الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا أراد الرجل حفر بئر بالبادية ، فإحياؤها يكون بحفرها حتى يصل إلى مائها ، فما لم يصل إليه فالإحياء غير تام ، فإذا وصل إلى الماء نظر ، فإن كانت الأرض صلبة لا تحتاج إلى طي فقد كمل الإحياء وتم الملك ، وإن كانت الأرض رخوة لا تستغني عن طي صار الطي من كمال الإحياء ، فما لم يطو فالإحياء لم يكمل ، فإذا كمل الإحياء نظر ، فإن حفرها للسابلة صارت سبيلا على ذي كبد حي من آدمي ، أو بهيمة ، ويكن حافرها كأحدهم ، فقدوقف عثمان - رضي الله عنه - بردمه فكان يغترف بدلوه مع الناس ، وإن حفرها لنفسه فقد ملكها وحريمها ، وليس له أن يمنع فضل مائها ، فلو أراد سدها منع منه ، لما تعلق بفضل مائها من حقوق السابلة ، وهكذا لو حفر نهرا أو ساق عينا ، كان في حكم البئر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية