الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 60 ] زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني أبو عبد الرحمن

أصله من خراسان ، ونشأته بها ، ثم سكن مكة زمانا ، ثم تحول منها إلى اليمن فسكن عك .

قال ابن عيينة : هو من العرب ، وصحب الزهري إلى أرضه حين كتب عنه ، قال ابن عيينة : وكان زياد بن سعد ثقة ، قال : وكان لا يكتب إلا شيئا يحفظه إذا كان قصيرا ، وإن كان طويلا لم يرض إلا الإملاء ، قال : وقال لي زياد بن سعد : أنا لا أحفظ حفظك ، أنت أحفظ مني ، أنا بطيء الحفظ ، فإذا حفظت شيئا كنت أحفظ منك .

قال ابن عيينة : وقال أيوب لزياد بن سعد : متى سمعت من هلال بن أبي ميمونة ويحيى بن أبي كثير ؟ فقال : سمعت منهما بالمدينة ، قال : وكان زياد بن سعد خراسانيا .

[ ص: 61 ] وذكر ابن أبي حازم عن مالك قال : حدثني زياد بن سعد وكان ثقة من أهل خراسان سكن مكة ، وقدم علينا المدينة وله هيبة وصلاح ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن زياد بن سعد فقال : ثقة . وكذلك قال يحيى بن معين : زياد بن سعد خراساني ثقة .

قال أبو عمر :

أروى الناس عنه ابن جريج وكان شريكه ويقال : إن زياد بن سعد كان أميا لا يكتب ، وفي خبر ابن عيينة ما يدل على أنه كان يكتب إلا إن أراد أنه كان يكتب له , فالله أعلم .

ولمالك عنه في الموطإ من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أحاديث ، أحدها متصل مسند ، والثاني مرسل ، عند أكثر الرواة ، والثالث موقوف

التالي السابق


الخدمات العلمية