( 608 ) وكتبوا عند انتقال من سند لغيره ( ح ) وانطقن بها وقد ( 609 ) رأى الرهاوي بأن لا تقرا
وأنها من حائل وقد رأى ( 610 ) بعض أولي الغرب بأن يقولا
مكانها الحديث قط وقيلا ( 611 ) بل حاء تحويل وقال قد كتب
مكانها صح فحا منها انتخب
( وكتبوا ) أهل الحديث في كل من الحديث أو الكتاب أو نحوهما مما يرومون الجمع بين إسناديه أو أسانيده ، ( عند انتقال من سند لغيره " ح " ) بالقصر مهملة مفردة ، وهي في كتب المتأخرين أكثر ، وفي ( صحيح مسلم ) أكثر منها في ( ) كما صرح به البخاري النووي في مقدمة ( شرح مسلم ) ، وهو المشاهد . ثم اختلفوا : أهي من الحائل أو التحويل أو صح أو الحديث ؟ وهل ينطق بها " حا " أو يصرح ببعض ما رمز بها له عند المرور بها في القراءة أو لا ؟ قال ( وانطقن بها ) كما كتبت مفردة ، ومر في قراءتك . يعني : حسبما عليه الجمهور من السلف وتلقاه عنهم الخلف ، وعليه مشى بعض البغداديين أيضا كما سمعه ابن الصلاح من بعض علماء المغاربة عنه ، ولكن ذلك غير متعين إلا أنه كما قال ابن الصلاح : أحوط الوجوه وأعدلها . ابن الصلاح
( وقد رأى ) الحافظ الرحال ) نسبة إلى الرها بالضم للأكثر ، الحنبلي ، كما سمعه منه أبو محمد عبد القادر بن عبد الله ( الرهاوي ( بأن ) ; أي : أن ( لا تقرا ) أو لا يلفظ بشيء عند الانتهاء إليها ، ( وأنها ) ليست من الرواية بل هي " حا " ( من حائل ) الذي يحول بين الشيئين إذا حجز بينهما ، لكونها حالة بين [ ص: 112 ] الإسنادين ، وأنه لم يعرف عن مشايخه ، وفيهم عدد كانوا حفاظ الحديث في وقته ، غيره ، ونحوه في كونها من حائل لكن مع النطق بذلك قول ابن الصلاح الدمياطي ، وقد قرأ على بعض المغاربة ، فصار كلما وصل إلى " ح " قال : حاجز . وهو في النطق بمعناها خاصة موافق لما حكاه حيث قال ( وقد رأى بعض ) علماء ( أولي الغرب ) حين ذاكرته فيها ، وحكاه عن صنيع المغاربة كافة ( بأن ) ; أي : أن ( يقولا ) من يمر بها ( مكانها الحديث قط ) أي : فقط . وحكى ابن الصلاح عن ابن الصلاح الرهاوي إنكار كونها من الحديث .
قلت : وكأنه لكون الحديث لم يذكر بعد ، فإن كانت مذكورة بعد سياق السند الأول وبعض المتن كما في ( ) فإنه أورد من حديث البخاري مالك ، عن سمي ، عن قال : جئت أنا وأبي حتى دخلنا على أبي بكر بن عبد الرحمن عائشة . ثم قال : ح ، وثنا . وساق سندا آخر إلى وأم سلمة ، عن الزهري أبي بكر المذكور ، أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان عائشة أخبرتاه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، ثم يغتسل ويصوم وأم سلمة . فيمكن عدم إنكاره . أن
( و ) كذا ( قيلا ) مما نقله أيضا عن بعض من جمعته وإياه الرحلة ابن الصلاح بخراسان عن بعض الفضلاء من الأصبهانيين أنها ليست من الحديث ، ( بل ) هي ( حاء تحويل ) من إسناد إلى إسناد آخر .
( وقال ) : ( قد كتب ) فيما رأيته بخط الحافظين ابن الصلاح أبي عثمان الصابوني ، وأبي مسلم عمر بن علي الليثي البخاري والفقيه المحدث أبي سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل الخليلي ( مكانها ) بدلا عنها ( صح ) صريحة ، يعني [ ص: 113 ] نحو ما يجعل بين الرواة المعطوف بعضهم على بعض كما تقدم . قال : فهذا يشعر بكون الحاء رمزا إلى صح ، ( فحا ) بالقصر ( منها انتخب ) . أي : اختير في اختصارها . قال : وحسن إثبات " صح " هاهنا لئلا يتوهم أن حديث هذا الإسناد سقط ، ولئلا يركب الإسناد الثاني على الأول فيجعلا إسنادا واحدا . وبالجملة فقد اختار النووي أنها مأخوذة من التحول ، وأن القارئ يلفظ بها .
ثم إنه لم يختلف من حكينا عنهم في كونها حاء مهملة ، بل قال ابن كثير : إن بعضهم حكى الإجماع عليه . قال : ومن الناس من يتوهم أنها خاء معجمة . أي : إسناد آخر .
وكذا حكاه الدمياطي أيضا ، فقال : وبعض المحدثين يستعملها بالخاء المعجمة يريد بها آخرا وأخيرا . زاد غيره : أو إشارة إلى الخروج من إسناد إلى إسناد . والظاهر كما قال بعض المتأخرين : أن ذلك اجتهاد من أئمتنا في شأنها من حيث إنهم لم يتبين لهم فيها شيء من المتقدمين .
قال الدمياطي : ويقال : ( إن أول من تكلم على هذا الحرف ، وهو ظاهر من صنيعه لا سيما وقد صرح أول المسألة بقوله : ولم يأتنا عن أحد ممن يعتمد بيان لأمرها ) . ابن الصلاح