ فقال : ( ربي الذي يحيي ويميت ) وقال نمروذ : أنا أحيي وأميت ، ثم قتل رجلا وأطلق رجلا قال : قد أمت ذلك وأحييت هذا . قال له إبراهيم : فإن الله يحيي بأن يرد الروح إلى جسد ميت ، فقال له نمروذ : هل عاينت هذا الذي تقوله ؟ ولم يقدر أن يقول : نعم رأيته ، فانتقل إلى حجة أخرى ، ثم سأل ربه أن يريه إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه عند الاحتجاج ، فإنه يكون مخبرا عن مشاهدة وعيان .
169 - وقال ، ابن عباس ، وسعيد بن جبير والسدي : لما اتخذ الله إبراهيم خليلا استأذن ملك الموت ربه أن يأتي إبراهيم فيبشره بذلك ، فأتاه فقال : جئتك أبشرك بأن الله تعالى اتخذك خليلا ، فحمد الله عز وجل وقال : ما علامة ذلك ؟ فقال : أن يجيب الله دعاءك ، ويحيي الموتى بسؤالك ، ثم انطلق وذهب ، فقال إبراهيم : ( رب أرني كيف تحي الموتى ) قال : أولم تؤمن ؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي ) بعلمي أنك تجيبني إذا دعوتك ، وتعطيني إذا سألتك ، أنك اتخذتني خليلا .