[ الفرع الرابع ] ( و ) الفرع الرابع ، وأخر لصدور ألفاظه ممن دون الصحابي ( قولهم ) أي : أو رفعه أو مرفوعا ; كحديث التابعي فمن دونه بعد ذكر الصحابي ( يرفعه ) عن سعيد بن جبير : ابن عباس الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي رفع الحديث .
وكذا قولهم : ( يبلغ به ) أو ( رواية ) أو ( يرويه ) ; كحديث أبي الزناد عن عن الأعرج يبلغ به : أبي هريرة الناس تبع لقريش وبه عن رواية أبي هريرة تقاتلون قوما صغار الأعين ، وكحديث سفيان عن ، عن الزهري ، عن [ ص: 158 ] سعيد بن المسيب رواية أبي هريرة الفطرة خمس أو ( ينميه ) بفتح أوله وسكون النون ، وكسر الميم ; كحديث مالك عن أبي حازم عن ، قال : كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة . قال سهل بن سعد أبو حازم : لا أعلم إلا أنه ينمي ذلك .
وكذا قولهم : يسنده ، أو يأثره ، مما الحامل عليه وعلى العدول عن التصريح بالإضافة ، إما الشك في الصيغة التي سمع بها أهي " قال رسول الله " ، أو " نبي الله " أو نحو ذلك ; كسمعت أو حدثني ، وهو ممن لا يرى الإبدال ، كما أفاد حاصله المنذري ، أو طلبا للتخفيف وإيثارا للاختصار ، أو للشك في ثبوته ، كما قالهما شيخنا ، أو ورعا ; حيث علم أن المروي بالمعنى ( رفع ) أي : مرفوع بلا خلاف ، كما صرح به النووي ، واقتضاه قول ; وكل هذا وأمثاله كناية عن رفع الصحابي الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وحكم ذلك عند أهل العلم حكم المرفوع صريحا . انتهى . ابن الصلاح
ويدل لذلك مجيء بعض المكنى به بالتصريح ; ففي بعض الروايات لحديث : الفطرة خمس يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم " ، وفي بعضها : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، وفي بعضها لحديث سهل : " ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم " ، وفي بعضها : " قال مالك : ينمي أي : يرفع الحديث " .
والاصطلاح في هذه اللفظة موافق للغة ، قال أهلها : نميت الحديث إلى غيري نميا ، إذا أسندته ورفعته ، وكذا في قوله : وأنهى أمتي عن الكي دليل لذلك ، ( فانتبه ) لهذه الألفاظ وما أشبهها مما الاصطلاح عن الكناية بها عن الرفع .
تتمة : وقع في بعض الأحاديث " ، وهو في حكم قوله : " عن الله عز وجل " وأمثلته كثيرة ، منها : حديث حسن [ عند قول الصحابي : " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفعه البزار [ ص: 159 ] عن قال : قال رسول الله يرفعه ] : أبي هريرة إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير ، يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه ، وهذا من الأحاديث الإلهية ، وقد جمع منها ابن المفضل الحافظ طائفة ، وأفردها غيره .