والفقهاء ، وإن كانوا بكثرة في التابعين ، فعند إطلاق هذا الوصف مع قيد العدد المعين لا ينصرف إلا إلى هؤلاء ، كما قلنا في العبادلة من الصحابة سواء .
وهم : ( . قال خارجة ) بن زيد بن ثابت الأنصاري : كان هو مصعب الزبيري - يعني قاضي وطلحة بن عبد الله بن عوف المدينة وابن أخي - يقسمان المواريث ، ويكتبان الوثائق ، وينتهي الناس إلى قولهما . وكذا قال عبد الرحمن بن عوف ، وزاد : وأنهما [ ص: 154 ] كانا يستفتيان في زمانهما . ابن أبي خيثمة
والثاني : ( . قال القاسم ) بن محمد بن أبي بكر الصديق : ما أدركنا يحيى بن سعيد بالمدينة أحدا نفضله عليه . وعن أبي الزناد : ما رأيت أحدا أعلم بالسنة ولا أحد ذهنا منه . وفي ( صحيح ) : ثنا البخاري علي ، ثنا ، ثنا ابن عيينة عبد الرحمن بن القاسم ، وكان أفضل أهل زمانه ، أنه سمع أباه ، وكان أفضل أهل زمانه ، فذكر شيئا . وعن مالك أنه كان من فقهاء هذه الأمة .
( ثم عروه ) بن الزبير بن العوام الأسدي . قال : كان أعلم الناس بحديث ابن عيينة عائشة ثلاثة ، فبدأ به . وعنه نفسه قال : لقد رأيتني قبل موتها بأربع حجج أو خمس وأنا أقول : لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته . ( ثم أو مكاتب سليمان ) بن يسار الهلالي مولى ميمونة فيما قيل . قال أم سلمة : إنه كان عندنا أفهم من الحسن بن محمد ابن الحنفية ، وكان ابن المسيب يقول للسائل : اذهب إليه ; فإنه أعلم من بقي اليوم . وقال ابن المسيب مالك : كان من علماء الناس بعد . ابن المسيب
والخامس : ( . قال عبيد الله ) ، هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود العجلي : كان أحد فقهاء المدينة . وكذا قال : كان أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين تدور عليهم الفتوى ، وكان عالما فاضلا مقدما في الفقه ، شاعرا محسنا ، لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا هذا فيما علمت فقيه أشعر منه ، ولا شاعر أفقه منه . ابن عبد البر
والسادس : ( ، الماضي قريبا ، وأنه أفضل التابعين . قال سعيد ) بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي مكحول : طفت الأرض كلها في طلب العلم [ ص: 155 ] فما لقيت أعلم منه . وقال قتادة : ما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه . وعن سعيد نفسه : ما بقي أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر مني . قال الراوي : وأحسبه قال : وعثمان .
( والسابع ذو اشتباه ) في تعيينه ، فهو ( إما أبو سلمة ) بالصرف للضرورة ، ابن ، كما عند أكثر عبد الرحمن بن عوف علماء الحجاز ، حسبما قاله الحاكم ، وقد قرنه الزهري بسعيد وعبيد الله وعروة ، فقال : وجدتهم بحورا ، وقال : إن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ قال له وهو بمصر : لقد تركت رجلين من قومك لا أعلم أكثر حديثا منهما ; عروة وأبا سلمة . وقيل لأبي سلمة : من أفقه من خلفت ببلادك ؟ فأشار إلى نفسه . ( او ) هو ( ، كما سالم ) ، هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب . وقال لابن المبارك مالك : إنه كان من أفضل زمانه . بل جاء عنه أيضا أنه لم يكن أحد في زمانه أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه . وقرنه ابن أبي الزناد بالقاسم وعلي بن الحسين في كونهم فاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا . ( أو فـ ) ـهو ( أبو بكر ) ، هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي ، كما لأبي الزناد ; إذ قال : أدركت من فقهاء المدينة وعلمائهم ومن يرتضى منهم وينتهى إلى قولهم . . . فذكره في السبعة . بل قال في مشيخة من نظرائهم : أهل فقه وفضل .
وقال ابن سعد : وسألت عن السبعة الذين كان الواقدي أبو الزناد يحدث عنهم فيقول : حدثني السبعة ، فقال : سعيد . . . وذكرهم ، وأحدهم أبو بكر . وكان مكفوفا ، وهو الذي كان يقال له : راهب قريش ; [ ص: 156 ] لكثرة صلاته . وقال : وهو أحد أئمة المسلمين . وعنه أيضا : ابن خراش أبو بكر وعمر وعكرمة وعبد الله ، بنو ، أجلاء ثقات ، يضرب بهم المثل ، وكلهم من شيوخ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلا الزهري عمر .
( خلاف ) ; أي : خلف في السابع ، ( قائم ) ; يعني : قوي . وجمعهما - أعني أبا سلمة وسالما - عوضا عن أبي بكر وعبيد الله ، وزاد محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري بحيث صاروا ثمانية ، الأستاذ كما هو رأي لغيره أيضا . لكن في إدراج أبو منصور البغدادي فيهم نظر ; فإنه متقدم على هؤلاء بكثير ; إذ موتهم قريبا من سنة مائة ، وهو قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين ، وكان قتله سبب هزيمة ابن حزم أهل المدينة ، وبلغ بهم فيما رواه يحيى بن سعيد عنه كما علي بن المديني للحاكم في ( علومه ) اثني عشر نفسا ، فذكر ممن سبق : خارجة ، والقاسم ، وسعيدا ، وأبا سلمة ، وسالما ، ومن غيرهم : حمزة وزيدا وعبيد الله وبلالا بني عبد الله بن عمر ، إخوة سالم ، وإسماعيل بن زيد بن ثابت أخا خارجة ، ، وأبان بن عثمان بن عفان . وقرن غيرهم مع وقبيصة بن ذؤيب خارجة ، كما تقدم قريبا . وقد نظم طلحة بن عبد الله بن عوف محمد بن يوسف بن الخضر بن عبد الله الحلبي الحنفي المتوفى سنة أربع عشرة وستمائة ( 614هـ ) السبعة المشهورين ، واختار في السابع قول أبي الزناد ، فقال :
ألا كل من لا يقتدي بأئمة فقسمته ضيزى عن الحق خارجه فخذهم : عبيد الله عروة قاسم
سعيد أبو بكر سليمان خارجه