وهي مكية بلا خلاف ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=28858_28860أول ما نزل من القرآن .
وأخرج
ابن مردويه من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : أول ما نزل من القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12798وابن الضريس وابن الأنباري
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم وصححه
وابن مردويه ،
وأبو نعيم في الحلية عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق أول سورة أنزلت على
محمد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
والحاكم وصححه
وابن مردويه ،
والبيهقي وصححه عن
عائشة قالت : إن أول ما نزل من القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق ويدل على أن هذه السورة أول ما نزل الحديث الطويل الثابت في
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما من حديث
عائشة ، وفيه فجاءه الحق وهو في غار حراء ، فقال له اقرأ . . . الحديث ، وفي الباب أحاديث وآثار عن جماعة من الصحابة .
وقد ذهب الجمهور إلى أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29067اقرأ باسم ربك الذي خلق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كلا إن الإنسان ليطغى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أن رآه استغنى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إن إلى ربك الرجعى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أرأيت الذي ينهى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عبدا إذا صلى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أرأيت إن كان على الهدى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أو أمر بالتقوى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أرأيت إن كذب وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16ناصية كاذبة خاطئة nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فليدع ناديه nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كلا لا تطعه واسجد واقترب
قرأ الجمهور اقرأ بسكون الهمزة أمرا من القراءة .
وقرأ
عاصم في رواية عنه بفتح الراء ، وكأنه قلب الهمزة ألفا ثم حذفها للأمر ، والأمر بالقراءة يقتضي مقروءا ، فالتقدير : اقرأ ما يوحى إليك ، أو ما نزل عليك ، أو ما أمرت بقراءته ، وقوله : باسم ربك متعلق بمحذوف هو حال : أي اقرأ ملتبسا باسم ربك أو مبتدئا باسم ربك أو مفتتحا ، ويجوز أن تكون الباء زائدة ، والتقدير : اقرأ اسم ربك كقول الشاعر :
سود المحاجر لا يقرأن بالسور
قاله
أبو عبيدة : وقال أيضا : الاسم صلة أي : اذكر ربك .
وقيل الباء بمعنى على : أي اقرأ على اسم ربك ، يقال افعل
[ ص: 1639 ] كذا بسم الله ، وعلى اسم الله . قاله
الأخفش .
وقيل الباء للاستعانة : أي مستعينا باسم ربك ، ووصف الرب بقوله : الذي خلق لتذكير النعمة لأن الخلق هو أعظم النعم ، وعليه يترتب سائر النعم .
قال
الكلبي : يعني الخلائق .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق يعني بني آدم ، والعلقة الدم الجامد ، وإذا جرى فهو المسفوح .
وقال : من علق بجمع " علق " لأن المراد بالإنسان الجنس ، والمعنى :
nindex.php?page=treesubj&link=32405خلق جنس الإنسان من جنس العلق ، وإذا كان المراد بقوله : الذي خلق كل المخلوقات ، فيكون تخصيص الإنسان بالذكر تشريفا له لما فيه من بديع الخلق وعجيب الصنع ، وإذا كان المراد بـ " الذي خلق " الذي خلق الإنسان فيكون الثاني تفسيرا للأول .
والنكتة ما في الإبهام ، ثم التفسير من التفات الذهن وتطلعه إلى معرفة ما أبهم أولا ثم فسر ثانيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم أي افعل ما أمرت به من القراءة ، وجملة " وربك الأكرم " مستأنفة لإزاحة ما اعتذر به صلى الله عليه وسلم من قوله : ما أنا بقارئ يريد أن القراءة شأن من يكتب ويقرأ وهو أمي ، فقيل له اقرأ وربك الأكرم الذي أمرك بالقراءة هو الأكرم .
قال
الكلبي : يعني الحليم عن جهل العباد فلم يعجل بعقوبتهم ، وقيل إنه أمره بالقراءة أولا لنفسه ، ثم أمره بالقراءة ثانيا للتبليغ ، فلا يكون من باب التأكيد ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم أي علم الإنسان الخط بالقلم ، فكان بواسطة ذلك يقدر على أن يعلم كل مكتوب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : علم الإنسان الكتابة بالقلم .
قال
قتادة : القلم نعمة من الله عز وجل عظيمة ، لولا ذلك لم يقم دين ولم يصلح عيش ، فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم ، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو ، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة ، ولولا هي ما استقامت أمور الدين ولا أمور الدنيا ، وسمي قلما لأنه يقلم : أي يقطع .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم هذه الجملة بدل اشتمال من التي قبلها : أي علمه بالقلم من الأمور الكلية والجزئية ما لم يعلم به منها ، قيل المراد بالإنسان هنا آدم كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وعلم آدم الأسماء كلها [ البقرة : 31 ] وقيل : الإنسان هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والأولى حمل الإنسان على العموم ، والمعنى : أن من علمه الله سبحانه من هذا الجنس بواسطة القلم فقد علمه ما لم يعلم .
وقوله : كلا ردع وزجر لمن كفر نعم الله عليه بسبب طغيانه ، وإن لم يتقدم له ذكر ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6إن الإنسان ليطغى أنه يجاوز الحد ويستكبر على ربه .
وقيل المراد بالإنسان هنا
أبو جهل ، وهو المراد بهذا وما بعده إلى آخر السورة ، وأنه تأخر نزول هذا وما بعده عن الخمس الآيات المذكورة في أول هذه السورة .
وقيل " كلا " هنا بمعنى حقا ، قاله
الجرجاني ، وعلل ذلك بأنه ليس قبله ولا بعده شيء يكون كلا ردا له .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أن رآه استغنى علة ليطغى : أي ليطغى أن رأى نفسه مستغنيا ، أو لأن رأى نفسه مستغنيا ، والرؤية هنا بمعنى العلم ، ولو كانت البصرية لامتنع الجمع بين الضميرين في فعلها لشيء واحد لأن ذلك من خواص باب علم ، ونحوه .
قال
الفراء : لم يقل رأى نفسه كما قيل قتل نفسه لأن رأى من الأفعال التي تريد اسما وخبرا نحو الظن والحسبان فلا يقتصر فيه على مفعول واحد ، والعرب تطرح النفس من هذا الجنس تقول : رأيتني وحسبتني ، ومتى تراك خارجا ، ومتى تظنك خارجا ، قيل والمراد هنا أنه استغنى بالعشيرة والأنصار والأموال .
قرأ الجمهور أن رآه بمد الهمزة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16832قنبل عن
ابن كثير بقصرها .
قال
مقاتل : كان
أبو جهل إذا أصاب مالا زاد في ثيابه ومركبه وطعامه وشرابه فذلك طغيانه ، وكذا قال
الكلبي : ثم هدد سبحانه وخوف .
فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إن إلى ربك الرجعى أي المرجع ، والرجعى والمرجع والرجوع مصادر ، يقال : رجع إليه مرجعا ورجوعا ورجعى ، وتقدم الجار والمجرور للقصر : أي الرجعى إليه سبحانه لا إلى غيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى قال المفسرون : الذي ينهى
أبو جهل ، والمراد بالعبد
محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيه تقبيح لصنعه وتشنيع لفعله حتى كأنه بحيث يراه كل من تتأتى منه الرؤية .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أرأيت إن كان على الهدى يعني العبد المنهي إذا صلى ، وهو
محمد صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أو أمر بالتقوى أي بالإخلاص والتوحيد والعمل الصالح الذي تتقى به النار .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أرأيت إن كذب وتولى يعني
أبا جهل ، كذب بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى عن الإيمان ، وقوله : أرأيت في الثلاثة المواضع بمعنى أخبرني لأن الرؤية لما كانت سببا للإخبار عن المرئي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستفهام عن متعلقها ، والخطاب لكل من يصلح له .
وقد ذكر هنا أرأيت ثلاث مرات ، وصرح بعد الثالثة منها بجملة استفهامية فتكون في موضع المفعول الثاني لها ، ومفعولها الأول محذوف ، وهو ضمير يعود على الذي ينهى الواقع مفعولا أول " لأرأيت " الأولى ، ومفعول " أرأيت " الأولى الثاني محذوف ، وهو جملة استفهامية كالجملة الواقعة بعد " أرأيت " الثانية ، وأما " أرأيت " الثانية فلم يذكر لها مفعول لا أول ولا ثاني ، حذف الأول لدلالة مفعول " أرأيت " الثالثة عليه فقد حذف الثاني من الأول ، والأول من الثالثة ، والاثنان من الثانية ، وليس طلب كل من رأيت للجملة الاستفهامية على سبيل التنازع لأنه يستدعي إضمارا ، والجمل لا تضمر ، إنما تضمر المفردات ، وإنما ذكر من باب الحذف للدلالة ، وأما جواب الشرط المذكور مع أرأيت في الموضعين الآخرين فهو محذوف تقديره : إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى وإنما حذف لدلالة ذكره في جواب الشرط الثاني ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى أي يطلع على أحواله ، فيجازيه بها ، فكيف اجترأ على ما اجترأ عليه ؟ والاستفهام للتقريع والتوبيخ ، وقيل أرأيت الأولى مفعولها الأول الموصول ، ومفعولها الثاني الشرطية الأولى بجوابها المحذوف المدلول عليه بالمذكور ، و " أرأيت " في الموضعين تكرير للتأكيد ، وقيل كل واحدة من أرأيت بدل من
[ ص: 1640 ] الأولى ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى الخبر .
كلا ردع للناهي ، واللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15لئن لم ينته هي الموطئة للقسم : أي والله لئن لم ينته عما هو عليه ولم ينزجر لنسفعا بالناصية السفع الجذب الشديد ، والمعنى : لنأخذن بناصيته ولنجرنه إلى النار وهذا كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41فيؤخذ بالنواصي والأقدام [ الرحمن : 41 ] ويقال سفعت الشيء : إذا قبضته وجذبته ، ويقال سفع بناصية فرسه .
قال
الراغب : السفع الأخذ بسفعة الفرس ، أي : بسواد ناصيته ، وباعتبار السواد قيل : به سفعة غضب ، اعتبارا بما يعلو من اللون الدخاني وجه من اشتد به الغضب ، وقيل للصقر أسفع لما فيه من لمع السواد ، وامرأة سفعاء اللون . انتهى ، وقيل هو مأخوذ من سفع النار والشمس : إذا غيرت وجهه إلى سواد ، ومنه قول الشاعر :
أثافي سفعا في معرس مرجل
وقوله : " ناصية " بدل من الناصية ، وإنما أبدل النكرة من المعرفة لوصفها بقوله : كاذبة خاطئة وهذا على مذهب الكوفيين فإنهم لا يجيزون إبدال النكرة من المعرفة إلا بشرط وصفها .
وأما على مذهب البصريين ، فيجوز إبدال النكرة من المعرفة بلا شرط ، وأنشدوا :
فلا وأبيك خير منك إني ليؤذيني التحمحم والصهيل قرأ الجمهور بجر
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16ناصية كاذبة خاطئة والوجه ما ذكرنا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي في رواية عنه برفعها على إضمار مبتدأ أي هي ناصية ، وقرأ
أبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي بنصبها على الذم .
قال
مقاتل : أخبر عنه بأنه فاجر خاطئ ، فقال ناصية كاذبة خاطئة ، تأويلها : صاحبها كاذب خاطئ .
فليدع ناديه أي أهل ناديه ، والنادي : المجلس الذي يجلس فيه القوم ويجتمعون فيه من الأهل والعشيرة ، والمعنى : ليدع عشيرته وأهله ليعينوه وينصروه ، ومنه قول الشاعر :
واستب بعدك يا كليب المجلس
أي أهله .
قيل إن
أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أتهددني وأنا أكثر الوادي ناديا ؟ فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فليدع ناديه سندع الزبانية أي الملائكة الغلاظ الشداد ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ،
والأخفش ،
وعيسى بن عمر : واحدهم زابن ، وقال
أبو عبيدة : زبنية ، وقيل زباني ، وقيل هو اسم للجمع لا واحد له من لفظه كعباديد وأبابيل .
وقال
قتادة : هم الشرط في كلام العرب ، وأصل الزبن الدفع ، ومنه قول الشاعر :
ومستعجب مما يرى من أناتنا ولو زبنته الحرب لم يترمرم والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه ، ومنه قول الشاعر :
مطاعيم في القصوى مطاعين في الوغى زبانية غلب عظام حلومها قرأ الجمهور سندع بالنون ، ولم ترسم الواو كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6يوم يدع الداع [ القمر : 6 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة " سيدعى " على البناء للمفعول ورفع الزبانية على النيابة .
ثم كرر الردع والزجر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كلا لا تطعه أي لا تطعه فيما دعاك إليه من ترك الصلاة " واسجد " أي صل لله غير مكترث به ، ولا مبال بنهيه " واقترب " أي تقرب إليه سبحانه بالطاعة والعبادة .
وقيل المعنى : إذا سجدت اقترب من الله بالدعاء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : واسجد أنت يا
محمد ، واقترب أنت يا
أبا جهل من النار ، والأولى أولى .
والسجود هذا ، الظاهر أن المراد به الصلاة ، وقيل سجود التلاوة ، ويدل على هذا ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من السجود عند تلاوة هذه الآية ، كما سيأتي إن شاء الله .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن
جرير ،
وأبو نعيم في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021875أتى جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد اقرأ . فقال : ما أقرأ ؟ فضمه ثم قال : يا محمد اقرأ ، قال : وما أقرأ ؟ قال : nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم وفي الصحيحين وغيرهما من حديث
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=1021876فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، فقال : قلت ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم الآية .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021877قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لو فعل لأخذته الملائكة عيانا وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021878كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاء أبو جهل فقال : ألم أنهك عن هذا ؟ إنك لتعلم أن ما بها رجل أكثر ناديا مني ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فليدع ناديه nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فقيل : ما يمنعك ؟ فقال : قد اسود ما بيني وبينه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس ينظرون إليه .
وأخرج
أحمد ،
ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021879قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قالوا نعم ، قال : واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأن على رقبته ، قال : فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيده ، فقيل له ما لك ؟ فقال : إن بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال : وأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كلا إن الإنسان ليطغى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أن رآه استغنى إلى آخر السورة : يعني أبا جهل فليدع ناديه يعني قومه سندع الزبانية يعني الملائكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أرأيت الذي ينهى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عبدا إذا صلى [ ص: 1641 ] قال :
أبو جهل بن هشام حين رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلى على ظهره وهو ساجد لله عز وجل .
وأخرج
ابن المنذر عنه في قوله : لنسفعا قال : لنأخذن .
وأخرج ابن
جرير عنه أيضا فليدع ناديه قال : ناصره . وقد قدمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد في
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إذا السماء انشقت وفي
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=28858_28860أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12798وَابْنُ الضُّرَيْسِ وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى
مُحَمَّدٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَهُ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ الْحَدِيثُ الطَّوِيلُ الثَّابِتُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ ،
وَمُسْلِمٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ ، وَفِيهِ فَجَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ ، فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ . . . الْحَدِيثَ ، وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ وَآثَارٌ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ .
وَقَدْ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29067اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عَبْدًا إِذَا صَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ
قَرَأَ الْجُمْهُورُ اقْرَأْ بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ أَمْرًا مِنَ الْقِرَاءَةِ .
وَقَرَأَ
عَاصِمٌ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِفَتْحِ الرَّاءِ ، وَكَأَنَّهُ قَلَبَ الْهَمْزَةَ أَلِفًا ثُمَّ حَذَفَهَا لِلْأَمْرِ ، وَالْأَمْرُ بِالْقِرَاءَةِ يَقْتَضِي مَقْرُوءًا ، فَالتَّقْدِيرُ : اقْرَأْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ، أَوْ مَا نَزَلَ عَلَيْكَ ، أَوْ مَا أُمِرْتَ بِقِرَاءَتِهِ ، وَقَوْلُهُ : بِاسْمِ رَبِّكَ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ حَالٌ : أَيِ اقْرَأْ مُلْتَبِسًا بَاسِمِ رَبِّكَ أَوْ مُبْتَدِئًا بَاسِمِ رَبِّكَ أَوْ مُفْتَتِحًا ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْبَاءُ زَائِدَةً ، وَالتَّقْدِيرُ : اقْرَأِ اسْمَ رَبِّكَ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ :
سُودُ الْمَحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بِالسُّوَرِ
قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ : وَقَالَ أَيْضًا : الِاسْمُ صِلَةٌ أَيْ : اذْكُرْ رَبَّكَ .
وَقِيلَ الْبَاءُ بِمَعْنَى عَلَى : أَيِ اقْرَأْ عَلَى اسْمِ رَبِّكَ ، يُقَالُ افْعَلْ
[ ص: 1639 ] كَذَا بِسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَى اسْمِ اللَّهِ . قَالَهُ
الْأَخْفَشُ .
وَقِيلَ الْبَاءُ لِلِاسْتِعَانَةِ : أَيْ مُسْتَعِينًا بَاسِمِ رَبِّكَ ، وَوَصَفَ الرَّبَّ بِقَوْلِهِ : الَّذِي خَلَقَ لِتَذْكِيرِ النِّعْمَةِ لِأَنَّ الْخَلْقَ هُوَ أَعْظَمُ النِّعَمِ ، وَعَلَيْهِ يَتَرَتَّبُ سَائِرُ النِّعَمِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : يَعْنِي الْخَلَائِقَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ يَعْنِي بَنِي آدَمَ ، وَالْعَلَقَةُ الدَّمُ الْجَامِدُ ، وَإِذَا جَرَى فَهُوَ الْمَسْفُوحُ .
وَقَالَ : مِنْ عَلَقٍ بِجَمْعِ " عَلَقٍ " لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِنْسَانِ الْجِنْسُ ، وَالْمَعْنَى :
nindex.php?page=treesubj&link=32405خَلَقَ جِنْسَ الْإِنْسَانِ مِنْ جِنْسِ الْعَلَقِ ، وَإِذَا كَانَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : الَّذِي خَلَقَ كُلَّ الْمَخْلُوقَاتِ ، فَيَكُونُ تَخْصِيصُ الْإِنْسَانِ بِالذِّكْرِ تَشْرِيفًا لَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ بَدِيعِ الْخَلْقِ وَعَجِيبِ الصُّنْعِ ، وَإِذَا كَانَ الْمُرَادُ بِـ " الَّذِي خَلَقَ " الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ فَيَكُونُ الثَّانِي تَفْسِيرًا لِلْأَوَّلِ .
وَالنُّكْتَةُ مَا فِي الْإِبْهَامِ ، ثُمَّ التَّفْسِيرُ مِنِ الْتِفَاتِ الذِّهْنِ وَتَطَلُّعِهِ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا أُبْهِمَ أَوَّلًا ثُمَّ فُسِّرَ ثَانِيًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ أَيِ افْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ ، وَجُمْلَةُ " وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ " مُسْتَأْنَفَةٌ لِإِزَاحَةِ مَا اعْتَذَرَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ يُرِيدُ أَنَّ الْقِرَاءَةَ شَأْنُ مَنْ يَكْتُبُ وَيَقْرَأُ وَهُوَ أُمِّيٌّ ، فَقِيلَ لَهُ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي أَمَرَكَ بِالْقِرَاءَةِ هُوَ الْأَكْرَمُ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : يَعْنِي الْحَلِيمَ عَنْ جَهْلِ الْعِبَادِ فَلَمْ يُعَجِّلْ بِعُقُوبَتِهِمْ ، وَقِيلَ إِنَّهُ أَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَوَّلًا لِنَفْسِهِ ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ ثَانِيًا لِلتَّبْلِيغِ ، فَلَا يَكُونُ مِنْ بَابِ التَّأْكِيدِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ أَيْ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ الْخَطَّ بِالْقَلَمِ ، فَكَانَ بِوَاسِطَةِ ذَلِكَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَعْلَمَ كُلَّ مَكْتُوبٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : عَلَّمَ الْإِنْسَانَ الْكِتَابَةَ بِالْقَلَمِ .
قَالَ
قَتَادَةُ : الْقَلَمُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَظِيمَةٌ ، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَقُمْ دِينٌ وَلَمْ يَصْلُحْ عَيْشٌ ، فَدَلَّ عَلَى كَمَالِ كَرَمِهِ بِأَنَّهُ عَلَّمَ عِبَادَهُ مَا لَمْ يَعْلَمُوا وَنَقَلَهُمْ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْعِلْمِ ، وَنَبَّهَ عَلَى فَضْلِ عِلْمِ الْكِتَابَةِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا إِلَّا هُوَ ، وَمَا دُوِّنَتِ الْعُلُومُ وَلَا قُيِّدَتِ الْحِكَمُ وَلَا ضُبِطَتْ أَخْبَارُ الْأَوَّلِينَ وَمَقَالَاتُهُمْ وَلَا كُتُبُ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةُ إِلَّا بِالْكِتَابَةِ ، وَلَوْلَا هِيَ مَا اسْتَقَامَتْ أُمُورُ الدِّينِ وَلَا أُمُورُ الدُّنْيَا ، وَسُمِّيَ قَلَمًا لِأَنَّهُ يُقَلَّمُ : أَيْ يُقْطَعُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنَ الَّتِي قَبْلَهَا : أَيْ عَلَّمَهُ بِالْقَلَمِ مِنَ الْأُمُورِ الْكُلِّيَّةِ وَالْجُزْئِيَّةِ مَا لَمْ يَعْلَمْ بِهِ مِنْهَا ، قِيلَ الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هَنَا آدَمُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [ الْبَقَرَةِ : 31 ] وَقِيلَ : الْإِنْسَانُ هُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَالْأَوْلَى حَمْلُ الْإِنْسَانِ عَلَى الْعُمُومِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ بِوَاسِطَةِ الْقَلَمِ فَقَدْ عَلَّمَهُ مَا لَمْ يَعْلَمْ .
وَقَوْلُهُ : كَلَّا رَدْعٌ وَزَجْرٌ لِمَنْ كَفَرَ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ بِسَبَبِ طُغْيَانِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ ذِكْرٌ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنَّهُ يُجَاوِزُ الْحَدَّ وَيَسْتَكْبِرُ عَلَى رَبِّهِ .
وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا
أَبُو جَهْلٍ ، وَهُوَ الْمُرَادُ بِهَذَا وَمَا بَعْدَهُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، وَأَنَّهُ تَأَخَّرَ نُزُولُ هَذَا وَمَا بَعْدَهُ عَنِ الْخَمْسِ الْآيَاتِ الْمَذْكُورَةِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ .
وَقِيلَ " كَلَّا " هُنَا بِمَعْنَى حَقًّا ، قَالَهُ
الْجُرْجَانِيُّ ، وَعَلَّلَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ شَيْءٌ يَكُونُ كَلَّا رَدًّا لَهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى عِلَّةٌ لِيَطْغَى : أَيْ لِيَطْغَى أَنْ رَأَى نَفْسَهُ مُسْتَغْنِيًا ، أَوْ لِأَنْ رَأَى نَفْسَهُ مُسْتَغْنِيًا ، وَالرُّؤْيَةُ هُنَا بِمَعْنَى الْعِلْمِ ، وَلَوْ كَانَتِ الْبَصَرِيَّةَ لَامْتَنَعَ الْجَمْعُ بَيْنَ الضَّمِيرَيْنِ فِي فِعْلِهَا لِشَيْءٍ وَاحِدٍ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ خَوَاصِّ بَابِ عَلِمَ ، وَنَحْوِهِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : لَمْ يَقُلْ رَأَى نَفْسَهُ كَمَا قِيلَ قَتَلَ نَفْسَهُ لِأَنَّ رَأَى مِنَ الْأَفْعَالِ الَّتِي تُرِيدُ اسْمًا وَخَبَرًا نَحْوَ الظَّنِّ وَالْحُسْبَانِ فَلَا يُقْتَصَرُ فِيهِ عَلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ ، وَالْعَرَبُ تَطْرَحُ النَّفْسَ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ تَقُولُ : رَأَيْتُنِي وَحَسِبْتُنِي ، وَمَتَى تَرَاكَ خَارِجًا ، وَمَتَى تَظُنُّكَ خَارِجًا ، قِيلَ وَالْمُرَادُ هُنَا أَنَّهُ اسْتَغْنَى بِالْعَشِيرَةِ وَالْأَنْصَارِ وَالْأَمْوَالِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ أَنْ رَآهُ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16832قُنْبُلٌ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ بِقَصْرِهَا .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : كَانَ
أَبُو جَهْلٍ إِذَا أَصَابَ مَالًا زَادَ فِي ثِيَابِهِ وَمَرْكَبِهِ وَطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ فَذَلِكَ طُغْيَانُهُ ، وَكَذَا قَالَ
الْكَلْبِيُّ : ثُمَّ هَدَّدَ سُبْحَانَهُ وَخَوَّفَ .
فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَيِ الْمَرْجِعَ ، وَالرُّجْعَى وَالْمَرْجِعُ وَالرُّجُوعُ مَصَادِرُ ، يُقَالُ : رَجَعَ إِلَيْهِ مَرْجِعًا وَرُجُوعًا وَرُجْعَى ، وَتَقَدَّمَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ لِلْقَصْرِ : أَيِ الرُّجْعَى إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ لَا إِلَى غَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : الَّذِي يَنْهَى
أَبُو جَهْلٍ ، وَالْمُرَادُ بِالْعَبْدِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِيهِ تَقْبِيحٌ لِصُنْعِهِ وَتَشْنِيعٌ لِفِعْلِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ بِحَيْثُ يَرَاهُ كُلُّ مَنْ تَتَأَتَّى مِنْهُ الرُّؤْيَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى يَعْنِي الْعَبْدَ الْمَنْهِيَّ إِذَا صَلَّى ، وَهُوَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَيْ بِالْإِخْلَاصِ وَالتَّوْحِيدِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي تُتَّقَى بِهِ النَّارُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى يَعْنِي
أَبَا جَهْلٍ ، كَذَّبَ بِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَلَّى عَنِ الْإِيمَانِ ، وَقَوْلُهُ : أَرَأَيْتَ فِي الثَّلَاثَةِ الْمَوَاضِعِ بِمَعْنَى أَخْبِرْنِي لِأَنَّ الرُّؤْيَةَ لَمَّا كَانَتْ سَبَبًا لِلْإِخْبَارِ عَنِ الْمَرْئِيِّ أَجْرَى الِاسْتِفْهَامَ عَنْهَا مَجْرَى الِاسْتِفْهَامِ عَنْ مُتَعَلِّقِهَا ، وَالْخِطَابُ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ .
وَقَدْ ذُكِرَ هُنَا أَرَأَيْتَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَصَرَّحَ بَعْدَ الثَّالِثَةِ مِنْهَا بِجُمْلَةٍ اسْتِفْهَامِيَّةٍ فَتَكُونُ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي لَهَا ، وَمَفْعُولُهَا الْأَوَّلُ مَحْذُوفٌ ، وَهُوَ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الَّذِي يَنْهَى الْوَاقِعِ مَفْعُولًا أَوَّلَ " لِأَرَأَيْتَ " الْأُولَى ، وَمَفْعُولُ " أَرَأَيْتَ " الْأُولَى الثَّانِي مَحْذُوفٌ ، وَهُوَ جُمْلَةٌ اسْتِفْهَامِيَّةٌ كَالْجُمْلَةِ الْوَاقِعَةِ بَعْدَ " أَرَأَيْتَ " الثَّانِيَةِ ، وَأَمَّا " أَرَأَيْتَ " الثَّانِيَةُ فَلَمْ يُذْكَرْ لَهَا مَفْعُولٌ لَا أَوَّلَ وَلَا ثَانِيَ ، حُذِفَ الْأَوَّلُ لِدَلَالَةِ مَفْعُولِ " أَرَأَيْتَ " الثَّالِثَةِ عَلَيْهِ فَقَدْ حُذِفَ الثَّانِي مِنَ الْأَوَّلِ ، وَالْأَوَّلُ مِنَ الثَّالِثَةِ ، وَالِاثْنَانِ مِنَ الثَّانِيَةِ ، وَلَيْسَ طَلَبُ كُلِّ مَنْ رَأَيْتُ لِلْجُمْلَةِ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ عَلَى سَبِيلِ التَّنَازُعِ لِأَنَّهُ يَسْتَدْعِي إِضْمَارًا ، وَالْجُمَلُ لَا تُضْمَرُ ، إِنَّمَا تُضْمَرُ الْمُفْرَدَاتُ ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ مِنْ بَابِ الْحَذْفِ لِلدَّلَالَةِ ، وَأَمَّا جَوَابُ الشَّرْطِ الْمَذْكُورِ مَعَ أَرَأَيْتَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ الْآخَرَيْنِ فَهُوَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى وَإِنَّمَا حُذِفَ لِدَلَالَةِ ذِكْرِهِ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ الثَّانِي ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى أَيْ يَطَّلِعُ عَلَى أَحْوَالِهِ ، فَيُجَازِيهِ بِهَا ، فَكَيْفَ اجْتَرَأَ عَلَى مَا اجْتَرَأَ عَلَيْهِ ؟ وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَقِيلَ أَرَأَيْتَ الْأُولَى مَفْعُولُهَا الْأَوَّلُ الْمَوْصُولُ ، وَمَفْعُولُهَا الثَّانِي الشَّرْطِيَّةُ الْأُولَى بِجَوَابِهَا الْمَحْذُوفِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالْمَذْكُورِ ، وَ " أَرَأَيْتَ " فِي الْمَوْضِعَيْنِ تَكْرِيرٌ لِلتَّأْكِيدِ ، وَقِيلَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ أَرَأَيْتَ بَدَلٌ مِنَ
[ ص: 1640 ] الْأُولَى ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى الْخَبَرَ .
كَلَّا رَدْعٌ لِلنَّاهِي ، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ هِيَ الْمُوَطِّئَةُ لِلْقَسَمِ : أَيْ وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَنْزَجِرْ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ السَّفْعُ الْجَذْبُ الشَّدِيدُ ، وَالْمَعْنَى : لَنَأْخُذَنَّ بِنَاصِيَتِهِ وَلَنَجُرَّنَّهُ إِلَى النَّارِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ [ الرَّحْمَنِ : 41 ] وَيُقَالُ سَفَعْتُ الشَّيْءَ : إِذَا قَبَضْتَهُ وَجَذَبْتَهُ ، وَيُقَالُ سَفَعَ بِنَاصِيَةِ فَرَسِهِ .
قَالَ
الرَّاغِبُ : السَّفْعُ الْأَخْذُ بِسَفْعَةِ الْفَرَسِ ، أَيْ : بِسَوَادِ نَاصِيَتِهِ ، وَبِاعْتِبَارِ السَّوَادِ قِيلَ : بِهِ سَفْعَةُ غَضَبٍ ، اعْتِبَارًا بِمَا يَعْلُو مِنَ اللَّوْنِ الدُّخَّانِيِّ وَجْهَ مَنِ اشْتَدَّ بِهِ الْغَضَبُ ، وَقِيلَ لِلصَّقْرِ أَسْفَعُ لِمَا فِيهِ مِنْ لَمَعِ السَّوَادِ ، وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ اللَّوْنِ . انْتَهَى ، وَقِيلَ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ سَفْعِ النَّارِ وَالشَّمْسِ : إِذَا غَيَّرَتْ وَجْهَهُ إِلَى سَوَادٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَثَافِيَّ سُفْعًا فِي مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ
وَقَوْلُهُ : " نَاصِيَةٌ " بَدَلٌ مِنَ النَّاصِيَةِ ، وَإِنَّمَا أَبْدَلَ النَّكِرَةَ مِنَ الْمَعْرِفَةِ لِوَصْفِهَا بِقَوْلِهِ : كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ فَإِنَّهُمْ لَا يُجِيزُونَ إِبْدَالَ النَّكِرَةِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ إِلَّا بِشَرْطِ وَصْفِهَا .
وَأَمَّا عَلَى مَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ ، فَيَجُوزُ إِبْدَالُ النَّكِرَةِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِلَا شَرْطٍ ، وَأَنْشَدُوا :
فَلَا وَأَبِيكَ خَيْرٌ مِنْكَ إِنِّي لَيُؤْذِينِي التَّحَمْحُمُ وَالصَّهِيلُ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِجَرِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ وَالْوَجْهُ مَا ذَكَرْنَا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِرَفْعِهَا عَلَى إِضْمَارِ مُبْتَدَأٍ أَيْ هِيَ نَاصِيَةٌ ، وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِنَصْبِهَا عَلَى الذَّمِّ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : أَخْبَرَ عَنْهُ بِأَنَّهُ فَاجِرٌ خَاطِئٌ ، فَقَالَ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ، تَأْوِيلُهَا : صَاحِبُهَا كَاذِبٌ خَاطِئٌ .
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ أَيْ أَهْلَ نَادِيهِ ، وَالنَّادِي : الْمَجْلِسُ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ الْقَوْمُ وَيَجْتَمِعُونَ فِيهِ مِنَ الْأَهْلِ وَالْعَشِيرَةِ ، وَالْمَعْنَى : لِيَدْعُ عَشِيرَتَهُ وَأَهْلَهُ لِيُعِينُوهُ وَيَنْصُرُوهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَاسْتَبَّ بَعْدَكَ يَا كُلَيْبُ الْمَجْلِسُ
أَيْ أَهْلُهُ .
قِيلَ إِنَّ
أَبَا جَهْلٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُهَدِّدُنِي وَأَنَا أَكْثَرُ الْوَادِي نَادِيًا ؟ فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ أَيِ الْمَلَائِكَةَ الْغِلَاظَ الشِّدَادَ ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ،
وَالْأَخْفَشُ ،
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ : وَاحِدُهُمْ زَابِنٌ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : زِبْنِيَةٌ ، وَقِيلَ زَبَانِيٌّ ، وَقِيلَ هُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ كَعَبَادِيدَ وَأَبَابِيلَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُمُ الشُّرَطُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَأَصْلُ الزَّبْنِ الدَّفْعُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَمُسْتَعْجِبٌ مِمَّا يَرَى مِنْ أَنَّاتِنَا وَلَوْ زَبَنَتْهُ الْحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ هَذَا الِاسْمَ عَلَى مَنِ اشْتَدَّ بَطْشُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
مَطَاعِيمُ فِي الْقُصْوَى مُطَاعِينَ فِي الْوَغَى زَبَانِيَةٌ غُلَّبٌ عِظَامٌ حُلُومُهَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ سَنَدْعُ بِالنُّونِ ، وَلَمْ تُرْسَمِ الْوَاوُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ [ الْقَمَرِ : 6 ] وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ " سَيُدْعَى " عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَرَفْعِ الزَّبَانِيَةِ عَلَى النِّيَابَةِ .
ثُمَّ كَرَّرَ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كَلَّا لَا تُطِعْهُ أَيْ لَا تُطِعْهُ فِيمَا دَعَاكَ إِلَيْهِ مِنْ تَرْكِ الصَّلَاةِ " وَاسْجُدْ " أَيْ صَلِّ لِلَّهِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِهِ ، وَلَا مُبَالٍ بِنَهْيِهِ " وَاقْتَرِبْ " أَيْ تَقَرَّبْ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِالطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : إِذَا سَجَدْتَ اقْتَرِبْ مِنَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : وَاسْجُدْ أَنْتَ يَا
مُحَمَّدُ ، وَاقْتَرِبْ أَنْتَ يَا
أَبَا جَهْلٍ مِنَ النَّارِ ، وَالْأُولَى أَوْلَى .
وَالسُّجُودُ هَذَا ، الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الصَّلَاةُ ، وَقِيلَ سُجُودُ التِّلَاوَةِ ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا مَا ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ السُّجُودِ عِنْدَ تِلَاوَةِ هَذِهِ الْآيَةِ ، كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ
جَرِيرٍ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16439عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021875أَتَى جِبْرِيلُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ . فَقَالَ : مَا أَقْرَأُ ؟ فَضَمَّهُ ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ ، قَالَ : وَمَا أَقْرَأُ ؟ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ حَتَّى بَلَغَ مَا لَمْ يَعْلَمْ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021876فَجَاءَهُ الْمَلَكُ ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقَالَ : قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، قَالَ : فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ فَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021877قَالَ أَبُو جَهْلٍ : لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عُنُقَهُ ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : لَوْ فَعَلَ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021878كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا ؟ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّ مَا بِهَا رَجُلٌ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ، فَقِيلَ : مَا يَمْنَعُكَ ؟ فَقَالَ : قَدِ اسْوَدَّ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : وَاللَّهِ لَوْ تَحَرَّكَ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
وَمُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021879قَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالُوا نَعَمْ ، قَالَ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي كَذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ وَلَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ ، قَالَ : فَمَا فَجَئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكِصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدِهِ ، فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا قَالَ : وَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِلَى آخِرِ السُّورَةِ : يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ يَعْنِي قَوْمَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عَبْدًا إِذَا صَلَّى [ ص: 1641 ] قَالَ :
أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ حِينَ رَمَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّلَى عَلَى ظَهْرِهِ وَهُوَ سَاجِدٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ : لَنَسْفَعًا قَالَ : لَنَأْخُذَنْ .
وَأَخْرَجَ ابْنُ
جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ قَالَ : نَاصِرَهُ . وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْجُدُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ .