قوله تعالى : أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم الآية ، أنكر تعالى في هذه السورة الكريمة على قوم نوح ، وقوم هود عجبهم من إرسال رجل ; وبين في مواضع أخر أن جميع الأمم عجبوا من ذلك . قال في عجب قوم نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك : أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس [ 10 \ 2 ] ، وقال : بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم الآية [ 50 \ 2 ] ، وقال عن الأمم السابقة : ذلك بأنه كانت تأتيهم [ ص: 34 ] رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد [ 64 \ 6 ] ، وقال : كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه الآية [ 54 \ 23 ، 24 ] ، وقال : ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون [ 23 \ 34 ] ، وصرح بأن هذا العجب من إرسال بشر مانع للناس من الإيمان بقوله : وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا [ 17 \ 94 ] .
ورد الله عليهم ذلك في آيات كثيرة كقوله : وما أرسلنا قبلك إلا رجالا الآية [ 21 \ 7 ] ، وقوله : وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام الآية [ 25 \ 20 ] ، وقوله : ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا الآية [ 6 \ 9 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .