nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=28992_19051وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36وإذا رآك الذين كفروا يعني المستهزئين من المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36إن يتخذونك إلا هزوا أي ما يتخذونك إلا مهزوءا بك ، والهزء السخرية ، وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إنا كفيناك المستهزئين [ الحجر : 95 ] والمعنى : ما يفعلون بك إلا اتخذوك هزؤا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36أهذا الذي يذكر آلهتكم هو على تقدير القول : أي يقولون أهذا الذي ، فعلى هذا هو جواب إذا ، ويكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36إن يتخذونك إلا هزوا اعتراضا بين الشرط وجوابه ، ومعنى يذكرها يعيبها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقال فلان يذكر الناس : أي يغتابهم ، ويذكرهم بالعيوب ، وفلان يذكر الله : أي يصفه بالتعظيم ويثني عليه ، وإنما يحذف مع الذكر ما عقل معناه ، وعلى ما قالوا لا يكون الذكر في كلام العرب العيب ، وحيث يراد به العيب يحذف منه السوء ، قيل ومن هذا قول
عنترة :
لا تذكري مهري وما أطعمته فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
أي لا تعيبي مهري ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36وهم بذكر الرحمن هم كافرون في محل نصب على الحال : أي وهم بالقرآن كافرون ، أو هم بذكر الرحمن الذي خلقهم كافرون ، والمعنى : أنهم
nindex.php?page=treesubj&link=19051يعيبون على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يذكر آلهتهم التي لا تضر ولا تنفع بالسوء ، والحال أنهم بذكر الله سبحانه بما يليق به من التوحيد ، أو القرآن كافرون ، فهم أحق بالعيب لهم والإنكار عليهم ، فالضمير الأول مبتدأ خبره كافرون ، وبذكر متعلق بالخبر ، والضمير الثاني تأكيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل أي جعل لفرط استعجاله كأنه مخلوق من العجل . قال
الفراء : كأنه يقول بنيته وخلقته من العجلة وعلى العجلة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : خوطبت العرب بما تعقل ، والعرب تقول للذي يكثر منه الشيء خلقت منه كما تقول : أنت من لعب ، وخلقت من لعب ، تريد المبالغة في وصفه بذلك . ويدل على هذا المعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وكان الإنسان عجولا [ الإسراء : 11 ] والمراد بالإنسان الجنس . وقيل : المراد بالإنسان آدم ، فإنه لما خلقه الله ونفخ فيه الروح صار الروح في رأسه ، فذهب لينهض قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه فوقع ، فقيل
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل كذا قال
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير والسدي والكلبي ومجاهد . وقال
أبو عبيدة وكثير من أهل المعاني : العجل الطين بلغة حمير .
وأنشدوا :
والنخل تنبت بين الماء والعجل
وقيل : إن هذه الآية نزلت في
النضر بن الحارث ، وهو القائل :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك [ الأنفال : 32 ] وقيل : نزلت في
قريش لأنهم استعجلوا العذاب .
وقال
الأخفش :
nindex.php?page=treesubj&link=28661معنى خلق الإنسان من عجل أنه قيل له كن فكان .
وقيل : إن هذه الآية من المقلوب : أي خلق العجل من الإنسان وقد حكي هذا عن
أبي عبيدة والنحاس ، والقول الأول أولى
[ ص: 936 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37سأريكم آياتي أي سأريكم نقماتي منكم بعذاب النار
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37فلا تستعجلون أي لا تستعجلوني بالإتيان به ، فإنه نازل بكم لا محالة : وقيل : المراد بالآيات ما دل على صدق
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من المعجزات وما جعله الله له من العاقبة المحمودة ، والأول أولى .
ويدل عليه قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أي متى حصول هذا الوعد ، الذي تعدنا به من العذاب ، قالوا ذلك على جهة الاستهزاء والسخرية ، وقيل : المراد بالوعد هنا القيامة ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38إن كنتم صادقين إن كنتم يا معشر المسلمين صادقين في وعدكم ، والخطاب للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وللمؤمنين الذين يتلون الآيات القرآنية المنذرة بمجيء الساعة وقرب حضور العذاب .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لو يعلم الذين كفروا ما بعدها مقررة لما قبلها : أي لو عرفوا ذلك الوقت ، وجواب لو محذوف ، والتقدير : لو علموا الوقت الذي
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون لما استعجلوا الوعيد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : في تقدير الجواب ليعلموا صدق الوعد ، وقيل : لو علموه ما أقاموا على الكفر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : هو تنبيه على تحقيق وقوع الساعة : أي لو علموه علم يقين لعلموا أن الساعة آتية ، ويدل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم بغتة وتخصيص الوجوه والظهور بالذكر بمعنى القدام والخلف لكونهما أشهر الجوانب في استلزام الإحاطة بها للإحاطة بالكل بحيث لا يقدرون على دفعها من جانب من جوانبهم ، ومحل حين لا يكفون النصب على أنه مفعول العلم ، وهو عبارة عن الوقت الموعود الذي كانوا يستعجلونه ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39ولا هم ينصرون ولا ينصرهم أحد من العباد فيدفع ذلك عنهم .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم بغتة معطوفة على يكفون : أي لا يكفونها بل تأتيهم العدة أو النار أو الساعة بغتة : أي فجأة فتبهتهم قال
الجوهري : بهته أخذه بغتا ، وقال
الفراء فتبهتهم : أي تحيرهم ، وقيل : فتفجؤهم
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40فلا يستطيعون ردها أي صرفها عن وجوههم ولا عن ظهورهم فالضمير راجع إلى النار ، وقيل : راجع إلى الوعد بتأويله بالعدة ، وقيل : راجع إلى الحين بتأويله بالساعة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40ولا هم ينظرون أي يمهلون ويؤخرون لتوبة واعتذار .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28992_19039ولقد استهزئ برسل من قبلك مسوقة لتسلية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وتعزيته ، كأنه قال : إن استهزأ بك هؤلاء فقد فعل ذلك بمن قبلك من الرسل على كثرة عددهم وخطر شأنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41فحاق بالذين سخروا منهم أي أحاط ودار بسبب ذلك ، بالذين سخروا من أولئك الرسل وهزئوا بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41ما كانوا به يستهزئون ما موصولة ، أو مصدرية : أي فأحاط بهم الأمر الذي كانوا يستهزئون به ، أو فأحاط بهم استهزاؤهم : أي جزاؤه على وضع السبب موضع المسبب ، أو نفس الاستهزاء ، إن أريد به العذاب الأخروي .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28992_19876قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن أي يحرسكم ويحفظكم والكلاءة الحراسة والحفظ ، يقال : كلأه الله كلاءة بالكسر أي حفظه وحرسه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12401ابن هرمة :
إن سليمى والله يكلؤها ضنت بشيء ما كان يرزؤها
أي قل يا
محمد لأولئك المستهزئين بطريق التقريع والتوبيخ : من يحرسكم ويحفظكم بالليل والنهار من بأس الرحمن وعذابه الذي تستحقون حلوله بكم ونزوله عليكم ؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه من يحفظكم من بأس الرحمن .
وقال
الفراء : المعنى من يحفظكم مما يريد الرحمن إنزاله بكم من عقوبات الدنيا والآخرة . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : ( من يكلؤكم ) بفتح اللام وإسكان الواو
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42بل هم عن ذكر ربهم معرضون أي عن ذكره سبحانه فلا يذكرونه ولا يخطرونه ببالهم ، بل يعرضون عنه ، أو عن القرآن ، أو عن مواعظ الله ، أو عن معرفته .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا أم هي المنقطعة التي بمعنى بل ، والهمزة للإضراب والانتقال عن الكلام السابق المشتمل على بيان جهلهم بحفظه سبحانه إياهم إلى توبيخهم وتقريعهم باعتمادهم على من هو عاجز عن نفع نفسه ، والدفع عنها . والمعنى : بل لهم آلهة تمنعهم من عذابنا . وقيل : فيه تقديم وتأخير ، والتقدير : أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم . ثم وصف آلهتهم هذه التي زعموا أنها تنصرهم بما يدل على الضعف والعجز فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون أي هم عاجزون عن نصر أنفسهم فكيف يستطيعون أن ينصروا غيرهم ولا هم منا يصحبون : أي ولا هم يجارون من عذابنا . قال
ابن قتيبة : أي لا يجيرهم منا أحد ، لأن المجير صاحب الجار ، والعرب تقول صحبك الله : أي حفظك وأجارك ، ومنه قول الشاعر :
ينادي بأعلى صوته متعوذا ليصحب منا والرماح دواني
تقول العرب : أنا لك جار وصاحب من فلان . أي مجير منه . قال
المازني : هو من أصحبت الرجل إذا منعته . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال :
مر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على أبي سفيان وأبي جهل وهم يتحدثان ، فلما رآه أبو جهل ضحك وقال لأبي سفيان : هذا نبي بني عبد مناف ، فغضب أبو سفيان فقال : ما تنكرون أن يكون لبني عبد مناف نبي ، فسمعها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فرجع إلى أبي جهل فوقع به وخوفه وقال : ما أراك منتهيا حتى يصيبك ما أصاب عمك ، وقال لأبي سفيان : أما إنك لم تقل ما قلت إلا حمية . فنزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36وإذا رآك الذين كفروا . قلت : ينظر من الذي روى عنه
السدي ؟ . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر عن
عكرمة قال : لما نفخ في
آدم الروح صار في رأسه فعطس فقال : الحمد لله ، فقالت : الملائكة يرحمك الله ، فذهب لينهض قبل أن تمور في رجليه فوقع ، فقال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل وقد أخرج نحو هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . وأخرج نحوه أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
مجاهد ، وكذا أخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42قل من يكلؤكم قال : يحرسكم ، وفي
[ ص: 937 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43ولا هم منا يصحبون قال : لا ينصرون . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43ولا هم منا يصحبون قال : لا يجارون . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عنه في الآية : قال لا يمنعون .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=28992_19051وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا يَعْنِي الْمُسْتَهْزِئِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَيْ مَا يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا مَهْزُوءًا بِكَ ، وَالْهَزْءُ السُّخْرِيَةُ ، وَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [ الْحِجْرِ : 95 ] وَالْمَعْنَى : مَا يَفْعَلُونَ بِكَ إِلَّا اتَّخَذُوكَ هُزُؤًا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ الْقَوْلِ : أَيْ يَقُولُونَ أَهَذَا الَّذِي ، فَعَلَى هَذَا هُوَ جَوَابُ إِذَا ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا اعْتِرَاضًا بَيْنَ الشَّرْطِ وَجَوَابِهِ ، وَمَعْنَى يَذْكُرُهَا يَعِيبُهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُقَالُ فُلَانٌ يَذْكُرُ النَّاسَ : أَيْ يَغْتَابُهُمْ ، وَيَذْكُرُهُمْ بِالْعُيُوبِ ، وَفُلَانٌ يَذْكُرُ اللَّهَ : أَيْ يَصِفُهُ بِالتَّعْظِيمِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا يُحْذَفُ مَعَ الذَّكَرِ مَا عُقِلَ مَعْنَاهُ ، وَعَلَى مَا قَالُوا لَا يَكُونُ الذِّكْرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْعَيْبُ ، وَحَيْثُ يُرَادُ بِهِ الْعَيْبُ يُحْذَفُ مِنْهُ السُّوءُ ، قِيلَ وَمِنْ هَذَا قَوْلُ
عَنْتَرَةَ :
لَا تَذْكُرِي مُهْرِي وَمَا أَطْعَمْتُهُ فَيَكُونُ جِلْدُكَ مِثْلَ جَلْدِ الْأَجْرَبِ
أَيْ لَا تَعِيبِي مُهْرِي ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ وَهُمْ بِالْقُرْآنِ كَافِرُونَ ، أَوْ هُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ الَّذِي خَلَقَهُمْ كَافِرُونَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=19051يَعِيبُونَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَذْكُرَ آلِهَتَهُمُ الَّتِي لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ بِالسُّوءِ ، وَالْحَالُ أَنَّهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِمَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ التَّوْحِيدِ ، أَوِ الْقُرْآنِ كَافِرُونَ ، فَهُمْ أَحَقُّ بِالْعَيْبِ لَهُمْ وَالْإِنْكَارِ عَلَيْهِمْ ، فَالضَّمِيرُ الْأَوَّلُ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ كَافِرُونَ ، وَبِذِكْرِ مُتَعَلِّقٌ بِالْخَبَرِ ، وَالضَّمِيرُ الثَّانِي تَأْكِيدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ أَيْ جُعِلَ لِفَرْطِ اسْتِعْجَالِهِ كَأَنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنَ الْعَجَلِ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : كَأَنَّهُ يَقُولُ بَنَيْتُهُ وَخَلَقْتُهُ مِنَ الْعَجَلَةِ وَعَلَى الْعَجَلَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : خُوطِبَتِ الْعَرَبُ بِمَا تَعْقِلُ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلَّذِي يَكْثُرُ مِنْهُ الشَّيْءُ خُلِقْتَ مِنْهُ كَمَا تَقُولُ : أَنْتَ مِنْ لَعِبٍ ، وَخُلِقْتَ مَنْ لَعِبٍ ، تُرِيدُ الْمُبَالَغَةَ فِي وَصْفِهِ بِذَلِكَ . وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا [ الْإِسْرَاءِ : 11 ] وَالْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ الْجِنْسُ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ آدَمُ ، فَإِنَّهُ لَمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ صَارَ الرُّوحُ فِي رَأْسِهِ ، فَذَهَبَ لِيَنْهَضَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ الرُّوحُ إِلَى رِجْلَيْهِ فَوَقَعَ ، فَقِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ كَذَا قَالَ
عِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالسُّدِّيُّ وَالْكَلْبِيُّ وَمُجَاهِدٌ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَكَثِيرٌ مَنْ أَهْلِ الْمَعَانِي : الْعَجَلُ الطِّينُ بِلُغَةِ حِمْيَرَ .
وَأَنْشَدُوا :
وَالنَّخْلُ تَنْبُتُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالْعَجَلِ
وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَهُوَ الْقَائِلُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [ الْأَنْفَالِ : 32 ] وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
قُرَيْشٍ لِأَنَّهُمُ اسْتَعْجَلُوا الْعَذَابَ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28661مَعْنَى خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ كُنْ فَكَانَ .
وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مِنَ الْمَقْلُوبِ : أَيْ خُلِقَ الْعَجَلُ مِنَ الْإِنْسَانِ وَقَدْ حُكِيَ هَذَا عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ وَالنَّحَّاسِ ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى
[ ص: 936 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37سَأُرِيكُمْ آيَاتِي أَيْ سَأُرِيكُمْ نَقِمَاتِي مِنْكُمْ بِعَذَابِ النَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ أَيْ لَا تَسْتَعْجِلُونِي بِالْإِتْيَانِ بِهِ ، فَإِنَّهُ نَازِلٌ بِكُمْ لَا مَحَالَةَ : وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْآيَاتِ مَا دَلَّ عَلَى صِدْقِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمُعْجِزَاتِ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْعَاقِبَةِ الْمَحْمُودَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَيْ مَتَى حُصُولُ هَذَا الْوَعْدِ ، الَّذِي تَعِدُنَا بِهِ مِنَ الْعَذَابِ ، قَالُوا ذَلِكَ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِهْزَاءِ وَالسُّخْرِيَةِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْوَعْدِ هُنَا الْقِيَامَةُ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ إِنْ كُنْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ صَادِقِينَ فِي وَعْدِكُمْ ، وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَتْلُونَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةَ الْمُنْذِرَةَ بِمَجِيءِ السَّاعَةِ وَقُرْبِ حُضُورِ الْعَذَابِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مَا بَعْدَهَا مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا : أَيْ لَوْ عَرَفُوا ذَلِكَ الْوَقْتَ ، وَجَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : لَوْ عَلِمُوا الْوَقْتَ الَّذِي
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ لَمَا اسْتَعْجَلُوا الْوَعِيدَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : فِي تَقْدِيرِ الْجَوَابِ لِيَعْلَمُوا صِدْقَ الْوَعْدِ ، وَقِيلَ : لَوْ عَلِمُوهُ مَا أَقَامُوا عَلَى الْكُفْرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : هُوَ تَنْبِيهٌ عَلَى تَحْقِيقِ وُقُوعِ السَّاعَةِ : أَيْ لَوْ عَلِمُوهُ عِلْمَ يَقِينٍ لَعَلِمُوا أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً وَتَخْصِيصُ الْوُجُوهِ وَالظُّهُورِ بِالذِّكْرِ بِمَعْنَى الْقُدَّامِ وَالْخَلْفِ لِكَوْنِهِمَا أَشْهَرَ الْجَوَانِبِ فِي اسْتِلْزَامِ الْإِحَاطَةِ بِهَا لِلْإِحَاطَةِ بِالْكُلِّ بِحَيْثُ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى دَفْعِهَا مِنْ جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِهِمْ ، وَمَحَلُّ حِينَ لَا يَكُفُّونَ النَّصْبَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ الْعِلْمِ ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْوَقْتِ الْمَوْعُودِ الَّذِي كَانُوا يَسْتَعْجِلُونَهُ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ وَلَا يَنْصُرُهُمْ أَحَدٌ مِنِ الْعِبَادِ فَيَدْفَعُ ذَلِكَ عَنْهُمْ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً مَعْطُوفَةٌ عَلَى يَكُفُّونَ : أَيْ لَا يَكُفُّونَهَا بَلْ تَأْتِيهِمُ الْعِدَّةُ أَوِ النَّارُ أَوِ السَّاعَةُ بَغْتَةً : أَيْ فَجْأَةً فَتَبْهَتُهُمْ قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : بَهَتَهُ أَخْذَهُ بَغْتًا ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ فَتَبْهَتُهُمْ : أَيْ تُحَيِّرُهُمْ ، وَقِيلَ : فَتَفْجَؤُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا أَيْ صَرْفَهَا عَنْ وُجُوهِهِمْ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ فَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى النَّارِ ، وَقِيلَ : رَاجِعٌ إِلَى الْوَعْدِ بِتَأْوِيلِهِ بِالْعِدَّةِ ، وَقِيلَ : رَاجِعٌ إِلَى الْحِينِ بِتَأْوِيلِهِ بِالسَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ أَيْ يُمْهَلُونَ وَيُؤَخَّرُونَ لِتَوْبَةٍ وَاعْتِذَارٍ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28992_19039وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ مَسُوقَةٌ لِتَسْلِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَعْزِيَتِهِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : إِنِ اسْتَهْزَأَ بِكَ هَؤُلَاءِ فَقَدْ فُعِلَ ذَلِكَ بِمَنْ قَبْلَكَ مِنَ الرُّسُلِ عَلَى كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ وَخَطَرِ شَأْنِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ أَيْ أَحَاطَ وَدَارَ بِسَبَبِ ذَلِكَ ، بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْ أُولَئِكَ الرُّسُلِ وَهَزِئُوا بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ مَا مَوْصُولَةٌ ، أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ : أَيْ فَأَحَاطَ بِهِمُ الْأَمْرُ الَّذِي كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ ، أَوْ فَأَحَاطَ بِهِمُ اسْتِهْزَاؤُهُمْ : أَيْ جَزَاؤُهُ عَلَى وَضْعِ السَّبَبِ مَوْضِعَ الْمُسَبَّبِ ، أَوْ نَفْسِ الِاسْتِهْزَاءِ ، إِنْ أُرِيدَ بِهِ الْعَذَابُ الْأُخْرَوِيُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28992_19876قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ أَيْ يَحْرُسُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ وَالْكَلَاءَةُ الْحِرَاسَةُ وَالْحِفْظُ ، يُقَالُ : كَلَأَهُ اللَّهُ كِلَاءًةُ بِالْكَسْرِ أَيْ حَفِظَهُ وَحَرَسَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12401ابْنُ هَرْمَةَ :
إِنَّ سُلَيْمَى وَاللَّهُ يَكْلَؤُهَا ضَنَّتْ بِشَيْءٍ مَا كَانَ يَرْزَؤُهَا
أَيْ قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِأُولَئِكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِطَرِيقِ التَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ : مَنْ يَحْرُسُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنْ بَأْسِ الرَّحْمَنِ وَعَذَابِهِ الَّذِي تَسْتَحِقُّونَ حُلُولَهُ بِكُمْ وَنُزُولَهُ عَلَيْكُمْ ؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ مَنْ يَحْفَظُكُمْ مِنْ بَأْسِ الرَّحْمَنِ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى مَنْ يَحْفَظُكُمْ مِمَّا يُرِيدُ الرَّحْمَنُ إِنْزَالَهُ بِكُمْ مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفرَّاءُ : ( مَنْ يَكْلَؤُكُمْ ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَإِسْكَانِ الْوَاوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ أَيْ عَنْ ذِكْرِهِ سُبْحَانَهُ فَلَا يَذْكُرُونَهُ وَلَا يُخْطِرُونَهُ بِبَالِهِمْ ، بَلْ يُعْرِضُونَ عَنْهُ ، أَوْ عَنِ الْقُرْآنِ ، أَوْ عَنْ مَوَاعِظِ اللَّهِ ، أَوْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا أَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الَّتِي بِمَعْنَى بَلْ ، وَالْهَمْزَةُ لِلْإِضْرَابِ وَالِانْتِقَالِ عَنِ الْكَلَامِ السَّابِقِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى بَيَانِ جَهْلِهِمْ بِحِفْظِهِ سُبْحَانَهُ إِيَّاهُمْ إِلَى تَوْبِيخِهِمْ وَتَقْرِيعِهِمْ بِاعْتِمَادِهِمْ عَلَى مَنْ هُوَ عَاجِزٌ عَنْ نَفْعِ نَفْسِهِ ، وَالدَّفْعِ عَنْهَا . وَالْمَعْنَى : بَلْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ عَذَابِنَا . وَقِيلَ : فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ مِنْ دُونِنَا تَمْنَعُهُمْ . ثُمَّ وَصَفَ آلِهَتَهُمْ هَذِهِ الَّتِي زَعَمُوا أَنَّهَا تَنْصُرُهُمْ بِمَا يَدُلُّ عَلَى الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ أَيْ هُمْ عَاجِزُونَ عَنْ نَصْرِ أَنْفُسِهِمْ فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْصُرُوا غَيْرَهُمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ : أَيْ وَلَا هُمْ يُجَارُونَ مِنْ عَذَابِنَا . قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : أَيْ لَا يُجِيرُهُمْ مِنَّا أَحَدٌ ، لِأَنَّ الْمُجِيرَ صَاحِبُ الْجَارِ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ صَحِبَكَ اللَّهُ : أَيْ حَفِظَكَ وَأَجَارَكَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ مُتَعَوِّذًا لِيُصْحَبَ مِنَّا وَالرِّمَاحُ دَوَانِي
تَقُولُ الْعَرَبُ : أَنَا لَكَ جَارٌ وَصَاحِبٌ مِنْ فُلَانٍ . أَيْ مُجِيرٌ مِنْهُ . قَالَ
الْمَازِنِيُّ : هُوَ مِنْ أَصْحَبْتُ الرَّجُلَ إِذَا مَنَعْتَهُ . وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ :
مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَبِي سُفْيَانَ وَأَبِي جَهْلٍ وَهُمْ يَتَحَدَّثَانِ ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو جَهْلٍ ضَحِكَ وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ : هَذَا نَبِيُّ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، فَغَضِبَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : مَا تُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ لِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ نَبِيٌّ ، فَسَمِعَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَرَجَعَ إِلَى أَبِي جَهْلٍ فَوَقَعَ بِهِ وَخَوَّفَهُ وَقَالَ : مَا أَرَاكَ مُنْتَهِيًا حَتَّى يُصِيبَكَ مَا أَصَابَ عَمَّكَ ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ : أَمَّا إِنَّكَ لَمْ تَقُلْ مَا قُلْتَ إِلَّا حَمِيَّةً . فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=36وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا . قُلْتُ : يَنْظُرُ مَنِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ
السُّدِّيُّ ؟ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ : لَمَّا نُفِخَ فِي
آدَمَ الرُّوحَ صَارَ فِي رَأْسِهِ فَعَطَسَ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَتْ : الْمَلَائِكَةُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَذَهَبَ لِيَنْهَضَ قَبْلَ أَنْ تَمُورَ فِي رِجْلَيْهِ فَوَقَعَ ، فَقَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ وَقَدْ أَخْرَجَ نَحْوَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ عَنْ
مُجَاهِدٍ ، وَكَذَا أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ قَالَ : يَحْرُسُكُمْ ، وَفِي
[ ص: 937 ] قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ قَالَ : لَا يُنْصَرُونَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ قَالَ : لَا يُجَارُونَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي الْآيَةِ : قَالَ لَا يُمْنَعُونَ .