[ ص: 358 ] 35 - قالوا : حديث يكذبه القرآن من جهتين
nindex.php?page=treesubj&link=32896هل يعذب الميت ببكاء أهله ؟
قالوا : رويتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949892إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه ، وهذا يبطل من وجهين : أحدهما بقول الله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى ، والآخر بقول الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة ، ثم قال تعالى يذكر أحوال المخلوق منذ كان طينا إلى أن يبعثه :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثم جعلناه نطفة في قرار مكين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=15ثم إنكم بعد ذلك لميتون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=16ثم إنكم يوم القيامة تبعثون .
قالوا : ولم يذكر الله تعالى أنه يحييه فيما بين الموت والبعث ، ولا أنه
[ ص: 359 ] يعذبه ولا أنه يثيبه حين أجمل ولا حين فصل .
قال
أبو محمد : ونحن نقول : إن
nindex.php?page=treesubj&link=29568كتاب الله تعالى يأتي بالإيجاز والاختصار وبالإشارة والإيماء ، ويأتي بالصفة في موضع ولا يأتي بها في موضع آخر فيستدل على حذفها من أحد المكانين بظهورها في المكان الآخر ، وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبين للكتاب ودال على ما أريد فيه ، فمن المحذوف في كتاب الله - جل وعز - قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر .
وظاهر هذا يدل على أن من كان مريضا أو على سفر صام عدة من أيام أخر ، وإن صام في السفر وعلى حال المرض ، وإنما أراد : فمن كان منكم مريضا أو على سفر فأفطر ، فعليه عدة من أيام أخر ، فحذف : فأفطر .
وكذلك قوله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك .
وظاهر هذا الكلام يدل على أن المريض أو القمل في رأسه تجب عليه الفدية .
وإنما أراد : فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه فحلق ، فعليه فدية من صيام ، أو صدقة ، أو نسك ، وأشباه هذا كثير .
ومما أتت فيه الصفة ولم تأت في مثله فاستدل بأحدهما على الآخر قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وأشهدوا ذوي عدل منكم .
[ ص: 360 ] وقال تعالى في موضع آخر :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282واستشهدوا شهيدين من رجالكم ، ولم يقل : عدلين ؛ اقتصارا على ما وصف في المكان الآخر .
وقال في موضع :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=92فتحرير رقبة مؤمنة ، وفي موضع آخر :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ، ولم يقل : مؤمنة .
وأما ما استدل عليه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصفات الصلوات وكيف الركوع والسجود والتشهد وكم العدد ، وما في المال من الصدقات والزكوات ، ومقدار ما يقطع فيه السارق ، وما يحرم من الرضاع ، وأشباه هذا كثير ، وقد أعلمنا الله تعالى في كتابه أنه يعذب قوما قبل يوم القيامة إذ يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب .
ولا يجوز أن يعرض هؤلاء على النار غدوا وعشيا في الدنيا ولا في يوم القيامة لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ، ولأن يوم القيامة ليس فيها غدو ولا عشي إلا على مجاز في قوله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ، يجوز في ذلك الموضع ولا يجوز في هذا الموضع ، وقد أخبرت به في كتابي المؤلف في " تأويل مشكل القرآن " ، وقال في موضع آخر بعد أن ذكر عذاب يوم القيامة :
[ ص: 361 ] nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=47وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون .
وقد تتابعت الروايات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهات كثيرة بنقل الثقات أنه كان يتعوذ بالله من عذاب القبر ، ومن ذلك حديث
مالك عن
أبي الزبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949893اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وعذاب القبر .
ومن ذلك حديث
شعبة عن
بديل بن ميسرة ، عن
عبد الله بن شقيق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول
nindex.php?page=hadith&LINKID=949894اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر وعذابه وفتنة الدجال ، ومن ذلك حديث
هشام عن
قتادة ، عن
أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949895اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا ، ومن فتنة الممات وعذاب القبر ، هذا مع أخبار كثيرة في
منكر ونكير ومسألتهما .
منها حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
عاصم ، عن
زر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949896إن أحدكم ليجلس في قبره إجلاسا فيقال له من أنت فيقول أنا عبد الله حيا وميتا وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . فيقال له : صدقت . فيفسح له في قبره ما شاء الله ، ويرى مكانه من الجنة ، وأما الآخر فيقال له : من أنت ؟ فيقول : لا أدري . فيقال له : لا [ ص: 362 ] دريت . فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، وهذا مما لا يعلمه إلا نبي ، ولم يكن
عبد الله ليحكيه إلا وقد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16286عباد بن راشد عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر
nindex.php?page=hadith&LINKID=949897أن الملك يأتي العبد إذا وضع في قبره قال : فإن كان كافرا أو منافقا فيقال له : ما تقول في هذا الرجل ؟ يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته . فيقول : لا دريت ، ولا ائتليت ، ولا اهتديت ، ، وهذه الأخبار تدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=32930عذاب القبر للكافر .
وأما قولهم : كيف يعذب الميت ببكاء الحي والله تعالى يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى ، فإنا أيضا نظن أن التعذيب للكافر ببكاء أهله عليه ، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949898إنه مر بقبر يهودي فقال : إنه يعذب ، وإن أهله ليبكون عليه . فإن كان كذلك فهذا ما لا يوحش ؛ لأن الكافر يعذب على كل حال .
وإن كان أراد المسلم المقصر كما قال في المعذب بالغيبة والبول ، فإن قول الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى إنما هو في أحكام الدنيا .
[ ص: 363 ] وكان أهل الجاهلية يطلبون بثأر القتيل فيقتل أحدهم أخاه أو أباه أو ذا رحم به ، فإذا لم يقدر على أحد من عصبته ولا ذوي الرحم به قتل رجلا من عشيرته ، فأنزل الله - تبارك وتعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى .
وأخبرنا أيضا أنه مما أنزل على
إبراهيم صلى الله عليه وسلم .
ولذلك
nindex.php?page=hadith&LINKID=949899قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل رأى معه ابنه : لا تجني عليه ولا يجني عليك ، فأما عقاب الله تعالى إذا هو أتى فيعم وينال المسيء والمحسن قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، يريد أنها تعم فتصيب الظالم وغيره .
وقال - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=41ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=949900وقالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ، فقال : نعم إذا كثر الخبث .
وقد تبين لهم أن الله تعالى غرق أمة
نوح - عليه السلام - كلها وفيهم الأطفال والبهائم بذنوب البالغين ،
[ ص: 364 ] وأهلك قوم
عاد بالريح العقيم ،
وثمود بالصاعقة ،
وقوم لوط بالحجارة ، ومسخ
أصحاب السبت قردة وخنازير ، وعذب بعذابهم الأطفال .
وأخبرني رجل من الكوفيين قرأ في الكتب المتقدمة من كتب الله تعالى فوجد في كتاب منها : أنا الله الحقود آخذ الأبناء بذنوب الآباء .
[ ص: 365 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن
دانيال - عليه السلام - قال : يحق لكم يا
بني إسرائيل أني بذنوبكم أعذب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : إن الضب في جحره ليموت هزلا بذنب ابن آدم .
وقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على
مضر فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949843اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف .
فتتابعت عليهم الجدوبة والقحط سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام
[ ص: 366 ] والعلهز ، فنال ذلك الجدب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وبدعائه عوقبوا حتى شد وشد المسلمون على بطونهم الحجارة من الجوع .
قال
أبو محمد : وقد رأينا بعيوننا ما أغنى عن الأخبار ، فكم من بلد فيه الصالحون والأبرار والأطفال والصغار ، أصابته الرجفة ، فهلك به البر والفاجر والمسيء والمحسن والطفل والكبير كـ " قومس " ، ومهرجان ، وقذق ، والري ، ومدن كثيرة من مدن
الشام واليمن ، وهذا شيء يعرفه كل من عرف الله - عز وجل - من أهل الديانات وإن اختلفوا .
قال
أبو محمد : وحدثني رجل من أصحاب الأخبار أن
المنصور سمر ذات ليلة فذكر خلفاء
بني أمية وسيرتهم ، وأنهم لم يزالوا على استقامة حتى أفضى أمرهم إلى أبنائهم المترفين ، فكان همهم من عظيم شأن الملك وجلالة قدره قصد الشهوات وإيثار اللذات والدخول في معاصي الله - عز وجل - ومساخطه ، جهلا منهم باستدراج الله تعالى وأمنا من مكره تعالى ، فسلبهم الله تعالى الملك والعز ونقل عنهم النعمة .
فقال له
صالح بن علي : يا أمير المؤمنين ، إن
عبيد الله بن مروان لما دخل أرض
النوبة هاربا فيمن اتبعه سأل ملك
النوبة عنهم ، فأخبر فركب إلى
عبيد الله فكلمه بكلام عجيب في هذا النحو لا أحفظه وأزعجه عن بلده ،
[ ص: 367 ] فإن رأى أمير المؤمنين أن يدعو به من الحبس بحضرتنا في هذه الليلة ويسأله عن ذلك ، فأمر
المنصور بإحضاره وسأله عن القصة . فقال : يا أمير المؤمنين ، قدمت أرض
النوبة بأثاث سلم لي فافترشته بها وأقمت ثلاثا ، فأتاني ملك
النوبة وقد خبر أمرنا ، فدخل علي رجل طوال أقنى حسن الوجه فقعد على الأرض ولم يقرب الثياب ، فقلت ما يمنعك أن تقعد على ثيابنا ، فقال : إني ملك وحق على كل ملك أن يتواضع لعظمة الله - جل وعز - إذ رفعه الله ، ثم أقبل علي فقال لي : لم تشربون الخمور وهي محرمة عليكم في كتابكم ؟ فقلت : اجترأ على ذلك عبيدنا وسفهاؤنا . قال : فلم تطئون الزرع بدوابكم والفساد محرم عليكم في كتابكم ؟ قلت : يفعل ذلك جهالنا ، قال : فلم تلبسون الديباج والحرير وتستعملون الذهب والفضة وهو محرم عليكم ؟ فقلت : زال عنا الملك وقل أنصارنا فانتصرنا بقوم من العجم دخلوا في ديننا فلبسوا ذلك على الكره منا .
فأطرق مليا وجعل يقلب يده وينكت في الأرض ،
[ ص: 368 ] ثم قال : ليس ذلك كما ذكرت ، بل أنتم قوم استحللتم ما حرم عليكم ، وركبتم ما عنه نهيتم ، وظلمتم فيما ملكتم فسلبكم الله تعالى العز وألبسكم الذل بذنوبكم ، ولله تعالى فيكم نقمة لم تبلغ نهايتها ، وأخاف أن يحل بكم العذاب وأنتم ببلدي فيصيبني معكم ، وإنما الضيافة ثلاث ، فتزودوا ما احتجتم إليه وارتحلوا عن بلدي . ففعلت ذلك .
وقد
nindex.php?page=treesubj&link=17970أخبرنا الله تعالى في كتابه أنه يحفظ الأبناء في الآباء فقال - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك .
وقال
عمر - رضي الله عنه - في خطبته يوم استسقى
بالعباس : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك - صلى الله عليه وسلم - وبقية آبائه وكبراء رجاله ، فإنك تقول وقولك الحق :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما ، فحفظتهما لصلاح أبيهما ، فاحفظ اللهم نبيك في عمه ، فقد دلونا به إليك مستشفعين ومستغفرين .
وقد يجوز كما حفظ أبناء أوليائه لآبائهم أن لا يحفظ أبناء أعدائه لآبائهم وهو الفعال لما يشاء ،
[ ص: 369 ] وقد كانت
عائشة - رضي الله عنها - تنكر هذا الحديث وتقول : من قال به فقد فجر ، وهذا ظن من
عائشة وتأويل ، ولا يجوز رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لظنها ، ولو كانت حكت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا في مخالفته كان قولها مقبولا ، ولو كان
عبد الله بن عمر نقله وحده توهم عليه - كما قالت - الغلط ، ولكن قد نقله جماعة من الصحابة فيهم
عمر nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن حصين nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=110وأبو موسى الأشعري ، فإن قالوا : فإن هذا ظلم وقد تبرأ الله - عز وجل - من الظلم إذ يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29وما أنا بظلام للعبيد ، أجبناهم بقول
nindex.php?page=showalam&ids=12444إياس بن معاوية ، فإنه قال : قلت لبعضهم : ما الظلم في كلام العرب ؟ فقال : أن يأخذ الرجل ما ليس له . قلت : فإن الله تعالى له كل شيء .
[ ص: 358 ] 35 - قَالُوا : حَدِيثٌ يُكَذِّبُهُ الْقُرْآنُ مِنْ جِهَتَيْنِ
nindex.php?page=treesubj&link=32896هَلْ يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ ؟
قَالُوا : رُوِّيتُمْ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949892إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ عَلَيْهِ ، وَهَذَا يَبْطُلُ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا بِقَوْلِ اللَّهِ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، وَالْآخَرُ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى يَذْكُرُ أَحْوَالَ الْمَخْلُوقِ مُنْذُ كَانَ طِينًا إِلَى أَنْ يَبْعَثَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=15ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=16ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ .
قَالُوا : وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ يُحْيِيهِ فِيمَا بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْبَعْثِ ، وَلَا أَنَّهُ
[ ص: 359 ] يُعَذِّبُهُ وَلَا أَنَّهُ يُثِيبُهُ حِينَ أَجْمَلَ وَلَا حِينَ فَصَّلَ .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَنَحْنُ نَقُولُ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29568كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى يَأْتِي بِالْإِيجَازِ وَالِاخْتِصَارِ وَبِالْإِشَارَةِ وَالْإِيمَاءِ ، وَيَأْتِي بِالصِّفَةِ فِي مَوْضِعٍ وَلَا يَأْتِي بِهَا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فَيُسْتَدَلُّ عَلَى حَذْفِهَا مِنْ أَحَدِ الْمَكَانَيْنِ بِظُهُورِهَا فِي الْمَكَانِ الْآخَرِ ، وَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُبَيِّنٌ لِلْكِتَابِ وَدَالٌّ عَلَى مَا أُرِيدُ فِيهِ ، فَمِنَ الْمَحْذُوفِ فِي كِتَابِ اللَّهِ - جَلَّ وَعَزَّ - قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ .
وَظَاهِرُ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ صَامَ عِدَّةً مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ، وَإِنْ صَامَ فِي السَّفَرِ وَعَلَى حَالِ الْمَرَضِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ : فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَأَفْطَرَ ، فَعَلَيْهِ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ، فَحَذَفَ : فَأَفْطَرَ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ .
وَظَاهِرُ هَذَا الْكَلَامِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَرِيضَ أَوِ الْقَمِلَ فِي رَأْسِهِ تَجِبُ عَلَيْهِ الْفِدْيَةُ .
وَإِنَّمَا أَرَادَ : فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَحَلَقَ ، فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ ، أَوْ صَدَقَةٍ ، أَوْ نُسُكٍ ، وَأَشْبَاهُ هَذَا كَثِيرٌ .
وَمِمَّا أَتَتْ فِيهِ الصِّفَةُ وَلَمْ تَأْتِ فِي مَثَلِهِ فَاسْتُدِلَّ بِأَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ .
[ ص: 360 ] وَقَالَ تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ، وَلَمْ يَقُلْ : عَدْلَيْنِ ؛ اقْتِصَارًا عَلَى مَا وَصَفَ فِي الْمَكَانِ الْآخَرِ .
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=92فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ، وَلَمْ يَقُلْ : مُؤْمِنَةٍ .
وَأَمَّا مَا اسْتُدِلَّ عَلَيْهِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصِفَاتُ الصَّلَوَاتِ وَكَيْفَ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ وَالتَّشَهُّدُ وَكَمِ الْعَدَدُ ، وَمَا فِي الْمَالِ مِنَ الصَّدَقَاتِ وَالزَّكَوَاتِ ، وَمِقْدَارُ مَا يُقْطَعُ فِيهِ السَّارِقُ ، وَمَا يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ، وَأَشْبَاهُ هَذَا كَثِيرٌ ، وَقَدْ أَعْلَمَنَا اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ يُعَذِّبُ قَوْمًا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِذْ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ .
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُعْرَضَ هَؤُلَاءِ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ، وَلِأَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِيهَا غُدُوٌّ وَلَا عَشِيٌّ إِلَّا عَلَى مَجَازٍ فِي قَوْلِهِ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ، يَجُوزُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَلَا يَجُوزُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَقَدْ أَخْبَرْتُ بِهِ فِي كِتَابِي الْمُؤَلَّفِ فِي " تَأْوِيلِ مُشْكَلِ الْقُرْآنِ " ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ عَذَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ :
[ ص: 361 ] nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=47وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .
وَقَدْ تَتَابَعَتِ الرِّوَايَاتُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ جِهَاتٍ كَثِيرَةٍ بِنَقْلِ الثِّقَاتِ أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ
مَالِكٍ عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16248طَاوُسٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949893اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ .
وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ
شُعْبَةَ عَنْ
بَدِيلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=949894اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِهِ وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ
هِشَامٍ عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949895اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَمَاتِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، هَذَا مَعَ أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ فِي
مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَمَسْأَلَتِهِمَا .
مِنْهَا حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ
زِرٍّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949896إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُجْلَسُ فِي قَبْرِهِ إِجْلَاسًا فَيُقَالُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتًا وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَيُقَالُ لَهُ : صَدَقْتَ . فَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَيَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي . فَيُقَالُ لَهُ : لَا [ ص: 362 ] دَرَيْتَ . فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ ، وَهَذَا مِمَّا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ ، وَلَمْ يَكُنْ
عَبْدُ اللَّهِ لِيَحْكِيَهُ إِلَّا وَقَدْ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16286عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ ذَكَرَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=949897أَنَّ الْمَلَكَ يَأْتِي الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ قَالَ : فَإِنْ كَانَ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا فَيُقَالُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ يَعْنِي مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ . فَيَقُولُ : لَا دَرَيْتَ ، وَلَا ائْتَلَيْتَ ، وَلَا اهْتَدَيْتَ ، ، وَهَذِهِ الْأَخْبَارُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32930عَذَابَ الْقَبْرِ لِلْكَافِرِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : كَيْفَ يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، فَإِنَّا أَيْضًا نَظُنُّ أَنَّ التَّعْذِيبَ لِلْكَافِرِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949898إِنَّهُ مَرَّ بِقَبْرِ يَهُودِيٍّ فَقَالَ : إِنَّهُ يُعَذَّبُ ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ . فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَهَذَا مَا لَا يُوحِشُ ؛ لِأَنَّ الْكَافِرَ يُعَذَّبُ عَلَى كُلِّ حَالٍ .
وَإِنْ كَانَ أَرَادَ الْمُسْلِمَ الْمُقَصِّرَ كَمَا قَالَ فِي الْمُعَذَّبِ بِالْغِيبَةِ وَالْبَوْلِ ، فَإِنَّ قَوْلَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى إِنَّمَا هُوَ فِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا .
[ ص: 363 ] وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَطْلُبُونَ بِثَأْرِ الْقَتِيلِ فَيَقْتُلُ أَحَدُهُمْ أَخَاهُ أَوْ أَبَاهُ أَوْ ذَا رَحِمٍ بِهِ ، فَإِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ عَصَبَتِهِ وَلَا ذَوِي الرَّحِمِ بِهِ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عَشِيرَتِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى .
وَأُخْبِرْنَا أَيْضًا أَنَّهُ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَلِذَلِكَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=949899قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرَجُلٍ رَأَى مَعَهُ ابْنَهُ : لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ ، فَأَمَّا عِقَابُ اللَّهِ تَعَالَى إِذَا هُوَ أَتَى فَيَعُمُّ وَيَنَالُ الْمُسِيءَ وَالْمُحْسِنَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ، يُرِيدُ أَنَّهَا تَعُمُّ فَتُصِيبُ الظَّالِمَ وَغَيْرَهُ .
وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=41ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=949900وَقَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=54أُمُّ سَلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَهْلَكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ، فَقَالَ : نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ .
وَقَدْ تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى غَرَّقَ أُمَّةَ
نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كُلَّهَا وَفِيهِمُ الْأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ بِذُنُوبِ الْبَالِغِينَ ،
[ ص: 364 ] وَأَهْلَكَ قَوْمَ
عَادٍ بِالرِّيحِ الْعَقِيمِ ،
وَثَمُودَ بِالصَّاعِقَةِ ،
وَقَوْمَ لُوطٍ بِالْحِجَارَةِ ، وَمَسَخَ
أَصْحَابَ السَّبْتِ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، وَعَذَّبَ بِعَذَابِهِمُ الْأَطْفَالَ .
وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ قَرَأَ فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ تَعَالَى فَوَجَدَ فِي كِتَابٍ مِنْهَا : أَنَا اللَّهُ الْحَقُودُ آخُذُ الْأَبْنَاءَ بِذُنُوبِ الْآبَاءِ .
[ ص: 365 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ
دَانْيَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ : يَحِقُّ لَكُمْ يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي بِذُنُوبِكُمْ أُعَذَّبُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : إِنَّ الضَّبَّ فِي جُحْرِهِ لَيَمُوتُ هَزِلًا بِذَنْبِ ابْنِ آدَمَ .
وَقَدْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى
مُضَرَ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949843اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ .
فَتَتَابَعَتْ عَلَيْهِمُ الْجُدُوبَةُ وَالْقَحْطُ سَبْعَ سِنِينَ حَتَّى أَكَلُوا الْقَدَّ وَالْعِظَامَ
[ ص: 366 ] وَالْعِلْهِزَ ، فَنَالَ ذَلِكَ الْجَدَبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابَهُ وَبِدُعَائِهِ عُوقِبُوا حَتَّى شَدَّ وَشَدَّ الْمُسْلِمُونَ عَلَى بُطُونِهِمُ الْحِجَارَةَ مِنَ الْجُوعِ .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَقَدْ رَأَيْنَا بِعُيُونِنَا مَا أَغْنَى عَنِ الْأَخْبَارِ ، فَكَمْ مِنْ بَلَدٍ فِيهِ الصَّالِحُونَ وَالْأَبْرَارُ وَالْأَطْفَالُ وَالصِّغَارُ ، أَصَابَتْهُ الرَّجْفَةُ ، فَهَلَكَ بِهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ وَالْمُسِيءُ وَالْمُحْسِنُ وَالطِّفْلُ وَالْكَبِيرُ كَـ " قَوْمَسَ " ، وَمِهْرَجَانَ ، وَقَذْقَ ، وَالرَّيِّ ، وَمُدُنٍ كَثِيرَةٍ مِنْ مُدُنِ
الشَّامِ وَالْيَمَنِ ، وَهَذَا شَيْءٌ يَعْرِفُهُ كُلُّ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ أَهْلِ الدِّيَانَاتِ وَإِنِ اخْتَلَفُوا .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَخْبَارِ أَنَّ
الْمَنْصُورَ سَمَرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَذَكَرَ خُلَفَاءَ
بَنِي أُمَيَّةَ وَسِيرَتَهُمْ ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا عَلَى اسْتِقَامَةٍ حَتَّى أَفْضَى أَمْرُهُمْ إِلَى أَبْنَائِهِمُ الْمُتْرَفِينَ ، فَكَانَ هَمُّهُمْ مِنْ عَظِيمِ شَأْنِ الْمُلْكِ وَجَلَالَةِ قَدْرِهِ قَصْدَ الشَّهَوَاتِ وَإِيثَارَ اللَّذَّاتِ وَالدُّخُولَ فِي مَعَاصِي اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَمَسَاخِطِهِ ، جَهْلًا مِنْهُمْ بِاسْتِدْرَاجِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَمْنًا مِنْ مَكْرِهِ تَعَالَى ، فَسَلَبَهُمُ اللَّهَ تَعَالَى الْمُلْكَ وَالْعِزَّ وَنَقَلَ عَنْهُمُ النِّعْمَةَ .
فَقَالَ لَهُ
صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ
عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَرْوَانَ لَمَّا دَخَلَ أَرْضَ
النُّوبَةِ هَارِبًا فِيمَنِ اتَّبَعَهُ سَأَلَ مَلِكُ
النُّوبَةِ عَنْهُمْ ، فَأُخْبِرَ فَرَكِبَ إِلَى
عُبَيْدِ اللَّهِ فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ عَجِيبٍ فِي هَذَا النَّحْوِ لَا أَحْفَظُهُ وَأَزْعَجَهُ عَنْ بَلَدِهِ ،
[ ص: 367 ] فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ مِنَ الْحَبْسِ بِحَضْرَتِنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَيَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَمَرَ
الْمَنْصُورُ بِإِحْضَارِهِ وَسَأَلَهُ عَنِ الْقِصَّةِ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدِمْتُ أَرْضَ
النُّوبَةِ بِأَثَاثِ سَلَمٍ لِي فَافْتَرَشْتُهُ بِهَا وَأَقَمْتُ ثَلَاثًا ، فَأَتَانِي مَلِكُ
النُّوبَةِ وَقَدْ خُبِّرَ أَمْرَنَا ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ طُوَالٌ أَقْنَى حَسَنُ الْوَجْهِ فَقَعَدَ عَلَى الْأَرْضِ وَلَمْ يَقْرَبِ الثِّيَابَ ، فَقُلْتُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَقْعُدَ عَلَى ثِيَابِنَا ، فَقَالَ : إِنِّي مَلِكٌ وَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مَلِكٍ أَنْ يَتَوَاضَعَ لِعَظَمَةِ اللَّهِ - جَلَّ وَعَزَّ - إِذْ رَفَعَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ لِي : لِمَ تَشْرَبُونَ الْخُمُورَ وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِكُمْ ؟ فَقُلْتُ : اجْتَرَأَ عَلَى ذَلِكَ عَبِيدُنَا وَسُفَهَاؤُنَا . قَالَ : فَلِمَ تَطَئُونَ الزَّرْعَ بِدَوَابِّكُمْ وَالْفَسَادُ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِكُمْ ؟ قُلْتُ : يَفْعَلُ ذَلِكَ جُهَّالُنَا ، قَالَ : فَلِمَ تَلْبَسُونَ الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ وَتَسْتَعْمِلُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ ؟ فَقُلْتُ : زَالَ عَنَّا الْمُلْكُ وَقَلَّ أَنْصَارُنَا فَانْتَصَرْنَا بِقَوْمٍ مِنَ الْعَجَمِ دَخَلُوا فِي دِينِنَا فَلَبِسُوا ذَلِكَ عَلَى الْكُرْهِ مِنَّا .
فَأَطْرَقَ مَلِيًّا وَجَعَلَ يُقَلِّبُ يَدَهُ وَيَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ ،
[ ص: 368 ] ثُمَّ قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ كَمَا ذَكَرْتَ ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ اسْتَحْلَلْتُمْ مَا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ، وَرَكِبْتُمْ مَا عَنْهُ نُهِيتُمْ ، وَظَلَمْتُمْ فِيمَا مَلَكْتُمْ فَسَلَبَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِزَّ وَأَلْبَسَكُمُ الذُّلَّ بِذُنُوبِكُمْ ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِيكُمْ نِقْمَةٌ لَمْ تَبْلُغْ نِهَايَتَهَا ، وَأَخَافُ أَنْ يَحِلَّ بِكُمُ الْعَذَابُ وَأَنْتُمْ بِبَلَدِي فَيُصِيبُنِي مَعَكُمْ ، وَإِنَّمَا الضِّيَافَةُ ثَلَاثٌ ، فَتَزَوَّدُوا مَا احْتَجْتُمْ إِلَيْهِ وَارْتَحِلُوا عَنْ بَلَدِي . فَفَعَلْتُ ذَلِكَ .
وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=17970أَخْبَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ يَحْفَظُ الْأَبْنَاءَ فِي الْآبَاءِ فَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ .
وَقَالَ
عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ اسْتَسْقَى
بِالْعَبَّاسِ : اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَقِيَّةِ آبَائِهِ وَكُبَرَاءِ رِجَالِهِ ، فَإِنَّكَ تَقُولُ وَقَوْلُكُ الْحَقُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا ، فَحَفِظْتَهُمَا لِصَلَاحِ أَبِيهِمَا ، فَاحْفَظِ اللَّهُمَّ نَبِيَّكَ فِي عَمِّهِ ، فَقَدْ دَلَوْنَا بِهِ إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينَ وَمُسْتَغْفِرِينَ .
وَقَدْ يَجُوزُ كَمَا حَفِظَ أَبْنَاءَ أَوْلِيَائِهِ لِآبَائِهِمْ أَنْ لَا يَحْفَظَ أَبْنَاءَ أَعْدَائِهِ لِآبَائِهِمْ وَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ ،
[ ص: 369 ] وَقَدْ كَانَتْ
عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - تُنْكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ وَتَقُولُ : مَنْ قَالَ بِهِ فَقَدْ فَجَرَ ، وَهَذَا ظَنٌّ مِنْ
عَائِشَةَ وَتَأْوِيلٌ ، وَلَا يَجُوزُ رَدُّ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِظَنِّهَا ، وَلَوْ كَانَتْ حَكَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا فِي مُخَالَفَتِهِ كَانَ قَوْلُهَا مَقْبُولًا ، وَلَوْ كَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ نَقَلَهُ وَحْدَهُ تُوُهِّمَ عَلَيْهِ - كَمَا قَالَتِ - الْغَلَطُ ، وَلَكِنْ قَدْ نَقَلَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِيهِمْ
عُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=40وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=110وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، فَإِنْ قَالُوا : فَإِنَّ هَذَا ظُلْمٌ وَقَدْ تَبَرَّأَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنَ الظُّلْمِ إِذْ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ، أَجَبْنَاهُمْ بِقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12444إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَإِنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِبَعْضِهِمْ : مَا الظُّلْمُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ؟ فَقَالَ : أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ مَا لَيْسَ لَهُ . قُلْتُ : فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَهُ كُلُّ شَيْءٍ .