nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195nindex.php?page=treesubj&link=28974فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب
قوله : " فاستجاب " الاستجابة بمعنى الإجابة ، وقيل : الإجابة عامة ، والاستجابة خاصة بإعطاء المسئول ، وهذا الفعل يتعدى بنفسه وباللام ، يقال : استجابه ، واستجاب له ، والفاء للعطف ، وقيل على مقدر ; أي : دعوا بهذه
[ ص: 264 ] الأدعية فاستجاب لهم ، وقيل : على قوله : - ويتفكرون - وإنما ذكر سبحانه الاستجابة وما بعدها في جملة ما لهم من الأوصاف الحسنة لأنها منه ، إذ من أجيبت دعوته فقد رفعت درجته .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195أني لا أضيع عمل عامل منكم أي بأني ، وقرأ
عيسى بن عمرو بكسر الهمزة على تقدير القول ، وقرأ
أبي بثبوت الباء وهي للسببية ; أي : فاستجاب لهم ربهم بسبب أنه لا يضيع عمل عامل منهم . والمراد بالإضاعة ترك الإثابة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195من ذكر أو أنثى " من " : بيانية ومؤكدة لما تقتضيه النكرة الواقعة في سياق النفي من العموم . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195بعضكم من بعض أي : رجالكم مثل نسائكم في الطاعة ونساؤكم مثل رجالكم فيها ، والجملة معترضة لبيان كون كل منهما من الآخر باعتبار تشعبهما من أصل واحد .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فالذين هاجروا الآية ، هذه الجملة تتضمن تفصيل ما أجمل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195أني لا أضيع عمل عامل أي : فالذين هاجروا من أوطانهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وأخرجوا من ديارهم في طاعة الله عز وجل وقاتلوا أعداء الله وقتلوا في سبيل الله ، وقرأ
ابن كثير وابن عامر ( وقتلوا ) على التكثير وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( وقتلوا وقاتلوا ) وهو مثل قول الشاعر :
تصابى وأمسى علاه الكبر
أي : قد علاه الكبر ، وأصل الواو لمطلق الجمع بلا ترتيب كما قال به الجمهور . والمراد هنا : أنهم قاتلوا وقتل بعضهم ، كما قال
امرؤ القيس :
فإن تقتلونا نقتلكم
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز وقتلوا وقتلوا .
ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وأوذوا في سبيلي أي بسببه ، والسبيل : الدين الحق والمراد هنا : ما نالهم من الأذية من المشركين بسبب إيمانهم بالله وعملهم بما شرعه الله لعباده . وقوله : لأكفرن جواب قسم محذوف .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195ثوابا من عند الله مصدر مؤكد عند البصريين ؛ لأن معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195ولأدخلنهم جنات لأثيبنهم ثوابا ; أي : إثابة أو تثويبا كائنا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195من عند الله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : إنه منتصب على الحال .
وقال
الفراء : على التفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195والله عنده حسن الثواب أي حسن الجزاء ، وهو ما يرجع على العامل من جزاء عمله من ثاب يثوب : إذا رجع . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وعبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم وصححه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019846عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة قالت : يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فاستجاب لهم إلى آخر الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
عطاء قال :
nindex.php?page=treesubj&link=19736_26146ما من عبد يقول يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات إلا نظر الله إليه فذكر
للحسن فقال : أما تقرأ القرآن ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا إننا سمعنا مناديا [ آل عمران : 193 ] إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فاستجاب لهم ربهم . وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة قالت : آخر آية نزلت هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فاستجاب لهم ربهم إلى آخرها . وقد ورد في فضل الهجرة أحاديث كثيرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195nindex.php?page=treesubj&link=28974فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
قَوْلُهُ : " فَاسْتَجَابَ " الِاسْتِجَابَةُ بِمَعْنَى الْإِجَابَةِ ، وَقِيلَ : الْإِجَابَةُ عَامَّةٌ ، وَالِاسْتِجَابَةُ خَاصَّةٌ بِإِعْطَاءِ الْمَسْئُولِ ، وَهَذَا الْفِعْلُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِاللَّامِ ، يُقَالُ : اسْتَجَابَهُ ، وَاسْتَجَابَ لَهُ ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ ، وَقِيلَ عَلَى مُقَدَّرٍ ; أَيْ : دَعَوْا بِهَذِهِ
[ ص: 264 ] الْأَدْعِيَةِ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ ، وَقِيلَ : عَلَى قَوْلِهِ : - وَيَتَفَكَّرُونَ - وَإِنَّمَا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ الِاسْتِجَابَةَ وَمَا بَعْدَهَا فِي جُمْلَةِ مَا لَهُمْ مِنَ الْأَوْصَافِ الْحَسَنَةِ لِأَنَّهَا مِنْهُ ، إِذْ مَنْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُهُ فَقَدْ رُفِعَتْ دَرَجَتُهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ أَيْ بِأَنِّي ، وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عَمْرٍو بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى تَقْدِيرِ الْقَوْلِ ، وَقَرَأَ
أُبَيٌّ بِثُبُوتِ الْبَاءِ وَهِيَ لِلسَّبَبِيَّةِ ; أَيْ : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ بِسَبَبِ أَنَّهُ لَا يُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْهُمْ . وَالْمُرَادُ بِالْإِضَاعَةِ تَرْكُ الْإِثَابَةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى " مِنْ " : بَيَانِيَّةٌ وَمُؤَكِّدَةٌ لِمَا تَقْتَضِيهِ النَّكِرَةُ الْوَاقِعَةُ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ مِنَ الْعُمُومِ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أَيْ : رِجَالُكُمْ مِثْلُ نِسَائِكُمْ فِي الطَّاعَةِ وَنِسَاؤُكُمْ مِثْلُ رِجَالِكُمْ فِيهَا ، وَالْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ لِبَيَانِ كَوْنِ كُلٍّ مِنْهُمَا مِنَ الْآخَرِ بِاعْتِبَارِ تَشَعُّبِهِمَا مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَالَّذِينَ هَاجَرُوا الْآيَةَ ، هَذِهِ الْجُمْلَةُ تَتَضَمَّنُ تَفْصِيلَ مَا أُجْمِلَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ أَيْ : فَالَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ أَوْطَانِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَاتَلُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ وَقُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ ( وَقُتِّلُوا ) عَلَى التَّكْثِيرِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( وَقَتَلُوا وَقَاتَلُوا ) وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِ الشَّاعِرِ :
تَصَابَى وَأَمْسَى عَلَاهُ الْكِبَرْ
أَيْ : قَدْ عَلَاهُ الْكِبَرُ ، وَأَصْلُ الْوَاوِ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ بِلَا تَرْتِيبٍ كَمَا قَالَ بِهِ الْجُمْهُورُ . وَالْمُرَادُ هُنَا : أَنَّهُمْ قَاتَلُوا وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ ، كَمَا قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
فَإِنْ تَقْتُلُونَا نُقَتِّلْكُمُ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَتَلُوا وَقُتِلُوا .
وَمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي أَيْ بِسَبَبِهِ ، وَالسَّبِيلُ : الدِّينُ الْحَقُّ وَالْمُرَادُ هُنَا : مَا نَالَهُمْ مِنَ الْأَذِيَّةِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ بِاللَّهِ وَعَمَلِهِمْ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ . وَقَوْلُهُ : لَأُكَفِّرَنَّ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ ؛ لِأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ لَأُثِيبَنَّهُمْ ثَوَابًا ; أَيْ : إِثَابَةً أَوْ تَثْوِيبًا كَائِنًا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195مِنْ عِنْدِ اللَّهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : إِنَّهُ مُنْتَصِبٌ عَلَى الْحَالِ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : عَلَى التَّفْسِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ أَيْ حُسْنُ الْجَزَاءِ ، وَهُوَ مَا يَرْجِعُ عَلَى الْعَامِلِ مِنْ جَزَاءِ عَمَلِهِ مِنْ ثَابَ يَثُوبُ : إِذَا رَجَعَ . وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019846عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ بِشَيْءٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَاسْتَجَابَ لَهُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
عَطَاءٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19736_26146مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَّا نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فَذُكِرَ
لِلْحَسَنِ فَقَالَ : أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا [ آلِ عِمْرَانَ : 193 ] إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ إِلَى آخِرِهَا . وَقَدْ وَرَدَ فِي فَضْلِ الْهِجْرَةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ .