nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29060_32409_28861فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كلا بل لا تكرمون اليتيم nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18ولا تحاضون على طعام المسكين nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وتأكلون التراث أكلا لما nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وتحبون المال حبا جما nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21كلا إذا دكت الأرض دكا دكا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يقول يا ليتني قدمت لحياتي nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=25فيومئذ لا يعذب عذابه أحد nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=26ولا يوثق وثاقه أحد nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27يا أيتها النفس المطمئنة nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارجعي إلى ربك راضية مرضية nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=29فادخلي في عبادي nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=30وادخلي جنتي
لما ذكر سبحانه أنه بالمرصاد ذكر ما يدل على اختلاف أحوال عباده عند إصابة الخير وعند إصابة الشر ، وأن مطمح أنظارهم ومعظم مقاصدهم هو الدنيا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه أي امتحنه واختبره بالنعم
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فأكرمه ونعمه أي أكرمه بالمال ووسع عليه رزقه
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فيقول ربي أكرمني فرحا بما نال وسرورا بما أعطي ، غير شاكر لله على ذلك ولا خاطر بباله أن ذلك امتحان له من ربه واختبار لحاله وكشف لما يشتمل عليه من الصبر والجزع والشكر للنعمة وكفرانها ، و " ما " في قوله : " إذا ما " زائدة ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فأكرمه ونعمه تفسير للابتلاء ومعنى أكرمن أي فضلني بما أعطاني من المال وأسبغه علي من النعم لمزيد استحقاقي لذلك وكوني موضعا له ، والإنسان مبتدأ ، وخبره فيقول ربي أكرمن ودخلت الفاء فيه لتضمن " أما " معنى الشرط ، والظرف المتوسط بين المبتدأ والخبر وإن تقدم لفظا فهو مؤخر في المعنى : أي فأما الإنسان فيقول ربي أكرمني وقت ابتلائه بالإنعام .
قال
الكلبي : الإنسان هو الكافر
أبي بن خلف .
وقال
مقاتل : نزلت في
أمية بن خلف ، وقيل نزلت في
عتبة بن ربيعة ،
وأبي حذيفة بن المغيرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16وأما إذا ما ابتلاه أي اختبره وعامله معاملة من يختبره
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16فقدر عليه رزقه أي ضيقه ولم يوسعه له ، ولا بسط له فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16فيقول ربي أهانن أي أولاني هوانا ، وهذه صفة الكافر الذي لا يؤمن بالبعث ، فإنه لا كرامة عنده إلا الدنيا والتوسيع في متاعها ، ولا إهانة عنده إلا فوتها وعدم وصوله إلى ما يريد من زينتها ، فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يكرمه الله بطاعته ويوفقه لعمل الآخرة ، ويحتمل أن يراد الإنسان على العموم لعدم تيقنه أن ما صار إليه من الخير وما أصيب به من الشر في الدنيا ليس إلا للاختبار والامتحان ، وأن الدنيا بأسرها لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ولو كانت تعدل جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء .
قرأ
نافع بإثبات الياء في أكرمن و أهانن وصلا وحذفهما وقفا ، وقرأ
ابن كثير في رواية
البزي عنه
وابن محيصن ،
ويعقوب بإثباتهما وصلا ووقفا ، وقرأ الباقون بحذفهما في الوصل
[ ص: 1621 ] والوقف اتباعا لرسم المصحف ولموافقة رؤوس الآي ، والأصل إثباتهما لأنها اسم ، ومن الحذف قول الشاعر :
ومن كاشح ظاهر غمره إذا ما انتصبت له أنكرن
أي أنكرني .
وقرأ الجمهور فقدر بالتخفيف ، وقرأ
ابن عامر بالتشديد ، وهما لغتان .
وقرأ الحرميان
وأبو عمرو ربي بفتح الياء في الموضعين وأسكنها الباقون .
وقوله : كلا ردع للإنسان القائل في الحالتين ما قال وزجر له ، فإن الله سبحانه قد يوسع الرزق ويبسط النعم للإنسان لا لكرامته ، ويضيقه عليه لا لإهانته ، بل للاختبار والامتحان كما تقدم .
قال
الفراء : " كلا " في هذا الموضع بمعنى أنه لم يكن ينبغي للعبد أن يكون هكذا ، ولكن يحمد الله على الغنى والفقر .
ثم انتقل سبحانه من بيان سوء أقوال الإنسان إلى بيان سوء أفعاله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17بل لا تكرمون اليتيم والالتفات إلى الخطاب لقصد التوبيخ والتقريع على قراءة الجمهور بالفوقية .
وقرأ الجمهور تحاضون و تأكلون و تحبون بالفوقية على الخطاب فيها .
وقرأ
أبو عمرو ،
ويعقوب بالتحتية فيها ، والجمع في هذه الأفعال باعتبار معنى الإنسان ؛ لأن المراد به الجنس : أي بل لكم أفعال هي أقبح مما ذكر ، وهي أنكم تتركون إكرام اليتيم فتأكلون ماله وتمنعونه من فضل أموالكم .
قال
مقاتل : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=121قدامة بن مظعون وكان يتيما في
حجر أمية بن خلف .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18ولا تحاضون على طعام المسكين قرأ الجمهور " تحضون " من حضه على كذا أي : أغراه به ، ومفعوله محذوف : أي لا تحضون أنفسكم ، أو لا يحض بعضكم بعضا على ذلك ولا يأمر به ولا يرشد إليه ، وقرأ الكوفيون تحاضون بفتح التاء والحاء بعدها ألف ، وأصله تتحاضون ، فحذف إحدى التاءين : أي لا يحض بعضكم بعضا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي في رواية عنه
والسلمي " تحاضون بضم التاء من الحض ، وهو الحث ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18على طعام المسكين متعلق بـ " تحضون " وهو إما اسم مصدر : أي على إطعام المسكين ، أو اسم للمطعوم ، ويكون على حذف مضاف : أي على بذل طعام المسكين ، أو على إعطاء طعام المسكين .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وتأكلون التراث أصله الوراث ، فأبدلت التاء من الواو المضمومة ، كما في تجاه ووجاه ، والمراد به أموال اليتامى الذين يرثونه من قراباتهم ، وكذلك أموال النساء ، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أموالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19أكلا لما أي أكلا شديدا ، وقيل معنى لما جمعا ، من قولهم : لممت الطعام : إذا أكلته جميعا .
قال
الحسن : يأكل نصيبه ونصيب اليتيم ، وكذا قال
أبو عبيدة .
وأصل اللم في كلام العرب : الجمع ، يقال لممت الشيء ألمه لما : جمعته ، ومنه قولهم : لم الله شعثه : أي جمع ما تفرق من أموره ، ومنه قول
النابغة :
ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب
قال
الليث : اللم الجمع الشديد ، ومنه حجر ملموم ، وكتيبة ملمومة ، والآكل يلم الثريد فيجمعه ثم يأكله .
وقال
مجاهد : يسفه سفا .
وقال
ابن زيد : هو إذا أكل ماله ألم بمال غيره فأكله ولا يفكر فيما أكل من خبيث وطيب .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وتحبون المال حبا جما أي حبا كثيرا ، والجم الكثير ، يقال جم الماء في الحوض : إذا كثر واجتمع ، والجمة : المكان الذي يجتمع فيه الماء .
ثم كرر سبحانه الردع لهم والزجر فقال : كلا أي ما هكذا ينبغي أن يكون عملكم .
ثم استأنف سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=30296إذا دكت الأرض دكا دكا وفيه وعيد لهم بعد الردع والزجر ، والدك : الكسر والدق ، والمعنى هنا : أنها زلزلت وحركت تحريكا بعد تحريك .
قال
ابن قتيبة : دكت جبالها حتى استوت .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أي تزلزلت فدك بعضها بعضا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : أي بسطت وذهب ارتفاعها .
قال والدك : حط المرتفع بالبسط ، وقد تقدم الكلام على الدك في سورة الأعراف ، وفي سورة الأحقاف ، والمعنى : أنها دكت مرة بعد أخرى ، وانتصاب دكا الأول على أنه مصدر مؤكد للفعل ، ودكا الثاني تأكيد للأول ، كذا قال
ابن عصفور .
ويجوز أن يكون النصب على الحال : أي حال كونها مدكوكة مرة بعد مرة ، كما يقال : علمته الحساب بابا بابا ، وعلمته الخط حرفا حرفا ، والمعنى : أنه كرر الدك عليها حتى صارت هباء منبثا .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك أي جاء أمره وقضاؤه وظهرت آياته ، وقيل المعنى : أنها زالت الشبه في ذلك اليوم وظهرت المعارف وصارت ضرورية كما يزول الشك عند مجيء الشيء الذي كان يشك فيه ، وقيل جاء قهر ربك وسلطانه وانفراده بالأمر والتدبير من دون أن يجعل إلى أحد من عباده شيئا من ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22والملك صفا صفا انتصاب صفا صفا على الحال : أي مصطفين ، أو ذوي صفوف .
قال
عطاء : يريد صفوف الملائكة ، وأهل كل سماء صف على حدة .
قال
الضحاك : أهل كل سماء إذا نزلوا يوم القيامة كانوا صفا محيطين بالأرض ومن فيها ، فيكونون سبعة صفوف .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وجيء يومئذ بجهنم يومئذ منصوب بجيء ، والقائم مقام الفاعل بجهنم وجوز مكي أن يكون يومئذ هو القائم مقام الفاعل ، وليس بذاك .
قال
الواحدي : قال جماعة من المفسرين : جيء بها يوم القيامة مزمومة بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها حتى تنصب عن يسار العرش ، فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا لركبتيه يقول يا رب نفسي نفسي .
وسيأتي هذا الذي نقله عن جماعة المفسرين مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23يومئذ يتذكر الإنسان يومئذ هذا بدل من " يومئذ " الذي قبله : أي يوم جيء بجهنم يتذكر الإنسان .
أي يتعظ ويذكر ما فرط منه ويندم على ما قدمه في الدنيا من الكفر والمعاصي .
وقيل إن قوله : " يومئذ " الثاني بدل من قوله : إذا دكت والعامل فيهما هو قوله : يتذكر الإنسان
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وأنى له الذكرى أي ومن أين له التذكر والاتعاظ ، وقيل هو على حذف مضاف : أي ومن أين له منفعة الذكرى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يظهر التوبة ومن أين التوبة ؟ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يقول ياليتني قدمت لحياتي الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر ، كأنه
[ ص: 1622 ] قيل : ماذا يقول الإنسان ، ويجوز أن تكون بدل اشتمال من قوله : يتذكر ، والمعنى : يتمنى أنه قدم الخير والعمل الصالح ، واللام في لحياتي بمعنى لأجل حياتي ، والمراد حياة الآخرة ، فإنها الحياة بالحقيقة ، لأنها دائمة غير منقطعة .
وقيل إن اللام بمعنى في ، والمراد حياة الدنيا : أي يا ليتني قدمت الأعمال الصالحة في وقت حياتي في الدنيا أنتفع بها هذا اليوم ، والأول أولى : قال
الحسن : علم والله أنه صادف حياة طويلة لا موت فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=25فيومئذ لا يعذب عذابه أحد أي يوم يكون زمان ما ذكر من الأحوال لا يعذب كعذاب الله أحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=26ولا يوثق ك
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=26وثاقه أحد أو لا يتولى عذاب الله ووثاقه أحد سواه إذ الأمر كله له ، والضميران على التقديرين في عذابه ووثاقه لله عز وجل ، وهذا على قراءة الجمهور يعذب و يوثق مبنيين للفاعل .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي على البناء للمفعول فيهما ، فيكون الضميران راجعين إلى الإنسان : أي لا يعذب كعذاب ذلك الإنسان أحد ولا يوثق كوثاقه أحد ، والمراد بالإنسان : الكافر : أي لا يعذب من ليس بكافر كعذاب الكافر ، وقيل إبليس ، وقيل المراد به
أبي بن خلف .
قال
الفراء : المعنى أنه لا يعذب كعذاب هذا الكافر المعين أحد ، ولا يوثق بالسلاسل والأغلال كوثاقه أحد لتناهيه في الكفر والعناد .
وقيل المعنى : أنه لا يعذب مكانه أحد ولا يوثق مكانه أحد ، فلا تؤخذ منه فدية ، وهو كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى [ الأنعام : 164 ] والعذاب بمعنى التعذيب ، والوثاق بمعنى التوثيق ، واختار
أبو عبيد ،
وأبو حاتم قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، قال : وتكون الهاء في الموضعين ضمير الكافر ؛ لأنه معروف أنه لا يعذب أحد كعذاب الله .
قال
أبو علي الفارسي : يجوز أن يكون الضمير للكافر على قراءة الجماعة : أي لا يعذب أحد أحدا مثل تعذيب هذا الكافر .
ولما فرغ سبحانه من حكاية أحوال الأشقياء ذكر بعض أحوال السعداء فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27ياأيتها النفس المطمئنة المطمئنة هي الساكنة الموقنة بالإيمان وتوحيد الله ، الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالطها شك ولا يعتريها ريب .
قال
الحسن : هي المؤمنة الموقنة .
وقال
مجاهد : الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها وقال
مقاتل هي الآمنة المطمئنة .
وقال
ابن كيسان : المطمئنة بذكر الله ، وقيل المخلصة : قال
ابن زيد : المطمئنة لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارجعي إلى ربك أي ارجعي إلى الله راضية بالثواب الذي أعطاك مرضية عنده ، وقيل ارجعي إلى موعده ، وقيل إلى أمره .
وقال
عكرمة ،
وعطاء : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارجعي إلى ربك إلى جسدك الذي كنت فيه ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، ويدل على هذا قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس " فادخلي في عبدي " بالإفراد ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=29فادخلي في عبادي أي في زمرة عبادي الصالحين وكوني من جملتهم وانتظمي في سلكهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=30وادخلي جنتي معهم قيل إنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا ، ويقال لها : ادخلي في عبادي وادخلي جنتي يوم القيامة ، والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم ، ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19أكلا لما قال : سفا ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20حبا جما قال : شديدا ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19أكلا لما قال : شديدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21إذا دكت الأرض دكا دكا قال : تحريكها .
وأخرج
مسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021824يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وأنى له الذكرى يقول : وكيف له ؟ وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=25فيومئذ لا يعذب الآية قال : لا يعذب بعذاب الله أحد ولا يوثق بوثاق الله أحد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه والضياء في المختارة عنه أيضا
في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27ياأيتها النفس المطمئنة قال : المؤمنة nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارجعي إلى ربك يقول : إلى جسدك .
قال : نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس ، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذا ، فقال : أما إنه سيقال لك هذا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم في الحلية عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير نحوه مرسلا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي في نوادر الأصول نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27ياأيتها النفس المطمئنة المصدقة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا في الآية قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28766ترد الأرواح يوم القيامة في الأجساد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارجعي إلى ربك راضية قال : بما أعطيت من الثواب مرضية عنها بعملها
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=29فادخلي في عبادي المؤمنين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال : مات
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بالطائف ، فجاء طير لم ير على خلقته فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجا منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا ندري من تلاها
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .
وأخرج
أبو نعيم في الدلائل عن
عكرمة مثله .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29060_32409_28861فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=25فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=26وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=29فَادْخُلِي فِي عِبَادِي nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=30وَادْخُلِي جَنَّتِي
لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ بِالْمِرْصَادِ ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى اخْتِلَافِ أَحْوَالِ عِبَادِهِ عِنْدَ إِصَابَةِ الْخَيْرِ وَعِنْدَ إِصَابَةِ الشَّرِّ ، وَأَنَّ مَطْمَحَ أَنْظَارِهِمْ وَمُعْظَمَ مَقَاصِدِهِمْ هُوَ الدُّنْيَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ أَيِ امْتَحَنَهُ وَاخْتَبَرَهُ بِالنِّعَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ أَيْ أَكْرَمَهُ بِالْمَالِ وَوَسَّعَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي فَرِحًا بِمَا نَالَ وَسُرُورًا بِمَا أُعْطِيَ ، غَيْرَ شَاكِرٍ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ وَلَا خَاطِرٍ بِبَالِهِ أَنَّ ذَلِكَ امْتِحَانٌ لَهُ مِنْ رَبِّهِ وَاخْتِبَارٌ لِحَالِهِ وَكَشْفٌ لِمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالْجَزَعِ وَالشُّكْرِ لِلنِّعْمَةِ وَكُفْرَانِهَا ، وَ " مَا " فِي قَوْلِهِ : " إِذَا مَا " زَائِدَةٌ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ تَفْسِيرٌ لِلِابْتِلَاءِ وَمَعْنَى أَكْرَمَنِ أَيْ فَضَّلَنِي بِمَا أَعْطَانِي مِنَ الْمَالِ وَأَسْبَغَهُ عَلَيَّ مِنَ النِّعَمِ لِمَزِيدِ اسْتِحْقَاقِي لِذَلِكَ وَكَوْنِي مَوْضِعًا لَهُ ، وَالْإِنْسَانُ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَدَخَلَتِ الْفَاءُ فِيهِ لِتَضَمُّنِ " أَمَّا " مَعْنَى الشَّرْطِ ، وَالظَّرْفُ الْمُتَوَسِّطُ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ وَإِنْ تَقَدَّمَ لَفْظًا فَهُوَ مُؤَخَّرٌ فِي الْمَعْنَى : أَيْ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي وَقْتَ ابْتِلَائِهِ بِالْإِنْعَامِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : الْإِنْسَانُ هُوَ الْكَافِرُ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ فِي
أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ ، وَقِيلَ نَزَلَتْ فِي
عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ،
وَأَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ أَيِ اخْتَبَرَهُ وَعَامَلَهُ مُعَامَلَةَ مَنْ يَخْتَبِرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَيْ ضَيَّقَهُ وَلَمْ يُوَسِّعْهُ لَهُ ، وَلَا بَسَطَ لَهُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=16فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ أَيْ أَوْلَانِي هَوَانًا ، وَهَذِهِ صِفَةُ الْكَافِرِ الَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ ، فَإِنَّهُ لَا كَرَامَةَ عِنْدَهُ إِلَّا الدُّنْيَا وَالتَّوْسِيعَ فِي مَتَاعِهَا ، وَلَا إِهَانَةَ عِنْدَهُ إِلَّا فَوْتَهَا وَعَدَمَ وُصُولِهِ إِلَى مَا يُرِيدُ مِنْ زِينَتِهَا ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَالْكَرَامَةُ عِنْدَهُ أَنْ يُكْرِمَهُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ وَيُوَفِّقَهُ لِعَمَلِ الْآخِرَةِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ الْإِنْسَانُ عَلَى الْعُمُومِ لِعَدَمِ تَيَقُّنِهِ أَنَّ مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا أُصِيبَ بِهِ مِنَ الشَّرِّ فِي الدُّنْيَا لَيْسَ إِلَّا لِلِاخْتِبَارِ وَالِامْتِحَانِ ، وَأَنَّ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا لَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، وَلَوْ كَانَتْ تَعْدِلُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى الْكَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ .
قَرَأَ
نَافِعٌ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِي أَكْرَمَنِ وَ أَهَانَنِ وَصْلًا وَحَذَفَهُمَا وَقْفًا ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةِ
الْبَزِّيِّ عَنْهُ
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَيَعْقُوبُ بِإِثْبَاتِهِمَا وَصْلًا وَوَقْفًا ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِهِمَا فِي الْوَصْلِ
[ ص: 1621 ] وَالْوَقْفِ اتِّبَاعًا لِرَسْمِ الْمُصْحَفِ وَلِمُوَافَقَةِ رُؤُوسِ الْآيِ ، وَالْأَصْلُ إِثْبَاتُهُمَا لِأَنَّهَا اسْمٌ ، وَمِنَ الْحَذْفِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَمِنْ كَاشِحٍ ظَاهِرُ غَمْرِهِ إِذَا مَا انْتَصَبْتُ لَهُ أَنْكَرَنِ
أَيْ أَنْكَرَنِي .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ فَقَدَرَ بِالتَّخْفِيفِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ بِالتَّشْدِيدِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ .
وَقَرَأَ الْحَرَمِيَّانِ
وَأَبُو عَمْرٍو رَبِّيَ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَأَسْكَنَهَا الْبَاقُونَ .
وَقَوْلُهُ : كَلَّا رَدْعٌ لِلْإِنْسَانِ الْقَائِلِ فِي الْحَالَتَيْنِ مَا قَالَ وَزَجْرٌ لَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ يُوَسِّعُ الرِّزْقَ وَيَبْسُطُ النِّعَمَ لِلْإِنْسَانِ لَا لِكَرَامَتِهِ ، وَيُضَيِّقُهُ عَلَيْهِ لَا لِإِهَانَتِهِ ، بَلْ لِلِاخْتِبَارِ وَالِامْتِحَانِ كَمَا تَقَدَّمَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : " كَلَّا " فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا ، وَلَكِنْ يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى الْغِنَى وَالْفَقْرِ .
ثُمَّ انْتَقَلَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَيَانِ سُوءِ أَقْوَالِ الْإِنْسَانِ إِلَى بَيَانِ سُوءِ أَفْعَالِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَالِالْتِفَاتُ إِلَى الْخِطَابِ لِقَصْدِ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِالْفَوْقِيَّةِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ تَحَاضُّونَ وَ تَأْكُلُونَ وَ تُحِبُّونَ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ فِيهَا .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَيَعْقُوبُ بِالتَّحْتِيَّةِ فِيهَا ، وَالْجَمْعُ فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ بِاعْتِبَارِ مَعْنَى الْإِنْسَانِ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْجِنْسُ : أَيْ بَلْ لَكُمْ أَفْعَالٌ هِيَ أَقْبَحُ مِمَّا ذُكِرَ ، وَهِيَ أَنَّكُمْ تَتْرُكُونَ إِكْرَامَ الْيَتِيمِ فَتَأْكُلُونَ مَالَهُ وَتَمْنَعُونَهُ مِنْ فَضْلِ أَمْوَالِكُمْ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=121قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ وَكَانَ يَتِيمًا فِي
حِجْرِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " تَحُضُّونَ " مِنْ حَضَّهُ عَلَى كَذَا أَيْ : أَغْرَاهُ بِهِ ، وَمَفْعُولُهُ مَحْذُوفٌ : أَيْ لَا تَحُضُّونَ أَنْفُسَكُمْ ، أَوْ لَا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا عَلَى ذَلِكَ وَلَا يَأْمُرُ بِهِ وَلَا يُرْشِدُ إِلَيْهِ ، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ تَحَاضُّونَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْحَاءِ بَعْدَهَا أَلِفٌ ، وَأَصْلُهُ تَتَحَاضُّونَ ، فَحَذَفَ إِحْدَى التَّاءَيْنِ : أَيْ لَا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ
وَالسُّلَمِيُّ " تَحَاضُّونَ بِضَمِّ التَّاءِ مِنَ الْحَضِّ ، وَهُوَ الْحَثُّ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ مُتَعَلِّقٌ بِـ " تَحُضُّونَ " وَهُوَ إِمَّا اسْمُ مَصْدَرٍ : أَيْ عَلَى إِطْعَامِ الْمِسْكِينِ ، أَوِ اسْمٌ لِلْمَطْعُومِ ، وَيَكُونُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ : أَيْ عَلَى بَذْلِ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ، أَوْ عَلَى إِعْطَاءِ طَعَامِ الْمِسْكِينِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَصْلُهُ الْوُرَاثَ ، فَأُبْدِلَتِ التَّاءُ مِنَ الْوَاوِ الْمَضْمُومَةِ ، كَمَا فِي تُجَاهَ وَوِجَاهَ ، وَالْمُرَادُ بِهِ أَمْوَالُ الْيَتَامَى الَّذِينَ يَرِثُونَهُ مِنْ قَرَابَاتِهِمْ ، وَكَذَلِكَ أَمْوَالُ النِّسَاءِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19أَكْلًا لَمًّا أَيْ أَكْلًا شَدِيدًا ، وَقِيلَ مَعْنَى لَمًّا جَمْعًا ، مِنْ قَوْلِهِمْ : لَمَمْتُ الطَّعَامَ : إِذَا أَكَلْتَهُ جَمِيعًا .
قَالَ
الْحَسَنُ : يَأْكُلُ نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ الْيَتِيمِ ، وَكَذَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ .
وَأَصْلُ اللَّمِّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ : الْجَمْعُ ، يُقَالُ لَمَمْتُ الشَّيْءَ أَلُمُّهُ لَمًّا : جَمَعْتُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : لَمَّ اللَّهُ شَعْثَهُ : أَيْ جَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِنْ أُمُورِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
النَّابِغَةِ :
وَلَسْتَ بِمُسْتَبِقٍ أَخًا لَا تَلُمَّهُ عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ
قَالَ
اللَّيْثُ : اللَّمُّ الْجَمْعُ الشَّدِيدُ ، وَمِنْهُ حَجَرٌ مَلْمُومٌ ، وَكَتِيبَةٌ مَلْمُومَةٌ ، وَالْآكِلُ يَلُمُّ الثَّرِيدَ فَيَجْمَعُهُ ثُمَّ يَأْكُلُهُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يَسِفُّهُ سَفًّا .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : هُوَ إِذَا أَكَلَ مَالَهُ أَلَمَّ بِمَالِ غَيْرِهِ فَأَكَلَهُ وَلَا يُفَكِّرُ فِيمَا أَكَلَ مِنْ خَبِيثٍ وَطَيِّبٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا أَيْ حُبًّا كَثِيرًا ، وَالْجَمُّ الْكَثِيرُ ، يُقَالُ جَمَّ الْمَاءُ فِي الْحَوْضِ : إِذَا كَثُرَ وَاجْتَمَعَ ، وَالْجَمَّةُ : الْمَكَانُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ .
ثُمَّ كَرَّرَ سُبْحَانَهُ الرَّدْعَ لَهُمْ وَالزَّجْرَ فَقَالَ : كَلَّا أَيْ مَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ .
ثُمَّ اسْتَأْنَفَ سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=30296إِذَا دُكِّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَفِيهِ وَعِيدٌ لَهُمْ بَعْدَ الرَّدْعِ وَالزَّجْرِ ، وَالدَّكُّ : الْكَسْرُ وَالدَّقُّ ، وَالْمَعْنَى هُنَا : أَنَّهَا زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكًا بَعْدَ تَحْرِيكٍ .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : دُكَّتْ جِبَالُهَا حَتَّى اسْتَوَتْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَيْ تَزَلْزَلَتْ فَدَكَّ بَعْضُهَا بَعْضًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : أَيْ بُسِطَتْ وَذَهَبَ ارْتِفَاعُهَا .
قَالَ وَالدَّكُّ : حَطُّ الْمُرْتَفِعِ بِالْبَسْطِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى الدَّكِّ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَفِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا دُكَّتْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ، وَانْتِصَابُ دَكًّا الْأَوَّلُ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِلْفِعْلِ ، وَدَكًّا الثَّانِي تَأْكِيدٌ لِلْأَوَّلِ ، كَذَا قَالَ
ابْنُ عُصْفُورٍ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ : أَيْ حَالَ كَوْنِهَا مَدْكُوكَةً مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ، كَمَا يُقَالُ : عَلَّمْتُهُ الْحِسَابَ بَابًا بَابًا ، وَعَلَّمْتُهُ الْخَطَّ حَرْفًا حَرْفًا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ كَرَّرَ الدَّكَّ عَلَيْهَا حَتَّى صَارَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ أَيْ جَاءَ أَمْرُهُ وَقَضَاؤُهُ وَظَهَرَتْ آيَاتُهُ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّهَا زَالَتِ الشُّبَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَظَهَرَتِ الْمَعَارِفُ وَصَارَتْ ضَرُورِيَّةً كَمَا يَزُولُ الشَّكُّ عِنْدَ مَجِيءِ الشَّيْءِ الَّذِي كَانَ يُشَكُّ فِيهِ ، وَقِيلَ جَاءَ قَهْرُ رَبِّكَ وَسُلْطَانُهُ وَانْفِرَادُهُ بِالْأَمْرِ وَالتَّدْبِيرِ مِنْ دُونِ أَنْ يَجْعَلَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا انْتِصَابُ صَفًّا صَفًّا عَلَى الْحَالِ : أَيْ مُصْطَفِّينَ ، أَوْ ذَوِي صُفُوفٍ .
قَالَ
عَطَاءٌ : يُرِيدُ صُفُوفَ الْمَلَائِكَةِ ، وَأَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ صَفٌّ عَلَى حِدَةٍ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ إِذَا نَزَلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانُوا صَفًّا مُحِيطِينَ بِالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهَا ، فَيَكُونُونَ سَبْعَةَ صُفُوفٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ مَنْصُوبٌ بِجِيءَ ، وَالْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ بِجَهَنَّمَ وَجَوَّزَ مَكِّيٌّ أَنْ يَكُونَ يَوْمَئِذٍ هُوَ الْقَائِمَ مَقَامَ الْفَاعِلِ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ : جِيءَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَزْمُومَةً بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلِكٍ يَجُرُّونَهَا حَتَّى تَنْصَبَّ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ ، فَلَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا جَثَا لِرُكْبَتَيْهِ يَقُولُ يَا رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي .
وَسَيَأْتِي هَذَا الَّذِي نَقَلَهُ عَنْ جَمَاعَةِ الْمُفَسِّرِينَ مَرْفُوعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ هَذَا بَدَلٌ مِنْ " يَوْمَئِذٍ " الَّذِي قَبْلَهُ : أَيْ يَوْمَ جِيءَ بِجَهَنَّمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ .
أَيْ يَتَّعِظُ وَيَذْكُرُ مَا فَرَّطَ مِنْهُ وَيَنْدَمُ عَلَى مَا قَدَّمَهُ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي .
وَقِيلَ إِنَّ قَوْلَهُ : " يَوْمَئِذٍ " الثَّانِي بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ : إِذَا دُكَّتْ وَالْعَامِلُ فِيهِمَا هُوَ قَوْلُهُ : يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى أَيْ وَمِنْ أَيْنَ لَهُ التَّذَكُّرُ وَالِاتِّعَاظُ ، وَقِيلَ هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ : أَيْ وَمِنْ أَيْنَ لَهُ مَنْفَعَةُ الذِّكْرَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُظْهِرُ التَّوْبَةَ وَمِنْ أَيْنَ التَّوْبَةُ ؟ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ ، كَأَنَّهُ
[ ص: 1622 ] قِيلَ : مَاذَا يَقُولُ الْإِنْسَانُ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بَدَلَ اشْتِمَالٍ مِنْ قَوْلِهِ : يَتَذَكَّرُ ، وَالْمَعْنَى : يَتَمَنَّى أَنَّهُ قَدَّمَ الْخَيْرَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ ، وَاللَّامُ فِي لِحَيَاتِي بِمَعْنَى لِأَجْلِ حَيَاتِي ، وَالْمُرَادُ حَيَاةُ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهَا الْحَيَاةُ بِالْحَقِيقَةِ ، لِأَنَّهَا دَائِمَةٌ غَيْرُ مُنْقَطِعَةٍ .
وَقِيلَ إِنَّ اللَّامَ بِمَعْنَى فِي ، وَالْمُرَادُ حَيَاةُ الدُّنْيَا : أَيْ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِي وَقْتِ حَيَاتِي فِي الدُّنْيَا أَنْتَفِعُ بِهَا هَذَا الْيَوْمَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى : قَالَ
الْحَسَنُ : عَلِمَ وَاللَّهِ أَنَّهُ صَادَفَ حَيَاةً طَوِيلَةً لَا مَوْتَ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=25فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ أَيْ يَوْمَ يَكُونُ زَمَانُ مَا ذُكِرَ مِنَ الْأَحْوَالِ لَا يُعَذِّبُ كَعَذَابِ اللَّهِ أَحَدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=26وَلَا يُوثِقُ كَ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=26وَثَاقَهُ أَحَدٌ أَوْ لَا يَتَوَلَّى عَذَابَ اللَّهِ وَوَثَاقَهُ أَحَدٌ سِوَاهُ إِذِ الْأَمْرُ كُلُّهُ لَهُ ، وَالضَّمِيرَانِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ فِي عَذَابِهِ وَوَثَاقِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ يُعَذِّبُ وَ يُوثِقُ مَبْنِيَّيْنِ لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فِيهِمَا ، فَيَكُونُ الضَّمِيرَانِ رَاجِعَيْنِ إِلَى الْإِنْسَانِ : أَيْ لَا يُعَذَّبُ كَعَذَابِ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ أَحَدٌ وَلَا يُوثَقُ كَوَثَاقِهِ أَحَدٌ ، وَالْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ : الْكَافِرُ : أَيْ لَا يُعَذَّبُ مَنْ لَيْسَ بِكَافِرٍ كَعَذَابِ الْكَافِرِ ، وَقِيلَ إِبْلِيسُ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ كَعَذَابِ هَذَا الْكَافِرِ الْمُعَيَّنِ أَحَدٌ ، وَلَا يُوثِقُ بِالسَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ كَوَثَاقِهِ أَحَدٌ لِتَنَاهِيهِ فِي الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ مَكَانَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثَقُ مَكَانَهُ أَحَدٌ ، فَلَا تُؤْخَذُ مِنْهُ فِدْيَةٌ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [ الْأَنْعَامِ : 164 ] وَالْعَذَابُ بِمَعْنَى التَّعْذِيبِ ، وَالْوَثَاقُ بِمَعْنَى التَّوْثِيقِ ، وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ ،
وَأَبُو حَاتِمٍ قِرَاءَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ، قَالَ : وَتَكُونُ الْهَاءُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ ضَمِيرَ الْكَافِرِ ؛ لِأَنَّهُ مَعْرُوفٌ أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدٌ كَعَذَابِ اللَّهِ .
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلْكَافِرِ عَلَى قِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ : أَيْ لَا يُعَذِّبُ أَحَدٌ أَحَدًا مِثْلَ تَعْذِيبِ هَذَا الْكَافِرِ .
وَلَمَّا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ حِكَايَةِ أَحْوَالِ الْأَشْقِيَاءِ ذَكَرَ بَعْضَ أَحْوَالِ السُّعَدَاءِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ الْمُطْمَئِنَّةُ هِيَ السَّاكِنَةُ الْمُوقِنَةُ بِالْإِيمَانِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ ، الْوَاصِلَةُ إِلَى ثَلْجِ الْيَقِينِ بِحَيْثُ لَا يُخَالِطُهَا شَكٌّ وَلَا يَعْتَرِيهَا رَيْبٌ .
قَالَ
الْحَسَنُ : هِيَ الْمُؤْمِنَةُ الْمُوقِنَةُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الرَّاضِيَةُ بِقَضَاءِ اللَّهِ الَّتِي عَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا ، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهَا وَقَالَ
مُقَاتِلٌ هِيَ الْآمِنَةُ الْمُطَمْئِنَّةُ .
وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : الْمُطَمْئِنَّةُ بِذِكْرِ اللَّهِ ، وَقِيلَ الْمُخْلِصَةُ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْمُطَمْئِنَّةُ لِأَنَّهَا بُشِّرَتْ بِالْجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ أَيِ ارْجِعِي إِلَى اللَّهِ رَاضِيَةً بِالثَّوَابِ الَّذِي أَعْطَاكِ مَرْضِيَّةً عِنْدَهُ ، وَقِيلَ ارْجِعِي إِلَى مَوْعِدِهِ ، وَقِيلَ إِلَى أَمْرِهِ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ ،
وَعَطَاءٌ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ إِلَى جَسَدِكِ الَّذِي كُنْتِ فِيهِ ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي " بِالْإِفْرَادِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=29فَادْخُلِي فِي عِبَادِي أَيْ فِي زُمْرَةِ عِبَادِي الصَّالِحِينَ وَكُونِي مِنْ جُمْلَتِهِمْ وَانْتَظِمِي فِي سِلْكِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=30وَادْخُلِي جَنَّتِي مَعَهُمْ قِيلَ إِنَّهُ يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ عِنْدَ خُرُوجِهَا مِنَ الدُّنْيَا ، وَيُقَالُ لَهَا : ادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَةِ كُلُّ نَفْسٍ مُطَمْئِنَّةٍ عَلَى الْعُمُومِ ، وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ نُزُولَهَا فِي نَفْسٍ مُعَيَّنَةٍ ، فَالِاعْتِبَارُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ ، لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19أَكْلًا لَمًّا قَالَ : سَفًّا ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20حُبًّا جَمًّا قَالَ : شَدِيدًا ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19أَكْلًا لَمًّا قَالَ : شَدِيدًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا قَالَ : تَحْرِيكُهَا .
وَأَخْرَجَ
مُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021824يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ : وَكَيْفَ لَهُ ؟ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=25فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ الْآيَةَ قَالَ : لَا يُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ بِوَثَاقِ اللَّهِ أَحَدٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ عَنْهُ أَيْضًا
فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ قَالَ : الْمُؤْمِنَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ يَقُولُ : إِلَى جَسَدِكِ .
قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُ سَيُقَالُ لَكَ هَذَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوَهُ مُرْسَلًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14155الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ نَحْوَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ الْمُصَدِّقَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28766تُرَدُّ الْأَرْوَاحُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْأَجْسَادِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً قَالَ : بِمَا أُعْطِيَتْ مِنَ الثَّوَابِ مَرْضِيَّةً عَنْهَا بِعَمَلِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=29فَادْخُلِي فِي عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : مَاتَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ ، فَجَاءَ طَيْرٌ لَمْ يُرَ عَلَى خِلْقَتِهِ فَدَخَلَ نَعْشَهُ ، ثُمَّ لَمْ يُرَ خَارِجًا مِنْهُ ، فَلَمَّا دُفِنَ تُلِيَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ لَا نَدْرِي مَنْ تَلَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=27يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي .
وَأَخْرَجَ
أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ .