الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3836 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة . رواه الترمذي ، والنسائي ، والدارمي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

التالي السابق


3836 - ( وعنه ) : أي عن أبي هريرة رضي الله عنه ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : الشهيد ) : أي الحقيقي وفي معناه الحكمي ( لا يجد ألم القتل ) : وفي رواية مس القتل ; أي شدة الموت ( إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة ) : وفي رواية : مس القرصة وهي بفتح القاف وسكون الراء هي المرة من القرص ، وهو عض النملة الإنسان . وقيل أخذ الجلد بنحو ظفر . قال الطيبي : القرص الأخذ بأطراف الأصابع وأتى بأداة الحصر دفعا لتوهم من يتصور أن ألمه يفضل على ألمها ، وذلك في شهيد دون شهيد ، شهيد يتلذذ بذل مهجته في سبيل الله طيبة به نفسه كعمير بن الحطام وإلفاء ثمراته ولقائه الموت كما مر وأنشد خبيب الأنصار حين قتل :

ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ
شارك على أوصال شلو ممزع

اه . والمعنى يبارك على أعضاء جسم مقطع ، وهو أول من صلب في الإسلام ، وقصته أنه شهد بدرا وأسر في غزوة الرجيع سنة ثلاث ، فانطلق به إلى مكة فاشتراه أبو الحارث بن عامر ، وكان خبيب قد قتل الحارث يوم بدر كافرا ، فاشتراه بنوه ليقتلوه ، فأقام عندهم أسيرا ، ثم صلبوه بالتنعيم ، كذا ذكره المؤلف . وفي المواهب : لما خرجوا بخبيب من الحرم ليقتلوه قال : دعوني أصلي ركعتين ، ثم أنشد خبيب يقول : البيتين . ( رواه الترمذي ، والنسائي ، والدارمي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ) : ورواه الطبراني في الأوسط ، عن أبي قتادة .

[ ص: 2484 ]



الخدمات العلمية