642 - سواد بن قارب السدوسي .
6475 - حدثنا محمد بن محمد التمار البصري ، ثنا بشر بن حجر الشامي ، ثنا علي بن منصور الأنباري ، عن ، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، محمد بن كعب القرظي قاعدا في المسجد مر رجل في مؤخر المسجد ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، أتعرف هذا المار ؟ قال : لا ، فمن هو ؟ قال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه سواد بن قارب ، وهو رجل من أهل اليمن له فيهم شرف وموضع ، وهو الذي أتاه رئيه بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال هذا : علي به ، فدعي له به ، قال : أنت [ ص: 93 ] عمر رضي الله عنه سواد بن قارب ؟ قال : " نعم " ، قال : فأنت الذي أتاك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : " نعم " ، قال : فأنت على ما كنت عليه من كهانتك ؟ فغضب غضبا شديدا وقال : " يا أمير المؤمنين ، ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت " ، فقال عمر : يا سبحان الله والله ما كنا عليه من الشرك أعظم من كهانتك ، أخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : " نعم يا أمير المؤمنين ، بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيي فضربني برجله ، وقال : قم يا سواد بن قارب ، فافهم واعقل إن كنت تعقل ، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل ، وإلى عبادته ، ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتجساسها وشدها العيس بأحلاسها تهوي إلى مكة تبغي الهدى
ما خير الجن كأنجاسها فارحل إلى الصفوة من هاشم
واسم بعينيك إلى رأسها
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ليس قداماها كأذنابها
عجبت للجن وأخبارها وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم بين روابيها وأحجارها
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
- فشمرت من ذيل الإزار ووسطت بي الذعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة [ ص: 95 ] إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب
" قال : " ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإسلامي فرحا شديدا ، حتى رؤي في وجوههم " ، قال : " فوثب إليه ، والتزمه ، قال : قد كنت أحب أن أسمع هذا منك " . عمر رضي الله عنه قال : بينما