أحد عشر حديثا ، منها واحد مرسل ، وعشرة متصلة مسندة ، قد ذكرنا نسب عبيد الله هذا عند ذكر نسب جده في كتابنا في الصحابة ، فأغنى عن ذكره هاهنا . عتبة بن مسعود
وعبيد الله هذا يكنى أبا عبد الله ، كان أحد الفقهاء العشرة ، ثم السبعة الذين عليهم كانت الفتوى تدور بالمدينة ، وكان عالما فاضلا مقدما في الفقه ، شاعرا محسنا ، لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا هذا - فيما علمت - فقيه أشعر منه ولا شاعر أفقه منه - في الذين لا علم لهم غير الشعر وصناعته - من يقدم عليه فيه ، في أشعاره كتاب مفرد . وللزبير بن بكار القاضي
حدثنا ، حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ أحمد بن زهير ، حدثنا ، حدثنا الزبير بن بكار ، سفيان بن عيينة ، قال : سمعت من العلم شيئا كثيرا حتى ظننت أني قد اكتفيت ، فلما لقيت ابن شهاب فإذا ليس في يدي من العلم شيء . عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
[ ص: 8 ] أخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا ، إسماعيل بن محمد الصفار وأحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ، قالا : حدثنا ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا يونس بن محمد ، عن حماد بن زيد معمر ، عن ، قال : كان الزهري يلطف عبيد الله بن عبد الله ، فكان يعزه عزا . بابن عباس
حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن الفضل ، حدثنا ، حدثنا محمد بن جرير ، حدثنا محمد بن حميد جرير ، عن مغيرة ، قال : كان من أعلم الناس ، قال عبيد الله بن عبد الله مغيرة : وقال لما ولي الخلافة : لو كان عمر بن عبد العزيز عبيد الله حيا لهان علي ما أنا فيه .
وحدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا ، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدثنا أحمد بن حنبل ، عن عبد الرزاق معمر ، قال : سمعت ، يقول : أدركت أربعة بحور ، الزهري أحدهم . عبيد الله بن عبد الله
وذكر في كتاب المعرفة له : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، عن عبد الرزاق معمر ، عن ، قال : كان الزهري قد [ ص: 9 ] تفرس في عبيد الله بن عبد الله . فكان يحدثه الحديث ويقول له : أنا أحدثك لعل الله ينفعك به يوما ( ما ) ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز عمر الخلافة كان يقول : وددت أن لي مجلسا من عبيد الله بدية .
قال : وحدثنا ، حدثنا علي بن المديني سفيان ، حدثنا ، أنه سمع علي بن زيد بن جدعان يقول : ما أصبت من عمر بن عبد العزيز عبيد الله مثل ما أصبت من جميع الناس ، فليت لي اليوم مجلسا منه بدية .
قال : وحدثنا ، حدثنا أحمد بن صالح ، أخبرني ابن وهب يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن قال : ما سمعت بحديث قط فأشاء أن أعيه إلا وعيته . عبيد الله بن عبد الله ،
قال : وحدثنا عبد الله بن صالح ، عن يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبيد الله مثله . وزاد : قال يعقوب : وقال : لو كان عمر بن عبد العزيز عبيد الله حيا ما صدرت إلا عن رأيه ، ولوددت أن علي بيوم من عبيد الله غرما . قال ذلك في خلافته .
قال : وحدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن صالح ، عن ابن وهب يونس ، عن ، قال : صحبت ابن شهاب فما رأيت أعرب حديثا منه . عبيد الله بن عبد الله
[ ص: 10 ] حدثنا عبد الوارث ، حدثنا ، حدثنا قاسم بن أصبغ أحمد بن زهير ، حدثنا ، الزبير بن بكار وإبراهيم بن حمزة الزبيري ، عن ، قال : قيل ابن عيينة : تقول الشعر وأنت فقيه ؟ قال : هل يستطيع الذي به الصدر إلا أن ينفث . لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة
حدثني أحمد بن محمد ، وعبد الرحمن بن يحيى ، قالا : حدثنا أحمد بن سعيد ، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي ، حدثنا أبو عبد الرحمن القاسم بن حبيش بن سليمان بن برد ، حدثنا أحمد بن سعيد الفهري ، حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي إسماعيل بن يعقوب التيمي ، عن ، عن أبيه ، قال : قدمت امرأة من عبد الرحمن بن أبي الزناد هذيل من ناحية مكة - المدينة وكانت جميلة ، فخطبها جماعة من أشراف أهل المدينة ، فأبت أن تتزوج وكان معها بني لها ، فبلغ امتناعها ، فعرض للقوم فقال : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
أحبك حبا لا يحبك مثله قريب ولا في العاشقين بعيد أحبك حبا لو شعرت ببعضه
لجدت ولم يصعب عليك شديد وحبك يا أم الصبي مدلهي
شهيدي أبو بكر فنعم شهيد [ ص: 11 ]
ويعلم ما أخفى سليمان علمه وخارجة يبدي بنا ويعيد
متى تسألي عما أقول فتخبري فللحب عندي طارف وتليد
يريد ، أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، وعروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار وهؤلاء الستة هم فقهاء وقتهم وخارجة بن زيد بن ثابت ، بالمدينة وهو سابعهم .
[ ص: 102 ] وذكر صاحب التاريخ والأخبار ، قال : حدثنا محمد بن خلف المعروف بوكيع ، حدثنا علي بن حرب الموصلي إسماعيل بن ريان الطائي ، قال : سمعت يقول : كان ابن إدريس ، عراك بن مالك ، وأبو بكر بن حزم ، يتجالسون وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بالمدينة زمانا ، ثم إن صار إلى الإمارة ، فمرا ابن حزم بعبيد الله ولم يسلما ولم يقفا به ، وكان ضريرا ، فأخبر بذلك ، فأنشأ يقول :
ألا أبلغا عني عراك بن مالك ولا تدعا أن تثنيا بأبي بكر
لقد جعلت تبدو شواكل منكما كأنكما بي موقران من الصخر
فكيف تريدان ابن ستين حجة على ما أتى وهو ابن عشرين أو عشر
فمسا تراب الأرض منها خلقتما وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تعجبا أن تؤتيا وتكلما فما خشي الأقوام شرا من الكبر
لقد علقت دلواكما دلو حول من القوم لا وغل المراس ولا مزر
فطاوعتما بي عاذلا ذا معاكسة لعمري لقد أورى وما مثله يوري
فلولا اتقاء الله من قيل فيكما للمتكما لوما أحر من الجمر
وقال : حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا إبراهيم بن المنذر إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن ، قال : أتيت ابن شهاب يوما فوجدته ينفخ وهو مغتاظ ، فقلت : ما لك ؟ فقال : جئت أميركم آنفا - يعني عبيد الله بن عبد الله - فسلمت عليه وعلى عمر بن عبد العزيز عبد الله بن عمرو بن عثمان فلم يردا علي فقلت :
فمسا تراب الأرض منها خلقتما وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تأنفا أن تؤتيا فتكلما فما خشي الأقوام شرا من الكبر
فلو شئت أن ألقى عدوا وطاعنا للاقيته أو قال عندي في السر
فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما ضحكت له حتى يلج ويستشري
قال أبو عمر :
هكذا في خبر : وكيع ، وهو غلط ، والله أعلم . وهذه القصة لم تكن إلا في إمارة أبو بكر بن حزم عمر ، لا في خلافته ، وأبو بكر المذكور في هذه الأبيات في قوله : ولا تدعا أن تثنيا بأبي بكر - هو أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة [ ص: 14 ] وما ذكره أيضا في خبره : أن عمر بن شبة عبيد الله مر بعمر وعبد الله بن عمرو بن عثمان ، فسلم عليهما فلم يردا عليه .
والصحيح في ذلك ما حدثناه عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا ، حدثنا الزبير بن بكار ، حدثني إسماعيل بن أبي أويس بكار بن محمد بن جارست عن ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة ، أنه جاء إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، يستأذن عليه في إمرته قال : وكان عمر بن عبد العزيز عمر يجله إجلالا شديدا ، فرده الحاجب ، وكان عنده عبد الله بن عمرو بن عثمان مختليا به ، قال : فانصرف عبد الله غضبان ، وكان في صلاحه ربما قال الأبيات ، فأخبر عمر بأبياته ، فبعث أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة يعذرانه عنده ، ويقولان : إن وعراك بن مالك عمر يقسم بالله ما علم بإتيانك ، ولا برد الحاجب إياك . فقال لعمرو وصاحبه :
ألا أبلغا عني ولا تدعا أن تثنيا عراك بن مالك بأبي بكر
ألا أبلغا عني ولا تدعا أن تثنيا عراك بن مالك بأبي بكر
[ ص: 15 ]
ولو شئت أدلى فيكما غير واحد علانية أو قال عندي في السر
فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما ضحكت له حتى يلج ويستشري
أشعاره كثيرة جدا في غير ما معنى ، منها في الغزل بزوجته عثمة ، أظن أكثره بعد طلاقه إياها . ذكر ، عن إبراهيم بن المنذر ، قال : أبيات عبد الملك بن الماجشون التي أولها : عبيد الله بن عبد الله
لعمري لئن شطت بعثمة دارها لقد كدت من وشك الفراق أليح
أروح بهم ثم أغدو بمثله ويحسب أني في الثياب صحيح
كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم
ذكر قال : حدثني الزبير بن بكار ، قال : أنشدني خالي عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون يوسف بن الماجشون : لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة[ ص: 16 ]
كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم ولامك أقوام ولومهم ظلم
ونم عليك الكاشحون وقبلهم عليك الهوى قد نم لو ينفع النم
وزادك إغراء بها طول هجرها قديما وأبلى لحم أعظمك الهم
وأصبحت كالهندي إذ مات حسرة على إثر هند أو كمن سقي السم
ألا من لنفس لا تموت فينقضي عناها ولا تحيا حياة لها طعم
تجنيت إتيان الحبيب تأثما ألا إن هجران الحبيب هو الإثم
فذق هجرها قد كنت تزعم أنه رشاد ألا يا زاعما كذب الزعم
عفت أطلال عثمة بالغميم فأضحت وهي موحشة الرسوم
وفيها يقول أيضا :
تغلغل حب عثمة في فؤادي فباديه مع الخافي يسير
تغلغل حيث لم يبلغ سراب ولا حزن ولم يبلغ سرور
أكاد إذا ذكرت العهد منها أطير لو ان إنسانا يطير
[ ص: 17 ] وهو القائل أيضا في قصة جرت بين عمر بن عبد العزيز وعروة بن الزبير - وهي أبيات ، منها :
وما الحق أن تهوى فتسعف في الذي هويت إذا ما كان ليس بأعدل
أبى الله والأحساب أن يحمل القذى جفون عيون بالقذى لم توكل
أبن لي فكن مثلي أو ابتغ صاحبا كمثلك إني مبتغ صاحبا مثلي
عزيز إخائي ما ينال مودتي من الناس إلا مسلم كامل العقل وما يلبث الإخوان أن يتفرقوا
إذا لم يؤلف روح شكل إلى شكل
ومن قوله أيضا يخاطب : ابن شهاب
إذا شئت أن تلقى خليلا مصافيا لقيت وإخوان الثقات قليل
أعاذل عاجل ما أشتهي أحب إلي من الرائث
سأنفق مالي في حقه وأوثر نفسي على الوارث
إذا كان لي سر فحدثته العدا وضاق به صدري فللناس أعذر
هو السر ما استودعته وكتمته وليس بسر حين يفشو ويظهر
حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا أحمد بن زهير ، قال : سمعت يقول : مات يحيى بن معين سنة اثنتين ومائة ، ويقال سنة تسع وتسعين . عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
قال أبو عمر :
وقد قيل سنة ثمان وتسعين ، قاله . الواقدي